مرة أخرى للبشير ورهطه: انا لكم ناصحون

قرأت هنا وهناك تصريحات لرهطكم، وسمعتكم وأنتم تخاطبون رجالات الصوفية، وتحاولون تقسيم الصراع لفسطاطي الكفر والايمان، ولعمري ذلك هراء مبين، فأنتم تخدعون أنفسكم قبل خداع الرأي العام، كيف أنكم جئتم لتخلفوا الله في الأرض، وتمنون الناس بجنة عرضها السموات والأرض، بعد أن تطبقوا شريعة الله قي أرض النيلين، وعندما أصبحت جحيماً على العباد تأتون بنفس الفرية مرة أخرى، ألم تكونوا تطبقون الشرع كل هذه السنوات، ماذا كنتم تفعلون اذاً، أتريدون لنا أن نصدقكم الآن بأنكم تحملون في جعبتكم الحل لمشاكلنا ممثلاً في الدستور الاسلامي؟ ولماذا لم تطبقوه من قبل، ولماذا أوديتم الأرض والعباد للتهلكة وأنتم عندكم الحل أصلاً، وأتيحت لكم الفرصة كاملة لتطبيقه؟
لماذا تمارسون السياسة كأنكم تمارسون العادة السرية؟ ولماذا تخفون رؤوسكم في الرمال وقد فشلتم في ادارة البلاد، واذقتم العباد الأمرين؟ لماذا لا تريدون أن تعرفوا الحقيقة عارية و متبرجة كما هي، أنكم زائلون لا محالة؟ أي رجال صوفية اولئك الذين يهتفون فالترق منا الدماء، ولترق منهم دماء ولترق كل الدماء؟ لماذا تمارسون خداع النفس ونحن نعرف الصوفية، أين صوفيتكم الذين تخاطبون من عبارة (الما عندوا محبة ما عندوا الحبة)، أين هم من قيم التسامح والتسامي الذي به استطاعوا نشر الاسلام في ارض النيلين؟
ان ما تقومون به لهو تعامي يفرضه عليكم استمتاعكم المتوهم بالصولجان، وحتى تلك التهديدات التي تتقيأونها في خطاباتكم ويتقياءها رهطكم في أنكم ستحيلون البلد لفوضى وجحيم حين انفلات الزمام من بين أيديكم لا تعدو محض هراء، فلقد انفرط الرباط العقدي في منظومتكم، وسقطت المبادئ، ولن تجد من يموت من أجل نظامكم المهترئ، ولن تستطيع أن تستدعي المجاهدين لأنه ليس هنالك من تستنجد به، ولن تستطيعوا أن تحيلوا البلاد الى فوضى كما زعم أمينكم حسن عمركم، فأنتم ورهطكم أجبن من ذلك كثيراً، لأن ما يربطكم ببعض هي المصلحة المرتبطة بالفساد الذي تعاقدتم عليه جميعاً، وحتى المخابرات العالمية التي تمارسون فعل الخيانة الوطنية لها سترميكم جيفة بعد أن قضت وطرها منكم.
ان خيار تنازلكم عن السلطة وتسليمها للشعب، والتواضع للمثول أمام محاكم وطنية عادلة، هو الخيار الأمثل لكم، بل هو خيار يعتبر في صالحكم، ليتكم تعلمون بأنكم الآن في بداية النهاية، حتما ستنتصر الارادة الشعبية و الوطنية، وحرصاً منا على ما تبقى لنا من سوداننا وليس حرصاً عليكم، نرى أنه لزاماً علينا نصحكم، فأنتم لا تملكون امكانية تحريك الجيوب الارهابية التي توعدون بها حركة المقاومة، ولا تملكون رصيداً جماهيرياً يعصمكم من مصير صنوكم القذافي، ولا تملكون حلاً لأزمة الحكم المزمنة التي أدخلتم البلاد فيها، بل ولا تملكون الزمن لالتقاط أنفاسكم لسبك كذبة متماسكة وجديدة لهذه الجماهير الغاضبة، لقد انتهى الأمر، أسعوا للتحول الديمقراطي السلمي فهو طوق نجاتكم، هذه رسالتنا لكم، ان عملتم بها تجنبون البلاد والعباد وتجنبون أنفسكم احن ومحن لا قبل لكم بها، اما اذا ما أخذتكم العزة باثمكم البائن بينونة كبرى، فنقول وآأسفاً وعلى وطننا، ولا أسف عليكم أبداً
بشرى محمد حامد الفكي
أحد ضحاياكم الذين ربما لا تعلمون

up

+++++++++