الخطاب السياسي السوداني...ياخي حاجه غريبه

منذ وصول ثورة الإنقاذ الوطني إلى كرسي الحكم في السودان...والخطاب السياسي لم يراوح مكانه...الحديث عن الإستهداف الخارجي للسودان وإستمرار النهج التعبوي ...لم يتغير شئ البته...ويبدو ان الإنقاذ لم تتمكن حتى الان من الإنتقال من الحاله الثوريه إلى حالة الدوله ...وهو فشل حقيقي في مركز التحليل السياسي للحزب الحاكم...قد تكون الإنقاذ تعرضت لبعض الضغوط من الخارج ومن بعض من كانوا منتسبيها بل ومن ضمنهم عرابها "حسن الترابي" ...لكن ذلك لم يدفعها للتغيير من نهج الحكم وسياسته الداخليه والخارجيه...إلتزمت جانب العناد و التزمت فإكتسبت العديد من الأعداء.
صيغة التحدي والإستفزاز التي حواها الخطاب السياسي في الفترة الأخيره ...أوغلت الكثير من الصدور ودفعت بالكثيرين للخروج إلى الشارع والتظاهر...وفي تقديري أن التقشف الإقتصادي لم يكن الدافع الاساسي في خروج الكثيرين ...فإن الانقاذ منذ مهدها الاول كانت متقشفه حد الحاجه والعوز...ولكن الخطاب السياسي من قادة الانقاذ وإستفزازهم للقوى السياسيه الاخرى من خلال عبارات مثل "لحس الكوع" ...كان له الدور الرئيس في خروج الكثيرين.
ماذا يضر الانقاذ ان غيرت في سياستها تجاه الاخر وفتحت الباب لمشاركه فعليه للقوى السياسيه الاخرى ...وغيرت من خطابها السياسي الداخلي ...وغيرت في سياستها الخارجيه التي يتولى قيادتها أحد أفشل وزراء الخارجيه الذين مروا على السودان!!!