سبعة عشر سنبلة يابسة يأكلن فرح العمر يا أبي .. أشتاقك

هي ايام تبقت يا أبي ..
أيام و يطلني يومك الذي رحلت عني فيه فتركتني اتخبط ..
طفلاً حائراً مذهولاً ..
أحقاً لم تزلزل الارض زلالها ؟
اقتربت الساعة و انشق القمر ايها العالم ..
لقد رحل أبي
تباً لماذا يضحكون و كيف يحييون و أنت قد ذهبت ؟

هي أيام تبقت يا أبي ..
أيام و تتكامل غيبتك لسبعة عشر عاماً
هل حقاً مر كل هذا الزمن ؟
فما بال الحزن جديداً لم يبل ؟
مال فقدك يقطر بلا توقف كأنما هو جرح الساعة ؟
هل مرت كل هذه الأعوام حقاً ؟

مُحُمد ود زيادة ود الكاشف محمد حمور حاكم خط دنقلا العجوز
مُحُمد ود بتول بت الخليفة أحمد راجل اب دوم قوشابي
محمد زيادة المحامي
الاستاذ
كل تلك الأسماء ..
هل حملتها و حملتك ثم تواريت بها ؟
ايها العائدون من قبر أبي ..
هل طابت نفوسكم أن حثيتم على وجه أبي التراب و تركتموه في ظلام القبر وحده و عدتم محتفين ؟

الان يا أبي و أنا اكتب لك يرتدد في ذهني صوت المغنية في زواج تقول :
غنت فايزة قالت نور
عمك المحامي جسور
ود زيادة ود حمور
و أراك هاشا فوقها تهز يدك حاملاً مسدسك و سنتك الذهبية تلمع على حافة فمك
أسمعها ..
و أراك ..
حقاً لا خيالا و لا هلواس

مرت الأيام يا أبي
تجمعت أسابيعاً ..
تكاملت شهوراً ..
ثم اذا هي اعوام نحسات يابسات لم يتركن لفرح بعدك مكاناً ..


أبي ..
لماذا تركتني ؟

أبي ..
أبي ..
أبي ..
يا حسرتي أنك ذهبت و لم تسمع مني هذه الكلمة.
كنت أناديك " زيادة "
هكذا جافة بلا رتوش او القاب
اذكر يوم جئتك حائراً ..
أمي تطلب مني أن اناديها باسمها ..
سألتك بماذا اناديك انت ؟
هل أقول أبي ؟ أم أبوي ؟ أم بابا ؟ أم زيادة كما اعتدت
ضحكت أنت ..
قهقهت بضحكتك العالية المتفجرة التي احبها
ضحكتك دوما كانت مجلجلة صافية لا تحمل هماً ..
جذبتني الى حضنك ..
شممت رائحتك التي لم تفارقني قط
قلت لي :
ناديني باي حاجه في الاخر انا ابوك و انت ولدي ما ولد الجيران
ليتني فهمت من عبارتك انك تطلب ان تسمع مني كلمة أبي
ليتني ما ذهبت فرحا أنك أذنت لي أن اناديك زيادة
لماذا كنت تحرص أن تعلمني مناداة الجميع بألقابهم الا انت ؟
لم اخاطب جدتي الا بلقب "امي بتول "
لم اخاطب عمي الا بلقب " أبوي محجوب "
لماذا منحت هذا للاخرين و حرمت نفسك يا أبي ؟
أواه ما اشد ندمي يا أبي

يوم رحيلك يا أبي كان نهاية التاريخ
لم يفارق العالم محطة ذلك اليوم بعد
كان يوم أحد
عند الثامنة و النصف صباحاً ..
أيقظتني جارتنا بنت الاستاذ مكي شبيكة
خالتي امال
قالت لي جزعة :
حمور قوم شوف أبوك
ما بال أبي ؟
قفزت عدواً الى غرفتك
وجدتك مستلقيا في سلام
كما النائم
يداك على صدرك كما تحب أن تنام دوماً
فمك مفتوح قليلا لضيق التنفس الذي تعاني منه منذ زمن
و وجهك ..
وجهك يا أبي يحمل السكينة و الهدوء
مابال ابي ؟
انه كما عهدته
ماذا حل به ؟

مددت يدي اليك يا أبي
أهزك لتستيقظ
لكنك لم تستيقظ
ناديتك
لكنك لم تجبني
لماذا لم تجبني يا أبي ؟
دخلت أمي الغرفة متوترة
كانت تعتقد أن ما بك هو "كومة سكري " حادة
طلبت مني أن اسرع الى منزل عمي عثمان حمور لاخبره حتى نذهب بك الى المستشفى
لم تكن أول " كومة سكري " حادة تغدر بك
خرجت الى الشارع و اخذت اعدو الى منزل عمي عثمان
لكن الدموع كانت تبلل وجهي
أبي ليس بخير
ليس ما بأبي "كومة سكري "
ماذابك يا أبي ؟
لقد ناديتك فلم تجبني

سريعاً أحضر عمي الطبيب
دخل الى الغرفة و انحنى عليك
قاس النبض
اختبر حدقة العين
حاول اجراء دلك للقلب
ثم هز رأسه
نظر الى عمي عثمان و قال في هدوء :
الراجل Dead
فقط لا اكثر
بهذه العبارة نعاك لي
الراجل Dead
لم يقل لي يا حمور أبوك مات .. اصبحت يتيما .. ذهب محمد زيادة
كلا ..
فقط قال :
الراجل Dead

