عــيد الــتايفـــويد .. ( قصة هلوسة )

و العيد مسمى من العود ..
و سمي كذلك لأنه يعود كل عام ..
و الاعياد في الاسلام اثنين كما قال صلى الله عليه و سلم ..
الفطر و الاضحى ..
و يسميه المصريون العيد الكبير ( الاضحى ) و العيد الصغير ( الفطر )
و هو عيد اللحمة و عيد الكعك ..
و للاعياد لذة الا عيد المتنبي الذي عاد و الاحبة البيداء دونهم ..
اما اعياد الاطفال فملابس جديدة و مسدسات و ربما بدلة الضابط ان سخى الوالد
و لا انسى العيدية

اما العبد لله فكان عيده شر عيد يعود ..
لا اعاده الله ..
فلا حبوب السيبروفلوكسين و لا محاليل التغذية ذكريات يتمنى لها المرء عودة ..
اما القئ و الحمى فاعاذك الله ..
هذا البوست قصة مرض ..
هلوسة ..
مستشفى ..
حقن ..
و كثير من الاشياء التي لا تناسب العيد
فان كنت ممن لازال يحمل روح العيد بداخله فلا انصحك بقراءة ما يلي ..
و من خاطر فذنبه على جنبه
و المشاعر داخل البوست على مسؤولية صاحبها

الخميس 4 ديسمبر
اخر ايام العمل قبل عطلة العيد التي ستمتد تسعة ايام ما كنت اعلم انها ستكون حسوما
قررت ان ابدأ عطلتي منذ ذلك اليوم
و استفيد من اليوم في بعض مشاوير خاصة
جهزت خطة جميلة
تبدأ بوزارة العدل و تنتهي بسوق ام درمان
ان الخطط التي تبدأ بوزارة العدل و تنتهي بسوق ام درمان لا تفشل كما تعلم
كنت فرحا مستبشرا
استيقظت صباحا
شربت الشاي
جهزت ثيابي للخروج
ثم ..
احسست بشئ من توعك و فتور علمت ان سببه الاستعداد لاسترخاء العيد
نظرت الى ساعتي - و هي ساعة المانية لم تؤخر دقيقة منذ اربعة سنوات و انا انتهز الفرصة لاحيي الاخ الخواجة هانز على دقته - فوجدت الساعة الثامنة و النصف صباحا
قررت ان انعم بنوم لساعة و نصف ثم اهب الى مشاويري
تبدو فكرة حكيمة
الا توافقني ؟

دخلت الى سريري كما يقولون في قصص اجاثا كريستي ( و هي عبارة تناسب سرائر العصر الفيكتوري التي تشبه قوارب فينيسيا لكنها لا تناسب سريري البائس الشبيه بفلوكة ود الحسين بمشرع ارقي )
تغطيت جيدا ببطانيتي الاثيرة التي لم تفارقني في حل او ترحال و رأت معي اياما اسود من قلب الكافر و انضر من جنات عدن ..
و رحلت الى عالم النوم السحري ..
المعجزة الربانية التي تتكرر كل يوم دون ان نلقي لها بالا
النوم
الان انت هنا
الان انت هناك
رحلت الى هناك

يحب الانسان دوما ان يمارس الحكمة باثر رجعي ..
فان كان لي الا ان ادعي معرفة فان احلامي كانت تبشر بايام البؤس التي عشتها في مقبل الايام
لم تكن الاحلام تحتاج الى استشارة ام عصام او العبقري الفلكي او الالوسي ( و هي الاسماء الشهيرة التي كانت تنشر في مجلة الموعد في الثمانينات لقارئي البخت و مفسري الاحلام و اعضاء الاتحاد الفلكي لمفسري الاحلام )
رأيت نفسي على سريري اعاني لالتقط انفاسي
و حلمت اني في صحراء لونها كلون صفحة المنبر هذه ( و هذا سبب كاف لداليا حافظ لتطالب بتغيير لون المنبر ) و اني عطشان جدا لدرجة ان لساني اتخذ شكل كعب حذاء عسكري مرور نشيط في نهار حار
و حلمت بمحقن ضخم يجري خلفي في زقاق ضيق
لو كنت احتاج الى اشارة اضافية فلم يكن ينقصني الا ان احلم بمكروب التايفويد و هو يلعب معي الشطرنج لكن هذا لم يحدث للاسف

رفعت رأسي و قد اقلقتني الاحلام
لو لم تقلقك رؤية محقن ضخم يجري خلفك في زقاق فانت في وضع حرج يا صديقي
الطبيعي ان تقلق
و انا قلقت
فرفعت رأسي
و نظرت الى ساعتي الالمانية ( لازلت اشكر الاخ الاخواجة هانز ) فرأيت العقرب الكبير يجري خلف العقرب الصغير لسبب لم اعرفه
لم احب التدخل في مشاكل الاخرين ( خصوصا العقارب ) فرجعت الى النوم مرة اخرى
و كانت تلك الرقدة الاخيرة

كل سنة وانت طيب
والف لا بأس عليك
انا ميادة ما الهكر
وكفارة الجاتك في بوستيك سامحتك

بركة الغيرتوا
لا حولا ولاقوة

حمور المهلوس

كفارة ليك يازول


وكل سنة وانت طيب


وكنا نتوق لمقابلت فيمنزل حاج العوض المسلمي ولكن علمنا ان زائرتك ابت الا ان تحول بيننا وبين طلت البهية وحضورك البديع


وانشاء الله نلتقيك في فرصة اخري

حمور المهلوس

كفارة ليك يازول


وكل سنة وانت طيب


وكنا نتوق لمقابلت فيمنزل حاج العوض المسلمي ولكن علمنا ان زائرتك ابت الا ان تحول بيننا وبين طلت البهية وحضورك البديع


وانشاء الله نلتقيك في فرصة اخري

ميادة ..
تسلمي يا رب
نحن نكتب و الهكر يشيل
هكر سغيل .. عينو لناس السياسة يجيني في عنبري ده داير شنو كان ما متسبب ؟


حبيب نورة
نشكيو لللا نام لا اكل الطعام
يخلص لينا حقنا


عمر صديق
كان نفسي شديد و الله ابارك الحجة لاخونا العوض و الاقي البورداب لكن المرض ما جاملني
لله الامر من قبل و من بعد
باذن الله من اول مشاويري حيكون زيارتك في الجريدة

