الزاكي طمّل .. أسدُ القلابات ينْفَق في محبَسِهِ !!

كثيرا ما فكرت في الكتابة عن أبناء المهدية الذين أكلتهم حين اشتدت و استقام عودها.
محمد عبد الكريم ، أبو قرجة ، مادبو زعيم الرزيقات ، الياس باشا ام برير ، محمد خالد زقل ، الزاكي طمل و غيرهم من قادة و عظماء المهدية الذين انتهوا قتلى بسيفها أو مبعدين منفيين بعد تجريدهم و مصادرتهم.
قلة قليلة من الذين بدءوا الثورة المهدية استمروا قادة فيها حتى سقوط الدولة في معركة ام درمان.
لكن هذه الفكرة – الكتابة عن أبناء المهدية الذين أكلتهم ثورتهم – تبدوا مشروعا كبيرا يحتاج الى كثير جهد ربما لا استطيع بذله.

فحتى يهون الله أمرا دعني أفتح معك هنا صفحة الزاكي طمل .. بطل المهدية الشهير الذي انتهى سجينا أسيرا مات بالعنت و الإهمال في سجن الساير.
ما الذي حدث ليلقى الزاكي هذه النهاية ؟

الزاكي طمل أحد أشهر قادة المهدية العالميين. فإن كانت الشهرة العالمية تأتي من مواجهة القوات الخارجية فان الزاكي كان هو بطل السودان في مواجهة الأحباش و قاد الحرب السودانية الحبشية بعد وفاة حمدان أبو عنجة ( تلك الوفاة التي نسبها بعض الكتاب من أعداء المهدية الى خليفة المهدي ).

عنوان غير موفق

هذا البطل إنسان وليس حيوان

أرجو تعديل عنوانك يا حمور

Quote: عنوان غير موفق هذا البطل إنسان وليس حيوان أرجو تعديل عنوانك يا حمور

هل الاعتراض على وصفة بالأسد فيكون -رحمه الله - بهذا حيوانا ؟
أم الاعتراض على "ينفق " ؟ لأن ينفق تابعة للتشبية بالأسد !!

الحرب السودانية الحبشية هي الحرب الوحيدة تقريبا التي كتب عنها مؤرخ سوداني كتابا كاملا في وصفها و شرح أحوالها.
كتب الشيخ إسماعيل الكردفاني كتاب " الطراز المنقوش ببشرى قتل يوحنا ملك الحبوش " و هو كتاب نادر يمكن أن نقول أنه أحد الكتب الممنوعة إذ حرمة خليفة المهدي و أحرقه في حملته ضد المؤلف.
و قيل أن غضبه على المؤلف سببه الغضب من كتبه التي مدحت رجالا تجاوزتهم المرحلة و حل بهم سخط خليفة المهدي.

يقول بروفسير محمد إبراهيم أبو سليم :
" و لقد أغفلت مصادر المهدية إغفالا تاما عن كتاب الطراز و لم تشر إلى خبره، و لولا أنه وجد مع المستهدي* في مكتبة درم لما عرف العالم عن وجوده و لاختفى خبره كلية " (مقدمة الطراز المنقوش – ص 23 ).
فهل كان نصيب الزاكي طمّل أن يحارب ذكره حتى بعد موته بإحراق نسخ الطراز المنقوش الذي يحكي عن انتصارات الزاكي على الأحباش ؟
يقول أبو سليم :
"و لما حلت النكبة بالمؤلف ، ثم بالمستهدي فأحرق ، كان للطراز نفس الحظ فاختفى " (السابق – ص 23 ).




ــــــــــــــــــــــــــــ
* المستهدي : أي كتاب "سعادة المستهدي بسيرة الامام المهدي " لنفس المؤلف الشيخ إسماعيل الكردفاني .

يصف الشيخ اسماعيل الكردفاني تولية الزاكي طمل بعد وفاة حمدان ابو عنجة :

" .. و اتفقت كلمتهم و انعقدت نيتهم على متابعة الزاكي طمل و القيام معه على نصرة الدين. و حمدوا الله على ذلك لكون الزاكي المذكور من أهل العفة و الرأفة و الشجاعة و الإقدام ، و المعرفة التامة بمكائد الحرب و لا سيما و قد شملته أنظار سيدنا خليفة المهدي عليه السلام و صدرت أوامره الكريمة بتوليته عليهم فاستبان بذلك فضل الزاكي طمل و أنه جدير بالولاية على الجيش المذكور.
و انتظمت امور الجيش بذلك الثغر و استقامت الأحوال. فلسان حال الأنصار في رباط القلابات ينشد في تولية الزاكي قول الشاعر :
إذا مات منا سيد قام سيد قؤول بما قال الكرام فعول "

(الطراز المنقوش ص 96 )

بوست جدير بالملاحقة


دوما لاحقني الظن بان الخليفة التعايشي لم يبقى حوله إلا الاقربين من اهله..
وكان نصيب اولاد دار صباح من ايام حكمة الهوان والزوال والاعدامات المباشرة او غير المباشرة..



الزاكي طمل كان رسما كبيرا على جدار الفصل الرابع مع ابطال اخرين - حسب كتب التاريخ وكلام استاذ امين- في مدرستنا الابتدائية.. وعلى مدى تسع سنين تلت تلك المشاهدة مافي زول قال لينا انو هذا البطل قتله خليفة المهدي..

الخليفة محمد شريف
ادريس ابتر
خالد زقل
النجومي

رجال دارت بهم وباهلهم وذويهم الدواير والونسات والقبلية في مجلس الخليفة..



يقول سيدي العارف احمد عبد العال عليه رحمه الله
ان الخليفة كان من انزه رجالات الدولة السودانية وارشدهم في شوؤن الدولة وصلاح الرعية..
مكث زهاء الساعة في ضريح الامام المهدي عصر تلك الهزمية المنكرة في كرري..
ثم خرج الى الناس وحدثهم عن الابتلاءات العظيمة
وعن السيف حين يغدو رمزا في ايادي المجاهددين الداريش
وعن الصبر الذي سيلازم هذه الامة في قابلات الايام..

ويقول التاريخ ان الخليفة رمى بطمل في غياهب سجن الساير لانه استاسد في الشرق والقلابات معاركه مع الحبوش وصار مرهوب الجانب وذا شكيمة فخشي على ملكه..
ويقال ايضا ان الخليفة رمى بالشيخ الزاهد الحسن الزهراء لا ياد لاكراع في سجن الساير وماهماهو شي
ولمافي اولاد البحر ونجض الخليفة محمد شريف وجميع رايته وختاهم في عهدة عمك الساير خوفا من حركات الدناقلة..
فقد كان الخليفة يعقوب مسمار الدين عن يمينه وهذا السجن الساير عن يسارة..



موضوع تاريخي شيق ياحمور
احب ان استمع اليه بتحليل جيد

بوست جدير بالملاحقة


دوما لاحقني الظن بان الخليفة التعايشي لم يبقى حوله إلا الاقربين من اهله..
وكان نصيب اولاد دار صباح من ايام حكمة الهوان والزوال والاعدامات المباشرة او غير المباشرة..



الزاكي طمل كان رسما كبيرا على جدار الفصل الرابع مع ابطال اخرين - حسب كتب التاريخ وكلام استاذ امين- في مدرستنا الابتدائية.. وعلى مدى تسع سنين تلت تلك المشاهدة مافي زول قال لينا انو هذا البطل قتله خليفة المهدي..

الخليفة محمد شريف
ادريس ابتر
خالد زقل
النجومي

رجال دارت بهم وباهلهم وذويهم الدواير والونسات والقبلية في مجلس الخليفة..



يقول سيدي العارف احمد عبد العال عليه رحمه الله
ان الخليفة كان من انزه رجالات الدولة السودانية وارشدهم في شوؤن الدولة وصلاح الرعية..
مكث زهاء الساعة في ضريح الامام المهدي عصر تلك الهزمية المنكرة في كرري..
ثم خرج الى الناس وحدثهم عن الابتلاءات العظيمة
وعن السيف حين يغدو رمزا في ايادي المجاهددين الداريش
وعن الصبر الذي سيلازم هذه الامة في قابلات الايام..

ويقول التاريخ ان الخليفة رمى بطمل في غياهب سجن الساير لانه استاسد في الشرق والقلابات معاركه مع الحبوش وصار مرهوب الجانب وذا شكيمة فخشي على ملكه..
ويقال ايضا ان الخليفة رمى بالشيخ الزاهد الحسن الزهراء لا ياد لاكراع في سجن الساير وماهماهو شي
ولمافي اولاد البحر ونجض الخليفة محمد شريف وجميع رايته وختاهم في عهدة عمك الساير خوفا من حركات الدناقلة..
فقد كان الخليفة يعقوب مسمار الدين عن يمينه وهذا السجن الساير عن يسارة..



موضوع تاريخي شيق ياحمور
احب ان استمع اليه بتحليل جيد

(كلمة ينفق تقال للحيوان)

تشبيهك للبطل الزاكى طمل جيد ولكن الكلمة المعيبة

هى (ينفق) أنت شبهت إنسانا ولم تشبه قطا كان يمكن

أن تقول يموت فى محبسه . تشبيه الإنسان بالأسد لايجرده من إنسانيته

لك الود والإحترام

Quote: (كلمة ينفق تقال للحيوان) تشبيهك للبطل الزاكى طمل جيد ولكن الكلمة المعيبة هى (ينفق) أنت شبهت إنسانا ولم تشبه قطا كان يمكن أن تقول يموت فى محبسه . تشبيه الإنسان بالأسد لايجرده من إنسانيته لك الود والإحترام

و أظنها موفقة يا شمس الدين لذات السبب الذي استفزك ..
فالميتة التي انتهى اليها الزاكي طمل للأسف تحتاج أن توصف بهذا الوصف ..
أسد هصور ينفق في محبس ضيق ..
فاتوقع أن يتحول انزعاجك (الذي لا اعترض عليه و لا اعيبه ) من العنوان الى الحالة التي عبّر عنها العنوان.
و يأتي وصفها.

يصف علي المهدي في كتابه " جهاد في سبيل الله " (ص 124) موت الزاكي طمّل كما يلي :
" تواطأ الأمير أحمد علي و القاضي أحمد علي و عبد الله ابراهيم و عبد الرسول حنفي و محمد فرح الجعلي على رمي الأمير الزاكي طمّل بتهمة الاتفاق سرا مع الطليان لتسليمهم القضارف و ما حولها و الانحياز لهم.
و قد حلفوا على ذلك و ذكروا لخليفة المهدي أن الزاكي و ابنه طه أصبحا و كأنهما ملكان ، و أنه اذا طلبهما لأم درمان ربما لا يحضران.
فأرسل خليفة المهدي لطه ولد الزاكي يطلبه لأم درمان تجربة فحضر ، ثم طلب الزاكي نفسه فحضر ، و أمر الخليفة بتشكيل محكمة كبرى من القاضي أحمد رئيسا و جمع القضاة و الخليفة علي و واجهوه بهذه التهمة فدحضها و برأته المحكمة و كان في هذه المحكمة من المدعين عبد الله ولد ابراهيم و عبد الرسول فلم يستطيعا الاداء بحجج أقوى منه.
و لما بلغ الأمير أحمد علي و محمد فرح الجعلي خبر براءة الزاكي تأكد أنه لابد منتقم فقدما بلاغا آخر عن خيانته و اتفاقه مع الطليان و حلف الجميع اليمين. و لم تقبل المحكمة دفاعه و حكمت عليه بالسجن.
و رغم ذلك كان خليفة المهدي يرى براءته و اخلاصه و لكنه أرسل للسجن كما رأت المحكمة.
و بعد أن مكث في السجن نحو ثلاثة أشهر صدر خبر من السجن أنه مات.
و سبب موته أن القاضي أحمد كان حاقدا عليه من مدة طويلة فأمر بسجنه سجنا مشددا و وضعه في مكان مظلم و منع الأكل عنه. فاعتبر رئيس السجن أن هذا الأمر أمر قضائي مصدق عليه من خليفة المهدي فنفذه الى أن مات الزاكي طمّل جوعا و ظلما.
و لما علم الخليفة بموته استغرب كثيرا و سأل عن سبب موته فقيل له حبس البول.
فارتاب في ذلك لأنه كان ينتظر أن يرفع إليه أمر مرضه عندما شعر به لأنه كان كثير السؤال عنه لاعتقاده أنه برئ مما ينسب اليه من الاتفاق مع الطليان. لذلك فإن خليفة المهدي قبل وضعه في السجن ليحقق و يكشف حقيقة الأمر. و قد كان تحقيقه جاريا عن طريق سري.
و أخيرا علم الحقيقة بمنع الأكل من الزاكي طمّل فحكم على القاضي أحمد أن يوضع في السجن حتى يموت جوعا كما قتل الأمير طمّل.
و قد أسف الخليفة على موت الأمير الزاكي و قال : هو الذي هزم جيش الطليان و قهره ، انه ليس بالرجل الهين الذي لا يؤسف على موته بهذه الصفة "
(كرري – ص 98 ح )

تعتبر هذه الرواية من اكثر الروايات تلطفا و اشراقا في موت الزاكي طمّل.
فهي تصور الأمر على أنه حسد من البعض ادى الى احراج خليفة المهدي بحكم جائر من المحكمة. اضطر خليفة المهدي الى قبول حكم القضاة و شرع يتحرى في الأمر سرا لكن الزاكي مات قبل انكشاف الحقيقة. و عندما ظهر الحق حكم خليفة المهدي على القاضي أحمد علي بالسجن و العذاب الذي اذاقه للزاكي ظلما.
فهل كان الأمر كذلك ؟
قبل استعراض بقية الروايات التاريخية و مقارنتها دعني اقف بك على بعض ما في رواية علي المهدي من مواضع تحتاج الى تعليق.

بحسب رواية علي المهدي أعلاه فإن الزاكي حوكم مرتان بذات التهمة ..
و هو أمر غريب .. فعلى حين كان الزاكي ابلغ حجة في المرة الاولى نراه في المرة الثانية لم يستطع أن يثبت براءته من التهمة التي ينكرها علي المهدي نفسه و يحكي أن الخليفة لم يصدقها. فماذا أصاب الزاكي في المرة الثانية ليكون ضعيف الحجة و التهمة ذات التهمة ؟
و هل خشي شهود الزور في المرة الأولى أن يحلفوا كما حلف شهود المرة الثانية ؟
هذه نقطة لا يوضحها علي المهدي و لا زلفو الذي استحب روايته.

ثم يقول علي المهدي أن الخليفة كان مقتنعا ببراءة الزاكي لكنه ارسله للسجن حتى يتأكد من التهمة. و كأن سجن الساير مكانا يمكن أن يقضي فيه قائد منتصر فترة الحبس حتى ينظر في أمره. ان سجن الساير كان مكانا بشعا سيئا لا يمكن بحال القول أن البقاء فيه انما كان تحفظيا حتى ينظر الخليفة في الأمر. فلو كان الأمر تحوط لألزمه خليفة المهدي بلزوم المسجد أو بيته كما فعل مع سلاطين و غيره من المشبوهين.

ثم يذكر علي المهدي أبدة لو كتبها سلاطين لقيل أنه يهودي حاقد لكن ابن المهدي لا يمكن ان يتهم بهذا ..
انظر الى قوله :
فاعتبر رئيس السجن أن هذا الأمر أمر قضائي مصدق عليه من خليفة المهدي فنفذه الى أن مات الزاكي طمّل جوعا و ظلما.
هذا القول فيه اقرار بقبول أن الأحكام كان يمكن أن تصل الى هذه الدرجة من الحبس مع منع الطعام حتى الموت. لم يظن السجان أن في هذا الامر شيئا غريبا .. بل ظن بحسن نية أن هذا هو أمر خليفة المهدي .. فتأمل.

في تقديري أن رواية علي المهدي رواية عاطفية اكثر منها حقيقية تعتمد على تبرئة شخصيات معينة و هي لا تتفق مع دلائل اخرى اقوى منها.

الثورة المهدية أكلت ابناءها... الزاكى طمل حكم عليه الخليفه وقاضيه ود الدشين بالموت صبرا ومنع عنه الماء والطعام حتى مات .... واسماعيل الكردفانى صاحب الطراز المنقوش فى هزيمة يوحنا ملك الحبوش ايضا حكم عليه بالموت صبرا وكان رجلا ضخم الجثة ويقال انه تضور فى منفاه فى الجنوب حتى اختطفه المرفعين وأراحه... سيرة حزينة ... لا يعرف عنها الكثيرون..

نورالدين منان

>

Quote: كثيرا ما فكرت في الكتابة عن أبناء المهدية الذين أكلتهم حين اشتدت و استقام عودها

حمور سلامات
يا أخوي الثورة المهدية زي إنقلاب الجبهجية

أكلت أبوها كما أكلت أبنائها!!!!!

وموت المهدي مسموماً مثالاً،،، ويطرح أسئلة؟؟؟؟؟؟

من الذي دس له السم؟
من له مصلحة في أختفاء المهدي؟؟

وعودة لموضوع أبناء الثورة....
من هم الأبناء الذين أكلتهم الثورة؟؟


حمور الموضوع شائك وبجيب الهوا ،،، بس التاريخ لازم يقرأ صاح....

عشان أولادنا يعيشوا صاح...

الشايقي

http://www.youtube.com/watch?v=WjNosdjuv7s

فاوضني بلا زعل

[email protected]
http://alkatwah.com

.

دكين ..

Quote: موضوع تاريخي شيق ياحمور احب ان استمع اليه بتحليل جيد

سأحاول قدر الجهد و المعرفة أن أولي الموضوع حقه من النقل و العرض و التحليل.
اتمنى ان اوفق الى ذلك فهو عسير و الانصاف عزيز.

نور الدين منان ..

Quote: سيرة حزينة ... لا يعرف عنها الكثيرون..

هي سيرة لا ممنوعة و لا مخفية و لا عسيرة المنال.
فالكتب منشورة و الحقائق موفورة.
لمن يرغب.

الشايقي ..
هو موضوع شائك جدا .. بين المكتوب و الشفهي و المعقول و النتائج و التاريخ الذي هو لنا جميعا بخيره و شره.

Quote: من الذي دس له السم؟ من له مصلحة في أختفاء المهدي؟؟

وفاة المهدي تكلم فيها جماعة و اشاروا الى موته مسموما .. لكني و بصدق حتى الان لا استطيع أن اؤيد ذلك ..
من المعهود أن يموت رجال كالمهدي في عنفوانهم .. رغم ما في غرابة الميتة و حلاوة الدسائس .
لكن اتهام شخص او جماعة بالقتل العمد اجده امرا عسيرا حتى بعد مئة عام.

بحسب علي المهدي فان سجن الزاكي كان اجتهادا من الخليفة حتى يتحرى الأمر ..
هل يمكن القول أن هذا الحكم ( بفرض قبول رواية علي المهدي و هو ما افعله تنازلا مع منطق القراءة ) كان عادلا لا عيب فيه ؟
بحسب أحكام المهدي فان احكام الخليفة حتى التي تؤدي الى مثل هذا انما هي صواب مطلق.
يقول المهدي في منشور صادر بتاريخ 17 ربيع أول سنة 1300 هـ (27 يناير 1883 م ) عن الخليفة :
" و اعلموا أن جميع أفعاله و أحكامه محمولة على الصواب لأنه أوتي الحكمة و فصل الخطاب و لو كان حكمه على قتل نفس منكم أو سلب أموالكم. فلا تعترضوا عليه فقد حكمه الله فيكم ليطهركم و يزكيكم من خبائث الدنيا لتصفى قلوبكم و تقبلوا الى ربكم.
و من تكلم في حقه و لو بالكلام النفسي جزما فقد خسر الدنيا و الآخرة ، ذلك هو الخسران المبين ، و يخشى عليه من الموت على سوء الخاتمة و العياذ بالله ".
( منشورات المهدية - ص66 / سعادة المستهدي - ص 383 )
فبهذا النص يكون حكم الخليفة بسجن الزاكي البرئ (بشهادة علي المهدي ) حكما سليما صحيحا لا يجوز الشك فيه. و هذا النص - غالبا - ما جعل علي المهدي يتعلق بخبر جهالة الخليفة لحال الزاكي و قبول منطق حبس البرئ بسجن الساير حتى يتحرى الخليفة الأمر.
فلو كان حكم المحكمة ملزما للخليفة لما كان هناك معنى للتحري لأن الحكم نفذ .. و إن لم يكن ملزما فلماذا حبس البرئ ؟
علي المهدي لا يفسر ذلك - ربما - لأن افعال خليفة المهدي محمولة على الصواب و الشك فيها ربما يجلب الموت على سوء الخاتمة و العياذ بالله.