الراجل Dead
لا تجزعوا
لا شئ يستدعي القلق
فقط الراجل Dead
قالها ثم ذهب
لم يعلم أنه بهذه الكلمة قد نعى اليّ عالمي
لم يعلم أنه بهذه الكلمة قد دشن كل سنوات الحزن القادمات
الان يعلنني يتيما أبديا ينادي أباه لكنه لا يجيب
انكفأت عليك يا أبي
ترى هل شعرت بي ؟
هل أحسست بجسدي يرتمي على جسدك ؟
لقد احطتك بذراعيّ
و بكيت
نعم يا أبي ..
بكيت
انهم يزعمون أني لم أبك قط
لكنهم لم يكونوا معنا في تلك اللحظة
أنت وحدك تعلم أني بكيت و سالت دموعي على صدر جلبابك
هل أحسست بتلك البقع المالحة التي تركتها على صدر جلبابك يا أبي ؟
انا يتيم ..
فكيف لا ابكي ؟

اجتمع الناس سريعاً ..
بعضهم دخل علينا خلوتنا المقدسة تلك
اللعنة ..
من اين اتى الناس ؟
الم يخلو العالم من البشر بعد ؟
متى خلقوا أصلاً حتى يملئوا الحجرة هكذا ؟
اسمع امي تصرخ
اسمع امي تصرخ يا أبي
قم فانهها
قم و قل لها لا
انا هنا لم اذهب
مازلت موجودا استعصي على الرحيل
قم فطمئنها فامي تكاد تجن
لقد كانت تحادثك منذ دقائق
لقد دخلت عليها المطبخ و تكلمت معها
ثم دخلت الحمام و رأتك تغسل وجهك و تنظر الى المرأه
هل كنت تنظر الى وجهك نظر المودع ؟
لقد دخلت الغرفة خلفك و هي تكمل الجملة التي بدأتها خارجها معك
فوجدتك لا تجيب
قم فطمئنها و قل لها انك تمزح
ان الطبيب احمق
قل لها اي شئ لكن فقط لا تصمت هكذا
لا تجعلني اصدقهم
ارجوك يا أبي

لكنك لم تقم و لم تكذّب النائحين ..
تركتهم ينعون و ينوحون
و ذهبت
كفنوك يا أبي
كل الذين كانوا يحبونك و يخشعون أمامك دخلوا عليك فلفوك في القماش الأبيض و حملوك و ذهبوا
رأيتهم تحت نعشك يتدافعون ..
أيهم يحملك الى حفرتك
الرئيس و نائبه كانا يحملان من جانبين لا ينازعهما فيهما أحد ..
بل زاحمني عليك الرئيس في قبرك يا أبي
هل تصدق ؟
حين دفعوا بي الى القبر اعترضني حرس الرئيس ..
خوفا ربما على بذلته الرسمية من دموعي ؟
لكنه نهاهم
اذكر يوم دخلنا عليه في مرضه فحاول ان يتمثل لك قياماً مرحبا : عمنا زيادة مرحب مرحب
اليوم هو يوسدك قبرك و يمنعني عنك حرسه
يا أبي لقد استأثر بك اهلي و الحكومة فمنعوني قبرك و هو مفتوح
لكني رفضت العودة معهم بعد ان اهالوا عليك التراب
ما كنت لادعك وحدك يا ابي تحت التراب
ارتيمت على قبرك
لم اكن ابكي حينها
لذلك ظنوا جهلا اني ما بكيتك
كنت مذهولا
ارفض ان اعود
لماذا اعود ؟
الى اين اعود ؟
هل اترك ابي تحت التراب و ارجع الى امي النائحة ؟
كلا ..
انا هنا باق فاتركوني
اتركوني جوار ابي
ابثه شكواي و احكي له ألمي
لكنهم لم يتركوني
تكاثروا عليّ يا أبي و حملوني صارخا حانقا الى سيارة و عادوا بي
منعوني البقاء الى جوارك يا ابي
و لم اسامحهم على ذلك قط و لن افعل ابدا

في اليوم التالي يا أبي خرجت الصحف تقول :
في مشهد مهيب الخرطوم تودع حمور
هل تصدق ؟
تحدثوا عن مشهد مهيب
ماذا يعلمون عن المشاهد ؟
لم يروا هذا المشهد مثلا ..
ليلا ادخل غرفتك
احمل صورتك التي انزلوها لسبب لا ادريه كأنهم يحاولون الغاء وجودك ..
احتضنها
و استلقي على سريرك
ابحث عن الدموع فلا اجدها
فاكتفي بالشرود
طفل شارد يحتضن صورة والدة الميت
و حين أعود من شرودي أجد الوقت نهارا ..
كيف مرت الليلة ؟
لا ادري
ماذا حدث ؟
لا ادري
هذا مشهد مهيب ايها الصحفيون ..
فلا تتحدثوا عن ما لا تعرفون

أخرج الى صيوان عزائك ..
اجد بشرا لا حصر لهم
كلهم يدعي أنه بك حفي و لصيق و أن المصاب مصابه
يبكون قليلا
يرفعون ايديهم بالفاتحة
ثم يتحادثون
هل حقا انت مصابهم ؟
كلا
بل انت مصابي وحدي و داخلي احمل جرحك
انتي فقدي و بعدك لم تعد دنياي كما كانت
اما هم ..
فشكر الله سعيهم