المرة الثانية التي رفعت رأسي فيها كانت درجت حرارتي تصلح لشوي خروف لا يقل سعره عن 400 الف جنيه
كانت ساعتي الالمانية ( مع الاشادة بالاخ هانز ) تشير الى الخامسة و النصف ..
و الخامسة و النصف موعد خادع ..
فلا شمس مشرقه تخبرك انه النهار و لا ظلام ينبيك انه الليل
انها ساعة ملتبسة تصلح ان تكون فجرا او عصرا
لكني لم اكن اعاني من تلك المشكلة
مشكلتي كانت هي تمييز المكان الذي انا به
فبعد عملية رحول ( و الرحول عز العرب ) قمت بها منذ اسابيع نقلت بها مكتبتي من غرفة نومي الى غرفة مكتب منفصلة في سطوح البيت اصبحت غرفتي اشبه بصيوان الحفل بعد انتهائه
فلا هي مكان مرتب يقيم به احد و لا هي مهجورة يسكنها العنكبوت
و فراغات الكتب لم يملأها اثاث فتركت الصدى يمرح فيها
رفعت رأسي انظر الى هذه الفراغات و ملأني العجب ؟
اين انا ؟
هل هذه غرفتي ؟
ان كانت فاين كتبي ؟
هل سرقت ؟
ثم اوصلتني الحمى الى استنتاج مريح
انا احلم بلا شك
فلو نمت قليلا لصحوت مدركا لكل شئ
هيا هيا ان قوافل الهلاوس تنتظرك فلا تتمسك بالصحو
عليك بالنوم ايها الاحمق
و كنت احمقا
نمت
و جاءت الكوابيس سعيدة بمقدمي
هوذا احمق جديد
سنمرح كثيرا هذه اليلة
و قد كان

للذين يظنون ان سلاطين باشا كان يخدع الخليفة عبد الله لانه كان جاسوسا اقول لهم كلا
لقد زارني سلاطين باشا في تلك النومة و اخبرني انه كان مؤمنا بان حياته الباقية ستكون في ام درمان و خدم التعايشي بهذه القناعة حتى اتته النجدة
لقد اكد لي رودلف سلاطين هذه الحقيقة و قد صدقته
من العسير ان لا تصدق شخصا يخبرك شيئا و هو يبكي من شدة الصدق و يمسك بذراعك المقطوعة ليقلب بها الشاي
الم اقل لكم ان ذراعي قطعت ؟
انه ذلك الوغد ادهم صبري اراد ان يعلمني حركة كراتيه فاخرج ذراعي في يده .. لكنه اعتذر لي في حرارة ثم مدها الى سلاطين باشا ليقلب بها الشاي
فكرت ان اشتكيه ( ادهم صبري لا الشاي ) لاسامة بن لادن .. لكنه كان مشغولا جدا بالاعداد لزواج ابن خالتي ..لقد طلبت العروس ان يكون الفنان هو محمد وردي .. و جميعنا نعلم ان وردي ليغني فلابد ان يعد الحفل بن لادن .. ظننت ذلك واضحا

حوالي التاسعة مساء ( بحسب دقة صناعة الاخ هانز ) اتت والدتي الى غرفتي و قد استبد بها القلق
لا يمكن ان ينام شخص طبيعي كل هذا الوقت
حاولت ايقاظي بان تنادي عليّ لكني كنت مشغولا جدا بالنقاش مع جون كيندي حول مباراة الهلال و المريخ الاخيرة التي لم يرها اينا .. لكني كنت مصمما ان الهدف كان سليما بينما اصر كيندي ( ذلك الاحمق )انه تسلل
في النهاية قلت له بغيظ انني لو كنت ساصدق احدا فلن اصدق شخصا تم اغتياله وسط حراسه و سطوة رئاسته .. و اني لو كنت مكانه لخجلت و تواريت ما بقي لي من شبحيه
في هذه اللحظة كانت والدتي قد انتقلت من مرحلة النداءالى مرحلة الهز ..
و تكفلت البطانية بحجب الحرارة عنها كما تفعل اي فوطة تتناول بها النساء الحلة من النار
ان الهز اسلوب ناجح في الافاقة لا يمكن تجاهله مهما استبدت بك الهلاوس
كانت احلامي تهتز
كينيدي يهتز
كياني يهتز
عالمي يهتز
امي كزلزال تهز الكون من حولي
كان لابد ان استيقظ
ان افيق
ان استجيب
و قد فعلت
فتحت عيني
نظرت الى امي مليا
حدقت في عينيها مستطلعا
ثم ..
انحنيت على قدميها ..
و افرغت معدتي في حماس

نواصـــــــــــــل

حمو زيادة سلااااااااااام
ان شاء الله ما تشوف شر تاني
وعيد مبــــــــــــــــــارك
وعليش علي البوستات الي اتلحست
وكمان مبروك علي انك نجم 2008 للبورد

سالي

سلامات سلامات يا حمور
الف لا باس عليك و إن شاء الله يكون كفارة
كل عام وانتم بخير و القابلة على أمنياتك

يا عمك


بركة البقيت نصيح
وكتبت




أصدغاء الصؤ... فاتونى اليوم داك

أعفى لى








عيد سعيد والجاى أحلى

حمور الساعة 6 حصل شنو


(بتنكرني عشانبقا عندك ببليكاشنس موش...سمح)

هوي يا المبروك .. دا ما سلاطين باشا .. دا الصادق سلاطين

سالي ..
شكرا لامنياتك الطيبة


ود البشرى ..
و انت بالخير و البركة يا صاحب

عمرو ..
كأنك جيت يا زول و لا يهمك .. و ما تشيل هم انتكست اول امبارح و قد انتكس تاني .. لسه شكلو قدامك فرصة تجي


امجد ..
انا بحكي في الهلوسه .. تلفونك كان تبع الهلوسه ؟

الصادق ..
انت برضو زي امجد عاوز تخش في هلاويسي ؟ يا جماعة انتو كوابيس ما هلاوس

و ما زالت عصيات التايفويد تتشبث بدمي و تفسد حياتي
ظننت موهوما انني بلغت عافية تسمح لي بالكتابة و التواصل فاذا بالتايفويد يسخر مني و يعلمني بالحمى اني واهم
بين هلوسة و اخرى اعود باذن الله لاواصل حكايتي مع عيد التايفويد ..
ان اجتزت المعركة مع هذا المرض الغريب حيا

يا للسخرية كنت قديما اظن الملاريا اسخف ما يمكن ان يصاب بها شخص .. فاذا هي رقيقة لطيفة اذا قورنت بالاخ التايفويد