حمور زيادة

عنوان البوست غير موفق وفيه ايحاء قبيح لا يصدر الا من صاحب غرض وهوى .

تبا لهذه العقول التي اعماها الغرض والمرض فلا تجود الا بمثل هذه الترهات لتلبسها لبوس الوطنية.....الخ .

لماذا اختيار هذه العبارات المستفزة والساخرة والوقحة في الحديث
عن رجال سطروا تاريخ هذه الامة بمداد من ذهب فحقووا للسودان التحرير
والتوحيد والتشريع ؟؟!!!!!!!!! .

الأمين العام لهئية شؤون الأنصار بالسودان (1/2)

عبدالمحمود أبو: المهدي ظهر وانتهى

وليد الطيب




الشيخ عبد المحمود أَبُّو
شغلت فكرة المهدي، الذي يملأ الأرض عدلا العقلَ المسلم في إفريقيا طوال القرون السابقة، وظلت هذه الفكرة هي الباعث على الانقلاب على الأوضاع القائمة على أعمدة التصوف الباطني والطُّرُقِي، كما كانت المحرك على الثورة على الاحتلال والظلم والمدخل للتجديد الديني، وقد ظلت تلك الفكرة الخلاصية وتجلياتها تتمتع بالقبول والاحتفاء بالنظر للحالة الدينية لتلك الفترة من عمر الإسلام في إفريقيا جنوب الصحراء.

الإمام محمد أحمد المهدي، كان مثالا واضحًا في تمثل فكرة "المهدية" بكل ما فيها من محمولات فكرية وروح جهادية، وقد تمكن المهدي من قيادة قومه للحرية من قيد الاحتلال الخارجي والسمو عن واقع الخرافة الذي ساد السودان عهدا طويلا.. ولكن هل المهدي السوداني وهو المهدي الذي بشرت به الأحاديث النبوية، وكيف تحولت هذه الحركة الدينية إلى حزب سياسي يعبر عن الطائفة الدينية، وينفصل نسبيا عنها في الشأن السياسي، هل هذه حالة علمانية تلبست هذه الطائفة الدينية؟ أم إنها اجتهاد متقدم زمنيا على محاولات حركات الإخوان المسلمين في العالم في الفصل بين السياسي والدعوي، وإلى أي مدى تستطيع هذه الطائفة / الحزب التوفيق بين هذين المتناقضين في حال انفصال القيادة، التي يشغل السيد الصادق المهدي الآن قيادة تركيبتها فهو إمام الطائفة ورئيس الحزب.

هذا الحوار مع الشيخ عبد المحمود أَبُّو، الأمين العام لهيئة شئون الأنصار –أعلى منصب قيادي بعد منصب أمام الطائفة- يستوضح فكرة المهدية وما يكنفها من إشكالات، وكذلك العلاقة بين الدعوي والسياسي وأيهما يقود الآخر، كما يستكشف الحوار الجهود المبذولة من قبل عبد المحمود بالتعاون مع الصادق المهدي من أجل تطوير الطائفة وجعلها أكثر مدنية وأبعد من صورتها التاريخية المعبأة بروح القتال والالتزام الحاسم بظاهر الشريعة الإسلامية.. وهي المحاولة التي ظلت تجد معارضة حتى من داخل البيت المهدوي.

الحلقة الأولى

* ما أهم مراجعات حول فكرة المهدي وتجربتها في السودان؟

ـ اختلفت آراء الإسلاميين حول فكرةالمهدي، وقد أنكرها أقوام كالدكتور حسن الترابي مثلا، وأثبتها آخرون، وادعت بعض الطوائف أن زعماءها هم "المهديون"، فما هي رؤيتكم كطائفة دينية تتبنى هذا المفهوم وتؤمن به في مجمل الفكرة؟

الفكرة المهدية لم ترد بنصها في القرآن الكريم وكتب الصحاح بصورة واضحة، ولكنها وردت في كثير من الأحاديث، وأشهر المفسرين الذين تعرضوا لها الإمام ابن كثير تعرض لها وهو يفسر قوله تعالى: "{وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا}، النور: 55، فسر هذه الآية بأن الرسول صلى الله عليه وسلم، ذكر أنه ما يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر خليفة والمهدي منهم"، ثم ذكر أحاديث كثيرة، نحن أحصيناها فوجدناه نحو ثلاثين حديثاً، كلها تتحدث عن المهدي.

ابن خلدون أنكر أمر المهدية باعتبار أنها تمثل حركة ثورية ضد السلطان القائم، وابن خلدون من العلماء الذين كانوا يحرصون الاستقرار، المهدية بهذا الفهم واردة، عن رسول الله، والله سبحانه وتعالى طلب منا أن نؤمن برسول الله صلى الله وعليه وسلم والإيمان بالرسول يقتضي تصديقه بكل ما أخبر، ومما أخبر به الحديث الذي ذكره ابن كثير: "ما يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر خليفة والمهدي منهم"، ومنها الحديث الذي قال فيه: "لن تهلك أمة أنا أولها والمهدي أوسطها وعيسى آخرها"، وقال: "لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلا من آل بيتي وعترتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وفسادا".

إذن هناك نصوص كثيرة صحت عندنا، وعند كثير من العلماء بأن الرسول صلى الله وعليه وسلم أخبر بقدوم مهدي، ولكن عندما نأتي لتصور المهدي وفهم هذه النصوص يكون هناك اختلاف.

* في الأحاديث النبوية التي يأخذ بها المثبتون لفكرة المهدي، وردت صفات ووقائع على المهدي، كأن يبايع بين الركن والمقام وغيرها، فهل تتفق الصفاتمع صفات المهدي السوداني وصفة خروجه؟

ـ أولا: لكي نوضح مدرسة المهدية في السودان، واختلافها عن المدارس الأخرى فبالاطلاع على كل من ادعوا المهدية، وقالوا بها نجد هناك عشر مدارس: الشيعة لديهم ثلاث مدارس: المدرسة الاثنا عشرية، التي تقول إن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري الذي ولد في عام 255هـ، واختفى في غيبة، كما يقولون.

وهناك المدرسة السبعية أو الإسماعيلية التي تقول إن المهدي هو إسماعيل بن جعفر الصادق، وهناك المدرسة الزيدية التي تقول إن كل إنسان من ذرية الحسين قام ضد الظلم وانتصر للحق فهو المهدي.وهناك التصوف فهو لديه أيضا مدرسة وهي مدرسة غيبية ترى أن المهدي هو غوث الزمان، وهناك الفلاسفة فهم يدعون إلى مدينة فاضلة وعلى قمتها مهدي، ثم أهل السنة والمدرسة التي تقول إن المهدي يأتي في آخر الزمان، كذلك هناك حديث لدى بعض المدارس عن بعض الشروط والعلامات ومنها تلك الشروط التي تفضلت بذكرها: أنه يظهر بين الركن والمقام وأنه يكسر الصليب ويصلي بعيسى... إلخ.

* المهدية في السودان التي أعلنها محمد أحمد بن عبد الله، لا تتفق مع كل تلك المدارس، لماذا؟

ـ لأنها ربطت المهدي بشخص محدد في وقت معين وبشروط معينة وبتحديدات معينة، فالمهدي السوداني مهديته (وظيفية)، جاء ليملأ مقعد الخلافة المصطفوية الذي خلا.

المهدية الوظيفية

* ولكن هذا التوصيف يخالف ما يراه المهدي نفسه، فهو كان يؤكد أنه المهدي الخاتم، لم يكن يرى أنه مهديٌّ وظيفيٌّ، بل كان يقول مطلع دعوته: "إنني المهدي المنتظر ومن شك في مهدي فقد كفر"!.



الصادق المهدي إمام الطائفة ورئيس حزب الأمة

ـ ولا يزال يقول مطلع دعوته وطوال حياته إلى أن توفاه الله إليه، ونحن الآن نقول ذلك، فالمنتظرية هنا ليست فكرة طوباوية، فالمنتظرية تقوم على أن شخصا ما ينتظر، لكي يجدد أمر الدين، عند الشيعة هو شخص معين، وعند أهل السنة شخص يبايع بين الركن والمقام، وعندنا نحن -ونحن من أهل السنة- نعتقد أن المهدي، ليس شخصا يبايعه الناس بين الركن والمقام، فلو زرت الكعبة المشرفة ترى أن المسافة بين الركن والمقام مسافة معينة، ولا يعقل أن يأتي شخص من السماء، ليعلن للناس أنه المهدي المنتظر، وقد فعل ذلك من قبل "جهيمان" في بداية هذا القرن، وادعى أنه المهدي المنتظر واحتل الكعبة المشرفة، وقتل من قبل السعوديين، وظن كثير من الناس أنه المنتظر، فهذا ليس موجودًا في الفكر الإسلامي، فلو نظرت في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، ليس فيها هذا المفهوم، الذي فيه خوارق عادات، فمفهوم الرسالة الخاتمة يقوم على منهج خارق موضوعي، هو القرآن الكريم، الحجة الباقية، فالشرط الذي ذكره رسول الله: أن المهدي اسمه يماثل اسم نبي الله، واسم أبيه هو اسم والد رسول الله، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وفسادا، هذه الشروط وجدناها انطبقت في الإمام محمد أحمد المهدي في السودان، ولكن سيظل هذا الكلام مثار خلاف بيننا وكثير من أهل السنة والصوفية، وبيننا والشيعة ومثل هذه المسائل العقدية لا يمكن أن تحسم؛ لأن مناطها التصديق، لكن المنهج الذي أتى بها وهو الذي ندعو له الناس، هذا المنهج: "أنا عبد مأمور بإحياء الكتاب والسنة المقبورين حتى يستقيما".
* لماذا ظهر في السودان؟

ـ أنت تعلم أن الفترة التي ظهر فيها في السودان، كانت السلطنة العثمانية صارت ضعيفة لدرجة أنها أصبحت مدخلا للاستعمار، ثم خضعت أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي للاحتلال.

* هل تعني أنها كانت ثورة تحرر ومشروعا وطنيا؟

ـ المشروع الوطني جزء منها، هي دعوة إصلاح ديني ودعوة تجديد إسلامي وفي نفس الوقت دعوة تحرر وطني في آنٍ واحد، فهي دعوة وثورة.

* لو سلمنا بأنه "مهدي وظيفي"، فإن هذه المفهوم يسمح بظهور مهديين جدد، هل ترون أنه يمكن أن يظهر مهدي آخر في السودان؟

ـ بالنسبة لنا المهدي الذي بشر به الرسول الله صلى الله عليهوسلم، ظهر وانتهى، ولكن لا يمنع هذا ظهور مصلحين آخرين، ولكن لا يمكن أن نطلق عليهم "المهدي"، وإذا أراد أتباعهم إطلاق ذلك اللفظ، فلهم ذلك.

مآخذ على المهدي السوداني

* أُخذ على الإمام المهدي بعض المآخذ، كالاعتماد على الرؤية المنامية كمصدر للتشريع وحمل الناس على مقتضاها، والقول "أخبرني سيد الوجود يقظة لا مناما"، فما قولكم في ذلك؟

ـ لم يعتمد المهدي على الرؤية كمصدر رئيس للتشريع بل مصدر مكمل، فالتشريع يعتمد على الكتاب والسنة، واعتماد المهدي على الرؤية جزء من المناخ والعقلية الدينية في السودان، التي سيطر عليها التصوف، حيث سيطرت كتابات ابن عربي والحُجّاج الذين قدموا من غرب على الحياة العقلية في السودان، فالرؤية عند المهدي لتأكيد ما هو مؤكد، فكما تعرف أن مصادر المعرفة (الغيبية) في الإسلام أربعة: الوحي والإلهام ومنها الرؤيا، والنبي كان نبوته ستة أشهر رؤيا صادقة، والنبوة.

* لكننا نجد أن هذه الرؤيا أصبحت منهجا في المهدية، فالخليفة عبد الله خليفة المهدي أيضا أخذ بها كما في معركة كررى، هو ما لا يتفق مع ما ذهبت إليه؟

ـ نحن المسلمين أُمِرْنا أن نستخير وأن نستشير ونستأنس بالرؤيا الصادقة لليقين، ولكن لا نعتمد عليها كمصدر للتشريع، والإنسان الذي يعيش التجربة الروحية يعلم معنى قيمة الرؤيا الصادقة في إكساب الإنسان اليقين.والرؤيا الصادقة مصدر للتشريع عند الأنبياء، وهي من الوحي كما في قصة سيدنا إبراهيم ومحاولته ذبح إسماعيل عليه السلام.

ومصادر التشريع في الفكر المهدوي هي الكتاب والسنة كما قال الإمام المهدي: "أنا عبد مأمور بإحياء الكتاب والسنة المقبورين حتى يستقيما".

* ذكر الدكتور مكي شبيكة في كتابه من تاريخ السودان أن المهدي اكتشف في أواخر حياته أنه ليس بالمهدي المنتظر، كما في كلامه الذي أسرَّه لأمير شمبات من "أن المهدية لم تأت على وجهها الصحيح"، فهل أنتم تؤمنون بأنه المنتظر؟

ـ أنفي هذا الكلام نفيا تاما، فالمهدي حتى آخر حياته كان يؤمن أنه هو المهدي في قرارة نفسه بأنه المهدي المنتظر، وقد أصدر منشورا للناس أنه اعتكف للتفرغ لربه في رمضان، ويأمرهم فيه بالذهاب للخلفاء والأمراء لقضاء أمورهم المختلفة، وهو في خلوته تلك أصدر دعاء صلاة القيام في رمضان، وهو قمة في الابتهالات الروحية والأدب الرفيع.

* تُتهم الحركة المهدية بأنها إقصائية للآخر الملي، فهي قد رفعت العمل بالمذاهب الفقهية الأربعة المشهورة، كما ألغت الطرق الصوفية السودانية، فما هو موقف المهدية من الذين هم خارجها؟

ـ المهدي كان يعتبر أن كثيرا من الكتب التي ألّفها كثير من العلماء أبعدت الناس عن الطريق الحق، وأنه أعاد الناس إلى الكتاب والسنة، ولكنه كان يحترم أئمة المذاهب، قال عنهم: "بارك الله فيهم، وصلوا وواصلوا"، وبالنسبة للطرق الصوفية فنحن -الأنصار- حتى يومنا هذا نرى أن كثيرا من الناس تعصبوا لشيوخهم وطرقهم، وربما هذا التعصب أبعدهم عن جوهر الدين، وكان الإمام المهدي حريصا على إعادة الناس إلى جوهر الدين، ويحترم الطرق، لكن ربما في تلك المرحلة وهو يواجه حملة استعمارية وغزوة ثقافية.. ربما اتخذ من السياسات تدخلا في باب (السياسة الشرعية)، وهي سياسات وقتية، وكان المهدي يدرك أنها لا تصلح إلا لتلك المرحلة، ولذلك وضع قاعدة ذهبية في فقه الحركة "لكل وقت ومقام حال، ولكل زمان وأوان رجال".

* من خلال مطالعة راتب الإمام المهدي ومنشوراته الفقهية، نجده أن في الفقه أقرب للفقه الشافعي، وفي العقيدة أقرب لاختيار الإمام أبي الحسن الأشعري، كما في قوله متوسلا: "اللهم أسالك بحق استيلائك على عرشك"، فهل كان المهدي أشعريا في العقيدة شافعيا في الفقه؟

ـ المهدي لما ظهر وجد العقيدة قد اختلط بها مفاهيم فلسفية ومقولات المنطق، لدرجة أنها أبعدت الناس عما أراده الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأنت لكي توحد الله تعالى -في تلك الفترة- مطالب بأن تقرأ كتبا كثيرة جدا، تجعلك في نهاية الأمر في بلبلة في فكرك وآرائك وعقيدتك، فهو أعاد العقيدة لبساطتها، حين قال: "اعلموا أن أصل التوحيد الشهادتان، تتضمنها سورة الإخلاص، مع معرفة معانيهما –أي الشهادتين- تكفي)، وقال في راتبه بعد الشهادة: "اللهم أنت الواحد الذي بيده الغائب والشاهد، فثبت شهادتي هذه على ما يرضيك ونورها بنورك الذي نورت به شهادة الأنبياء والمرسلين والملائكة والمقربين واجعل لي من حظ اليقين، كما أعطيته من الرسوخ والتمكين حتى لا يتزلزل يقيني بالرياح العواصف، واجعله ملكة لا تزول... إلخ".

* هل كان أشعريًّا؟

ـ لم يكن أشعريا، ولم يكن ماتُريديا.. كان مؤمنا موحدا ورجلا مجددا، ولذلك لم يتبع مذهبا عقديا بعينه.بالنسبة للمذاهب الفقهية، فقال المهدي للمذهبيين: "إن المنبع الذي أخذوا منه هو الكتاب والسنة، وأنتم الآن بتعصبكم للمذاهب قد ابتعدتم عن روح الكتاب والسنة، فلنرجع لكتاب الله وسنة رسوله، ورسول صلى الله عليه وسلم قال: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي"؛ لذلك تجده في الفقه أحيانا يوافق الشافعية، كما أشرت وأحيانا يوافق آراء المذاهب الأخرى، بالنسبة لفقه العبادات العام، هو أقرب للفقه الحنفي برغم أنه ليس بمتمذهب، ونحن في هيئة شئون الأنصار الآن بصدد جمع التراث الفقهي الذي خلفه الإمام المهدي ووضعه في صورة مرجعية فقهية واضحة ليعرف الناس منهج الإمام المهدي في التعامل مع الأحكام، هو منهج فقهي ينطلق من الكتاب والسنة فقط، وقد يلتقي مع كل مذهب فقهي في مسألة من المسائل.

* أيضا تتهم الفكرة المهدوية بأنها تحمل جينات تكفيرية، فقد كفر المهدي كثيرا من رجال زمانه؟



شعار هيئة شئون الأنصار

ـ مسألة التكفير فيها بُعد كبيرٌ، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال في موقف من المواقف: "من لم يهاجر فقد كفر"، ولكنه ليس الكفر المخرج من الملة، وما يخرجنا من الفهم التكفيري للمهدية هو أن المهدي لم يتعامل مع من يؤيدونه بهذا الفهم؛ لأنه لو كان يعتقد أنهم كفار ودمهم هدر لأمر بقتلهم جميعا، فهو عندما جاء لفتح الخرطوم كتب منشورًا يأمر فيها بألا يقتل كل العلماء بما فيهم الشيخ الأمين الضرير الذي كان مناهضا له طوال دعوته وعلماء آخرون لم يؤيدوه.
ومفهوم التكفير في المهدية ليس هو بالمفهوم التكفيري الذي يخرج الناس من الملة، وإنما وقد تمايزت الصفوف، والناس يواجهون عدوًّا ضاربًا، والذي لا ينصر هذه الدعوة في ذلك الموقف كأنه يقوى صف الكفار.ويؤكد ذلك أيضا أن المهدي قال داعيًا في راتبه: (وأنقذني ومن صحبني ومن أحبني على حب نبيك)، فهناك أناس لم يؤيدوه، ولكن تعاطفوا معه؛ ولذلك يدعو لاستنقاذهم من النار، لذلك لم نجد المهدية ومنهج المهدي العملي من أتبع هذا القول "من شك في مهديتي فقد كفر" - حكمًا كفر به الناس.

أما منشورات الإمام المهدي، ففي تقديري، أن هناك أقوالا كثيرة مدسوسة فيها ونحن بصدد تحقيق هذه المنشورات والمرجع عندنا الراتب فهو آخر ما ألفه المهدي، وهو كتاب ليس للتبرك فقط، ولكنه منهج فيه رؤية كلية للكون والحياة، وكل منشور يتعارض مع هذا المرجع نطرحه جانبًا، ونفر من قول الإمام المهدي إلى قول الإمام المهدي.

* أنتم تبررون كل قول من أقوال المهدي، في حين أن رجالاتالمذاهب كانوا يستدركون على مشايخهم ويراجعونهم، فأين النقد في حركتكم؟

ـ طبعا عندنا "مراجعات" لبعض أقوال المهدي ولا نسميها "نقدًا" لمنهج المهدي، فالمهدي نفسه أعطانا القاعدة التي نجري على ضوئها مراجعاتنا: "لكل وقت ومقام حال، ولكل زمان وأوان رجال"، والمراجعات التي نعمل عليها، تقوم بحصر كل الأحكام والقرارات والاجتهادات التي نعتبرها وقتية الزمان ولا تصلح لغير ذلك الزمان.