اسمح لي يا ابي ان اخبرك بخبر اهل السياسة ..
دعني ازعجك بهم و باصدقائك
اما الحكومة فشكر الله سعيها ..
لن انسى للمرحوم الزبير محمد صالح فضله
و الامام الصادق يا أبي رغم ما كان بينكما فقد قام بواجب الرجل الخلوق
لم تمنعه العداوات ان يبعث بمناديبه و أن يبعث برقية تعزية هي قطعة فنية في الرثاء
اما السادة الذين افنيت عمرك جوارهم فقد ضنوا عليك بالنعي و التعزية
كان اوفاهم - و لا عجب - صاحبك و عمي احمد السيد حمد
لقد اقام لك سرادق عزاء في القاهرة رغم اعتراض السيد
و نشر نعيك في الصحف المصرية حتى غضب عليه الحزب
و يوم ذهبت الى القاهرة جائني يبكي و ارتمى على الاريكة حتى رحمته و خشيت عليه
عمي أحمد السيد مريض يا أبي
لقد نال منه الكبر و أذهب ذاكرته لكنه لم ينسك
اخشى عليه يا ابي
اخشى ان يذهب عني اخر اهل ودك الباقين
فمن خير ما تركت لي بعدك يا ابي كان عمي احمد السيد حمد
خير رجل و خير عم

ثم بعدك يا أبي تلاطمتني الدنيا
ذات شمال ..
و ذات شمال
ذقت ما لم اكن لاذوقه و انت حي
في الثانوي كان رجال الامن يذهبون بنا فيهرع لكل حبيس ابوه فيخرجه ..
و ابقى انا حتى يرقون لي فيطلقونني
لا عجب فانا يتيم
حين تهورت و لكمت استاذ التربية الاسلامية لأنه اهانني كما اعتبرت فعلته لم اجد من يأتي لمقابلة ناظر المدرسة بصفة ولي الأمر
قال لي اين ابوك ؟
قلت له مات
قال لي اخوك الكبير ؟
قلت له انا وحيد
قال لي عمك ؟
قلت له عمان احدهما ميت و الاخر في الشمالية
قال لي خالك ؟
قالت له خالان احدهما في كسلا و الاخر في ام ضوابان
صاح بي :
ما مشكلتي انك مقطوع من شجرة جيب زول كبير يستلم ورق رفدك
جزا الله زوج خالتي دكتور صلاح خير الجزاء يا ابي فهو من قام بمهمة ولي الأمر في ذاك الأمر
اترى لو كنت موجودا يا ابي كان الأمن يستبقيني حتى يملوا مني ؟
اترى لو كنت موجودا يا ابي كان مدير المدرسة يتهمني اني " مقطوع من شجرة " ؟
لماذا ذهبت يا ابي و تركتني اواجه حمقي وحدي ؟
كان ذلك كثيرا على صبي في عمري

بعدك يا أبي بعنا الشقة و بنينا بيتا في الحلفايا
ليس بحجم منزل ام درمان القديم و لا بصخب ذكرياته
لكنه جيد
ذهبت الى الشمالية و اخذت اشرف على الارض التي تركتها لي
لازال اسمها "ساقية محمد زيادة" .. لم يتغير اسمها بعد
اكملت دراستي لكني لم اصبح محاميا مثلك
و عشقت الادب الذي تعلمته من مكتبتك رغم انك لم تكن حفيا بالادب
اعلم انك لن تغضب من ذلك
فقد كان عمي محجوب مؤرخا واديبا
وعمي عووضة ود العمدة أحمد حمور شاعرا
و ابناء عمي الفاتح عووضة و محي الدين و فاروق السنهوري ادباء مجيدون
تعلم ان جرثومة الادب فينا فلن يغضبك توجهي هذا اليس كذلك ؟
لقد كنت تفرح بكتابتي في الابتدائي
و حين كانت امي تغضب من رسومي و مجلتي الاسبوعية التي كنت اصدرها كنت انت تسعد بها و تحمل نسختها لتريها لابتسام السكرتيرة بمكتبك
و كما كنت تتمنى لي يا ابي فقد جمعت مكتبة خاصة ضخمة ..
اعلم انك لو رأيتها لاحببتها

نسيت ان اقول لك..
سبحتك الخضراء التي كنت تكثر استعمالها مازالت عندي

منذ فترة يا أبي اقامت وزارة الصناعة معرضا تاريخيا لها ..
لم يدعوني احد لكني ذهبت لعلي اجد قبسا من تاريخك
هل تصدق اني لم اجد لك ذكرا رغم انك اول وزير صناعة ؟


الرئيس جعفر نميري يذكرك بالخير رغم انه دفع بك الى الاعدام عام 76 .. التقيته منذ سنوات فقدمني له جدي احمد سليمان المحامي فهش لي و قال لي :
ابوك كان راجل ضكر
جدي احمد سليمان مريض ايضا يا ابي .. انا ادعو له بالشفاء كل يوم


صاحبك شيخ علي عبد الرحمن الامين كرموه منذ فترة ..
فرحت جدا ..
انت علمتني حب شيخ علي ..
اذكر طلته حين يدخل منزلنا هاشا بابتسامته الوقور..

هذه هي الدنيا بعدك يا أبي ..
حزن ..
و حزن ..
و كثير من الحزن
لا جديد
من تحبهم مضى اغلبهم اليك
رحل عبد الوهاب ابو شكيمة و مصطفى ابو شرف و عمي الدكتور تاج السر الامين صديق صباك الامين و عمي بابكر عوض حمور و غيرهم
لقد ازداد جفاف العالم يا ابي
من بقي فهو مريض يوجعه الكبر

نبؤتك مازالت تثبت صحتها
الحكومة دي جات عشان تقعد .. ما بيمشوا الا الدم يبقى للركب
لقد اقترب الدم من الركب يا ابي .. و لا ادري هل "يمشوا" أم لا
اما العدل الذي قلت عنه :
العدل هو ما يفهمه رجل الشارع لا ما نفعله نحن القانونيون
فمازال غائبا
السيد رجع و لم يرجع ..
نصيحتك له ان يعود لم يسمعها .. لكنه عاد مع جثمان اخيه و لازال هنا
نميري الذي ذهبت تطالب المصريين بتسليمه رجع رجوع الفاتحين و هتف له الناس في الشوارع
هل تصدق ؟
و مازال الحزن يقتتانا يا أبي