فزعت امي و لها كامل الحق ..
لا احد يحب ان يتقيأ شخص على قدميه
و قد قيل ان الجنة تحت اقدام الامهات .. لكن لم ينصح احد بالقئ على اقدام الامهات .. و لعل ذلك يكون من العقوق
قفزت امي الى الخلف ليسيل ما قسم الله لي ان اقذفه على الارض مغرقا الحجرة
تقدمت لتمس جبيني فلسعتها الحرارة حتى احتاجت ان تضع بعض المعجون على يدها فيما بعد
و قررت كاي ام حكيمة ان تسرع بي الى الطبيب
ان وحيدها محموم يقئ فلا نزل القطر .. فلا نزل القطر

هرعت بي امي و انا كسطيح بن ربيعة الكاهن العربي الذي لم يكن بجسمه عظمة واحدة فكانوا يطوونه كالسجادة و يحملونه من مكان الى اخر
اقول هرعت بي امي الى اقرب مركز صحي .. حيثت تناولت ابهامي فتاة ملساء عجرود عبلة دملوج لم استطع النظر اليها طويلا لأن الحمى الزمتني بغض البصر ..
تناولت الفتاة ابهامي و دعكت عليه بخفة ثم رشقت ابرتها فيه
و قفز الدم خارجا ..
نظرة عينيها جعلتني اتذكر مصاصي الدماء في الافلام .. اقسم لكم ان هذه الفتاة كانت تستمتع بمنظر الدم
بعد نصف سعة جاءت النتيجة
اعاني من هواء فاسد ..
ماذا ؟
لا تعرف مرضا بهذا الاسم ؟
حسنا ..
ساسميه لك بالاسم الجديد
انها الملاريا

التحية للاخوة روس و جيوفاني جراسي الذين جعلا الملاريا مرضا معروفا
و التحية لهنود بيرو الذين اهدوا العالم علاج الملاريا ..
لا تقل لي انك لا تعرف هذه القصة ؟
ان علاج الملاريا ليس اكتشافا اوروبيا .. انه استغلال اروبي
سحرة الهنود ( و هم المعادل للاطباء هناك ) كانوا يعالجون مرضى الهواء الفاسد بمنقوع قشور شجرة موجودة لديهم
بهذا المنقوع عالجوا الاسبان الذين سرقوا الخبرة الى اوروبا .. فقط ليحتكرها القساوسة ( اباء الجزويت )
هذا المنقوع كان الهنود يسمونه الكينين
هل يبدو لك الاسم مألوفا ؟

اذن هي الملاريا ..
صاحبة ابي الطيب
تلك التي انشد فيها قطعته المشهورة : و زائرتي كأن بها حياء
قال بعض النقاد انك لا تحتاج الى فحص الدم لتعرف انك مصاب بالملاريا ..يكفي ان تعرض نفسك على هذه القصيدة لتعرف
و يقال ان اسعد لحظات المريض هي حين تأتي نتيجة فحص الملاريا موجبة .. فهذا ينهي احتمالات كثيرة و مخيفة
عليه عدت الى البيت احمل معي شريط الارتيسيوماين الشهير بالراجمات و هو كذلك
و انا انتهز هذه السانحة لأسأل الاخ الصيني الذي اخترع هذه الحبوب
في ذمتك و عافيتك الحبوب التلاتة الاولى دي يلقو ليها حلق مقاسا وين ياخ ؟ بتبالغ

ابتلعت الحبوب الاولى الخمسة على مضض و الم
و تكورت في سريري في الوضع الجنيني الذي يقول علماء النفس انه يميز الشخصيات المنطوية لكنهم لم يضعوا الحمى في اعتبارهم
دخلت امي لتطمئن عليّ قبل ان تخلد للنوم
قالت لي : هسه كيف ؟
فاجبتها : بفف ارر آآآ أوو بف
و هي اجابة بليغة معبرة كما تري ..
لاشك ان المسكينة لم تهنأ بنوم بعد هذه الاجابة
و وحدي في غرفتي مع الظلام اخذت ارمق الهلاوس بهلع و هي تقترب
لقد مرحت الهلاويس في تلك الليلة كثيرا

الف سلامة يا حمور

وكل سنة وانت طيب

سألت عن تلفونك لأتصل وأطمئن عليك

وأرسلت لك التحايا والسلام مع سامي الزبير

انعام ..
كل سنة و انت بخير و هناء
شكرا لسؤالك و امنياتك
المشكلة سامي زاتو ما لمى فيني
مشكور اتصل اكتر من مره لكن ما تمكنت من الرد عليو للاسف
شكرا ليك و ليو
قنبي عافيه

نواصـــــــــــــل

حمور
كفارة والف لا باس عليك وانشاء الله تكون ملكت الصحة التامة
ياخى هو لسع فى مرض اسمه التايفويد فى السودان اظنه المرض ده انقرض فى بقية الدول ولا اقصد هنا الملاريا.

واصل يا حمور

انا لسه مستنيه اعرف الزول لمن ينتكس ويكون دواهو خلص، بيصرفو ليهو دواء جديد ولا بيخلوهو؟

لمن تجي الحته دي، قول عووك

---------
وكفاره من الانتكاسه تاني
كملتو قروشنا

يا رحاب ياخ كده كتير و الله
ما ممكن و الله
يعني هسسسه كنا بنتكلم في التلفون
اجي خاشي المنبر القاك في بوستي كمان ؟
اوعي تكوني اون لاين في المسينجر كمان لانو كده كتير عليّ و الله
ما بستحمل





ــــــــــــــ
ايمان جايه الجمعة باذن الله .. و شكلي حامشي بيتكم .. اي وصايا ؟

حامد ..
تسلم و لا اراك الله بأسا ..
تخيل التايفويد لسه عندنا في
زي ما الامريكان محتفظين بميكروب الجدري في اتلانتا نحن محتفظين بالتايفويد .. لكن في اجسام الناس
ربك يهون

عزيزنا حمور ....