وهذه المراجعات بدأها في القديم الإمام الثاني للطائفة الإمام عبد الرحمن بن الإمام المهدي، وهو من جدد الدعوة المهدية، حين أراد الجيل الذي شهد الإمام المهدي وجاهد معه إحياء الجهاد بالسيف، قال لهم عبد الرحمن هذه المرحلة لا يصلح فيها السيف وإنما العمل والمصلحة والعقل.

الآن نحن في هذه مرحلة نعمل على وضع الدعوة المهدية كلها في قوالب فكرية، لمواجهة الأفكار التي انتشرت في هذا العالم، الذي لا يصلح فيه أسلوب العنف والمواجهة وإنما الحوار والتواصل والاعتراف بالآخر، هذه المراجعات نحن نعمل على التواصل معها وتطويرها إن شاء الله.

* في 25 يناير 1885م، انتقلت الفكرة المهدية، من الدعوة إلى طور الدولة، وتتهم هذه الدولة بأنها لم تكن صاحبة مشروع حضاري، فما قولكم؟

ـ أنا أعتقد أن أول دولة إسلامية في بلاد السودان هي الدولة المهدية، وأختلف مع كثير من المؤرخين الذين يعتقدون أن السلطنة الزرقاء 1505م - 1821م، كانت الدولة الإسلامية الأولى؛ فقط لأن هنالك كسوة كانت ترسل إلى الكعبة، وبعثات ترحل إلى الأزهر، ولكنها ليست الدولة التي لها سلطان وعندها سياسية خارجية مستقلة وعندها أحكام ورؤى للقضايا الكبيرة، هو ما توفر في المهدية ودولتها، صحيح أن محاولة تنزيل الفكر النظري إلى الواقع تواجه ببعض الإشكالات، وهكذا واجه خليفة المهدي الخليفة عبد الله التعايشي (1850-1898م) بعض الإشكالات، من فتن داخلية ومؤامرة خارجية وفيها الانتقال من الثورة إلى الدولة، هذه المسائل قد تكون أحدثت بعض الإشكالات في داخل الدولة، وهناك أحكام طبقها بعض عماله في الأقاليم، لم تكن بعلم خليفة المهدي ولا رضاه، بل عنفهم بسببها وكان لخليفة المهدي مجلس العلماء، هو مجلس شورى للفصل وإصدار الأحكام في القضايا التي تعرض على الدولة وخليفتها.

* بصورة أخرى، هل كان لهذه الدولة برنامج اقتصادي واجتماعي... إلخ؟ أم كانت تتحرك هكذا حسبما يمليه الواقع؟

ـ لم تمكث الدولة طويلا لتتضح أفكارها الكلية، والحق أنها لم تكن عندها برامج سياسية واقتصادية، كما هو معروف اليوم، ولكن كان عندها رؤى تتعلق بالأرض وملكيتها، والمال ولها أفكار أخرى في مجالات مختلفة... لكنها لم تجد الوقت الكافي.



--------------------------------------------------------------------------------

صحفي سوداني

عبدالله بن محمد التقى من قبيلة التعايشة تنسب إلى جهينة، خليفة المهدي السوداني بأم درمان.

ولد في بادية الغرب الجنوبي من دارفور عام 1266 هـ، وانتقل إلى وادى النيل فاتصل بالمهدى محمد أحمد السوداني. أوصى المهدي بخلافته للتعايشي بخلافته بعد موته. عند توليه السلطة طمح إلى الاستيلاء على مصر، فجهز جيشًا هزمه الجيش المصري الإنكليزي سنة 1303هـ، وعم نفوذه السودان كله، إلا المقاطعات النائية فقد استولت عليها حكومات أخرى، كمصوع أخذتها إيطاليا، وبوغوس ضمت إلى الحبشة، وبربرة وزيلع وأوغندا امتلكها الإنجليز، والكونغو الحرة ضمتها بلجيكا إلى مستعمراتها وبحر الغزال والنيل الأبيض شرعت فرنسا في الاستيلاء عليهما.




الخليفة عبد الله عليه السلام بن السيد محمد التقي ( تورشين) خليفة الإمام المهدي عليه السلام ووراث مقام ومهام المهدية من بعده خليفة الصديق المأيد بمقاليد الصدق والتصديق المشار إليه في الحضرة النبوية

نسبه عليه السلام :-

هو السيد عبد الله بن السيد محمد التقي بن السيد على الكرار بن السيد محمد المعطي الداري ( القطب الواوي – قبتة في تونس القيروان ) بن السيد عبدالله بن السيد يعقوب بن السيد محمد الحربي بن السيد نور الدين بن السيد سراج الدين بن السيد عبد الجليل ( قبته في مصر بإسنى ) بن السيد عون قيدوم بن السيد محمد الأبر بن السيد بن السيد الحسين بن السيد نصر الدين بن السيد قيس بن السيد نافع بن السيد القاسم بن السيد عمر بن السيد عمران بن السيد على الضحى بن السيد كمال الدين المغربي بن السيد على الناظر بن السيد إبراهيم بن السيد محمد السكندري بن السيد بكر بن السيد عبد الحفيظ بن السيد محمد الطاهر بن السيد محمد المصطفى بن السيد إسماعيل بن السيد عثمان بن السيد على بن السيد محمد التقي بن السيد الحسن العسكري بن السيد على الهادي بن السيد محمد الجواد بن السيد محمد المرتضى بن السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد زين العابدين بن السيد السبط الحسين ابن البتول فاطمة الزهراء بنت سيد الوجود سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم من أمير المؤمنين سيدنا الإمام على بن ابي طالب كرم الله وجهه. إنتهى النسب الشريف


نسبه من أمه:-

وأمه هي السيده أم نعيم من فرع الجابراب أم صرة وينتهي نسبها لسيدنا العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم.

نبذة عن مولدة ونشأته:-

ولد في بدار التعايشة في قرية أم دافوق على ضفة رهيد البرديبجنوب دارفور حوالي العام 1846م وأستشهد في يوم الجمعة 24 نوفمبر 1899م بأمدبيكرات جنوب غرب مدينة كوستي بالنيل الأبيض.

نشأ في طفولته بمسجد أجداده وقد كانوا حملة قرآن . وفد جدهم الأكبر السيد محمد القطب الواوي من تونس ذات المركز العالي في الصوفية آنذاك إلى دار التعايشة بدارفور, ثم رجع إلى تونس حيث توفاه الله ، وهو يرقد اليوم بمثواه الاخير بمدينة القيروان هناك ولا يزال ضريحة مزارا لمريدية, وتوراث الصلاح أبناؤه من بعده حتى السيد محمد التقي ( تورشين ) والد سيدي الخليفة عبد الله عليه السلام.

حفظ سيدي الخليفة عبد الله عليه السلام القرآن على طريقة الكتابة على اللوح الخشبي المعروفة ، ودرس العلوم الدينية والفقه واللغة العربية مع إخوانه على يد والده السيد محمد ، وأمضى حياته الأولى كبقية الأطفال في ذاك المسجد الذي كان قبلة الانظار ومحط الرجال لطالبي القرآن والعلم في شتى بقاع دارفور ولا يزال رماد نار القرآن في ذالك المسيد باقية إلى يومنا هذا يزوره الناس للإستطباب والتبرك.

وكان سيدي الخليفة عبدالله يخرج إلى الخلاء متعبدا شأن كبار الصوفية في ذلك الوقت رغم صغر سنه ولكنه لم يسلك طريقه صوفية

التعايشي، الخليفة عبدالله (1266- 1317هـ، 1850-1899م). عبدالله بن محمد التقي من قبيلة التعايشة، وهي تنتسب إلى جهينة. اشتهر بالتعايشي نسبة إلى قبيلته. ولد في البادية بغرب السودان، ونشأ فيها، وقد اتصف بحدة الذكاء، وسرعة البديهة. اتصل التعايشي بالمهدي قائد الثورة المهدية عام 1880م، ولازمه منذ ذلك الحين، وتوطدت بينهما الصلات. ولقد أوصى له المهدي بالخلافة قبل وفاته وبويع بها عمليًا عام 1885م.

واجهت الخليفة عبدالله عدة مشكلات، وكانت بعض هذه المشكلات داخلية، كما كان بعضها مشكلات خارجية. أما أهم المشكلات الداخلية فقد كانت التخلص من منافسيه من أقرباء المهدي.

أما المشكلة الداخلية الثانية فقد حدثت بانتفاض بعض القبائل عليه، ومحاولاتهم الاستقلال عن دولة المهدية فاستطاع بقوة الجيش والسلاح الناري أن يبقيهم في دولة المهدية عنوة.

ومن ناحية أخرى فقد واجهت حكومة الخليفة عبدالله عدوانًا خارجيًا من مختلف الجهات ومن دول أوروبية متعددة. فكانت في مقدمة تلك الدول بريطانيا التي كانت تحتل مصر، وتخطط للاستيلاء على السودان على أساس أنه أراض مصرية خرجت عن طاعة الخديوي. وكانت جيوش الدولتين البريطانية والمصرية ترابط في الحدود، وتنظر إلى أحوال السودان تحت حكم الخليفة عبدالله بغية الانقضاض عليه.

ولما أرسل البلجيكيون بعثة حربية صغيرة إلى داخل الأراضي السودانية أسرع الخليفة عبدالله بإرسال الجنود لطرد البلجيكيين من الجنوب فارتدوا على أعقابهم.

وكانت لفرنسا أطماع في الأراضي التي حكمها الخليفة عبدالله تتمثل في امتلاك حزام يبدأ من غرب إفريقيا مرورًا بالسودان مخترقًا الحبشة حتى المحيط الهندي. وكانت لبريطانيا طموحات في أن تقيم سلسلة من المستعمرات تمتد من مصر على البحر الأبيض المتوسط مخترقة القارة الإفريقية من الشمال حتى كيب تاون في جنوبها عابرة بذلك الأراضي السودانية. وكان هذا من بين ما يجب على الخليفة عبدالله أن يعدّ له العدة.

تطلعت الحبشة أيضًا إلى اقتناص الفرصة والانقضاض على مدينة القلاَّبات السودانية مرتين، الأولى في سنة 1887م والثانية في سنة 1889م، ودخلت القلاَّبات ودمرتها. فاضطر الخليفة عبدالله إلى إرسال قواته بقيادة قائده حمدان أبي عنجة مرة، ثم بقيادة الزاكي طمل مرة أخرى بعد وفاة أبي عنجة. واستطاع هذان القائدان الانتصار على القوات الحبشية وطردها من كل الأراضي السودانية.

أما إيطاليا فقد اتفقت مع بريطانيا على الاستيلاء على مدينة كسلا على حدود إرتريا لفترة مؤقتة لفتح جبهة شرقية ضد دولة المهدية. وبالفعل استولت إيطاليا على كسلا سنة 1896م، مما أثار حماس الخليفة عبدالله والسودانيين جميعًا لتجديد الجهاد ضد أعداء السودان.

بيد أن الأمور العصيبة بلغت مداها حين قررت الحكومة البريطانية إرسال اللورد كتشنر بالجنود البريطانيين والمصريين للاستيلاء على كافة الأراضي السودانية. ورغم الاستعدادات العسكرية التي أعدها الخليفة عبدالله، إلا أن جيشه الأول الذي أرسله بقيادة الأمير محمود ود أحمد لم يفز بطائل من البريطانيين والمصريين، وأُسر قائده.

لما علم الخليفة بما أصاب محمودًا وجيشه خرج بجيش آخر قوامه خمسون ألف مقاتل سوداني إلى خارج أم درمان لملاقاة الجيش الغازي البالغ عدده حوالي خمسة وعشرين ألفًا. والتقى الجمعان في سفوح جبال كرري. وفي يوم الجمعة 2 سبتمبر 1898م تصادمت القوات البريطانية والمصرية بجيش السودانيين تحت قيادة الخليفة عبدالله، وانتصر الغزاة، ورحل الخليفة عبدالله بمن بقي معه من قواده ورجاله وهو يحدث نفسه عن جولة ثانية. وفي غرب السودان حدثت معركة أم دبيكرات، وخسرها الخليفة وأصحابه فافترش هو ومن بقي معه حيًا من كبار قادته وأمرائه فراء صلاتهم، واستقبلوا الموت برباطة جأش حين حُمَّ القضاء. وأطلق عليهم جنود الجيش الغازي رصاص مدافعهم وأجهزوا عليهم، فقتُلوا جميعًا في 24 من نوفمبر 1899م.

كان الخليفة يؤمن بالمهدية، وبأن الوقت قد حان لكي يتحد العالم الإسلامي بكافة أقطاره، ويقيم دولة إسلامية موحدة على غرار الدولة الإسلامية الأولى

الخليفة عبد الله بن محمد تورشين (رجل الدولة القوي)

في دار التعايشة، أشتهر علي (الكرار) جد الخليفة لأبيه بكتابة الحجبات، وشفاء المرضى بالرقى والتعاويذ، والتنبؤ بوقوع أحداث طريق (ضرب الرمل)، حتى أصبح اسمه يذيع في هذا المجال، وأقبل الناس على زيارته للتبرك معجبين بقدرته على قضاء الحاجات وفي الحال سرى عليه لقب (تورشين) وهو الجاموس البري المشهور بشدة البأس!.
وبعد وفاة الشيخ (علي الكرار) جد الخليفة واصل والده السيد محمد وظائف الجد فتحمل مهام إدارة خلوته التي احتشدت بالصبيان من أبعد المناطق لتعلم وحفظ القرآن وعلومه ثم من بعد آلت المسؤولية إلى (الخليفة) عبد الله بعد أبيه.
.. وولد الخليفة عبد الله في بلدة المقدود بمنطقة رهيد البردي، وهي من أهم مراكز قبيلته التعايشية في غرب السودان، كان ذلك في 1846م، وهاجر بعد ان تلقى قسطاً وافراً من تعليمه الديني بخلاوي جده لأبيه، إلى جهة (البحر) حيث أوحى له أبوه بظهور (المهدي) وأنه سيكون خليفته!ّ وعليه وفد الإبن إلى الجزيرة أبا، بعد سماعه لأحاديث يتناقلها الناس عن دعوة السيد محمد أحمد، من أنه مهدي الزمان (المنتظر)...

دور متعاظم

حظي عبد الله باهتمام بالغ من السيد محمد أحمد المهدي، وقرئ ذلك إيعازاً له بلعب دور محوري في مسيرة الدعوة المهدية، حيث أقر المهدي بأن عبد الله (تورشين) هو أول خلفائه الأربع، وكان الرجل ألمع الخلفاء جميعاً وأقواهم شخصية في إدراكه لطبيعة ومغزى (ثورة) السيد محمد أحمد أعانه على ذلك كثرة ما كان يسمعه من أهله (التعايشة) وخصوصاً والده بالتنبؤ بظهور السيد المهدي الذي من شأنه إنهاء الوجود التركي المصري ومحو المظالم عن أهل السودان وإقامة دولة الشريعة التي امتدت تشمل أجزاء واسعة من السودان الحالي.
وكان الخليفة الأوفر حظاً وقدرة على توظيف مواهبه لدفع مسيرة الثورة وتنفيذ برامجها في غرب السودان من واقع الاستجابة القوية لقبائل الحمر والحوازمة والبديرية والجوامعة وانضوائها تحت (الراية الزرقاء، القوات التي أسندت مهامها العسكرية ليعقوب بن محمد شقيق الخليفة. وهي التي حققت أكبر نجاحات الثورة، بعد تحرير أمدرمان، مكانة، تحرير الأبيض في 19- يناير 1883م.

أزمة آل البيت
شهد الأنصار بحنكة وحسن قيادة (الخليفة) وتنفيذه للمهام التي أوكلت إليه من قبل السيد المهدي على مدى مراحل العمل والتنقل الجغرافي لخطة الثورة، حيث أبلى الخليفة بلاء حسناً في إرساء الفكرة ونشرها والدفاع عنها، لكنه واجه بعض الصد وعدم الرضاء من كبار رجال المهدية أبرز ما حدث، توجه نفر من أقرباء المهدي يشكون الخليفة ويطلبون إليه إعفاؤه! وجاء رد المهدي، أنصاف صاحبه، والأمر بطاعته والتأدب معه، بمنشور كُتب و قُرئ بأمدرمان، وأرسل إلى أنحاء الدولة بتاريخ 26- يناير 1883م، جاء فيه "أعلموا أيها الأحباب ان الخليفة عبد الله، خليفة الصديق المقلد بقلائد الصدق والتصديق، فهو خليفة الخلفاء، وأمير جيوش المهدية المشار إليه في الحضرة 00! فذلك عبد الله بن محمد، حمد الله عاقبته في الدارين، فحيث علمتم ان الخليفة عبد الله هو مني وأنا منه وقد أشار سيد الوجود، فتأدبوا معه كتأدبكم معي، وسلموا إليه ظاهراً وباطناً، كتسليمكم لي وصدقوه في قوله، ولا تتهموه في فعله فجميع ما يفعله بأمر مني ، أو بإذن منا فحيث فهمتهم ذلك، فالتكلم في حقه يورث الوبال والخزلان وسلب الإيمان، وأعلموا ان جميع أفعاله و أحكامه محمولة على الصواب لأنه أوتى الحكمة وفصل الخطاب!." انتهى


نجاحات مقدرة


رغم المؤامرة الخارجية التي تزامنت وفترة حكم الخليفة عبد الله (تورشين). أبرزها المطامع من جانب إنجلترا ومصر وفرنسا بجانب الحبشة. فإن الخليفة نجح في إدارة دولته والحفاظ على حدودها في كافة الجبهات بل ويحفظ له في التاريخ تأثيره وإسهامه في تشكيل خارطة الأنظمة في الإقليم!.
ففي إثيوبيا استطاع الخليفة تغيير نظام الحكم بقتل الملك يوحنا و إنهاء حكم التقراي وبإتاحة الفرصة للامهرا لتنصيب كبيرهم منليك!
و على صعيد تأمين الدولة، أُكمل الاستيلاء على سنار لضمان ولاء المناطق الجنوبية حتى منابع النيل الأزرق كما عزز تأمين الحدود الشمالية بدعم الموقف في دنقلا، تحسباً لهجمات الحكومة المصرية.
أما في الشرق، ثارت قوات الخليفة بقيادة الأمير عثمان دقنة فحررت كسلا وأغارت على سواكن كما حررت هندوب وواصلت نشاطها حتى تمكنت من احتلال طوكر سنة 1889م.
إن النتيجة خلال 14 عاماً، هي عمر الخليفة عبد الله في الحكم حيث بدأ يوم وفاة المهدي في 22 يونيو 1885م وحتى تاريخ استشهاده بأم دبيكرات يوم الجمعة 24 نوفمبر 1899م، تمددت فيها الدولة المركزية، وعاصمتها أمدرمان، بين دارفور في الغرب وإلى البحر الأحمر شرقاً، ومن بحر الغزال في الجنوب إلى دنقلا عند أقاصي الشمال! كلها كانت تشكل وحدة حضارية واحدة تحت حكم الشريعة الإسلامية.


ثورة أولاد البحر

هزت الدولة المركزية في أمدرمان وخليفتها عبد الله بن محمد التعايشي وأثرت على بناءها الداخلي الحركة التي عرفت بـ(ثورة أولاد البحر) أو البلد وهي ثورة غاضبة اتهمت الخليفة (جوراً) بتركيزه الشديد على تقوية وجود (أولاد الغرب) في السلطة العليا والوظائف الإدارية الأخرى بالدولة.
وتحامل (الأشراف) وهم آل السيد المهدي كثيراً على الخليفة يسندهم موقفهم وشكواهم السابقة في حضرة مؤسس الدولة ورائد الدعوة الإمام وأوشكت ان تقع مواجهة دامية عند قبة المهدي في 24 نوفمبر 1891م لولا فطنة الخليفة وحرصه على عدم إراقة الدماء حيث أنهى الأزمة بالصلح والعفو العام! لكنه فيما بعد عندما تفاقم الوضع تعامل مع الأمر بحزم وقوة بادية.