أبي ..
لا ادري ماذا افعل في جرحك
انه يقتلني كل يوم ألف مرة
اذكر كل ما علمتني له
كل ما اخبرتني به
كل كلمة ..
و همسة ..
و ضحكة ..
سنوات رحيلك يأكلن فرح العمر يا أبي

مازلت ازور مصر يا أبي كما علمتني
ذهبت العام الماضي
احمد ود عمي محمد احمد زيادة كان هناك
نعم يا أبي
فابنه كان مريضا
اصيب بسرطان الدم
لم يفلح المصريون في علاجه فمات هناك
لحقت به و كالعادة زرت اطلالك التي علمتني زيارتها
ذهبت الى مدرسة حلوان الثانوية
او مكانها الذي بقي
وقفت انظر حيث كنت تخطو في اول ايام حياتك
عمي جبر عبد الرحمن كتب بعد رحيلك عن ذكرياتكما هناك
لقد قص اشياء لم تقلها لي يا ابي
لم اقبل منك ذلك
لماذا لم تخبرني عن يومك الاول في المدرسة بطربوشك حين ظنك الطلبة مندوب الحكومة ؟
عمي جبر توفي ايضا يا ابي
و كذلك توفي اخوه محمود ابو العزايم
لاد انك تعرف هذا
زرت كوبري عباس الذي فتحوه بكم في المظاهرات فبقيت انت معلقا على جسد الكوبري تخشى السقوط في النيل لأنك لم تكن تجيد السباحة
انا مثلك لم اتقن السباحة الى هذا اليوم
و ذهب معي احمد الى جامع الكخيا الذي كنت تنام فيه اذا طردك صاحب الشقة منها لعدم سداد الايجار
لكني لم اعثر على قصر البرير يا ابي
بحثت عنه فلم اجده
لا ادري هل نسيت انا مكانه ام ان يد التحديث لحقت به
اما الصحفية حسن شاه فلم استطع زيارتها هذه المرة
سافعل في المرة القادمة يا ابي باذن الله

احب صورتك هذه جدا يا ابي
لا ادري هل يصح ان ادعوها صورة الاموات ؟
فالازهري و المحجوب و ابو حسبو و الهندي و عبد الناصر و انت كلكم ذهبتم
بل حتى مناسبة الصورة ماتت
مؤتمر القمة العربي بالخرطوم 1967 مات
ماتت القمة العربية و ماتت اللاءات الثلاثة

عذرا يا ابي ..
اخلط الخاص بالعام ..
لكنك لم تكن لي وحدي قط
دوما ما كانوا يزاحموني فيك
ليلة جئتك احمل جدول تسعة عاجزا عن حفظه وجدت سيد احمد الحسين و علي محمود حسنين و جماعة من اهل الحزب في اجتماع معك في الصالون
نمت و انا انتظرك
و حتى اليوم لم احفظ جدول تسعة
ليلة عدت الى البيت سعيدا اتمنى ان احكي لك عن ليلتي الرمضانية وجدتك لم تعد بعد من اجتماع عن السلام
نمت ايضا و انا انتظرك .. و في الصباح وجدتك قد رحلت الى الابد
حتى في قبرك زاحمني الناس عليك
لم يكن لي منك خالصا الا الحزن
فشكرا للذين شاركوني فيك حيا ان تركوا لي حزنك ليوجعني وحدي

ليس وداعا يا أبي ..
فجرحك لا يموت
و انت فيّ لا تموت
طبت في غيبتك ..
اسكنها بسلام ..
و لتغشاك رحمة ربي ..
و انزلك جنة خضراء تجري انهارها ..
لك الرحمة ..
و لي حزني .. و انتظاري
حتى ان كان عبثا فلا امله
فلعك يوما تطرق بابي لتخبرني انهم كانوا حمقى حين حملوك
انتظرك يا ابي ..
حتى بعد مرور سبعة عشر سنبلة يابسة يأكلن فرح العمر

Quote: حتى في قبرك زاحمني الناس عليك لم يكن لي منك خالصا الا الحزن فشكرا للذين شاركوني فيك حيا ان تركوا لي حزنك ليوجعني وحدي

الله يا حمور ..لو كان والدك حيا لأذاذ فخرا بك ...
له الرحمة والمغفرة ..
ترحل الأجساد لكنهم يظلون بيننا بكل الجمال الذي غرسوه فينا وحولنا

يا صاحبي ..

( قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ
امْ ذرَّفتْ إذْ خلتْ منْ اهلهَا الدَّارُ ) ..

و لا تمسكه يا حمور ..
لا تلجمه , ففيه شفاء .

هؤلاء الرجال أعاجب حين يحتضنون فقدنا و حوجتانا .. و علينا يربتون .
ما ظننتني - و انا الرجل الكبير الشيخ - و ما رأيتني يحوجني لسيدي أبوي الشوق و الحوجات و الحوجات و الحوجات ..
ظننتني أباً - وارثٌ طاقته على الأبوة , فقد خلقه الله أباً , و هو باعثه كذلك - أو هكذا أريد لو أن لي إرادة تجيزها المشيئات اليقين ..
هأنذا أبٌ - بشنبات و مسؤليات و وظيفة و بيت مفتوح و هم منضود -
ظننتني تلاحقت كتفي و إياه : أبي ..
و أن القميص الذي كان له هو الآن قميصي .. و لي العمامة و الحل و العقد و الكلمة الحكم الحكيمة و الشورى التي تسند البيت .. و تطول شِعبات كثيرات ساندات بيوت الخؤولة و العمومة و الرحم .. و الدنيا .
لقيتني - حين حضرني أبي - ما أزال طفله ذو الحوجات ..
و الصبي أنا , و الحوار و التلميذ و المعجب و الجمهور .. و ذو الحوجة انا .
اولها حوجاتي الباقيات أن يمسح على وجهي بكفه الرحيمة الكبيرة , يشفعها بـ : ربُنا يرضى عليك يا ابني .