ما داير أهنيك بنجومية البورد لعام إيه كده .... لأنو ما بيشبهك تكون نجم وكده
وما داير برضو أكفر ليك التايفويد أبو ملاريا ده ... لأنو ده بيشبهك شديد

المهم ....
أنا معتبر البوست ده تعويض شخصي لي عن البوست بتاع (أسطورتي) لأنو شايف لغة أحمد خالد توفيق متألقة هنا .... شكراً ليك

تانياً : قريت سيرة أمدرمانية (بعد أن وصلتني في رحلتها المكوكية) ، وما زالت الرجفة تعتريني لمن أعاين لغلاف الكتاب ، داير أستأذنك في بوست (إستعراض للكتاب) من زول ساي ، بس بيدعي إنو بيعرف يقرا كويس، عندي كم فكرة عن الإستعراض ده ، بدون ما (أفت) القصص طبعاً

تحياتي الحارة للوالدة ، قول ليها معتز قال مشتاق لصحن فول بطعمية وجبنة ، ما عارف إذا هي متذكراهو ولا إنت متذكرو ؟

عزيزنا معتز ..
ما حاعلق ليك على موضوع النجومية لأنو لما شمسك تطلع بتغيب كل النجوم .. و دي حقيقة كونية
و ما حاعلق ليك على موضوع التايفويد ابو ملاريا لانو شوفت حروفك بتشفي المريض .. و دي حقيقة طبية


المهم ...
اسطورتي لسه ما وقف لكن الكتابة باسلوب احمد خالد مرهقة شديد و دايرا مزاج معين .. لكن لسه حاواصلو باذن الله

تانياً:ليك الاذن يا صاحب .. من متين بقيت مؤدب و تستأذن ؟ الله يرحم.. مش حقي و حقك كان واحد ؟ و ثقتي في قرأتك كبيرة اكيد اذا كنت لسه نفس الشاب الكان بيقرأ احداث العالم و هو لسه في الثانوي العام

تحياتك توصل .. و الفول متذكروا ما ناسيو

Quote: من متين بقيت مؤدب

الظاهر إنت البقيت مؤدب ... دي شنو الظرافة الفوق دي يا أخينا؟

يلا واصل هلوسة التايفويد الجميلة دي

Quote: عمرو .. كأنك جيت يا زول و لا يهمك .. و ما تشيل هم انتكست اول امبارح و قد انتكس تاني .. لسه شكلو قدامك فرصة تجي

يا زول قول لينا عدييييييييل نجيب كيس البرتكان ونجئ






___
كفارة وسلامتك

Quote: يا زول قول لينا عدييييييييل نجيب كيس البرتكان ونجئ

فيك الخير يا عمرو
اخير من سلطة حسن سنادة و امجد فريد و طارق مصطفى و هدى ..
ياخ جابوا لي اسود و كوسة و بصل ابيض ..
دي زيارة مريض وله حلة عذابة ؟

معتز ..
الحاجة قالت ليك يا حليلك

حمور سلامات يا راجل،

و إنشالله المرض ما فضل فيهو باقى،،،

طبعا معليش،
ما قادرة أتواصل معاكم زى الناس،
عشان جهازى بهلوس زى هلاويسك دى،

نكون قاعدين كويس،
فجاءة يقول لى إنتى منو؟؟؟

ما طمرت فيهو السندوتشات و الشوكولاتة بتاعة التلاتة سنين الفاتت،،،

اقول ليك حاجة،
نجيكم بدرب اللاسلكى و الويرلس،،


_____________________________
قلت لى جون كنيدى،
رأيو تسلل و لا لأ؟؟؟

هالة ..
كيفنك
معليش لقيت مكالمتك بعد مدة
كنت مضرب عن التلفون الايام ديك
رسلت ليك مسج الليلة فيها نصيحة لوجه الله .. امسكي فيها قوي




ـــــــ
كيندي شنو البسمع كلامو ؟ ساوي لي مرتو العرست اوناسيس دي

حمور،

Quote: رسلت ليك مسج الليلة فيها نصيحة لوجه الله .. امسكي فيها قوي

الليلة دة كان متين؟؟؟

أعد لو سمحت،،،

Quote: أعد لو سمحت،،،

هو انتي صبرتي لي عشان اعمل اعد ؟

شكرا لاتصالك

انت تبرا من الالم



وسلامتك والالم بيزول وكفارة ليكـ يازول
والله
عيناً صادفت عينكـ حاشا من شافها ماصلى


زعلت جدا انو رقمكـ ماعندي،،

المبدعة شمايل ..

تسلمي انتي يمة ..
و يخلي لينا قلمك و جميل كتابتك تنور لينا حياتنا ديمه


انا الزعلت انو اتحرمت من انو رقمي يكون عندك
دومي بخير

حمور سلام

هكذا الادباء يحولون حتي المرض للوحه مقرؤه وواضحه

كفاره والف لاباس عليك

شيخ بورداب الخرطوم حاج العوض ضو القبيلة و صباح خيرا
تسلم و ممنون للغاية لزيارتك الكريمة امس
لا حرمنا الله جميل وصلك

(اخونا) والكاتب الكبير (جدا)
حمور
الف لا باس عليك ياحبيب
اجر وعافيه انشاء الله

أخونا الانسان نعيم
يا مفخرة من اعرف ..
لك ود غير منقطع

الف سلامة يا حمور و ما تشوف شر
أجر و عافية إن شاءالله ..
واصل السرد الجميل و كل شدة ملاريا أو تايفود و انت اكثر صلابة .
الواحد طالما عايش في السودان و متنقل ما بين السوق العربي و سوق امدرمان في حافلات
تجاوزها الزمن في رحلة مكوكية قد تكون يومية ، و مضطرا كدا خلال رحلتك اليومية
دي تقيف تأكل في محلات أقرب الي الورش من المطاعم !! لابد من إصابتك بفيروس التايفود
ربنا يعين كل الناس في بلادي و يعجل شفائك يا حمور .
لك كل ودي .


_________________________________________________________________
نقطة سطر جديد :أخدت ايميلك عشان نتفق حول كيفية إيصال نسخة من الكتاب لي لو أمكن

هبة ..
تسلمي و كتر خيرك

Quote: عايش في السودان و متنقل ما بين السوق العربي و سوق امدرمان في حافلات تجاوزها الزمن في رحلة مكوكية قد تكون يومية ، و مضطرا كدا خلال رحلتك اليومية دي تقيف تأكل في محلات أقرب الي الورش من المطاعم !!