سياسات الخليفة

تميز عبد الله تورشين التعايشي بنظرته الفاحصة وقراءته الممتازة لمآلات الأوضاع في دولة تترامى أطرافها دونما سابقة. ولربما عنى الخليفة بإحداث التوازن الاجتماعي و السياسي لدي شعبه. ورغم الفهم الخاطئ الذي لازم تعاطي (الأشراف) مع سياساته، تهجير أولاد (الغرب).. فإن نتائج باهرة نتجت عن تلك الهجرات فيما بعد. والشاهد، ما يشهده السودان، خصوصاً وسطه.. ترابط اجتماعي وتمازج وتماسك بمعزل عن النسيج القومي السودان كما لم يحدث من قبل. وتعمد الخليفة هذه النتائج. الأمر الذي تنتفي معه، فكرة تقربه لأبناء الغرب. هذا الشئ هو ثورة أبناء الغرب أنفسهم! حيث فيما بعد أبدوا تحفظهم على بعض ما أتاه. لقد شهد الخليفة وهو قادم من أقصى الغرب مدفوعاً بحماس الدعوة ونصرة المهدية، متاعب من قبائل كردفان ودارفور مثل الكبابيش والزريقات والفور والمساليت والميدوب والماهرية والزبادية والهبانية وبني هلبة هذا أكثر وأمر مما شهد من متاعب قبائل تقيم على النيل.
استشهد الخليفة عبد الله بعد كفاح المؤمن بمبادئه وأهدافه والمخلص لشعبه. في موقف بطولي يُلخص مآثر قبيلته وأهله، التعايشة، بغرب السودان.. كان ذلك بأم دبيكرات، وفي مواجهة قوات الغزو الثنائي الذي تساقطت تحت قوة سلاحه، المواقع والمدن ليس أقدر على تلخيص البطولة ،غير كلمات لقائد الغزو، لورد كيتشنر - وهو يقف على جثمان الشهيد التعايشي- ومؤدياً تحية عسكرية له: "ماهزمناهم ولكنا قتلناهم!".

عبدالله بن محمد التقى من قبيلة التعايشة تنسب إلى جهينة، خليفة المهدي السوداني بأم درمان.

ولد في بادية الغرب الجنوبي من دارفور عام 1266 هـ، وانتقل إلى وادى النيل فاتصل بالمهدى محمد أحمد السوداني. أوصى المهدي بخلافته للتعايشي بخلافته بعد موته. عند توليه السلطة طمح إلى الاستيلاء على مصر، فجهز جيشًا هزمه الجيش المصري الإنكليزي سنة 1303هـ، وعم نفوذه السودان كله، إلا المقاطعات النائية فقد استولت عليها حكومات أخرى، كمصوع أخذتها إيطاليا، وبوغوس ضمت إلى الحبشة، وبربرة وزيلع وأوغندا امتلكها الإنجليز، والكونغو الحرة ضمتها بلجيكا إلى مستعمراتها وبحر الغزال والنيل الأبيض شرعت فرنسا في الاستيلاء عليهما.

الخليفة عبد الله عليه السلام بن السيد محمد التقي ( تورشين) خليفة الإمام المهدي عليه السلام ووراث مقام ومهام المهدية من بعده خليفة الصديق المأيد بمقاليد الصدق والتصديق المشار إليه في الحضرة النبوية

نسبه عليه السلام :-

هو السيد عبد الله بن السيد محمد التقي بن السيد على الكرار بن السيد محمد المعطي الداري ( القطب الواوي – قبتة في تونس القيروان ) بن السيد عبدالله بن السيد يعقوب بن السيد محمد الحربي بن السيد نور الدين بن السيد سراج الدين بن السيد عبد الجليل ( قبته في مصر بإسنى ) بن السيد عون قيدوم بن السيد محمد الأبر بن السيد بن السيد الحسين بن السيد نصر الدين بن السيد قيس بن السيد نافع بن السيد القاسم بن السيد عمر بن السيد عمران بن السيد على الضحى بن السيد كمال الدين المغربي بن السيد على الناظر بن السيد إبراهيم بن السيد محمد السكندري بن السيد بكر بن السيد عبد الحفيظ بن السيد محمد الطاهر بن السيد محمد المصطفى بن السيد إسماعيل بن السيد عثمان بن السيد على بن السيد محمد التقي بن السيد الحسن العسكري بن السيد على الهادي بن السيد محمد الجواد بن السيد محمد المرتضى بن السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد زين العابدين بن السيد السبط الحسين ابن البتول فاطمة الزهراء بنت سيد الوجود سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم من أمير المؤمنين سيدنا الإمام على بن ابي طالب كرم الله وجهه. إنتهى النسب الشريف

نسبه من أمه:-

وأمه هي السيده أم نعيم من فرع الجابراب أم صرة وينتهي نسبها لسيدنا العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم.

نبذة عن مولدة ونشأته:-

ولد في بدار التعايشة في قرية أم دافوق على ضفة رهيد البرديبجنوب دارفور حوالي العام 1846م وأستشهد في يوم الجمعة 24 نوفمبر 1899م بأمدبيكرات جنوب غرب مدينة كوستي بالنيل الأبيض.

نشأ في طفولته بمسجد أجداده وقد كانوا حملة قرآن . وفد جدهم الأكبر السيد محمد القطب الواوي من تونس ذات المركز العالي في الصوفية آنذاك إلى دار التعايشة بدارفور, ثم رجع إلى تونس حيث توفاه الله ، وهو يرقد اليوم بمثواه الاخير بمدينة القيروان هناك ولا يزال ضريحة مزارا لمريدية, وتوراث الصلاح أبناؤه من بعده حتى السيد محمد التقي ( تورشين ) والد سيدي الخليفة عبد الله عليه السلام.

حفظ سيدي الخليفة عبد الله عليه السلام القرآن على طريقة الكتابة على اللوح الخشبي المعروفة ، ودرس العلوم الدينية والفقه واللغة العربية مع إخوانه على يد والده السيد محمد ، وأمضى حياته الأولى كبقية الأطفال في ذاك المسجد الذي كان قبلة الانظار ومحط الرجال لطالبي القرآن والعلم في شتى بقاع دارفور ولا يزال رماد نار القرآن في ذالك المسيد باقية إلى يومنا هذا يزوره الناس للإستطباب والتبرك.

وكان سيدي الخليفة عبدالله يخرج إلى الخلاء متعبدا شأن كبار الصوفية في ذلك الوقت رغم صغر سنه ولكنه لم يسلك طريقه صوفية.





http://www.sudani.ws/forum/uploaded/1539_1233747539.jpg

الخليفة عبدالله التعايشي - رحمه الله ... كان رجل دين ودولة ..كان ورعا حافظا للقرآن ..صادقا ومؤمنا بقضيته ..إختاره المهدي للخلاقة من بين كل الذين حوله .. وقد أصاب المهدي في ذلك.. ففي عهد الخليفة ..توسع السودان وأصبح دولة ذات سيادة ... فالسودان الحديث الذي بحدوده الحاليه هي الحدود التي تركها لنا الخليفة عبدالله التعايشي .. وقد قضى على الفتنة التي اشعلها بعض ضعاف النفوس في بداية عهده ليتفرغ في توسيع الدولة السودانية وسيادتها .. وقد كانت قيادة الجيش من كل بقاع السودان لم يستثني أحد... فكان عبدالرحمن النجومي .. والزاكي طمل ... أبو قرجة وغيرهم من قيادات وأبطال المهدية.
حارب في الشرق ووصل إلى الأقاصي .حارب في الجنوب ووصل إلى الأقاصي . حارب في الشمال ورغم المكايد والدسائس التي واجهة قائدة البطل عبدالرحمن النجومي .. وصل جيشه إلى توشكي .. وقد كانت القبائل النيلية تردم الآبار في الطريق وتناوش جيش عبدالرحمن النجومي بدلا من دعمه ورغم ذلك وصل النجومي إلى توشكي ...
الخليفة عبدالله التعايشي حارب بصدق وتجرد من أجل السودان .. وحاربه ابناء جلدته مما لا يستطيعون العيش بدون الإستعمار .. فعندما أتت حملة الإستعمار حالفوها ضد الدولة السودانية ..فواصل الخليفة جهاده مؤمنا بقضيته وفي نفسه (ظلم ذوي القربى أشد قساوة). فأتو بالإستعمار وكانو جنوده وعيونه وأعوانه على بني جلدتهم. لكن الخليفة كان على مبدأه في الجهاد فواصل جهاده إلى أن قابلهم في كرري فقاتل إلى آخر جندي لدية
كيف إستشهد الخليفة:
فرش مصلايته وصلى ركعتين وحوله قيادته فاسلموا روحهم الطاهرة في ثبات منقطع النظير ... ثم وقف القائد الإنجليزي من فوقهم وقال قولته الشهيرة (لم نهزمهم لكننا قتلناهم).
الأخ ..كرتوب ... قد نختلف مع الخليفة عبدالله التعايشي أو نتفق .. لكن يظل من أميز الأبطال في السودان:
1- هو الذي اسس السودان بحدوده الحاليه. ط
2- اسس دواوين الحكومة واسس البريد ووزارة المالية (وهي في حي بيت المال الحالي بأم درمان)

http://www.sudani.ws/forum/archive/index.php/t-5186.html

جاء في < المنجد في اللُغة والأعلام > الطبعة العِشرون - دار المشرق - صفحة 828 - سطر 4
[ ونَفَقَ نُفوقًا الرجُلُ أَو الدابَّةُ : خرجت روحهما ]

أها بعد ده واصِل ساي يا حمور ... َ

عمر فضل المولى ..

[1]

Quote: حمور زيادة عنوان البوست غير موفق وفيه ايحاء قبيح لا يصدر الا من صاحب غرض وهوى . تبا لهذه العقول التي اعماها الغرض والمرض فلا تجود الا بمثل هذه الترهات لتلبسها لبوس الوطنية.....الخ .

اولا : ما هو الايحاء القبيح في عنوان البوست ؟
ثانيا : لماذا كان لابد أن يصدر الايحاء من صاحب غرض و هوى ؟ لو كان العنوان شتيمة مباشرة الا يمكن أن يصدر من مخالف للمهدية مثلا ؟ هل لابد أن يكون المخالف صاحب غرض و هوى ؟
ثالثا : ما هي هذه الترهات في البوست حتى الان ؟ اتمنى ان لا اخط اي ترهات حتى نهاية موضوعي او ردودي .. ارجو شاكرا تنبيهي الى الترهات.


[2]

Quote: لماذا اختيار هذه العبارات المستفزة والساخرة والوقحة في الحديث عن رجال سطروا تاريخ هذه الامة بمداد من ذهب فحقووا للسودان التحرير والتوحيد والتشريع ؟؟!!!!!!!!!

تمنيت ان اجيبك على السؤال لكنك لم توضح لي العبارات المستفزة و الساخرة و الوقحة في كلامي كله.
عموما حتى الان لم أسخر و لا احسبني تكلمت بوقاحة. اما ان حدث استفزاز فهو غير مقصود.
أرجو ان تبين العبارات التي استفزتك لنتحاور حولها.

[3]
الحوار المنقول لطيف يحتاج الى نقاش طويل ففيه كثير من المغالطات الدينية و التاريخية.
لكن للاسف لا علاقة له البتة بالزاكي طمّل و لا موته.
ارجو منك التكرم بحفظه لديك الى وقت لاحق فربما ناقشته في بوست خاص يستحقه.

عمر فضل المولى ..
بينما كنت أكتب لك ردي أعلاه وجدتك بعثت اربعة ردود اضافية لا علاقة لها البتة بموضوع البوست.
فعذرا سأغيب حوالي الساعة اتركك تكمل فيها نقولاتك او تنتبه خلالها ان هذا ليس موضوعنا و لا مكانها.
بعدها أرجو التكرم بان تسمح لي مشكورا بمواصلة موضوعي عن الزاكي طمّل و موته.

الرائع حمور زيادة

يعجبني اسلوبك السلس والهادئ في الحوار والممتلك للمعلومة ومخرجاتها ..

بوست جميل ومرجع لا ادري من اين حصلت عليه فقد تعبت جداً لاجد منه ولو صفحات او رؤوس مواضيع خاصة فيما يتعلق بفترة الهجرة الي ام درمان بعد وفاة محمد احمد المهدي ومجاعة سنة ستة ..

اما هذا الموضوع فاكيد ان له كبير فائدة واصل ومعك من المتابعين

تقبل تقديري




*

ياحمور زيادة
انت صاحب غرض والامر واضح ولا يحتاج الى دليل فمشاكلك مع الاخوة الهلباوي والطالب تريد ان تصفيها بالحديث عن التاريخ بهذه الصورة القبيحة .
الترهات والقباحة تكمن في اختيار عنوان لبوست بهذه الصورة المستفزة والمشينة .
هذه مغالطات تاريخية تحدث عنها ليس هنالك اشكال ولكن يجب ان تراعي مشاعر الاخرين
باختيار المفردات المناسبة فكلمة نفوق هذه ضاربة في الوقاحة وتثير الغضب .
عموما اذا استمر البوست بهذا العنوان المشين والقبيح تاكد بان مداخلتي كلها
سوف تكون بذات الطريقة .

المنبر بقت فيهو عصابات قطع طرق باين بالبوستات ..!!

Quote: فمشاكلك مع الاخوة الهلباوي والطالب

واضح إنو الأخ زي كأنو ملخبط بينحمور زياده وشخص أخر




!

جاء في < المنجد في اللُغة والأعلام > الطبعة العِشرون - دار المشرق - صفحة 828 - سطر 4
[ ونَفَقَ نُفوقًا الرجُلُ أَو الدابَّةُ : خرجت روحهما ]

أها بعد ده واصِل ساي يا حمور ... َ

عزام ..

Quote: جاء في < المنجد في اللُغة والأعلام > الطبعة العِشرون - دار المشرق - صفحة 828 - سطر 4 [ ونَفَقَ نُفوقًا الرجُلُ أَو الدابَّةُ : خرجت روحهما ] أها بعد ده واصِل ساي يا حمور ... َ

شكرا أخي.
و لازال اختياري للفعل " نفوق " قابلا للنقد و الحوار ( لا الهجوم و الاتهام ).
في تقديري أنه مناسب لوصف الزاكي بالأسد و لموته جائعا.
أو هكذا اظن و أقبل التصويب و الاعتراض.

حيدر ..

Quote: اما هذا الموضوع فاكيد ان له كبير فائدة واصل ومعك من المتابعين تقبل تقديري

أتمنى أن يلقي الموضوع بعض ضوء على شئ من تاريخ السودان و يكون مفيدا.. اتمنى.
و تقبل من التقدير مثيله و أكثر.

عمر ..

Quote: ياحمور زيادة انت صاحب غرض والامر واضح ولا يحتاج الى دليل فمشاكلك مع الاخوة الهلباوي والطالب تريد ان تصفيها بالحديث عن التاريخ بهذه الصورة القبيحة . الترهات والقباحة تكمن في اختيار عنوان لبوست بهذه الصورة المستفزة والمشينة . هذه مغالطات تاريخية تحدث عنها ليس هنالك اشكال ولكن يجب ان تراعي مشاعر الاخرين باختيار المفردات المناسبة فكلمة نفوق هذه ضاربة في الوقاحة وتثير الغضب . عموما اذا استمر البوست بهذا العنوان المشين والقبيح تاكد بان مداخلتي كلها سوف تكون بذات الطريقة .

ليس لي مشاكل مع الاخوة الهلباوي و الطالب قط حتى اصفيها بالحديث عن التاريخ او غيره.
الطالب أخر تداخل لي معه اظنه كان في شهر نوفمبر الماضي او نحوه. و ليس لي معه مشاكل احاول ان اصفيها عبر التاريخ.
هلباوي لم يسبق لي التداخل معه فيما أذكر. لكني تداخلت في بوست للنا مهدي عنه مرة. لكن لا اظن انه دار بيني و بينه كلام مباشر.
ارجو أن تصوبني ان كنت مخطئا.
اخشى ان تكون قد خلطت بيني و بين غيري فجئت محملا بنقولات كثيرة.
و حتى لو كان بيني و بين من ذكرت مشاكل فلا أدري كيف تصفى عبر الحديث في التاريخ و لا افهم كيف تعترض انت بنقولات لا علاقة لها بالبوست!! أم تحاول الاعتراض باغراق البوست و حرفه ؟ ان كان كذلك فهو عيب عليك يا أخي.

مازلت اسألك عما سألتك عنه أعلاه و أشدد ان تتكرم بتنبيهي بوضوح للايحاء الذي تعتبره وقحا و مشينا في استعمال كلمة نفوق ؟

Quote: المنبر بقت فيهو عصابات قطع طرق باين بالبوستات ..!!

تعرف يا حيدر .. مافي مشكلة انو عمر يختلف معاي في عنوان البوست او انو يعترض عليو .. من حقو جدا .. و ما شرط نتفق في النهاية على حاجه او واحد فيها يحج التاني و يمنطقو.
الاختلاف مقبول و مطلوب.
لكن الغريب انو يعتبرني مجرم مدان مباشرة و يهددني بقوله :

Quote: عموما اذا استمر البوست بهذا العنوان المشين والقبيح تاكد بان مداخلتي كلها سوف تكون بذات الطريقة .

ليه ما يناقشني في العنوان عشان يوضح لي الخطأ فيو بدل ما يجلدني و يهددني بالاغراق بمداخلات لا علاقة لها بالبوست ؟
طيب لو خفت و غيرت عنوان البوست لشئ اخر مرضي ليو .. هل يكون من حق زول بيكره الزاكي طمّل انو يجي برضو يهددني بمداخلات منقولة مالم اغير عنوان البوست لأنو مستفز ليو ؟

صلاح ..

Quote: واضح إنو الأخ زي كأنو ملخبط بين حمور زياده وشخص أخر

شكلو كده و الله اعلم.

و لازال الكلام عن رواية علي المهدي.


من الغريب أن زلفو في كتابه القيم " كرري " (ص 99 ح ) يقبل رواية علي المهدي و يعضدها بقوله :
"و رواية شارلس نيوفولد الأسير الأماني ، و هو ليس صاحب أي مصلحة في الدفاع عن الخليفة تؤيد رواية علي المهدي . فقد ذكر نيوفولد عن سبب سجن القاضي أحمد المسئول عن تلفيق التهمة ضد الزاكي : كان تزييف النقود هي التهمة المعلنة التي من أجلها سجن القاضي أحمد و لكن السبب الحقيقي كان حنق الخليفة عليه لتسببه في سجن الزاكي و مقتله جوعاً. و قد قال الخليفة : دعه ينال نفس العقاب الذي أذاقه الزاكي ".

هذا ما نقله و قبله زلفو رحمه الله لتعضيد رواية علي المهدي ( و في كلامه يظهر شئ من التحرج في قبول رواية علي المهدي بتهمة التحيز فيبحث لها عن شاهد من رواية الاسير الألماني فتنبه ) لكن النسخة المنشورة من مذكرات شارلس نيوفولد لا تتفق بدقة مع ما نقله زلفو.

يقول نيوفولد (ص136- 137 ) :
" و لدى عودتي من السجن علمت أن عدوي القديم القاضي أحمد قد حُكم عليه بالحجز فيها عاما.
إن السبب الظاهر لسجنه هو انه كان متحالفا مع مزيفي العملة فجمع مالا كثيرا ، و لكن السبب الحقيقي هو ان الخليفة غضب عليه بسبب موت الزاكي طمل ".
الى هنا وقف زلفو في قوله أن رواية نيوفولد تؤيد رواية علي المهدي.

و قبل سرد بقية الرواية لابد من التنبيه أن هذه الرواية لو قبلت بهذا الشكل فهي تتهم خليفة المهدي بتلفيق التهمة للقاضي أحمد .. فهو (بحسب رواية نيوفولد المقبولة لدى زلفو ) سجن القاضي احمد بتهمة ظاهرية عقابا على جريمة اخرى. فان كان مدانا بما فعله للزاكي طمّل فلماذا لا يسجن بها عيانا ظاهرا ؟ لماذا الحوجة لسجنة بتهمة ظاهرية بدلا عن جريمته الحقيقية ؟

ثم ننظر سويا في بقية رواية نيوفولد .
يقول نيوفولد مواصلا كلامه أعلاه :
".. ، و لكن السبب الحقيقي هو ان الخليفة غضب عليه بسبب موت الزاكي طمل الذي ادار الحملة الحبشية و قتل فيها الملك يوحنا.
لقد حُض القاضي أحمد على الحكم على الزاكي بالسجن و التجويع بواسطة يعقوب . و لذا لما حان دور أحمد قال الخليفة : دعه يتلقى نفس العقوبة مثل الزاكي ".

هنا يتهم شارلس نيوفولد يعقوب اخو الخليفة بأنه من كان وراء تلفيق التهمة للزاكي. و هو شئ لم يقل علي المهدي. فهل كانت تلك الحقيقة التي اختصرها علي المهدي و استفاض في سردها نيوفولد ؟ أم ان نيوفولد ادعى شيئا اضافيا ؟
لا شك أن نيوفولد عدو لدود للمهدية و للخليفة ( قضى الرجل ثلاثة عشر عاما سجينا في الساير يقاسي الامرين ثم اتهمه الرأي العام الاوروبي بعد ذلك بمعاونة الخليفة و المهدية ) لكن فقط لابد من الرد على دعوى زلفو أن روايته تؤيد رواية علي المهدي.