ثلاثٌ و ثلاثون عاما يا حمور و هو يفعلها معي حين تضيق بي الوسيعة ..
فيجيئني تماماٍ كما يكون أبي .. تماما في سنام ضعفي و حوجتي و اهتزازي ..
و معه تجييء الدنيا لي بسلامها و الأمن و .. حنانه الجميل .

من الوجع ما يطهر يا صاحبي ..
فهنيئا أباك .. و هنيئاً وجعك الجميل .

رحمهم الله .. و إيانا .

رحمه الله
ساعده بأن تكون (ولد صالح يدعو له)

حمور ..
الألم في كلماتك نعيشة معك

سمو ان نحافظ على طهر دمعنا
من السقوط على تل الاهمال والجمود


لن ازيد
له الرحمة ولك السلوى

اللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح الجنان

فقد الاب واليتم شئ صعب يا حمور .الدنيا بعدهم ظلام . نحن نحتاج اباءنا كثيرا .

اما ابوك رحمه الله كان اب للجميع وتشهد على ذلك ردهات المحاكم وطلاب القانون انا شخصيا التقيته عن قرب واستلفت منه كتاب ratinlal on criminal law وظل هذا الكتاب معى حتى بعد رحيله ولكنى سلمته لاحد المحامين على ان يعيده الى مكتبة الراحل

جزى الله الراحل الاستاذزياده بقدر كل حرف قرأته فى ذلك الكتاب


كان نجما ساطعا فى سماء ودنيا القانون . واجزل كثيرا فى تطوير هذه المهنه جعل الله كل ذلك فى ميزان حسناته

اللهم ارحمه بقدر ما قدم واعطى

واسأل الله ان يصبرك يا زياده ولا شك ان هذا الشبل من ذاك الاسد بارك الله فيك وفى والدتك وامد الله فى ايامها

ام الاء

Quote: هؤلاء الرجال أعاجب حين يحتضنون فقدنا و حوجتانا .. و علينا يربتون . ما ظننتني - و انا الرجل الكبير الشيخ - و ما رأيتني يحوجني لسيدي أبوي الشوق و الحوجات و الحوجات و الحوجات .. ظننتني أباً - وارثٌ طاقته على الأبوة , فقد خلقه الله أباً , و هو باعثه كذلك - أو هكذا أريد لو أن لي إرادة تجيزها المشيئات اليقين .. هأنذا أبٌ - بشنبات و مسؤليات و وظيفة و بيت مفتوح و هم منضود - ظننتني تلاحقت كتفي و إياه : أبي .. و أن القميص الذي كان له هو الآن قميصي .. و لي العمامة و الحل و العقد و الكلمة الحكم الحكيمة و الشورى التي تسند البيت .. و تطول شِعبات كثيرات ساندات بيوت الخؤولة و العمومة و الرحم .. و الدنيا . لقيتني - حين حضرني أبي - ما أزال طفله ذو الحوجات .. و الصبي أنا , و الحوار و التلميذ و المعجب و الجمهور .. و ذو الحوجة انا . اولها حوجاتي الباقيات أن يمسح على وجهي بكفه الرحيمة الكبيرة , يشفعها بـ : ربُنا يرضى عليك يا ابني .

عماد يا صاحبي ..
الاب حقا قيمة لا ندرك قيمتها الا حين حوجة او فقد
شكرا لك يا اخي

Quote: رحمه الله ساعده بأن تكون (ولد صالح يدعو له)

ليتني أكون صالحا يا ود الصايم فاهبه كل دعائي
ليتني اعثر على جنى القمقم الذي يحقق ثلاث رغبات فاطلب منه واحده و أهبه الاخريين
أن يعود أبي

Quote: له الرحمة ولك السلوى

كل هذه السنوات و تعذرت السلوى يا هند ..
و الاستجابة اذا تأخرت قد يبدل الله الداعي بها امرا خير من دعائه
فاللهم هب أبي بدعاء السلوى رحمة فوق رحمة

Quote: اللهم ارحمه بقدر ما قدم واعطى واسأل الله ان يصبرك يا زياده ولا شك ان هذا الشبل من ذاك الاسد بارك الله فيك وفى والدتك وامد الله فى ايامها

اللهم امين اللهم امين
استاذة ام الاء
مازلت - متأثرا بالمحامي الأول الذي عرفته - اعتبر المحامين انصاف ملائكة
او هم كائنات عليا في طور التكوين و السمو
احسدكم كثيرا انكم من ذات حقل ابي
انكم تفهمون نصوص القوانين و تخريجات النصوص كما يفعل
يا لسعدك يا سيدتي
يا لسعدك

Quote: له الرحمة والمغفرة .. ترحل الأجساد لكنهم يظلون بيننا بكل الجمال الذي غرسوه فينا وحولنا

روزمين ..
انهم حين يلجون غيبتهم لا يموتون
لكنهم يتحولون من الوجود المادي الخارجي الى وجود محسوس غائر فينا
مازلت احمل ابي نازفا داخلي
و اقطر

رحمه الله يا حمور
من انجب مثلك لم يمت يا صديق
له الرحمه
ولك حسن العزاء
ولنا (ما بيننا)

رحمة الله تتغشاه
أللهم أغفر له وأرحمه
صبرك الله أخي حمور علي فقدك الجلل
سبعة عشر سنة ولازالت كلماتك تنعاه كأنه فارقك الآن

Quote: جاء في الحديث عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال:{إذا مات ابن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جاريةأو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}

هاهي قصة كتبه وغيرها تحكي عن الصدقة الجارية.وعلمه له الأشهاد من مجاله يقتبسون من نوره,وأنت أحسبك الإبن الصالح فلا تنساه من الدعاء ولن ننساه فكلنا أبناءه.
تشرفت بحلولكم الحلفاية.