و الله ما كنت قايل حالتي صعبة قدر ده .. بالغتي معاي .. اتاريني ممكون و صابر ياخ




ـــــــــــــــــــــــ
في انتظار رسالتك

حمور
سلامات
اهاانت لسع عيان والله شنو ياخى ما تواصل
كنا واقفين عند النكسة اقصد الانتكاسة

و في وسط الهلاوس و الحمى تمر الليلة
لابد ان اقول لك ان المرض يتصرف مع المريض تماما كرجال العصابات الامريكية
فهو لا يسمح له بالراحة و ان تمر ليلته كحزمة من الزمن
كلا ..
بل تمر الليلة بالساعات
و تمر الساعة 60 دقيقة
و الدقيقة 60 ثانية
تحسها و تعيها تماما
فانت كرهينة مقيدة الى كرسي خشبي في مخزن فارغ لا تستطيع الحركة و رائحة الزيوت من حولك و جنازير معلقة في ارجاء المكان
و ترى الحمى امامك كزنجي من هارلم يرتدي سويتر الجلد الاسود و يمتلئ جسده بالوشم و يحرص ان يبدو وغدا و هو ينزع شعر رأسك ( ان كنت تمتلك منه ) شعرة شعرة
و مع كل شعرة يقهقه و يقول لك : ثانية
و كل ستون شعرة دقيقة
لا اعلم بدقة سوء ليالي النابغة التي اشتكى منها حين كان خائفا من النعمان بعد ان وصف زوجته وصف من رأى فتوعده النعمان
لكني اظن ان اي ليلة بلا حمى - حتى ان كان النعمان يطلب رأسك - هي ليلة مترفة سعيدة

لرقيقي الحاشية انصح بعدم قرأة هذه المداخلة ..


عن القئ احدثكم ..
او الطراش ان شئت
او سمه الاستفراغ
ذلك رفيق لا يملك المرء ان يتجاوز فضله
فقد كان - مشكورا - رفيقا امينا في تلك الليلة
ترقد على فراشك تتقلب على جمر الحمى و الثواني تمر فوقك كشاحنات شركة سابحات محملة بمستورد ما صنع العالم و نستهلك نحن
تطحنك
تسحقك
لكن هذا ليس كافيا
لابد للقئ ان يشارك في هذا المولد
فتنقبض امعائك
تتلوى
تقفز العضلات الى اعلى
و تحس ان شيئا ما يجوس في حلقك يوشك ان يخرج من اذنيك
للقئ فضيلة عظيمة
فهو حين يذرعك و يدهمك تمتلك قوة مفاجئة تمكنك من القفز سريعا الى الحمام
و هي القدرة التي كنت تفتقرها قبل ثواني و كنت تدفع ربع عمرك لترفع يدك فقط الى مستوى انفك
لكن حين يأتي القئ فانه كاكسير سحري يكسبك طاقة تجعلك في قفزتين تدخل الى الحمام و تركع على الارض و تدخل رأسك في مقعد ما كنت تقترب منه بوجهك الى هذه الدرجة لولا غلبة القئ
عليه اقول ان للقئ فائدتين
الاولى هو انه يهبك هذه المقدرة على الحركة الرشيقة و انت تعدو نحو الحمام هاتفا أوووووع
الثانية انه يكسر الكبر و غرور النفس و لا يجعل في نفسك حرجا من ان تدخل رأسك داخل المرحاض لتفرغ ما بجوفك و تتلقى على وجهك ارتداد السوائل
حقا ان لكل ما خلق الله فائدة

نواصــــــــــــل

حامد ..

Quote: حمور سلامات اهاانت لسع عيان والله شنو ياخى ما تواصل كنا واقفين عند النكسة اقصد الانتكاسة

ترانا مواصلين بشيش بشيش

و تعود من الحمام منهكاً مهدوماً ..
تجرجر ساقيك محني الرأس كجندي في حملة نابليون بعد عودتها مهزومة من سوريا ..
و على فراشك ترتمي في وضعية الخشبة الشهيرة ..
و تبدأ في الأنين ..
قديما حين كان الرجال رجالا كان الامام احمد بن حنبل يقول انه يخشى ان ينقص الانين من اجر المرض
أجر مين ايها الامام ؟
و الله اننا لنئن و نبكي
و لسان حالنا كالرجل الذي قدموهو للاعدام فاخذ يبكي و ينوح فغضب ابن عمه الذي يشهد الاعدام و قال له فضحتنا فمت ميتة رجال
فقال المحكوم :
و الله نبكي و نكوركو و نهرو .. و الما عاجبو يجي يتشنق بدالي
فكذلك نحن نئن و نرفع الجرسة و الما عاجبو يمرض بدلنا
تمدت على السرير و شرعت اقلب الشهادة مادا صوتي بها
لا اله الا الله .. و امد اسم الجلالة في نوع من البشتنة و الجرسة
الغريب اني بعد قليل انتبهت اى نفسي و قد انتقلت من التشهد الى قول : ااااااااااااه
و هو انتقال غريب لا ادري كيف حدث

و من مميزات الحمى انها فجأه و بلا اي مقدمات تنقلك من هذا الوجود الى وجود اخر ..
غير مادي لكنه محسوس معاش كوجودنا هذا او اشد
و هذا الانتقال يخضع لقوانين النسبية
و اظن الاخ انشتاين حين سن قوانينه الزمنة تلك كان مصابا بالحمى
فانت تقضي في العالم الذي تنقلك اليه الحمى ساعات و ربماايام
ثم تعود الى عالمنا الكئيب هذا لتجد ان ثانية واحده لم تمر عليك
فقد انتقلت عند اذان الفجر عند قول المؤذن حي على الصلاة الى حجرة بها رجل قصير القامة ( هو في ارتفاع عنقريب الجرتق تقريبا ) رأسه اصلع ككورة الصيني التي تقدم فيها العصيدة في رمضان
هذا الرجل اخذ يتحدث بلا توقف و يصدع رأسي بثرثرة لا تنتهي عن ميكانيكا الكم و الضوء و معادلة الدائرة .. و هي اشياء لا ابغض بعد بغضي للملوحه شيئا كبغضي لها
و بعد اربعة ايام من التكرار الممل لمعادلة الدائرة عدت الى عالمنا لاجد المؤذن لازال في نداء حي على الصلاة الاول بعد ..
اظن ان من تصعب عليه دراسة النظرية النسبية فعليه بالاصابة بالحمى بلا تردد فانها خير معين

كان لبعض اطباء النفس نظرية ثورية يعالجون بها الاكتئاب في اوروبا
كانوا يحقنون المريض بجرثومة الملاريا
الاصابة بالملاريا كانت تطرد كل ترف الاصابة بالامراض النفسية و تشفي المريض تماما من الاكتئاب
حين تتشبث الحمى بجسدك فانك تنسى تماما ترهات المرض النفسي
و انا من سرير المرض اؤكد ان هذه النظرية صائبة و ذات نظرة عميقة

نواصــــــــــل

حمور

الظاهر عليك حتعادينى

ما جربت الفوطة المبلولة بالمويةوكدة

يعطيك القوة

حامد ..