هكذا و بسحب تأييد رواية نيوفولد لرواية علي المهدي يظهر لك أن رواية علي المهدي لازالت تقف وحدها تحفها تهمة التحيز كما تحف كتابات الاجانب تهمة العداء.

اتهام الأمير يعقوب انه كان أحد مدبري و منفذي مكيدة سجن الزاكي طمّل قبلها محمد سعيد القدال و اعتمدها فقال :
"وضعت خطة محكمة لمباغتة الزاكي ز اعتقاله. و قام بتنفيذها يعقوب و القاضي أحمد لكراهيتهما للزاكي الذي يحتقرهما ".

إن قبلنا اتهام نيوفولد الألماني ليعقوب بأنه كان وراء اتهام الزاكي فاننا يمكن أن نقبل الرواية المثيرة للشجن التي اوردها زلفو في كتابه "كرري " دون مصدر عن الزاكي أنه قال على فراش الموت : قول ليعقوب سيأتي يوم تحتاج فيه الى رجال امثالي و لن تجدهم.
هذه العبارة القوية الحزينة موحية باتهام يعقوب بأن له علاقة بسجن و موت الزاكي طمّل. لكن لا يمكن قبول رواية نيوفولد على الإطلاق و لا تكذيبها جملة.
فيبقى هذا اتهاما قيد النظر و البحث.

فان كان اتهام يعقوب لا يمكن القطع به فهل موقف خليفة المهدي هو ما ذكره علي المهدي ؟
سلاطين يحمّل المسئولية كاملة لخليفة المهدي في مذكراته "السيف و النار " و يبالغ في وصف الزاكي بالشجاعة و الكبرياء نكاية في الخليفة بلا شك.
بل يحول الأمر الى دراما عالية التأثير حين يروي ما حدث بعد موت الزاكي :

" و عندما سكن الصوت و تحقق اولئك الطغاة من موت الأمير أسرعوا لزف البشرى الى سيدهم عبد الله فأمر الأخير بحمل جثة الأمير زكي طومال * الى الناحية القريبة من ام درمان. و هناك دفن على كومة من الخرق البالية و ظهره مقابل مكة. ( دفن زكي على هذه الحال يرمي الى تحقيره بابعاد وجهه عن القبلة ) ** فان الخليفة عبد الله لم يكتف بتعذيب غريمه طومال في الحياة بل أراد مواصلة التعذيب و الانتقام منه في موته بابعاده عن مكة ليحرمه من السلم و الراحة في العالم الثاني ".
(السيف و النار – ص 278-289)

درامية سلاطين و محاولات استدرار العطف من القارئ الغربي واضحة جدا حتى لتكاد تبدو سخيفة.
فهذا الحديث عن الراحة التي حرمها البطل و تعذيبه ميتا كلها اشياء لا تهم سلاطين كثيرا بقدر ما يحصد أهات صوالين اوروبا على وحشية الخليفة الذي لم يسمح لغريمة بأن ينعم بالراحة في العالم الثاني.
لكن هذه الدرامية هل كلها أخبار كاذبة ؟
هل أمر الخليفة بدفن الزاكي على غير القبلة بعد موته في السجن أم حزن لموته و فوجئ به كما روى علي المهدي ؟



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ترجمة جريدة البلاغ المصرية تكتب اسم الزاكي طمل بهذه الطريقة.
** ما بين القوسين توضيح من جريدة البلاغ المصرية التي نشرت كتاب سلاطين.

ما هو موقف خليفة المهدي من سجن الزاكي طمّل و موته ؟
أوضح هذا حين أعود.

يااخي حمور زيادة
تحياتي
هنالك بوستات فيها اشكاليات كثيرة بين الاخ الهلباوي والطالب من جهة واخرين سكب فيها مداد كثير جدا
عن التاريخ فيه عبارات كثيرة جارحة واعتقدت ان هذا البوست امتداد لتلك البوستات .
على اي حال عذرا ان اعتقدت ان لك مشكلة مع اخرين . ولكن العنوان غير موفق مهما كانت دلالة المفردة
ومراميها لانه يثير الغثيان ...
ياخي اختار اي عنوان اخر يكون اكثر قبولا من هذا لاسيما انك تتحدث عن امور تاريخية كل ابطالها بين يدي حكم عدل وهذه الامور خلافية وفيها مغالطات كثيرة .
الايحاء الذي اعنيه انني اعتبر ان خليفة المهدي عليه السلام ظلم ظلما كثيرا بتحريف وتحوير تاريخه وتصويره بانه قضى على القيادات في الثورة من اجل التلخص منهم وانت بهذا العنوان تصور ذلك وببشاعة... ليست لدي اشكالية في نبش التاريخ والحديث عنه بصراحة ووضوح مسنودة بالمراجع.

Quote: يااخي حمور زيادة تحياتي هنالك بوستات فيها اشكاليات كثيرة بين الاخ الهلباوي والطالب من جهة واخرين سكب فيها مداد كثير جدا عن التاريخ فيه عبارات كثيرة جارحة واعتقدت ان هذا البوست امتداد لتلك البوستات . على اي حال عذرا ان اعتقدت ان لك مشكلة مع اخرين . ولكن العنوان غير موفق مهما كانت دلالة المفردة ومراميها لانه يثير الغثيان ... ياخي اختار اي عنوان اخر يكون اكثر قبولا من هذا لاسيما انك تتحدث عن امور تاريخية كل ابطالها بين يدي حكم عدل وهذه الامور خلافية وفيها مغالطات كثيرة . الايحاء الذي اعنيه انني اعتبر ان خليفة المهدي عليه السلام ظلم ظلما كثيرا بتحريف وتحوير تاريخه وتصويره بانه قضى على القيادات في الثورة من اجل التلخص منهم وانت بهذا العنوان تصور ذلك وببشاعة... ليست لدي اشكالية في نبش التاريخ والحديث عنه بصراحة ووضوح مسنودة بالمراجع.

اخي عمر ..
لا تثريب عليك في ما ظننته .. فلا عليك غفر الله لك.
بخصوص العنوان هو تأكيد لوصف الزاكي رحمه الله بأسد القلابات .. فالاسد الذي يموت جوعا في الحبس يقال عنه "نفق ".
كان اعتراضك سيكون أوجه لو كنت عنونت الموضوع بـ " الزاكي طمّل ينفق في محبسه ". لكني قدمت الوصف بالأسد ( و هو رغم أنه حيوان لكنه وصف مدح لا زم).
اعتقد أنك ان قرأت العنوان ثانية بهدوء باعتبار فاعل ينفق هو أسد القلابات ربما تقبلته.
و يظل لك حق الاعتراض و يظل لي حق الدفاع أن الكلمة لم تقل في معرض شتم الرجل او الشماتة فيه بل في باب الحسرة عليه.

ما هو موقف خليفة المهدي من سجن الزاكي ؟

يقول الخليفة في خطاب له الى محمود ود أحمد مؤرخ بـ 14 صفر سنة 1311هـ :

" .. هذا و نعلمك أيها المكرم أن الزاكي طمّل قد كثرت فيه التشكيات من الأنصار الذين معه و تضرر كثيرا من سيره فيهم بالعنف و ضيق أخلاقه و تغير أحواله ، فطلبناه لطرفنا و معه العمال . و بالممارسة لأحواله وجدنا أن به عارضا شديدا ، و قيل أنه كان معه من سابق إلا أنه اشتد عليه في هذا الوقت و بأسباب ذلك أجرينا زجره و حبسه بالمشورة ، فإن طاب و شفي من ذلك العارض فبها و إلا فتصير معالجته منه إلى أن يقدّر الله له الشفاء أو يقضي الله أمرا كان مفعولا ".

هذا الخطاب يكاد يكون صريحا في الاشارة الى خليفة المهدي بالمشاركة في المؤامرة على الزاكي طمّل.
فهو يبرر سجنه بأنه نوع من العلاج لمرض به.
و بهذا الخطاب يمكن قبول الجزء الأول من رواية علي المهدي أن الزاكي اتهم في بداية الامر بالتخابر مع الطليان فاستطاع ان يبرئ نفسه. فاعيدت عليه الدعوة هذه المرة بالشدة و العنف بحجة المرض. و لما كان الزاكي رجلا عصبيا فيه حدة فقد كان من السهل اثبات تهمه المرض ( العارض و هو المس من الجن ) به. فيكون حبسه علاجا له في الظاهر.

فماذا عن ادعاء سلاطين أن خليفة المهدي أمر بدفن الزاكي على غير القبلة ؟
ربما كان الخطاب المرسل من الخليفة الى محمود ود أحمد بتاريخ 10 ربيع أول سنة 1311هـ بعد وفاة الزاكي مؤيدا لهذا القول.
يقول الخليفة في الخطاب عن الزاكي طمّل :

" .. هلك في السجن على صفة فظيعة و حالة شنيعة. و أنه بمجرد خروج روحه اشتعلت النار في جسمه و اسود وجهه و العياذ بالله ".

و هذه صفة توالت في أدبيات المهدية عن الكفار (مخالفيهم ) فذكرها المهدي في منشوراته و الكردفاني في الطراز المنقوش و سعادة المستهدي.
فإن نشر خليفة المهدي عن الزاكي أنه مات ميتة الكفار على صفة فظيعة فقد يصح أن يدفن على غير القبلة حتى بغير مشورة الخليفة لأنه يعتبر كافرا.

يوسف ميخائيل في مذكراته يعرض رواية أخرى تبدو أكثر قبولا و تتفق مع خطابات خليفة المهدي و ليس فيها درامية سلاطين و لا عداء نيوفولد.
ميخائيل يقول أن الخطابات اتت بالبوستة الى الخليفة تخبره أن الزاكي عجبته نفسه و يريد أن ينضم للطليان او الاحباش. فارسل الخليفة اليه بالحيلة فأحضره. و لقيه يعقوب و بعده الخليفة فاثنيا عليه و مدحاه.
ثم ارسل اليه يعقوب مرة اخرى ليلقى الخليفة فجاء سعيدا.. يقول ميخائيل :

".. قام بوقته و ليس يعلم بما هو مخبأ في علم الله. و يعقوب رتب الملازمية بعد دخوله في الحوش الوسطاني يقبضوا عليه. و لما حضر دخل الحوش البراني العبيد قفله عليه الباب. و لما دخل الحوش الوسطاني قابلة عبد الرحمن زوفا بالحضن كمثل السلام و اخذه على صدره و رماه على الارض و قبضوا عليه الملازمية و داروا كتافه بالحبل بعدما أخذوا سيفه و طلعوا به حالا الى الساير. قال : عملتها يا يعقوب قبل ما نعملها".
(مذكرات يوسف ميخائيل -ص157 )

يلاحظ أن هذه الرواية لا تبرئ الزاكي من المكر على الخليفة لكنها تثبت أن القبض عليه تم بالحيلة و الدسيسة و لا تبرئ خليفة المهدي و تلقي اللوم على القاضي أحمد علي كرواية علي المهدي.

رواية ميخائيل هذه توافق ما رواه ابراهيم فوزي في كتابه " السودان بين يدي غردون و كتشنر".
إلا انه ذكر من أسباب نقمة خليفة المهدي على الزاكي أنه :
".. شاد قصرا زوج فيه ابنه و شرع في نقشه و زخرفته بصفار بيض الدجاج و فرض على الاهالي تقديم البيض و من تاخر عن الميعاد المضروب له عاقبه عقابا صارما. فارتفع ثمن البيضة الواحدة الى بضعة قروش و رحل الناس من القضارف على ظهور الهجن الى بلاد الجزيرة لجلب البيض"
(السودان بين يدي غرودن و كتشنر - 2/ 299-300)

و هذا قول لم افهمه و هو عجيب اشبه بحكايات العوام و اشاعات القهاوي .. فانا لا اعرف ان القصور تنقش ببيض الدجاج (!!!)
اما غير هذا فقد اتفق خبر ابراهيم فوزي مع خبر ميخائيل في ان الزاكي كان مظهرا للعظمة و الطغيان فوشوا به الى الخليفة الذي مكر به و قبضه على الصفة التي حكاها ميخائيل و حبسه.

و زاد فوزي :
" .. و ربطوا أكمام ملابسه و صار اثنان من السجانين يذهبان الى الخرابات و يلتقطان العقارب و يدخلانها داخل ملابسه.
و قد منع عنه الغذاء و الماء فمكث اربع ليال يصيح صياحا يفتت الجمادات حتى ضعفت قوته و مات في منتصف الليلة الخامسة و حملت جثته و القيت خارج البلد غذاء للطيور و الكلاب ".
(السابق - 2/300)
و هذه الرواية - على قربها من رواية سلاطين - تبدو مقبولة أكثر من درامية سلاطين التي ادعى فيها أن الزاكي عاش ثلاثة و عشرين يوما بواسطة الماء فقط و أنه لم يشك بل كان شجاعا لا يطلب العفو(السيف و النار- ص 278 ) فشكل رواية سلاطين الممجد للزاكي يبدو أنه مبالغ فيه و في وصف فترة العذاب لاستدرار العطف تجاه مظاليم الخليفة و جلب البغض عليه. فكلما عظم قدر المظلوم و زادت شجاعته كان السخط على الظالم أكثر. ربما لذلك حاول سلاطين أن يضخم معاناة الزاكي و صبره و جلده.

و رواية فوزي هذه كما ترى يمكن ان توافق ما ذكر اعلاه من خبر خطابات الخليفة لمحمود ود أحمد.

حمور، سلام عليكم
ياخوي إنت كت وين ؟ اختفيت بدون حس و لا خبر !
موضوعك جميل و عميق ، و الكتابه في التاريخ صعبه ، لانو الحقايق مرويه ما شوف عين و معظم الرواه عندهم أجندات بعضها ظاهر و بعضها خفي ،لكن لعلمي المسبق برجاحه عقلك و سعه إطلاعك أثق أنك ستفرز الغث من السمين !
بالنسبه للعنوان ، أنا مع المجموعه الشايفه إنو ما مناسب علي الإطلاق ! تشبيهك للبطل بالأسد لا يستلزم إستصحابو لكل صفات الأسد ! التشبيه جاي بس في الشجاعه و الجساره ، غير كده الباقي كلو مسبه لو شبهتو باي إنسان ! كون الأسد كحيوان ينفق ، ليس من المناسب استصحاب صفه موتو لبني أدم حتي لو من باب الحسره عليو !

أمين خالي ..
مشتاقين ياخال.

Quote: بالنسبه للعنوان ، أنا مع المجموعه الشايفه إنو ما مناسب علي الإطلاق ! تشبيهك للبطل بالأسد لا يستلزم إستصحابو لكل صفات الأسد ! التشبيه جاي بس في الشجاعه و الجساره ، غير كده الباقي كلو مسبه لو شبهتو باي إنسان ! كون الأسد كحيوان ينفق ، ليس من المناسب استصحاب صفه موتو لبني أدم حتي لو من باب الحسره عليو !

شكرا للاختلاف الهادئ.
لكن يا خال قل لي ..
لو قلت : الزاكي طمّل .. نسر القلابات يحلق في سماء الحبشة.
هل يقال اني شتمته و سببته و قلت انه " طيره " لأن الانسي لا يحلق ؟
او لو قلت : الزاكي طمّل عقاب القلابات يفقد جناحيه في سجن الساير.
فهل هذه شتمية أنه من الجوارح ؟
يا خالي العزيز لقد أكدت الاستعارة بأن اعطيته فعل المشبه به. انت قريت الثانوي وين يا خال ياخ ؟

Quote: شكرا للاختلاف الهادئ. لكن يا خال قل لي .. لو قلت : الزاكي طمّل .. نسر القلابات يحلق في سماء الحبشة. هل يقال اني شتمته و سببته و قلت انه " طيره " لأن الانسي لا يحلق ؟ و .. على فكرة برضو الانسان بينفق يا خال.

حمور سلام
ما دير أخرب ليك بوستك ، و يكون التركيز علي العنوان أكبر من الموضوع !
لو قلت نسر القلابات يحلق في سماء الحبشة , يبقي كلام زي الورد لانو دي الصفه السمحه في النسر ، التحليق ده ، زيها و زي الشجاعه و الجساره عند الأسد ، عشان كده مافي زول أعترض علي تشبيه الأسد.
وجهه نظري كلها إنو تشبيه الانسان بالحيوان و الطيور و الجماد ..ألخ بيكون في صفه واحده محدده يتميز بيها هذا الحيوان أو الطير أو الجماد علي ما عداهو من الخلايق ، إذا تعدى التشبيه إلي أي صفه أخري في نفس الحيوان بيبقي مسبه ، زي مثلك بتاع بتاع الأسد و النفوق !
و علي ذكر التشبيه امبارح ياسر طيفور مشبهنى بالمقشاشه و حكمه الله كان بيشكر فيني ‎- أو هكذا بدا لي ‎- و لمن اعترضت علي موضوع المقاشيش ده ، قال لي ود أختك ما خاتي عليك لمن قال ليك القراءه بالأذنين ! وانو المثل بتاعو مفروض يقرا (المقشاشه الجديده شديده ) بالله ده كلام ده ؟

صديقنا حمور ....
موضوع جميل و شيق ....
أرجو ألا يتوقف عند الزاكي طمل ....

سلامات حمور

إجتهادك موفق ومشروع

لا تنشغل باصحاب الغرض

الحقيقة لن تحجبها "مناكفات" فارغة

واصل

التاريخ ملك للجميع

الاخ \حمور ,,,,, تقديري واحترامي

موضوع مهم للغاية ,,, فيه لقط كثير

وحقيقة من خلال اطلاعي وجدت كثير من

الكتاب والمحللين يخلصون الي ان خليفة

المهدي حاول التخلص من كبارد رجالات

المهدية من اولاد البحر بارسالهم الي

الحبشة ( الزاكي - حمدان) ومصر

( ود النجومي) وغيرهم, كما قام بتقريب

ابناء جلدته . اتمني ان يفهم الجميع

ما يصبو اليه حمور بعيد عن الحزازيات

السياسية والاثنية حتي يطلع الجميع علي التاريخ

الذي حاول اهلنا اخفاء الكثير منه لمارب ,,,,,

شكرا حمور ,,,و اصل

خالي أمين ..

تعرف يا داب وقع لي اعتراضكم .. انو نفوق شئ قبيح في حد ذاتا ما عشان تشبيه مطلق بالحيوان ..
شكرا ..
لكن برضو يا خال وريني من ناحية بلاغة لو عاوز اصف موت قبيح و مؤسف لشخص شبهته بالأسد اقول شنو عشان يكون ابلغ ؟
في تقديري صفة موت الزاكي طمل ابلغ ما توصف به انه أسد نفق في حبسه .. ففيها تصوير للشجاعة و القوة و قبح الميتة.
و هي (ينفق) أخف و الطف من القول انه "هلك على حالة قبيحة " كما حكى خليفة المهدي لمحمود ود أحمد.

Quote: صديقنا حمور .... موضوع جميل و شيق .... أرجو ألا يتوقف عند الزاكي طمل ....

صاحبنا سلاطين ..
مشتاقون يا عزيزي ..
ربما اواصل بعض اشياء في تأريخ السودان .. ملحمة المهدي و غردون التي تبدو كمأساة اغريقية و اشياء .. كتلة المتمة المحزنة .. و اشياء اخرى ..
ربما وجدت في نفسي الثقة و النشاط فكتبت عنها .. او ربما لا.
دعواتك.

Quote: التاريخ ملك للجميع

شكرا حيدر ..
يقول البروفسير هينكة :
التاريخ أعمق و أدق من أن يسبح في الخيال، فواجبه الأول هو الاهتمام بالحقائق.

و لما كان التأريخ لهذه الفترة يتراوح بين كتابة الموالي ( كعلي المهدي و اسماعيل الكردفاني ) او المعارض ( كسلاطين و نيوفولد ) فان المقاربة و التحقيق و محاولة التمحيص تكون عسيرة اقرب للسير في حقل ألغام. ان انفجر يودي بتاريخ امة.
و الحق دوما وسط بين الولاء المطلق و العداء الصارخ.