Quote: رحمه الله يا حمور من انجب مثلك لم يمت يا صديق له الرحمه ولك حسن العزاء ولنا (ما بيننا)

صديقي نعيم الانسان
يا فخري بك
شكرا لك

Quote: هاهي قصة كتبه وغيرها تحكي عن الصدقة الجارية.وعلمه له الأشهاد من مجاله يقتبسون من نوره,وأنت أحسبك الإبن الصالح فلا تنساه من الدعاء ولن ننساه فكلنا أبناءه

المهندس محمد السيد .. الله اسأل ان يتقبل منه ذلك و يجعله له اجرا
شكرا لك

حمور ياالهى
والله نفس الحصل لى بالظبط ...نفس الرقدة نفس الموتة نفس الجرية
وانا بنت السادسة من العمر ....لبيت جدتى
نفس الطبيب ...اختلفت الكلمة بس من الطبيب ...ألبركة فيكم بشير مات
الا رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته
لا حول ولاقوة الا بالله
والله احسست بيك بصورة ماتتخيلها
بس فعلا ادعى ليه
هو مايحتاجه فقط منك الان

يتم مبكر ...
.لذا تأكدت من مصادقتنا للكلمة
وكل يوم يذداد يقينى بذلك

انا لله وانا اليه راجعون

Quote: سبعة عشر سنبلة يابسة يأكلن فرح العمر يا أبي .. أشتاقك

وتمضي السنوات والحزن اخضر ...

كام رجلاً يشبه السودان والسودان يشبهه

في طيبته وحسن خلقه ومحبة الناس له ..

ومن شهد له الناس بحسن الخلق قبل الله شهادتهم ..

وقد شهد له خلق كثير ..

تقبله الله قبولاً حسنا ..وانزله منزل الصديقين والشهداء ..

والهمكم اخي الصبر الجميل ...وكثرة الدعاء

حمور تعيش وتفتكر..

كلماتك تجعلني أتمني أن أطير الي البيت الان..
أجلس الي أبي .. وأتحدث معه طويلا ..
ولا أتركه ابدا..

وأن أشرب قهوه مع أمي.. وأشاهد معها التلفاز..
كثيرا ما تحب أن أشاركها في الكثير من أشياءها البسيطه..
فأعتذر لأني مشغوله بذاتي عن من أهدوني هذه الذات بمشيئة الله ..

كم من الوقت ضاع بدون أن أسعد بهم ومعهم..
أركض خلف طموحي وأحلامي بعيدا عنهم..
وأتركهم في قلقهم الأبدي علي..
وتضحيتهم برغبتهم في وجودي الي جانبهم مقابل ارضائي لذاتي..
يحتاجونني بجوارهم ولست في ذلك الجوار..
الان ادرك قيمة الوقت الذي يضيع بدونهم..


ربنا يخلي ليك الست الوالده.. يارب..

حمور يا شقيقي في الحزن..
حاولت أن أكتب لك بعض من حزني على أبي، وحينما شاهدته في المداخلة قبل الإسال، أيقنت بأني لن أستطيع قراءته مرة ثانية، فعدلت عنه، ولكنه يظل حزن مقيم، ولا أريد أن يشاركني فيه أحد..
__
رحمهما الله وأبدلهما خيراً منا..

حمور ما اروعك وانت تكتب عن أعز الناس لك
ما أروع احترامك وتقديرك لوفاة عزيز لديك او بمعنى اصح هو الاعزهم لديك
اكيد الوالد لو كان حياً لأفتخر بك ابناً له.

كن ولدا صالحا يدعو لابيه صباحا ومساء ليخفف عليه ظلام قبره


ربنا يرحم امواتنا جميعا

رحمه الله ياحمور
والهمك الصبر وحسن العزاء

حمور والدك له الله ورحمته التي وسعت كل شي ..
وله منك الدعــــــوات الصالحات انشالله فانك صدقته الجاريه

ربي ارحمه وجميع موت المسلمين

Quote: سبعة وأربعون عاماً وشهراً واحداً وستة وعشرون يوماً هى الفترة الزمنية الواقعة بين تاريخ مولدي في 05/04/1960 ويوم أن فارق دنياى معلمي وصديقي ووالدي عمر محمد صالح في يوم الجمعة 01/06/2007 . مشوار عمر ما أجمله لحظات صفاء ما أبدعها لحظات ضيق ما أنبلها . مشوار هو مدرستي الكبرى التي تعلمت فيها كل القيم الجميلة التي أحاول الحفاظ عليها ، وأجاهد أن أغرسها في أنجالي . نعم قد تختلف الآلية لكن يظل الجوهر . ومشوار أحطت فيه علماً بكثير مما يتوجب على إجتنابه والبعد عنه . كثير من هذا وذاك كان يأتي على عكس هوى النفس فتنمو متزامنة مع سنين المراهقة وتكوين الشخصية المستقلة بوادر تمرد عليهما . لكن سرعان ما تأتي النتائج مصدقة لبعد النظر المستكن في الأمر وفي النهى .ومع ذلك تتجلى الأبوة في أرحم وأسمى معانيها . حلم وصفح وتذكير فرح بعودة الإبن الضال وهو في الأصل لم يكن بعيداً عن مرمى المتابعة . درس تعلمناه ... إعطاء هامش للتجريب وللخطأ والأيدي مبذولة للتلقي عند الإحساس بالإقتراب من منطقة الخطر... أى خطر . مشوار تعلمنا منه الموازنة بين المطلوب والمتاح وممارسة السهل الممتنع في الإقناع دون الشعور بالدونية ولا البطر .