Quote: الظاهر عليك حتعادينى ما جربت الفوطة المبلولة بالمويةوكدة

يا زول اعاديك شنو
اها اوعك تخش البوست ده تاني الا تبقى نصيح
عشان ما ترميها فيني
الفوطه ما جربناها لكن عملنا اكتر منها
اصبر حبه بحكي ليك

حمور

انا بعرف لى واحد حمور لطيف ولذيذ صاحب اجزخانة سابينا فى شارع الك نمر

لو ما طلع من الجماعة اكيد تلقى عنده دواء ليك اقصد علاج

ول طلع من الجماعة سلم لى عليه كتير

ودمت

Quote: انا بعرف لى واحد حمور لطيف ولذيذ صاحب اجزخانة سابينا فى شارع الك نمر

ده عمنا الرائع عثمان حمور
توصل تحاياك باذن الله

Quote: و الله ما كنت قايل حالتي صعبة قدر ده .. بالغتي معاي .. اتاريني ممكون و صابر ياخ

انا قاصدة المواطن السوداني بشكل عام..
ركز معانا شوية يا حمور ياخ ما تخلي التايفود دا ينتصر عليك و يأثر علي ذكائك

الف سلامة مرة تانية و مرفق تحياتي و ودي

هبة ..
كمان دايره تطيري مني الجنسية ؟
انا مواطن سوداني يأكل الطعام و يمشي في الاسواق ياخ
ربنا ياخد بيدنا

Quote: انعام .. كل سنة و انت بخير و هناء شكرا لسؤالك و امنياتك المشكلة سامي زاتو ما لمى فيني مشكور اتصل اكتر من مره لكن ما تمكنت من الرد عليو للاسف شكرا ليك و ليو قنبي عافيه

سلامات يا صاحب
اجر وعافية انشاء الله..وده واجبنا
من بيت المسلمي الجماعة اتحركوا عليك بعد خروجي
عفوا لعدم معاودتك بالمنزل
وانشاء الله تبقي طيب
..
حقيقةافتقد بشدة متعة الاستماع اليك وانت تتحدث
باسلوبك الجميل كما كتاباتك


لي قدام

سامي يا ود الزبير ..
عساك طيب ..
تسلم يا الغالي ..
و النية ابلغ من العمل ..
كتر خيرك و لينا اكيد لقاء
و لقدام

حاقاطعك لانو روحى أكلتنى
,,,
حمد لله على السلامة,,!!


"بس لو كنتا سافرتا معاى ,,,وووووو"
ما كان حصل اللى حصل




المهم
"كن بخير" إلى حين لقاء

نجو ..
انت تبرا من أكلة الروح يا صاحب
اسافر معاك بوين ؟
الموضوع ده بدا من قبل العيد ..
بس لله الامر من قبل و من بعد

و كما أكد سيدنا المتنبي .. فان الحمى كانها خجلة حيية لا تزور الا في الظلام
و الذين يعرفون ساعة الذئب تلك الساعة التي تسبق الفجر بقليل يفهمون ما مررت به
تلك الساعة التي يموت فيها المرضى و تضع فيها الحوامل حملهن و تشتد فيها الحمى و يخرج الاشباح ليقتنصوا ضحاياهم ..
تلك الساعة مرت فوقي كمايمر المبشر فوق قطعة العجور ..
كرشن كشرن كرشن
فاذا انا بعد مرورها مبشور كما جوز الهند ..

ثم تطلع الشمس فتبدد اشعتها الحارة كل الم
فترتخي العضلات التي كانت متحفزة من شدة الوجع منهكة ..
و ترتمي كجندي انتهت معركته فاخذ يلهث في دروعه و هو يتصبب عرقاً ..
يا للشعور الممض انك اجتزت جسرا رقيقا هشا فوق هاوية مليئة بالحمم
معجزتان لا يد للبشر فيهن ..
الصحو من النوم
و اجتياز ليلة مرض
لا شئ سوى القدرة الالهية يجعلك تفتح عينيك صباحا لتنهض من فراشك بدلا عن ان تبدأ في التصلب الرمي ثم التعفن
ان الاستيقاظ لهو عودة الروح بلا اي بلاغات لفظية
اما اجتياز ليلة المرض فان رحمة الله وحدها تجعل الامك تخفت و تنتهي قرب الصباح بدلا ان ترتفع درجة الوجع حتى تصاب بصدمة عصبية و تدخل في غيبوبة لا تصحو منها الا في الجهة الاخرى من النفق .. هناك حيث يرى المحتضرون في الافلام ضوءا ابيضا

انها الجمعة ..
خير يوم طلعت عليه الشمس كما قال نبينا صلى الله عليه و سلم
فيه خلق ادم و فيه ادخل الجنة و فيه اخرج منها
و فيها ساعة الاجابة ..
الجمعة ..
و كنت مستعدا ان احبها حتى لو لم يكن فيها كل هذا ..
فق جاءت لتخفف الامي
او هكذا ظننت واهما ..
ان الفائدة التي استفدتها من هذا المرض ان ظنوني العجلة كلها مبالغة في التفاؤل ..
و ان الاسوأ لم يحدث بعد ..
لقد مرت سويعات من الصباح على خير حال اكتفيت فيها باللهاث و التعرق و الانين المتقطع اكراما لالام في المفاصل لم تبارحني
لكن انتصاف النهار جلب شيئا جديدا ..
لم تنهي رحلتي الى الحمام بعد

حسنا ..
ساشرح الامر بشئ من الرمزية و الاختصار لأن هناك سيدات هنا
ارتفاع درجة حرارتي ادى الى تسخين المعدة ..
هذا التسخين ادى الى تحول المحفوظات بداخل الامعاء من حالة الصلابة الى حالة السيولة
انها نظرية علمية معروفة
تعرض المواد الصلبة لدرجة حرارة عالية يحولها الى سوائل ..
لقد درسونا اشياء كهذه في المدرسة ..
تحول الصلب الى سائل
تحول الصلب الى غاز
و غيرها
نحن هنا نتحدث عن تحول المواد الصلبة فقط الى سوائل لا غير
هذه العملية كانت مصحوبة بانقباضات شبيهة بما تمر به الحامل في ايامها الاخيرة حين يندفع ماء الرحم و تكثر الانذارات الكاذبة و تستفى الداية في عدد الاصابع
تحول من الصلابة الى السيولة
انقباضات
اظن ان الجميع فهم عن ماذا نتحدث هنا
انها أم جرُُرر كما يسمونها ..
و بئس الام هي