تحياتي يا سيف ..
لو كان لي أن اقول اني اختلف مع كل الاجلاء الذين نمطوا عداء الخليفة لاولاد البحر و تقريبة لاهله فاني اقول ان هذا القول غير صحيح على اطلاقه هكذا.
فدافع التقريب كان الثقة اكثر من الاثنية.
لأنك تجد أن خليفة المهدي مثلا نكل بقبيلته كلها حين رفضت الهجرة.
عامل الدم - في تقديري - كان عاملا مساعدا لاكتساب الثقة لكنه لم يكن العامل الرئيسي.
و تقوم على هذا امثلة عديدة ليس هذا مكانها.

Quote: الأحباش

عزيزي ،
فلنتجنب هذه اللفظة،
فهي مسيئة لنا ولأشقائنا الإثيوبيين..

احترامي ،
وتحياتي

Quote: Quote: عنوان غير موفق هذا البطل إنسان وليس حيوان أرجو تعديل عنوانك يا حمور هل الاعتراض على وصفة بالأسد فيكون -رحمه الله - بهذا حيوانا ؟ أم الاعتراض على "ينفق " ؟ لأن ينفق تابعة للتشبية بالأسد !!

عزيزي ،

مع احترامي لرأيك ،
لو أنك قلت : يُقْتَلُ، لكان أفضل.
فالرجل قد قُتِلَ حقاً.

تحياتي

باب في النهي عن تهييج الترك والحبشة. حدثنا عيسى بن محمد الرملي حدثنا ضمرة عن السيباني عن أبي سكينة رجل من المحررين عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا التُّرْك ما تركوكم) وهذا الحديث صححه الألباني ، وله شواهد.

يتكرر في السيرة اسم الحبشة وملك الحبشة والأحباش . والحبشة : اسم للأمة أطلق على أرضهم ، وتسمى دولتهم أثيوبيا ، وهي تضم أراضي إسلامية إلى جانب أرضهم .
http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%C7%E1%CD%C8%D4%C9

عليك الله يا حمور ما يشغلك المُتنطِعين والمُتشدِقين عن إنزال المادة التاريخِية
الهامة دي ...

Quote: عزيزي ، فلنتجنب هذه اللفظة، فهي مسيئة لنا ولأشقائنا الإثيوبيين..

تحياتي يا درديري ..
ما هو المسئ في هذه اللفظة " لنا " ؟؟

شكرا لايراد الحديث يا عزام

Quote: المُتنطِعين والمُتشدِقين

أنا أعلن الإنسحاب.


تحياتي

الأخ حمّور ...

لك التحية على التناول المسئول لموضوع كل مسالكه وعِرة.

وأحييك أيضاً على دفاعك عن مفردة (ينفق) التي كانت سبباً أساسياً لدخولي البوست، ورغم ذلك، لا يزال في نفسي شئ من حتّى تجاهها.

واصل أخي، فحتى لو وافقت المعترضين، فتقنيات الموقع لا تسمح بتعديل العنوان، فضلاً عن أنه أمر يعيق سير البوست.

إحترامي

حمور

حقيقة امتعنا موضوعك هذا جداً وقد كتب باحترافية وبلغة هادئة تحسد عليها (بعيداً عن اللغط الذي تم حول العنوان)..وهو موضوع شجاع في الحقيقة لأن المبحث صعب جداً ،
طريقة دراسة الروايات ومقارنتها بحيث نرى الأقرب للمنطق ثم نخلص الى ما نظنه الحقيقة هي طريقة مشروعة جداً ، وهي في الحقيقة ممتعة كذلك لأنها تقدم لك مساحة للتفكير ، ومن الظلم أن نأخذ التاريخ من مصدر واحد.

على كل حال مسألة اتهام الخليفة عبدالله التعايشي يمكن أن تغضب البعض ولكن تظل اجتهاد وللكل كامل الحق في رده أو أخذه ولكن أرجو لمن يرده أن يمتلك شئ ما يحاور به فاتهام صاحب البحث أن له مآرب آخرى ونحو ذلك لا يقدم شيئاً.

تحياتي لكم جميعاً

ملحوظة: كأني أرى الأخ دكين له اضافة أخرى فلا تبخل علينا بها

ملحوظة 2: قدمنا لك عربون (بهناك) يا حمور أتمنى أن يكون وصلك وأنه لم يكن ثقيلاً عليك.

Quote: و لما كان الزاكي رجلا عصبيا فيه حدة فقد كان من السهل اثبات تهمه المرض

سمعت من سرد بعض الناس الكبار الذين حضروا المهدية إن الزاكي طمل كان عندما يشاهد جيش العدو.. يصيح ويزأر حتى تهتز الأرض من حوله.. ولا يستطيع شخص الوقوف أمامه.. ولا يستطيع الخيل حمله في المعركة..

هناك بعض الإشارات إلى هذه الحقيقة.. وهي طريقة خداعه وإحضاره والحكم بالتبرئة ثم القبض عليه بهذا الأسلوب.. والوصف الذي يقول أنه كان يصيح صياحاً يفتت الجمادات..

هناك صفات تحدث عنها الرواة وهي أن أبطال الثورة المهدية كانو محاربين ويتميزون بالقوة النادرة التي لا يمكن مواجهتها بأي صورة من الصور إلا بما هو أكبر من التصرف العادي..
كذلك الخليفة عبد الله نفسه.. فمشهود له بالقوة .. وأنه مقاتل قبل أن يكون سياسي. والمكر والدهاء الذي يفوق كل مكر

من ضمن السرد الشفوي الذي يتعلق بقواد المهدية .. ما ذكر عن القائد عثمان دقنه.. وأنه بعد معركة كرري كان يعدو على رجليه ولا تلحق به الخيل .. ويجلس ليستريح فتدركه خيل الإنجليز .. وحيث طلب منهم القبض عليه حياً كانو يدورون حوله وهو جالس ويخافون من القرب منه.. ثم يعاود الإنطلاق .. يجري ولا تدركه الخيل .. ويظلون في أثره حتى يجدوه جالساً يستريح .. ويدورون حوله .. وكذلك تتكرر الحالة حتى وصل بالقرب من دياره في بورتسودان واستطاعوا فيما بعد استعمال الجنازير لتقييده وسجنه.

استاذ حمور

تحياتي



نحمد الله الذي حبي البلاد بشاب ومفكر يحوال اعادة كتابة وفراءة التاريخ السوداني الذي تميز بصفات الشفاهية والكتابة العاطفية التي تتحاشي بعض الحقائق لعدم الرغبة في اغضاب بعض اعداء الحقيقة فارجو مواصلة هذا التحليل التاريخي الذي يقوم علي منهج اشبه بالمنهج المقارن في الدراسات الاجتماعية

Quote: يقول الخليفة في خطاب له الى محمود ود أحمد مؤرخ بـ 14 صفر سنة 1311هـ : " .. هذا و نعلمك أيها المكرم أن الزاكي طمّل قد كثرت فيه التشكيات من الأنصار الذين معه و تضرر كثيرا من سيره فيهم بالعنف و ضيق أخلاقه و تغير أحواله ، فطلبناه لطرفنا و معه العمال . و بالممارسة لأحواله وجدنا أن به عارضا شديدا ، و قيل أنه كان معه من سابق إلا أنه اشتد عليه في هذا الوقت و بأسباب ذلك أجرينا زجره و حبسه بالمشورة ، فإن طاب و شفي من ذلك العارض فبها و إلا فتصير معالجته منه إلى أن يقدّر الله له الشفاء أو يقضي الله أمرا كان مفعولا ".

سلام يا أخ حمور

حقيقة أنظر للأمير الزاكي طمل بنظرة لا تقارنه بأي من قادة الفترة المهدية فهو المقاتل الذي أوقف الزحف الحبشي على بلادنا ولولا حنكته وشجاعته لكانت الآن في صورة مختلفة عن وضعها الحالي بحدودها وكيانها,

أرجو إضافة المزيد من التحقيق التاريخي حول صحة رسالة الخليفة أعلاه للأمير محمود ود أحمد ففي حالة تعضيد ثبوتها تاريخياً فستثمل تفسيراً عميقاً لأزمة الحكم والسياسة وحكم القانون التي لازمت دولة الخليفة التعايشي وأدت إلى نهايتها بالصورة التي انتهت عليها,

لك التحية


أحمد الشايقي

درديري ..

Quote: أنا أعلن الإنسحاب. تحياتي

أو خير من الانسحاب ؟
تبقى و تقبل اعتذاري ؟

Quote: الأخ حمّور ... لك التحية على التناول المسئول لموضوع كل مسالكه وعِرة. وأحييك أيضاً على دفاعك عن مفردة (ينفق) التي كانت سبباً أساسياً لدخولي البوست، ورغم ذلك، لا يزال في نفسي شئ من حتّى تجاهها. واصل أخي، فحتى لو وافقت المعترضين، فتقنيات الموقع لا تسمح بتعديل العنوان، فضلاً عن أنه أمر يعيق سير البوست. إحترامي

شكرا محمد ابو العزايم ..
و الخلاف على "ينفق " لا أظنه يفسد معنى البوست.
و قد قبلت تحفظ من تحفظ و فيهم خالي الذي لو كان له غرض لوافقني و أيدني.
لكني احتفظ لنفسي بحق استعمالها طالما ان المعترضين لم يعترضوا من باب اني شتمت الزاكي بل اني استعملت لفظة لا تليق في مقام رثاء و تصوير حال سئ. و في هذا متسع للاراء.

محمد يوسف الزين ..

Quote: على كل حال مسألة اتهام الخليفة عبدالله التعايشي يمكن أن تغضب البعض ولكن تظل اجتهاد وللكل كامل الحق في رده أو أخذه ولكن أرجو لمن يرده أن يمتلك شئ ما يحاور به فاتهام صاحب البحث أن له مآرب آخرى ونحو ذلك لا يقدم شيئاً.

كتبت أكثر من مرة عن تاريخ المهدية هنا .. و رغم حدة النزاعات في بوستات تتعلق بالمهدية الا ان من لطف الله عليّ ان احدا لم يتعرض لي و تمر البوستات بهدوء حتى تلك التي اكون خائفا اترقب حتى تنطوي و تذهب.
بالنسبة للاخ عمر فضل المولى فقد ظهر انه كان يخلط بيني و غيري لذلك فانه لم يتهمني بالمارب و انما ظن ذلك لما خلط بيني و بين الاخ علاء حيمورة كما فهمت لاحقا.
شكرا لك.


ـــــــــــــ
راجع المسينجر

المسافر ..
ياخ شكرا جزيلا و الله معلوماتك دي مفيدة و جميلة و اشهد الله اول مرة اسمعا.
شكرا ليك شديد على الافادة.

استاذ عمر ..
شكرا ليك.
جعلني الله كما تظن و غفر لي ما لا تعلم.

أحمد الشايقي ..
اكثر من احبهم من امراء المهدية ابراهيم الخليل ود أحمد اخ محمود ود أحمد و ابن عم الخليفة و ربيبه. لهذا الشاب في نفسي مكانة خاصة جدا.
ثم احب عثمان شيخ الدين ابن الخليفة و ارثى للامانة التي حملوها له و لم يكن لها مطيقا. كان عثمان مثقفا مطلعا لكنهم جعلوه رجل حرب فاضروا به و بدولتهم غفر الله لهم.
و ليعقوب جراب الراي مكانة عظيمة عندي .. رغم كل ما قيل فيه و كان منه. فذكاء الرجل و اخلاصه و حيلته الواسعة اشياء تجبرك على احترامه و تحببه اليك.

عن الرسالة فهذا مبلغ علمي و لا اعرف فيها مطعنا.
و الباب مفتوح لمن شاء النقاش و عرض معلومات اخرى كي يستفيد الكاتب و القارئ.

Quote: اكثر من احبهم من امراء المهدية ابراهيم الخليل ود أحمد اخ محمود ود أحمد و ابن عم الخليفة و ربيبه. لهذا الشاب في نفسي مكانة خاصة جدا. ثم احب عثمان شيخ الدين ابن الخليفة و ارثى للامانة التي حملوها له و لم يكن لها مطيقا. كان عثمان مثقفا مطلعا لكنهم جعلوه رجل حرب فاضروا به و بدولتهم غفر الله لهم. و ليعقوب جراب الراي مكانة عظيمة عندي .. رغم كل ما قيل فيه و كان منه. فذكاء الرجل و اخلاصه و حيلته الواسعة اشياء تجبرك على احترامه و تحببه اليك. .

بالله يا حمور التقول كنت قاعد معاهم !!





















------------------------------------------------------
بالله مافي زول يقول لي ما تطلع من الموضوع و البوست و ما البوست ! البوست ده حق ود أختي أسوي فيه الدايرو !!!!!!!

Quote: بالله يا حمور التقول كنت قاعد معاهم !!

هل اعتبر ده تلميح يا خال انو اختك دي اقدم من المهدية ؟

Quote: المسافر .. ياخ شكرا جزيلا و الله معلوماتك دي مفيدة و جميلة و اشهد الله اول مرة اسمعا. شكرا ليك شديد على الافادة.

الشكر لك ولإهتمامك وعرضك للموضوعات بهذا الأسلوب الذي لو توفر قبل خمسون عاماً لكان لدينا الكثير من المعلومات والعبر واستفادت الأجيال بحقيقة الأشياء قبل أن تفاجأ بعوقبها..

إن الحديث عن الأمير الزاكي طمل لابد أن يحتوي عن الظروف غير الطبيعية التي صعد فيها أمراء وقواد حرب إلى واجهة الحياة .. وما تركوه من ارث حقيقي تعرض للتشويه فيما بعد..

ما يذكر عن معركة القلابات بأنها كانت عبارة عن مجزرة وإبادة وتطاحن حقيقي.. وذلك بعد فشل الملك الحبشي في الوصول إلى حل وسط ويقينه بالهلاك الذي قرر أن يكون هو قائد المعركة النهائية فيه في القلابات.. والطرف الآخر الزاكي طمل الذي يقال أنه يتغير إلى شخص آخر غير طبيعي عند بدء المعركة
في هذه المعركة هلك كل الجيش الحبشي وجل الجيش تحت قيادة الزاكي طمل وما تبقى من هذه المجزرة لن يكررها لذلك لم يعودوا إلى معية الخليفة.. وهذا من الأسباب التي زادت الشكوك.. أين الجيش المنتصر.. هل احتفظ به الزاكي لكي يخطط في المستقبل لتكوين دولة خاصة به.

طبعا أي مستشار للخليفة سوف يعمل على عدم عودة مثل هؤلاء الأمراء إلى موقع الحكم..ولابد أن لهم أن ينتهو في بقاع الأرض.. وهذه سياسة متبعة منذ الأزل ومازالت.. وهي الأشخاص الأقوياء لن يتركوا ولو أظهروا الطاعة العمياء..

ذكرنا أن حملة القلابات اتخذت طريق الموت ولا عودة وحملة توشكي اتخذت طريق الموت ولا عودة وكذلك في كرري.. سبقها بيوم غلظة وشدة على الخليفة من بعض الأمراء ووجهاء القبائل الذين أستطاعوا أن يبلغوا الخليفة أنهم سوف يقاتلون العدو استجابة للواجب والفداء والدخول من باب الشهادة وليس نصرة للخليفة أو إيماناً بدولته..

كذلك أيقن الخليفة أن هذا الطريق يؤدي إلى باب الخروج من الدنيا فقادهم في وضح النهار عند التاسعة صباحاً والشمس في كبد السماء.. وفي المعركة كان يرسل الفوج تلو الفوج في وجه السلاح الناري الحديث (المكسيم) فكانت مجزرة نهائية في ظرف ساعتين أبيدفيها حوالي خمسون ألف مقاتل.. ومن موقعه المطل على ميدان المعركة لوى عنق الخيل ميمماً تجاه ام دبيكرات

سلامات يا حمور,,

ما أحوجنا إلى أن نعيد قراءة التأريخ,,,

بعض شخصيات الثورة المهدية دارت حولها قصص متضاربة
لدرجة أفقدتنا الإتجاه الصحيح فى معرفة الحقيقة,,
فكل كان يكتب من منطلق أشيائه والبعض تعمد طمس
الوقائع لإسباب مختلفة!!



إحترامى لك ,,

سلام ياحمور


بوست ممتع

Quote: فان المقاربة و التحقيق و محاولة التمحيص تكون عسيرة اقرب للسير في حقل ألغام. ان انفجر يودي بتاريخ امة. و الحق دوما وسط بين الولاء المطلق و العداء الصارخ.

كلام حكيم ، وخاصة في تاريخ (المهدية ) ، لأنو على قدر ماهو حقبة جاذبة وثرية جدا إلا أنو مليئ



بالالغام، والمغالطات ، و فيهو سياسات جديرة بالبحث والتمحيص ..

Quote: .. هلك في السجن على صفة فظيعة و حالة شنيعة. و أنه بمجرد خروج روحه اشتعلت النار في جسمه و اسود وجهه و العياذ بالله ". و هذه صفة توالت في أدبيات المهدية عن الكفار (مخالفيهم ) فذكرها المهدي في منشوراته و الكردفاني في الطراز المنقوش و سعادة المستهدي.

تعرف ياحمور الصفة دي صارت ضمن حكاوي كتيرة سردت لنا ونحن صغار فجدتي لأمي من

مواليد "ودنباوي "..يعني أنصارية" بالجيرة" فلاحظت كتير من الأدبيات دي في قصصها وحكاويها الكانت

فيها عظات ضمنية ..مثلا عن قصةإمرأة لم تكن تصلي وعندما ماتت إشتعلت النيران في جسدها ، وعن

القبور التي تشتعل فيها النيران لأن أصحابها كانوا يفعلون كذا وكذا ..ما أردت قوله أن أدبيات


المهدية كانت ذات أثر كبير على الأمدرمانين لاحقا أو هكذا أدعي.

المسافر ..
عرض شيق و جميل جدا ..
شكرا لك .. و فعلا النهاية التي انتهى اليها كثير من القادة توحي أن المشكلة كانت قوتهم لا عصيانهم.
و ربما كانت ناهية مادبو موحية بذلك .. فالرجل ظل حتى اخر لحظة يؤكد ولائه للمهدية .. و لكن.
تحياتي .

أيمن ..
تحياتي ..

Quote: ما أحوجنا إلى أن نعيد قراءة التأريخ,,,

تعرف .. اعتقد انو المطلوب هو القراءة اولا ..
فالموجود لدينا (رغم كثرة الثغرات فيه ) لكنه يقدم بداية جيدة لما بعده.

شكرا يا داليا ..
و لو اطلعتِ على كتاب سعادة المستهدي ستجدين كثير من حكايا كرامات المهدي في مخالفيه بداية من شيكان.
و في منشورات المهدي يحكي هو عن ما قاله الأهالي عن ظهور اسمه على بيض الدجاج .
و الله أعلم.

حمور زيادة
تحياتي
متابع كل ماتكتب باهتمام
كماانيني احب كتابات التاريخ والحديث عن
تاريخ السودان ممتع جدا..من كتاب كاتب الشونة ..
لاخر اصدارة كتاب المراة السودانية ماضيها
المظلم ..وحاضرها المشرق ..لمختار عجوبة
.....................
واتخيل لي وصف كتاب القدال لحياة الزاكي وسيرته
ادق ..كما في كتاب مذكرات يوسف ميخائل
كتاااااب ممتع .جدا وفيه حقائق دقيقة ..
اتمني منك تسليط الضوء علي كتاب القدال ومذكرات يوسف ميخائيل
للفائدة .
وقالو سمح القول في خشيم سيدو وانت سيد القول
كن بخير وواصل

حمور
سلام
قصة ابوقرجة نسخة مكررة للزاكي طمل مع اختلاف الخاتمة
فابوقرجة اعادة الحياة لاقليم التاكا وآمنه القبائل.
وتم الايعاز للخليفة بانه يتعاون مع الطليان ، فامر بحضوره
لامدرمان ، وبقية القصة معروفة بهروبه للافريقيا الوسطي.
عليه فان سيناريو التعامل (التخابر) مع الاجنبي كان من
التهم الجاهزة للتخلص من الشخصيات المؤثرة.وعليه لايجب
النظر لتراجيدا الزاكي طمل كحالة معزولة بل ضمن سياق تاريخي
وصراع قوي .

Quote: عزيزي ، فلنتجنب هذه اللفظة، فهي مسيئة لنا ولأشقائنا الإثيوبيين..

بعض قبائل والشرق وفي الشمال عموما يستعمل لفظ المكادا
وصاحب الطراز المنقوش اظنه متاثر بكتب التراث العربي
الي الان هناك من يقول بصل مكادا وحمار مكادي
وحتي مراسلات الخليفة لامبراطور بوحنا كانت تعنون
لكبير المكادا علي مااظن

باسط المكي ..
تحياتي ..
حسدتك على اطلاعك على مخطوط كاتب الشونة فمازلت ابحث عنه منذ اعوام هو و كتاب محمد عبد الرحيم أبطال السودان حتى اصبحا كأسطورة حياتي.