Quote: وأنا في صيوان العزاء إنتابني إحساس لا يزال يعيش في داخلي . إحساس إنني قد فقدت ذلك السند القوي الذي كنت دائم الإستناد عليه . إحساس إنني قد أصبحت Exposed بعد أن فقدت ذلك الغطاء الذي طالما تدثرت به وتغطيت .

" من بوست سابق لي "

رحم الله عمنا محمد زيادة رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهمكم صبراً جميلاً
كلماتك أخي حمور تهز رواسي الجبال
لكن يعيشها في اللحم والدم من تجرع من ذات الكأس
كأس التيتم
ورغم كل الذي ذكرته أنت أحسن حالاً مني
رأيته في ساعاته الأخيرة ،
إرتميت على صدره عند الفجيعة ،
مشيت معه مشواره الأخير ،
شاركت في دفنه
فماذا عنا ؟؟
حجبتنا الجغرافيا عن تحقيق أحد أعز أمانيه
" الحمد لله الذي أكرمني ورزقني أربعة أولاد ، براهم بشيلوا عنقريبي "
وعندما كانت هذه اللحظة كان ثلاثة منا خارج السودان.
مساء الخميس 31/05/2007 كان إتصالي التلفوني الإسبوعي بالأسرة . تحدثنا معهم جميعاً ، وكما هى العادة بدأت المكالمة بالوالدة وختمتها بالوالد وبينهما الأشقاء . صباح الجمعة 01/06/2007 إنتابني قلق غريب فأعدت الإتصال ، رد شقيقي الأكبر ففاجأته " أبوي مالو ؟؟ " . فاجأته لهجتي القطعية فرد على " إنت منو الـ لحق يضرب ليك ويكلمك ؟ مافي حاجة شوية قحة وضيق في التنفس "
رحل في ذات يوم الجمعة
وصوتي يتضرع وكلماتي باكية كنت أكلم شقيقي عادل " أجلوا الدفن شوية أنا في طريقي للمطار "
لم يكن طلبي ممكناً
كنت معهم صباح السبت 02/06/2007
لكنني وحتى هذه اللحظة ينتابني ذاك الإحساس المرير أن هناك شيئاً أساسياً ناقصاً في حياتي
رعى الله شقيقي الأكبر عادل أصر بعناد شديد ألا يتنازل عن حمل ( العنقريب ) وظل متمسكاً بـ ( الكراع ) الأمامية لـ ( العنقريب ) من منزلنا الكائن في أقصى شرق مدينة رفاعة حتى المقابر في أقصى غرب المدينة . وعندما حاول الأقربون إراحته كان رده حاضراً
" خلوني ، أنا شايل عن نفسي ، ونيابة عن أخواني الغايبين "

رحمهم الله رحمة تليق بكرمه وجزيل عطائه

ياسر طيفور

Quote: حمور يا شقيقي في الحزن.. حاولت أن أكتب لك بعض من حزني على أبي، وحينما شاهدته في المداخلة قبل الإرسال، أيقنت بأني لن أستطيع قراءته مرة ثانية، فعدلت عنه، ولكنه يظل حزن مقيم، ولا أريد أن يشاركني فيه أحد.. __ رحمهما الله وأبدلهما خيراً منا..

انا متابع الخيط من الساعة واحد حزن
قريت بنفس الوفاء
كتبت و مسحت . . . كتبت و مسحت
اشفقت على الكلمات من هول الحزن


استقريت في الاخر على . . .

23 موسم مروا بلا شذى لازهار ربيعها . . .

استغفرت
و دعيت بالرحمة ليهم جميعاً

ما اتجاسرت على قراية حزني مرة تانية ، اتشجعت بيك يا ياسر
قررت ترقية الحزن القديم دا بعد رفقة الـ 23 سنة دي لمقام " المقيم "

مالك يا حمور علينا ؟ او شكراً

المرة دي ح ارسل ؟ . . . او امكن لا . . . ما عارف



التعديل عشان اقول ليك : اسي كدا بقيت عارف

حمور يا صديقى الإسفيرى..
نسأل الله لأستاذنا الرحمة والمغفرة..
ولك ولأسرتك طول العمر..
والسعادة..
مع محبتى

الاعزاء :
ناهد بشير
القلب النابض
اماني الامين
ياسر طيفور
شبكة
عبد الوهاب
عبد الله كع
عاطف عمر
فتحي قيقراوي
استاذ ازهري

شكرا لمروركم الكريم و كلماتكم الجميلة

Quote: الاب حقا قيمة لا ندرك قيمتها الا حين حوجة او فقد

يااااااا حمور لهم جميعاً الرحمة والمغفرة

حمور يا شقيق الحزن النبيل

لا زال قبر والدي يانع الخضر وسيظل طالما في الحياة بقية

يقولون لي لا بد ان تنسي
واقول لهم وهل انسي اسمي
وانا ابن ابي

لحظة قبلت ابي وهو مسجي في الفراش ستظل ذكري دم ودموع الي الابد

لم احب انسان كما احببت ابي

ولم يحبني انسان كما احبني ابي

كثيرا ما تردد ان اسكب المداد حزنا علي قامة ابي الاثير

ودخلت هنا

ولم يفارقني الدمع ابدا

ومنذ لحظات فراق ابي الحبيب

وانا والحزن توأمان

واشتاق الي ابي

نعم اششتاق اليه

وقد عدت الي الغربة وغدا اعود الي البلاد

وقبل الذهاب الي المنزل سوف ازور ابي واحيه

كم سافتقد ابي

الحياة ليس هي نفسها بدونه

الحياة دون طعم بدون ذلك الرجل الطيب



حمور يا خوي جمعتني دروب السياسة والحزب الاتحادي بوالدك رحمه الله وجعل قبره روضة من رياض الجنة