أم جُرٌرٌر لها علاقة وثيقة بالقز الى الحمام
لكنها تختلف عن قفزات القئ انك في هذه الحالة تقفز منقبضا على نفسك محاذرا من الحركات العنيفة لان اي حركة غير محسوبة ستؤدي الى انفتاح ما لا ينبغي فتحه و تؤدي الى عواقب وخيمة
بحركات محسوبة تقفز الى الحمام متخليا عن وقارك و ثيابك لتخرج الـ آآآآآه من اعماق اعماقك
آآآه ليس كمثلها آآآه
و تسمع صوت السوائل تطرطش فوق بعضها و تحس انك تحولت الى قربة او سعن يتم خجه او خضه ان شئت بلاغة اللغة ..
اما الوجع فانه كشعور الكباب حين يخترقه الشيش السخن ..
ابرة رفيعة حارة تندفع الى داخلك
تباً لقوانين المواد الصلبة ..
ان المدرسة لم تعلمنا ان تحول المواد الصلبة الى سوائل مؤلم لهذه الدرجة ..
لقد خدعنا المدرسون الاوغاد

نواصـــــــــل

Quote: لك ود غير منقطع

الله لا قطعه يوم
ولك مثله ورحمة الله تعالي وبركاته

لكن متجدع يا عمك بالبدله

نعيم الانسان

Quote: الله لا قطعه يوم ولك مثله ورحمة الله تعالي وبركاته

آمين و الله اسأل الرحمة و البركة لي و لك

Quote: لكن متجدع يا عمك بالبدله

كانت محاولة فاشلة عشان اطفي العريس لكن ما نجحت
الزول مرقا في ماليزيا و انا رجعت البيت بتايفودي

ود ناس زيادة كيفنك

ود جبرين ..
كيفنك ؟
نعلك طيبة يا زول
مالك ماك باين كمين يوم كدي ؟
الخبر ؟

كان هناك فيلم اسمه : و يبقى الأمل
لكن ما تحسه بعد انتهاء ام جُرُرُر هو : و يبقى الألم
و تعود ايضا مجرجرا ساقيك شاعرا انك كل عضلة او عظمة في جسدك قد تحولت الى ايس كريم في شمس ساخنه
فانت سائح مائع
تهوي ارضا ان نزلت على كتفك ذبابة
و بين قماءة القئ و انقباضات أم جُرُرُر كان قد كُتب عليّ أن أقضي نهار الجمعة
و بينما كان عباد لله يكبرونه و يعبدونه في المسجد كنت اقضي وقتي داخل الحمام .. و بقرب المرحاض تحديدا
ان متع الدنيا هذه لا تنقضي

شنو يا حمور انت ترجف وبوستك إهضرب ...جننت التايفويد جن



سلامات يا صديق ...وأجر وعافية .

حمى متقطعة
قئ
ام جُرُرُر
هذه جمعتي فجئني بجمعتك اذا جمعتنا يا " نصيح " المجامع
مع تقديري للعبقري الفرزدق
عصراً دخل عليّ ابن خالتي
و هو مهندس معماري سمح الاخلاق طيب القلب يعاني من صخب التعامل الاجتماعي فيغرق في شبر ماء
وقف عند رأسي ينظر
حاول محادثتني
جس حماي فشوته
ثم اخذ يستمع الى انيني لبرهة
بعدها قال لي مواسياً :
حمور ياخ انت دين ابو أهلك طالع
أجبته :
أمم .. أف .. وع ع ع .. ايييه
قال لي :
عاوز حاجه نعملا ليك ؟ او حاجه نجيبا ليك ؟
و هو عرض مناسب لمحكوم بالاعدام لكنه ليس افضل عرض تقدمه لمريض
لقد احسست انها النهاية
و ان ابن خالتي المهندس بما اتته جامعة الخرطوم من علم رأى علامات الموت في وجهي او لمح ملك الموت يجلس بالقرب من رأسي
لكن العرض على كل حال كان مغريا
لو قدم لي العرض في حال غير الحال لطلبت و بلا تردد سيارة مرسيديس و فيلا في ضواحي باريس و يخت في ايطاليا و رصيد بنكي لا يقل عن الـ15 مليون دولار
لكن ابن خالتي نفسه لم يكن ليقدم هذا العرض في غير هذه الحالة
فلما كان ذلك كذلك كان لزاما عليّ ان اخفض سقف طموحي و اكتفي بان اهمس من بين شفاه بيّضتها الحمى :
برتكان

و قد كان

خرج ابن خالتي و عاد محملا بجبال من القريب فروت و البرتقال و الموز
لا اعلم سر ارتباط الموز بالمرض لكن الشخص الذي يزور مريضا و لا يحمل معه كيس الموز المقدس - خصوصا في الاسبتالية - لهو شخص جدير بالدراسة و الفحص
انها ابدية الارتباط بين الموز و المرض
و على هامش هذه الذكرى احب ان ارفق مع هلوستي سؤالا حول ماهية الموز
هل هو فاكهة ام خضروات
فان بعض القبائل الافريقية تطهيه و تأكله مشويا
و في امريكا الجنوبية يؤكل مع الطبيخ
اضف الى ان شكله نفسه مستفز و غير واضح
فهو يحاول ان يصبح عجورا فيفشل فينكفئ على قشرته ليلونها عساه يصبح برتقالا بلونه الاصفر فتظهر عليه البقع السوداء كمرض جلدي فيذهب جهده في التشبه بالبرتقال ادارج الرياح


قراء الادب طبعا لا ينسون دور الموز في تحول قرية ماكوندو في مدهشة ماركيز مئة عام من العزلة
فللموز ابعث تحياتي و دهشتي من حاله

امتلأت التلاجة بما جلب ابن خالتي مشكورا
و انا هنا اشيد به على مقرأ ( ان صحت الكلمة على وزن مرأى و مسمع ) من انسات البورد عضوات و قراء ..
و اقول انه اعزب فنجري يبر ابن خالته المريض باربعة دست قريب فروت و ستة دست برتقال و ما لا يقل عن سته كيلو موز
كما انه مهندس نابه و يمتلك سيارة جياد
هذا ما لزم ذكره للاهمية و شكرا
اما عن تداعيات فعلته فان امي من النوع الذي يؤمن ان كل مرض سببه عدم الاكل
فالجوع من مسببات السرطان و الحمى النزفية و الاوبئة الموسمية
و الجوع لا يعني الامتناع عن الطعام لايام
فتجاوز وجبة واحده كاف لدى امي ليوقعك تحت مسمى الجوع
لذلك حملت ثلاثة قريب فروتات و كباية عصير برتقال و حوالي كيلو موز و اتت تسعى نحوي انها جاءتني بالشفاء العاجل غير آجل
لكنها نسيت الانقباضات
كان مرأى القريب و هو يتكوم فوق بعضه ككرات البولينج كافيا لتنقلب امعائي و اقفز متوجسا نحو الحمام
حقا ان ما تحسبه فزعا يصبح وجعا

نواصـــــــــــــل

داليا بت حافظ
كيفنك

Quote: شنو يا حمور انت ترجف وبوستك إهضرب ...جننت التايفويد جن سلامات يا صديق ...وأجر وعافية .