كتاب يوسف ميخائيل كتب عنه هنا الاستاذ مبارك السروجي.
راجعه هنا فهو ماتع :
يوسف ميخائيل.. مؤرخ سوداني أوجدته الصدفه

محجوب علي ..
و عليكم السلام و رحمة الله اخي العزيز ..
الاتهام بضعف الولاء سمة تصاحب الانظمة القابضة المنغلقة.
منع التجارة الخارجية و الشك في كل تاجر يدخل او يخرج. اتهام القادة الذين تزداد سلطاتهم كلها اشياء تثير الحيرة.
النجومي في تقدمه للموت في توشكي اتهم أنه يتخابر مع المصريين و انه ضعيف العزيمة.
كل قائد حدودي تقريبا اتهم بالتخابر مع من بجواره من الاجانب.
لا نملك الا ان نقول اليوم غفر الله لاجدادنا كلفونا تاريخا عسيرا.

اعتقد بعد إنتهاء ايام العزاء فى الفقيديين ما حايكن فى موضوع اهم من الموضوع دا عشان يكون فى صدر الصفحة يابكرى.


حمور اسعد الله ايامك
موضوع اشبه بى البحث الاكاديمى.

ما مهم مواقف الناس شنو مع الخليفه او ضده طالما ممكن نلقى الحقيقه
اظنو بعد115سنه ممكن نعاين لى تاريخنا بدون انتهازيه ويكون هدفنا نلقى الحقيقه و بس

الله عليك ياخ
واعي وحكاي وجرئ

ربنا يحفظك ياخ

Quote: وحقيقة من خلال اطلاعي وجدت كثير من الكتاب والمحللين يخلصون الي ان خليفة المهدي حاول التخلص من كبارد رجالات المهدية من اولاد البحر بارسالهم الي الحبشة ( الزاكي - حمدان) ومصر ( ود النجومي) وغيرهم, كما قام بتقريب ابناء جلدته

الأخ سيف الدولة كامل
من قال لك ان الزاكي - حمدان من اولاد البحر وفقاً للتصنيف الذي أتبعتموه. أم أنه السير في حملة تجريم خليفة المهدي بأي طرق كانت.


الأخ صاحب البوست حمور
لك التحية
يعجبني أسلوب المقارنات والمقاربات وترك استنتاج النتيجة للقارئ الكريم.
واصل ونحن في إنتظار إنتهاء سردك.،

Quote: ما مهم مواقف الناس شنو مع الخليفه او ضده طالما ممكن نلقى الحقيقه اظنو بعد115سنه ممكن نعاين لى تاريخنا بدون انتهازيه ويكون هدفنا نلقى الحقيقه و بس

الشبل رغيم ..
تحياتي يا شقيق.
ليس مهما فعلا موقفنا العاطفي من التاريخ .. فهو قد حدث بحبنا و بغضنا .. هل تعلم اني لا احب صلاح الدين الايوبي بقدر حبي لنور الدين زنكي و اعتبره البطل الذي خذله صلاح الدين ؟ لكن .. التاريخ حدث و استحق صلاح الدين مكانته العظيمة رغم عدم حبي له.
ما ينبغي ان نتحوط منه ان لا يؤثر البغض او الحب على التوثيق التاريخي. و ينبغي ان نعلم ان كل انسان له اخطاء و السعيد من عدت معايبه.
دم بخير

تسلم يا وليد.
كتر خيرك اخوي و شكرا للمرور.

اسماعيل وراق ..
تحياتي ..

Quote: الأخ صاحب البوست حمور لك التحية يعجبني أسلوب المقارنات والمقاربات وترك استنتاج النتيجة للقارئ الكريم. واصل ونحن في إنتظار إنتهاء سردك.،

انتهى ما عندي الآن و استمتع باضافات الاعضاء و كل فائدة جديدة ينثرونها هنا.
شكرا لك.

Quote: ]كتاب يوسف ميخائيل كتب عنه هنا الاستاذ مبارك السروجي. راجعه هنا فهو ماتع

حمور تحياتي
الكتاب بطرفي ..
وكل مرة بكتشف اني ماقريتي فيهوشي
ياريت لوكنت جنبي...
..........وعلى رواية يوسف مخائيل كانت الوشاية من نوع أخر بلغت الوشايات الخليفة عبدالله بأن الزاكى طمل قويت شكيمه (عجبته نفسه) ويريد غزو الحبشة بجيوشه الجرارة . لجأ الخليفة الى الخدعة وأرسل له مدد من خمسة رايات تحت إمرته مع أخبار برضاء الخليفة عليه فطمأن وعاد إلى أم درمان بجنده وحاشيته وأُستقبل إستقبال الفاتحين . قابله الأمير يعقوب بكل الحفاوة ومن ثم الى مجلس الخليفة الذى رحب به وأشاد به كثيرآ وببطولته فى قتل ملك الحبش ومنها توجه إلى منزله .ليصله رسول من الأمير يعقوب يقول له: "أحضر سيدى طالبك فى أشيا أرسلها لك سيدنا خليفة المهدى" . قام وبوقته وليس يعلم بما هو مخبأ فى علم الله . ويعقوب رتب الأمر مع الملازمية بعد دخوله فى الحوش الوسطانى يقبضوا عليه . ولما حضر دخل الحوش البرانى العبيد قفله عليه الباب ، ولما دخل الحوش الوسطانى قابله عبد الرحمن زوفة بالحضن كمثل السلام ، وأخذه على صدره ، ورماه على الأرض ، وقبضوا عليه الملازمية وداروا كتافه بالحبل بعد ما أخذو سيفه ، وطلعوا به حالآ الى الساير . قال: "عملتها يا يعقوب قبل ما نعملها" ووضعوا عليه الحديد فى مربوعة صغيرة ، وجنزير على رقبته ، ونصفه من الخارج وطوبو عليه حتى إنه مات عطشآ وجوعآ بعد أربعة أيام ص(113) وهو ما يؤكد ه سلاطين: (أعتقل الزاكى طمل ووضع فى غرفة حجرية صغيرة شبيهة بالقبر ، أغلق بابها عليه ، ولم يسمح له بشيئ من الطعام ، بل بمقدار يسير من الماء يسلم إليه من كوة صغيرة فى الغرفة الحجرية) سلاطين ص 356
......

وتبقى رسالة الزاكى نفسه للأمير يعقوب ، ذات مغزى عميق على قصرها ، والتى كان بعث له بها من السجن ، قبيل موته ، وهي تنم عن مشاعر الغبن والمرارة وخيبة الأمل: ـ "قل ليعقوب سيأتي اليوم الذي تحتاجون فيه لأمثالي من الرجال .. ولن تجدوهم!" (ع. زلفو ، ص 249وبعد إعدام الزاكي طمل بهذه الطريقة لم يفت على الخليفة كعادته إضفاء الشرعية الدينية على سطوته وجعلها تطابق المشيئة الربانية بسذاجة لا تليق بعقلية حاكم غير الخليفة ولا بزمان غير زمن المهدية إذ يقول الخليفة عنه ـ ".. وجدنا أن به عارضاً شديداً ، وقيل إنه كان معه من سابق إلا أنه اشتدَّ عليه فى هذا الوقت ، وبأسباب ذلك أجرينا زجره وحبسه بالمشورة .. (و) إنه هلك فى السجن على صفة فظيعة وحالة شنيعة ، وأنه بمجرد خروج روحه اشتعلت النار فى جسمه واسودَّ وجهه والعياذ بالله!" (ن. شقير ، ص 819 ـ 820). العارض يقصد به مس الجن !!

تحياتي يا باسط و شكرا لنقلك الجميل.
حاولت ان يكون منهجي هنا الاعتماد على رواية علي المهدي باعتبارها الرواية الوطنية. ثم بدأت اقارن بينها و غيرها فاقبل ما توافقت به مع كتابات الخصوم و ارجح بالنظر بينهما الى كل جزئية فيها على حده.
لذلك لم احاول ان اعتمد مطلقا على روايات سلاطين و نيوفولد و ميخائيل و غيرهم خشية ان يدخل عليهم فيها الغرض. لكني جهدت في مقاربتها و نقدها مقارنة برواية علي المهدي حتى اخرج بالصورة الاخيرة التي اظنها اقرب للكمال و فيها نقاط ناقصة تحتاج اجابات.
شكرا لك لنقل ما كتبه ميخائيل فان لروايته ميزات على رواية غيره من الاجانب انه كان ابن بلد و يعرف تفاصيل ما يحكي عنه.

الاستاذ حمور زيادة،

عزيزي ،
إن لحرارة الجو ، كما تعلم ،تأثيرها.
سأعود إليك في القريب العاجل ،
فهذا موضوع في غاية التشويق.

تحياتي

Quote: عزيزي ، إن لحرارة الجو ، كما تعلم ،تأثيرها. سأعود إليك في القريب العاجل ، فهذا موضوع في غاية التشويق.

مرحبا بعودتك يا درديري.
و في انتظار عودة أطول ان استطعت

شكرا يا حمور زيادة حمور علي هذا البحث الشيق والمفيد

أعجبني منهجك في البحث والتقصي، الإطلاع علي قدر معتبر من المصادر التاريخية دون أن تكون أسيرا لأيهم. عندك رأيك، ليس ذلك المكون من قبل، ولكن ذلك المتكون من القراية التاريخية بقدر من البصيرة. تماما كما قال محمد أحمد المهدي حينما سئل عن آراء الفقهاء والائمة قبله: هم رجال ونحن رجال.

خاطرة وردت لي بعد الإطلاع علي بعض المساهمات هنا:
بطل قومي وقائد معركة إنتصر فيها علي الأعداء يموت جوعا في السجن = ما في أي مشكلة
أن يكتب عنه باحث تاريخ ويقول (نفق) = تقوم الدنيا ولا تقعد

وإذا علمنا أن قواميس ومعاجم اللغة العربية تقول بجواز إستخدام نفق لموت الإنسان

لا نملك إلا أن نقول كما قال البعض هنا: الغرض مرض

الزميل حمور

رغم قراءاتي المبكرة لتاريخ المهدية إلا أنني لم أجد ما يمكن أن يسمى تياراً معارضاً أو على الأقل مغايراً للنظرة التي تبناها الخليفة عبد الله وأهل ثقته من ابناء الغرب ,

فبخلاف حركة الاشراف التي اعترضت تغيير الخليفة عبد الله لمبادئ الاستخلاف التي وضعها المهدي وتغيير مراكز النفوذ في الدولة الجديدة مثلت كل المحن الأخرى التي تعرض لها الأمراء من قادة المهدية مصائر فردية ناجمة عن مركز الطرد الذي تموضع الخليفة عبد الله في قلبه,

ربما نحتاج لإلقاء المزيد من الأضواء على هذه الفرضية


أحمد الشايقي

التحايا لك يا حمور و لضيوفك،
موضوعك ثر و تناولك له مثير للإعجاب. و الأعجب، رغم العادة منك، هو غنى معارفك التاريخية و أنت من أنت يا هذا الشاب اليافع. التحية لك مستحقة بلا جدال و لتماسكك الفكري و لمكنتك النقدية و لمقدرتك الفائقة على إدارة حوار غاية في التهذيب و يقوم مثلاً على مضاء الحجة و لو خالفها المخالف.
تقبل شكري و تقديري.
و بعكس الكثيرين هنا يا (زميل)، فإنني أجد عنوانك و كما اخترته أنت منذ البداية، قد كان غاية في الموافقة و المناسبة، و هذا الجدال حوله برهان على ذلك. لقد أجدت في كل شيء مما يعنينا، فسواء أكان تشبيهاً أو استعارة أو مفارقة بلاغية مزدوجة الشفرين، فقد أشبعت بها روح المعنى الذي في قلب هذا التحليل الموضوعي بلا زيادة أو نقصان.
و على الذين يتأففون من أي قسوة فيه أو انعدام للحساسية (المجاملة الأباها بابكر بدري) أن يذكروا قسوة الواقعة نفسها أو فليتلمظوا كل عنف ذلك التاريخ أو هذا الحاضر.

و أكون شاكراً يا زيادة لو سمحت لي بزيادة تعليقين أو ثلاثة:

*
في نصر الزاكي طمل على الإمبراطور (الحبشي) يوهانس الرابع في معركة القلابات التي وطست في يوم 9 مارس 1889 و انتهت بأن أصبح هو قتيل الأنصار، بعض نظر و كثير من العبر التي تشبه في عظتها تلك التي لخصها قبيل يوم كرري صاحبك الصنديد إبراهيم الخليل حين قال لعمه الخليفة (الخير فيما يختار الله .. إلا نصرة مافي)!
فلو نظرنا كيف كان ذلك، سنجد أنه و بالرغم عن انتصار قائد الإمبراطور المدعو رأس ألولا على قوات المهدية قبل حوالي الثلاثة أعوام و عدة أشهر من يوم القلابات، فإن صاحبنا الإمبراطور يوهانس قد كان يعاني الأمرين في ملكه و في حال من الضنك السياسي كما حال الخليفة المعلوم بعد تسع سنوات من نصر الزاكي المذكور!
لقد عانى الرجل من تهديد عدو خارجي (إيطالي) و من تمرد الأمهرا و الأرومو في الأقاليم الجنوبية لدولته و من تطاولات أبناء عمومته السليمانيين إلى عرشه و من منازعات خاصة نبلاء التقراي في بلاطه... تلك قصة ستطول و لا يسمح بها المجال هنا و أكتفي منها بإيراد الشاهد الذي يتعلق بشبهة من تاريخنا في التقديس لما لا يجوز فيه تقديس. التاريخ يروي عن (الأحباش) إنهم قد أدبروا في القلابات بعدما دان لهم النصر مقبلاً و كاد جيش الأنصار أن يفنى إلا قليلاً،. حدث ذلك عندها أصابت رصاصة أطلقها أنصاري قناص حريف إمبراطورهم يوهانس الرابع فأردته جريحاً به رمق (أجهزوا عليه لاحقاً بعد مطاردة لفلولهم)!
فلماذا تراهم قد انهزموا بعدما كان النصر قاب قوسين أو أدنى من متناولهم؟
خطر لي خاطر؛ إنه ربما لأن الاسم الرسمي للإمبراطور كان يجري كالآتي:
صفي الرب صاحب الجلالة الإمبراطورية يوهانس الرابع الأكسومي أسد قبائل يهودا القهّار ملك صهيون المنصور و ملك ملوك إثيوبيا وريث النبي سليمان!
سقط حامل الاسم فتضعضع المؤمنون بصاحبه و بمحمولات اسمه ذي القداسة... فقط تصور أن ينهار بناء نفسي و تاريخي و ديني كهذا المحمول على ظهر الاسم الرسمي للإمبراطور بطلقة من (درويش) ما كانت (الأحباش) تحسبه في عير بلقيس و لا هو عندهم من نفير منليك.

**
احتج إسماعيل وراق على سيف الدولة كامل احتجاجاً محقاً أن عدّ الزاكي و حمدان في (أولاد البحر) و أوردهما في السياق الخلافي المذكور هنا و في التواريخ الشفاهية و المكتوبة.
أرى أن الحق مع وراق، فالزاكي و حمدان كلاهما من الجهادية الذين ورثتهم المهدية فيمن ورثت عن العهد التركي. و صعودهما للقيادة ليس بمستغرب لو أخذنا في الحسبان مقدراتهما و كذا خبرة الخليفة السياسية و التاريخية.
فلأن الخليفة ذكي من دارفور يعلم أن سلاطينها كما سلاطين سنّار قد كانوا يختارون جلّ إن لم يكن كل مقاديمهم على الجهات و كذا قادة جيوشهم، ممن لا عزوة أو شوكة قبلية لهم قد تغريهم على حين غرة بالتمرد أو تغويهم بمنافسة البلاط، لذا فلا يستغرب تصعيده لمن هو مثل حمدان و الزاكي.
فلو افترضنا مثلاً أن قائد حملة الخليفة على الرزيقات لم يكن هو حمدان أبو عنجة بل كان علي الجلّة المسيري أو عبد الرحيم أبو دقل الحمري أو عثمان أدم (جانو) التعايشي! أفهل كان يمكن لأحدهم أن يحكم و ينفذ الإعدام على مادبو علي بذاته و صفاته في سوق الأُبيِّض؟... و من سيكون لآله في الثارات إذن؟

***
حرد العزيز درديري عن مواصلة مشاركاته فأعاده تهذيب حمور إلى زمان البوست و الناس فأسعدني ذلك. و قد كان في البدء أن لم يرض الدرديري عن لفظة (الأحباش) و سوّاها فيما يسيء لإخواننا (من حام و سام) و لنا، فغالطه حمور في التي لنا و كأنما يوافقه في التي عليهم. أما الحقيقة عندي فهي أن اللفظة ليست مسيئة لا لنا و لا لهم (الأحباش)...! فكيف كان ذلك؟
جاء في لسان الوكيبيديا شخصياً، أن أصل كلمة الحبشة إنما يصدر عن اللغات الإثيوـ سامية (السامية الجنوبية) و هو مؤصل أثيل فيها يمكن قص دربه إلى ذؤابة اللغة الجئزية المنقرضة أو تكاد و التي انحدر منها اللفظ في مسارب لغات الأمهرا و التقراي و التقرينيا و القوراق ليدل عليهم باختيارهم الحر المتصاعد في علالي تاريخهم. و كما يعرف كثير من أثيوبيي الآن كلمة (الأبشة) و يتعارفون إليها، فكذلك قد عرفتها اللغة العربية بتحوير أصبحت تنطق به (الحبشة) التي نتغالط فيها، ثم عرفتها لغات الأوربيين أيضاً كـ Abyssinia التي لا و لن يخفى أصلها في (الأبشة/الحبشة).
صحيح أنه ربما لا يرضى نفر من الأثيوبيين و بالذات من قومية الأٌرومو (و هم أغلبية عددية و في أغلبهم قوم مسلمون و غالبهم يحلم بالانفصال و كثير منهم في القضارف) أن يُسَمُّوا بالأحباش و هو من حقهم، و لكنه رفض لا علاقة له بطاقة التحقير في الاسم بل بالرغبة في التمايز الهويوسياسي الذين تخبرون... و أما حكم الواقع فهو الغالب... و الغالب الله!
الشاهد، تصوّرت أن الدرديري و قد تم كيفو إلا قليلاً بصاحبه حمور، قد قرر أن يتمم كيفو كلو و يعزم صاحبه إلى جَبَنة حبشية (لا داعي للأقواس منذ الآن) مدنكلة في أحد مقاهي الإثيوبيات التي تعطر الأصقاع بعبق البُنة و عطر القرفة ما بين سان هوزيه مروراً بطائف من الخرطوم و حتى سواحل مسقط و جبال السقط لقط. ما أن هلت طلعتاهما البهيتان على باب المقهى المعمور بحفيدات بلقيس حتى بادرت حسناء منهن إلى أخينا حمور سائلة (في لغتها) و هي العليمة Abesha ne?؟ فلما أن أجابها حمور: أن لا لست منكم و يا ليت كنت و كدا، و كاد الكلام أن ينفد، إلا و بادرها الدرديري (الذي ظنته و هي عامدة في ظنها، مصرياً) و هو يتلعثم Abesha nesh? ؟ فما كان منها إلا و أن اجابته مقطبة: كيف ما هبشية يعني؟ يعني إلا أكون من قدارف و لّه كيف يعني يا زول إنتا؟


بوستك ممتع يا حمور...
و بقي عندي سؤال لا أجد له الجواب، فأنت إذن صاحبه.
لقد طالما احترت في نطق اسم الزاكي! هل هو طُمُل، طَمَل، طِمِل، طُمِل، طُمَل ... أم كيف أنطقه بالضبط؟

و تقديري للجميع.