شكرا للمرور يا انعام و تقبل الله دعائك


استاذ فخر الدين من رائحة الاحبة شكرا لك و اعانك الله فالالم لا يكاد يطاق

حمور يا صديقي

احسن الله العزاء وغفر له ورحمه

وعليك بالدعاء له والصدقه الجاريه

ووالدك علم من الاعلام التي يشار اليه بالبنان

ومن نجاح والدك ونبوغه هو حسن تربيتك وعلمك وكريم اخلاقك

شكرا حاج العوض لجميل حرفك

نتمتى على الله ان يسكنه فسيح جناته
امين

رحم الله عمنا محمد زيادة رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهمكم صبراً جميلاً

جزاك الله خير أخي حمور

وحقا فقد الاحبة موجع ومؤلم

ولا يعرفه الا من عايشه ولكن

يبقى فقد الحبيب المعصوم

فبعده تهون كل مصيبة وكما

قالوا

من اراد ان تهون مصيبته

فليتذكر مصيبته في وفات

الرسول صلى الله عليه وسلم

ومن انجب من هو في مثل اخلاقك

لا يموت لان لسانك الزكي الذكي

وقلمك الاديب الاريب

يلهج له بالدعاء ويرفع ذكرهم

بين الناس

لك ودي وتقديري

ودمت بخير

وليد ..
عبد القادر جلال ..
لكما الشكر و الله اسأل ان يجيب دعواتكما


ابراهيم قناوي ..
صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد
و اعاننا الله على مصابنا في ديننا

الاخ حمور
ياخ إنت زول نبيل حتى فى حزنك
ابوك كان شخصية عامة
وإنت شلت الحزن كلو براك
ما تنسى فى المستقبل تحفظ اولادك
جدول تسعة دا اصعب جدول وانا غلبنى برضو
(وقل ربى ارحمهما كما ربيانى صغيرا

[I]الاخ حمور تحياتي
لم اشاهد البوست الا هذه اللحظة له الرحمة ولك السلوى
انا فقدته قبلك بعامين
لم اكن معه لانه رحل عن الدنيا وهو خارج السودان
وانا كنت وقتها ايضا خارج السودان
لم اكن بقربه في العاميين الاخيرين في حياته
يا لهول ذلك على نفسي حتى الان
ما زلت احسد اخي الاصغر الذي عاش معه تلكم السنتيين
اسله حتى الان ان يحكي لي عن تلك الفترة
كان يجب ان نتقابل في السودان بعد ذلك التاريخ باسبوع واحد
ولكني حين وصلت وجدت سرداق العزاء
ومازلت حتى هذه اللحظة لدي الكثير الذي اود ان احكيه له هوفقط
مازلت اختفظ به
يمكنكك ان تتصور ما انا قيه
بوستك حرك مشاعر كثيرة
هل تسمعني
لك مودتي
جمال الباقر

لاحول ولاقوة إلا بالله
إنا لله وإنا إليه راجعون
للفقيد الرحمة ولآله الصبر وحسن العزاء
جملناالله وإياكم بالصبر



اللهم أرحمه وأسكنه فسيح جنّاتك
اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقّه من الخطايا والذّنوب كما يُنَقّىَ الثّوب الأبيض من الدّنس
اللهم أغسله بالثلج والماء والبرد
اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله
اللهم أجمعنا وإيّاه في مستقرّ رحمتك
اللهم إنّا نسألك بإسمك الأعظم أن توسّع مدخله
اللهم آنس في القبر وحشته
اللهم ثبّته عند السُّؤال
اللهم لقّنه حجّته
اللهم باعد القبر عن جنباته
اللهم أكفه فتنة القبر
اللهم أكفه ضمّة القبر
اللهم أجعل قبره روضةً من رياض الجّنّة ولا تجعله حفرة من حفر النار
اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه ، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته
اللهم ألحقه بالشُّهداء
اللهم أفتح عليه نافذة من الجّنّة وأجعل قبره روضةً من رياضها

الرحمه لوالدك اخي حيمور .. والتحيه الي استاذنا جدك احمد سليمان المحامي ..

له الرحمة يا حمور..

و لك الصبر.. و طول العمر

ياسر ..
جمال ..
عمر ..
سامر ..
سناء ..
شكرا لكم و تقبل الله دعائكم

Quote: نسيت ان اقول لك.. سبحتك الخضراء التي كنت تكثر استعمالها مازالت عندي

شكرا لمرورك يا عمر

أبكيتني ياحمور ،،،لماذا رسمت لوحة الحزن هنا؟ ،،،وأنا أتابع بوستاتك

الواحد تلو الآخر ،،،توقعتك أن ترثي مرثية تكن خفيفة على قلبي ،

لكنك لم تترك صغيرة ولاكبيرة في يتمك إلا وأحصيتها ،،،هكذا حال الدنيا يا أخي ،،،ربنا يصبرك

أدعوا للراحل المقيم بالمغفرة

ربنا لاتحرمنا أجره ولا تفتنا بعده وأجعل الجنة مثواه الأخير

Quote: ربنا لاتحرمنا أجره ولا تفتنا بعده وأجعل الجنة مثواه الأخير

امين يا ياسر