Quote: خاطرة وردت لي بعد الإطلاع علي بعض المساهمات هنا: بطل قومي وقائد معركة إنتصر فيها علي الأعداء يموت جوعا في السجن = ما في أي مشكلة أن يكتب عنه باحث تاريخ ويقول (نفق) = تقوم الدنيا ولا تقعد وإذا علمنا أن قواميس ومعاجم اللغة العربية تقول بجواز إستخدام نفق لموت الإنسان لا نملك إلا أن نقول كما قال البعض هنا: الغرض مرض

نصر ، سلام عليكم
ليه يا نصر ما ممكن يكون عندنا رأي مخالف لرأيك و رأي صاحب البوست بدون ما يكون عندنا أغراض و أمراض ؟ ليه ما عندنا ألحق نقول رأينا ‎- كان صاح كان غلط ‎- بدون ما نسمع لينا كلمتين حلوات ؟
كدي حسي عليك الله وريني أنا ممكن يكون غرضي شنو من إنو الكلمه دي ما تتقال لبني أدم ؟ كان الزاكي طمل و لا غيرو ؟ رأي و قلناهو و وضحنا حيثياتو ‎- من وجهه نظرنا ‎- و ما جبرنا زول إنو يقتنع بيهو و لا بنفتكر إنو المخالف للرأي ده عندو غرض ! الواحد بقي يفكر ألف مره إنو يختلف في الرأي مع أي زول عشان ما يسمع لي كلمتين فارغات !!!

يا سلاااام عليكم ياخ
يا سلااااام
كلكم حلوين واختلاف
يشهي في الاختلاف

يا هاشم الحسن المحبة
المحبة ليك ياخ وشكراً
انك هنا ده شكراً كتير
مداخلتك ريحتني وبتفق
معاك في كل شي عنها
خصوصا تصورك لاسم يوهانس
وكل التداعي الانفرض بعد
موته مباشرة قدرته وتصويب
دقيق تجمع الثلاثية الدينية
يا سلااام يا سلاااااام
ـــــــــــ
الواحد لو بيلقي زي البوست
ده 5 في الصفحة الاولي كل اسبوع
حيتعلم حاجات مفيدة .

نصر ..
تحياتي و شكري..
الذين غضبوا ربما ظنوا ان لي غرضا من شتيمة او احسوا ان الكلمة اكبر مما تناسب البطل لأنهم لم يعرفوا ما حدث للبطل في حياته.
فربما لهم عذرهم.
رغم ذلك اعجبني منطقك في تحوير الغرض مرض فهو لطيف.
فقط اذكرك أن الاخ عمر فضل المولى حين اطلقها كان يظنني غيري(علاء حيمورة كما قيل لي ). فلما تبين له انه اخطأ سحبها عني و اكتفى بالاعتراض على العنوان.

أحمد الشايقي ..
تحياتي يا مولانا..

Quote: رغم قراءاتي المبكرة لتاريخ المهدية إلا أنني لم أجد ما يمكن أن يسمى تياراً معارضاً أو على الأقل مغايراً للنظرة التي تبناها الخليفة عبد الله وأهل ثقته من ابناء الغرب , فبخلاف حركة الاشراف التي اعترضت تغيير الخليفة عبد الله لمبادئ الاستخلاف التي وضعها المهدي وتغيير مراكز النفوذ في الدولة الجديدة مثلت كل المحن الأخرى التي تعرض لها الأمراء من قادة المهدية مصائر فردية ناجمة عن مركز الطرد الذي تموضع الخليفة عبد الله في قلبه, ربما نحتاج لإلقاء المزيد من الأضواء على هذه الفرضية

اعتقد أن اختلاط صورة الدعوة بالدولة سبب لبسا و اشكالا لدى كثيرين. فاغلب الناس كانوا مؤمنين بالمهدية ( كواقع حال على الاقل ) فحتى من اعترض على الدولة لم يكن ليجد مبررا لخروجه او تشكيله تيارا معارضا. اضف الى ذلك حداثة عهد كل اؤلئك المقيمين في ام درمان بالدولة و الحاكم الذي هو منهم و يصلي معهم و يسهر بين ظهرانيهم. و ضع مع ذلك مقدرة يعقوب الفذه في اكتشاف المؤامرات و تقريب الخصم و تدجين المعارض. هذا الرجل خلق ليعيش في بلاط ملكي فعقله عقل قصور و سياسة.
لذلك ترى ان المعتقد الذي امتزج بالدولة نفع الدولة فترة من الزمن .. لكن في كرري انقلب الامر فقتلت الدولة المعتقد. و حتى لا اتورط في كثير كلام عن رجال كرري انصح بمراجعه بابكر بدري و كلامه عن الذين فروا من المعركة. رغم انهم من اصحاب الايمان السابق.
و لعل ابلغ ما يلخص هذا قول ابراهيم الخليل الذي يفترض انه عرقيا ينتمي الى اوتقراطية التعايشة لكنه كان ابن وسط و مدينة بمعنى الكلمة و ثقافته ام درمانية بحتة :
المهدية مهديتكم إلا نصرة مافي.
هذا البطل العبقري لخص كل شئ في هذه الكلمة. نفى اهمية العقيدة و صرح عن تيار الجندية التي تقاتل لان هذا دورها و واجبها.

أما مركز الطرد الذي تموضع فيه الخليفة فهو حقا كان اساس البلاء. فانعدام اي شكل من اشكال المؤسسات جعل المرجعية هي الخليفة و ما يفهمه الخليفة. لذلك ترى سلاطين يصعد نجمه يوما و يوما يهبط لمجرد مزاج خليفة المهدي. و هذه كانت ام المحن.

تقبل تقديري.

هاشم الحسن ..
تحياتي و تقديري و اعجابي بمداخلتك الثرة الجليلة و شكرا على كل ما فيها من فوائد.
اعتقد ان ما حدث ليوهانس الرابع قريب مما اصاب نفوس الناس في كرري حين هدمت قبة المهدي قبل يوم المعركة. و لهذا حاول الخليفة تطمينهم بقوله : القبة بنيناها من طين و حنبنيها من طين. في اشارة سليمة ان البناء ليس مقدسا. لكن كان من الصعب ان تقبل النفوس في تلك الليلة فكرة كهذه.


عن لفظة الحبش اهتممت بنا اكثر من بهم لأنه من الصعب مراعاة شعور كل شعب تتحدث عنه.. لكن من الواجب مراعاة ما لا يليق بشعبك.
فلما كان الكلام عن تاريخنا و نحن المعنيون به فاني اهتممت بما في تلك الكلمة من اهانة لنا نحن.
و فضلت ان اترك ما للغير خشية ان اقول فيه شيئا يجرح اخا يكون به اختلاط نسب.

مداخلتك دسمة ممتعه.
كانت من اسباب تأخري في الرد لأني قرأتها أكثر من مرة.

الخال ..

Quote: نصر ، سلام عليكم ليه يا نصر ما ممكن يكون عندنا رأي مخالف لرأيك و رأي صاحب البوست بدون ما يكون عندنا أغراض و أمراض ؟ ليه ما عندنا ألحق نقول رأينا ‎- كان صاح كان غلط ‎- بدون ما نسمع لينا كلمتين حلوات ؟ كدي حسي عليك الله وريني أنا ممكن يكون غرضي شنو من إنو الكلمه دي ما تتقال لبني أدم ؟ كان الزاكي طمل و لا غيرو ؟ رأي و قلناهو و وضحنا حيثياتو ‎- من وجهه نظرنا ‎- و ما جبرنا زول إنو يقتنع بيهو و لا بنفتكر إنو المخالف للرأي ده عندو غرض ! الواحد بقي يفكر ألف مره إنو يختلف في الرأي مع أي زول عشان ما يسمع لي كلمتين فارغات !!!

انت بالذات مغرض و عندك اجندة..
هي شنو ما عارف لكن انا متأكد انها موجودة.
يا خال هون عليك ..
كلام نصر رغم انو شكلو عام لكنو محدد فيما يبدو لي بحته مهمة :
بطل قومي وقائد معركة إنتصر فيها علي الأعداء يموت جوعا في السجن = ما في أي مشكلة
أن يكتب عنه باحث تاريخ ويقول (نفق) = تقوم الدنيا ولا تقعد
نصر بيعاين ليها من ناحية انو لا اعتراض على كيفية موت الزاكي لكن الاعتراض على كلمة تبيح القواميس استعمالا.
اظنك مرقت من الحتة دي لأنو في أول اختلافك قلت :
موضوعك جميل و عميق ، و الكتابه في التاريخ صعبه ، لانو الحقايق مرويه ما شوف عين و معظم الرواه عندهم أجندات بعضها ظاهر و بعضها خفي ،لكن لعلمي المسبق برجاحه عقلك و سعه إطلاعك أثق أنك ستفرز الغث من السمين !
فكان واضح انو انت ما عندك اعتراض على الكلام الانا قلتو.
فيا خال ما اظنك معني بكلام نصر.

سفيان صاحبي ..
هلا بيك و نورت البوست يا عزيز

هاشم ..

Quote: و بقي عندي سؤال لا أجد له الجواب، فأنت إذن صاحبه. لقد طالما احترت في نطق اسم الزاكي! هل هو طُمُل، طَمَل، طِمِل، طُمِل، طُمَل ... أم كيف أنطقه بالضبط؟

بحسب سماع امدرمانيتي و بحسب ما خطه سلاطين عن الاسم " طومال " فان نطقه يبدو بضم الطاء و تشديد الميم المفتوحة.
طُمَّل
أو كما يقال :
بضم الطاء المهملة و تشديد ثانيه.
رغم انهم في المدارس قالوا لنا طَمّل بفتح الطاء حتى كانوا يخلطون احيانا فيقولون " طمبل " لكن اظن ذلك من خطأ المدرسين.
و الله أعلم.

Quote: أكتفي منها بإيراد الشاهد الذي يتعلق بشبهة من تاريخنا في التقديس لما لا يجوز فيه تقديس. التاريخ يروي عن (الأحباش) إنهم قد أدبروا في القلابات بعدما دان لهم النصر مقبلاً و كاد جيش الأنصار أن يفنى إلا قليلاً،

الرواية تسير في نفس هذا السياق وأن جيش الأنصار كان قد تعرض للإبادة شبه الكاملة بما في ذلك الرايات التي أرسلها الخليفة عبد الله ومنها رأية العبدلاب الذين لم يرجع منهم إلا من حمل الرسالة وفيها سيفهم الدوكري المشهور إلى عناية الشريف الهندي.. وأن الرايات التي أرسلت كان الغرض أنها لا ترجع..

كذلك في الرواية أن الزاكي طمل ( أعتقد أنها بفتح الطاء وتشديد الميم ومدها وتعطيش اللام) لم يبقى معه ما يؤيد الدعاوى برغبته في الاستقلال مع جيوشه الجرارة..

يا حمور ، نصر قال الغرض مرض للناس الإعترضو علي لفظ( ينفق ) ! و عمر فضل المولي قال ليك الغرض مرض قايلك علاء حيموره و إفتكرك فتحت البوست ده جاي تشتم الزاكي طمل ! فده ما عندو علاقه بده !
نصر فاكر إنو ‎- نحن الاعترضنا علي كلمه ينفق دي ‎- عندنا غرض ‎مصنف مع الأمراض بعيد عنك ! مش كده و بس نحن ما عندنا مشكله إنو الزاكي طمل يتحبس و يموت في السجن و متلومين ما مشينا فكيناهو و لا جبنا ليه أكل ، خلينا يموت من الجوع في السجن و جينا اسافير الله الواسعه دي نعترض عليك كيف تستعمل كلمه (ينفق) دي لموتو ، و كان ما مصدقني أقرا كلام نصر ده تاني :

Quote: بطل قومي وقائد معركة إنتصر فيها علي الأعداء يموت جوعا في السجن = ما في أي مشكلة أن يكتب عنه باحث تاريخ ويقول (نفق) = تقوم الدنيا ولا تقعد

تقول لي

Quote: اعجبني منطقك في تحوير الغرض مرض فهو لطيف

؟!!!
والله منطق نصر ده اللطافه ما جات بجنبو !!

ما شفت مداخلتك الاخيره لي ، نزلت مداخلتي كرد علي مداخلتك الأولى !
الساعه تلاته و ربع صباحا الفيني كملت ، صباحاته بيض كان ربنا مد في العمر !!!

Quote: الرواية تسير في نفس هذا السياق وأن جيش الأنصار كان قد تعرض للإبادة شبه الكاملة بما في ذلك الرايات التي أرسلها الخليفة عبد الله ومنها رأية العبدلاب الذين لم يرجع منهم إلا من حمل الرسالة وفيها سيفهم الدوكري المشهور إلى عناية الشريف الهندي.. وأن الرايات التي أرسلت كان الغرض أنها لا ترجع..

المسافر ..
اللطيف أن اسماعيل الكردفاني قال في الطراز :
"هذا و قد استشهد في هذه الواقعة من الأنصار من أكرمه الله بالشهادة.
و قد هلك من أعداء الله في هذه الوقعة ما لا يحصر و عمهم الفناء فلم ينج منهم هلى كثرتهم التي لا يعلمها إلا الله تعالى الا القليل الذاهب في بطون الأودية و المختفي تحت الاشجار و الاوعار "
(الطراز - ص 107-108)

و هو اختصار عجيب.

Quote: ما شفت مداخلتك الاخيره لي ، نزلت مداخلتي كرد علي مداخلتك الأولى ! الساعه تلاته و ربع صباحا الفيني كملت ، صباحاته بيض كان ربنا مد في العمر !!!

ما عليك يا خال .. ما عليك.
دم بخير.









ــــــــــــــ
سلامي للتومبوم يا خال.
قول ليهم يوجد شوق و الله.

من عجائب القدر و غريب ما اتفق أن الزاكي طمل أرسل خيمة امبراطور الحبشة التي كان يقيم فيها قبل ان يهزم في المعركة الى خليفة المهدي.
و قد نصبها الخليفة في كرري حين خرج للقاء جيش الكسرة.
فسبحان الله. خيمة شهدت انكسارين عظيمين في اثنين من اكبر اقطار افريقيا.

حمور وضيوفه الكرام .. تحياتي

شكراً لك وأن تبحر متقصياً لسبر أغوار تلك الصفحات المجهولة من تاريخ السودان

وقد أحببت أن أسهم بالإفادة التي قدمها (نعوم شقير) في سفره الذائع الصيت (تاريخ السودان)
تحقيق وتقديم (الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم) حول موضوع البوست .. والله من وراء القصد

سفيان العزيز،
غمرتني بها و باركت لي يومي ـ ياخي غمرتك ينابيع العوافي و دامت بك و منك و إليك المحبة.

تقديري.
ــــ

حمور،
كنت أود أن أقول: "قبل هدم القبة في اليوم السابق ليوم كرري فقد ساهم تفشي المظالم الداخلية و توالي الهزائم الخارجية في هدم الإيمان بالفكرة نفسها و خاصة إنها قائمة على القداسة" و لكنك قد سبق و قلت مثل هذا و لأكثر من مرة آخرها في ردك على الأستاذ الشايقي.
و في حكاية الخيمة التي خوت من بعد عرشين تأمل مفيد!
تشكر...

ما بين مقترح الأخ المسافر و مقترحك ليكفية تصويت اسم (طمل) فإنني الآن
أميل إلى ما اقترحته أنت بضم الطاء المهملة و تشديد الميم المفتوحة
فيقرأ (طُمَّل). و ذلك خاصة لكونك أوردته عن معاصر (سلاطين) كما أفدتنا،
و يعضده إنني قد وجدته مكتوباً في الأحرف اللاتينية كـ Tummal..ه

تقديري.

الاستاذ حمور

أكثر من رواية تعضد صحة خطاب الخليفة لأميره المقرب محمود ود أحمد,

وفيها يثبت الخليفة حقيقة مقتل الأمير الزاكي طمل وينسبها للعارض الذي أصابه والذي حبس منه ابتغاء الشفاء ولكن الأحكام الصادرة من محكمة الخليفة العليا نفسها تنفي وتناقض نص رسالة الخليفة عبد الله التعايشي لمحمود ود أحمد في شأن الأمير الزاكي طمل فالمحكمة أثبتت على الأمير الزاكي طمل تهمة التآمر والخيانة بشهادة الشهود في جولة المحاكمة الثانية رغم أن نفس المحكمة برأته في حكمها الأول والذي يفترض أنه استقر واخذ الحجية القضائية بما يجعله نهائياً ,

حتى النظام القضائي لا يستقر على حكم (يقول الحق تعالى : (وكان أمراً مقضياَ) وحتى المحاكم الغربية لا تنقض أحكامها التي استقرت بيقين,

ولكن الخليفة يأتي بتفسير آخر وهو المرض , وليستغرب القارئ المتابع لهذا التاريخ كيف أن المريض يودع غياهب السجن والمفترض أن المرض يرفع التكليف عن المريض (رفع القلم عن ثلاثة عن الصبي حتى يحتلم وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق - الحديث) ولكن المرض في دولة التعايشي يؤدي إلى الجبس سجناً لأحد أخلص الأمراء وصاحب أنصع الانتصارات في تاريخ الدولة التعايشيةز

هل يصدق القارئ المحكمة العليا التي أدانت الأمير الزاكي طمل بالتآمر والخيانة أم يصدق الإمام المقدس المعصـوم والمحمولة أفعاله على الصواب بأن الزاكي طمل قد أصابته عوارض الجنون ؟؟؟

وحق للقارئ أن يتساءل عن معاملة المحكومين في سجون الدولة التعايشية وحرمانهم من الطعام (أيقاظاً كانوا أم مجانين ... ) وحكم ذلك الأمر في الديانة الإسلامية ؟؟؟ ثم ما هي مسئولية الإمام المقدس عن هذا الذي حدث من تجويع للبطل حتى الموت ؟؟؟

أما ثالثة الأثافي في هذه التراجيديا التاريخية (الجزئية) فهي سخرية التاريخ فالبطل الحامي للحدود الشرقية للدولة والقتيل (جوعاً) يسلم الروح في 16 سبتمبر 1893 والطليان يجتاحون مدينة الشرق (كســلاً) في 17 يوليو 1894 بعد عشرة أشهر فقط من مقتله ولا يبرحونها إلا بعد وصول القوات البريطانية والمصرية كاتبة فصل الختام لهذه الدولة,

هذه كانت معاملة المقربين من رجال الدولة ... فكيف كانت معاملة المعارضين لها ؟؟؟؟؟


أحمد الشايقي

شكرا نصر الدين و انت توثق ما كتبه شقير ( رغم عدم اعتمادي لما يكتبه جملة الا بعد تقصي ) ..
و لعل أهم ما فيه انك تنقل عن النسخة التي حققها دكتور أبو سليم و هو الرجل الذي اخرج لنا تراث المهدية كاملا .. و لعله ابو التاريخ الحديث بلا منازع إلا ما كان من الباحث النقادة دكتور يوسف فضل امتع الله به و بعلمه.
و لم يعلق ابو سليم او يعترض على ما نقله شقير. و لعل لسكوته هذا معنى و الله اعلم.

هاشم ..

Quote: "قبل هدم القبة في اليوم السابق ليوم كرري فقد ساهم تفشي المظالم الداخلية و توالي الهزائم الخارجية في هدم الإيمان بالفكرة نفسها و خاصة إنها قائمة على القداسة"

و قد كان بابكر بدري صريحا في عرض ذلك و اسبابه حين حكى عن فرارهم من كرري.
و لعل كلمة ابراهيم الخليل الاخرى تختصر ذلك ايضا :
"يا الضايقين حلوها .. مرها ضوقو ".
يا الله .. لكم أحببت ذلك الشاب الخليل .. رحمه الله.

أحمد الشايقي ..

Quote: ولكن المرض في دولة التعايشي يؤدي إلى الجبس سجناً لأحد أخلص الأمراء وصاحب أنصع الانتصارات في تاريخ الدولة التعايشية

لعل من عذر ذلك أن علاج الممسوس عند الفقرا و المتصوفة يكون بالحبس و التجويع و الضرب.
و قد جرى اعتقداهم أن الممسوس لا يحس بالضرب انما يقع على الجني/الشيطان الذي به.
فيبالغون في تعذيبه و التنكيل به حتى يفر (ربما كان ذلك قريبا للمعتقدات الافريقية التي تخرج الارواح الشريرة بالتعذيب و الازعاج بينما وردت الرقية فقط في الاسلام لا اكثر ).

Quote: وحق للقارئ أن يتساءل عن معاملة المحكومين في سجون الدولة التعايشية وحرمانهم من الطعام (أيقاظاً كانوا أم مجانين ... ) وحكم ذلك الأمر في الديانة الإسلامية ؟؟؟ ثم ما هي مسئولية الإمام المقدس عن هذا الذي حدث من تجويع للبطل حتى الموت ؟؟؟

من قرأ مذكرات نيوفولد يجد من ذلك العجب.
و نيوفولد تاجر اخذ من حيث لا يعلم و قضى اصعب السنوات في سجن الساير.
قال تشرشل انهم حين اطلقوه كان يصدر اشارات غريبه بيده و يقول " لقد انتظرت هذه اللحظة طويلا ".
لابد ان المسكين كان يوشك ان يجن.