ياخ انا بقى عندي تار مع التايفود ده ما عارف احلو كيف
و الله كانن رجعت امتحنت شهادة و خشيت كليةالطب و بقيت اختصاصي امراض مناطق حارة ما اظني اقدر احل تاري ده
ياخي بهدلني الله يبهلدو
سائل ربي يبتليو بخواجه نجيييض يخترع ليو لقاح ذدو عشان تاني يفضل حايم ببره كده ما يعرف يمرض منو

تسلمي يا ست الكل و نورتي البورد برجعتك و البوست بطلتك

Quote: ياخ انا بقى عندي تار مع التايفود ده ما عارف احلو كيف و الله كانن رجعت امتحنت شهادة و خشيت كليةالطب و بقيت اختصاصي امراض مناطق حارة ما اظني اقدر احل تاري ده

ألف لا بأس عليك يا حمور ... والله ذكرتني ايامي اللي كنت فيها طالب في الثانوي. ذهبت لأعيد عيد الفطر مع أمي وأخواني لكن هيهات تاني يوم في العيدأصابتني الحمى وطلعتني من نص فيلم (النظارة السوداء) بالسينما. مشوار السينما للبيت بقى لي زي رحلة الشتاء والصيف والمشوار من باب البيت للمزيرة بقى لي زي اخر سفرة لي من جدة إلى لندن من هول المطبات الهوائية والسحب. شربت كوزين (ما زي كيزان الزمن ده) وسرت نحو غرفتي وكأني أحمل فيلاً على ظهري دون أن اقول لأمي مساء الخير. وعند عتبة الغرفة أفرغت كلما ما بجوفي بما فيهما الكوزين. وبعدها دخلت في عالم الهلاويس.

حاولت أن أجاريك أيها الولد الأديب لكني وجدتك مثل فرس يسابق الريح ...

تحياتي لك ولضيوفك الكرام .... وماتنسى تسلم لي على أمك المسيكينة.

محمد هارون ..
كفارة و سلامتك رغم انها متأخره شديد
لكن انت خلاص رفيق سلاح و كفاح
التيافويد يجمع المصابين
يوصل سلامك باذن الله

تسلمي يا ايمان على التمنيات الطيبة
و حمد لله على السلامة
نورتي الخرطوم

عند الثامنة مساء حسب دقة الاخ هانز الالماني و هي السابعة بتوقيت ساعة الحائط المعلقة في صالة منزلنا التي رفضت امي تغييرها رغم تغيير الحكومة للزمن منذ ثمانية اعوام في اصرار عجيب منها ان الزمن هو الزمن لا تملك حكومة تغييره حتى صارت تسأل عن التوقيت دوما بعبارة : بساعتي وله بساعة الحكومة ؟
في الثامنة ( او السابعة حتى لا تغضب امي ) لم يعد الامر يمكن السكوت عليه
فيضانات القئ و طوفان أم جُرُرُر لم تطفئها حبتا الراجمات التين اخذتهما صباحاً
بل يمكن ان نقول ان الامور زادت سؤاً ..
اصبحت اعجز من ان اقفز الى الحمام
و استبدلت ادخال رأسي داخل سلة المهملات بادخال رأسي في المرحاض
و استنفذت امي كل الماء البارد في فريزر البيت الذي كانت تأتي به و تصبه على جسدي فانتفض كبلطية على طبلية صياد في ملجة سوق الموردة نهار الجمعة مع كثير من الـ " برررر .. أأأأ .. رررر "
الامور تسوء
لابد من حل

الحل كان المستشفى
الاسبتالية ..
محشوراً في تاكسي حُملت سريعاً الى مستشفى بحري
على بوابة المستشفى استوقفنا غلام حدث السن أوقفوه هناك وقالوا له انه ملك البوابة المتوج
الأمر أمره و الرأي رأيه
فكان رأيه انه لا يُسمح للسيارات بدخول حوش المستشفى ..
و على المريض أن يترجل هنا
بعد صراخ و غضب جاء شاب يدفع أمامه كرسي متحرك و أمرني ببرود أن : أقعد هنا دا
زحفت من المقعد الخلفي للتاكسي لأقعد هنا دا
كان الكرسي المتحرك مهترئ المقعد .. يصدر اصواتاً متعدده من شاكلة كررو و كج كبج و بج بو و غيرها
كما استبدل احد العباقرة دواستي القدمين بحبل من القماش الرقيق عليك ان تريح قدميك عليه
هكذا دلفت الى مستشفى بحري بين الكررو من الكرسي و كثير من الآآآآآه إيييه مني

نواصـــــــــل

up

حامد ..
شكرا للمتابعة الانيقة

مددوني على سرير الفحص ..
كانت امي قد استنجدت بخالتيّ و زوج خالتي
تكامل الان الجمع الاسري
ربما كان يمكننا ان نلتقط صورا تذكارية لو لم اكن ممدا على سرير الفحص اتأوه و اتقلب كحبة فيشار في قاع حلة على النار
جاءتني فتاة حلوة القسمات كثيرة المساحيق ، قضت زمنا طويلا كما يبدو لتصفف شعرها و ترسل تلك الخصلة اللعوب في مكانها الذي انتهت اليه ، ترتدي المعطف الابيض و تعلق سماعة على عنقها
من الواضح انها طبيبة ( استنتجت ذلك لأني ذكي ) و من الواضح انها حضرت الكثير من حلقات جريس اناتومي (Grey's Anatomy) لأنها كانت تبدو مدعية تستمع الى أمي و هي تحكي لها و تكثر من الـ أممم أوووه و تزم شفتيها و تعقد حاجبيها في اهتمام كأنها كريستينا يانج ( الممثله ساندرا أوه )
و بعد ان انتهت امي من سرد تاريخي المرضي منذ العصر الاشوري الى لحظته و تاريخه قالت الطبيبة في حكمة :
همممم .. طيب كويس
ثم ذهبت و معطفها الابيض يتلوى خلفها
و من موضعي على السرير داخلني كثير من الشك ان تلك المشية التي تلوت بها لها اي علاقة باي كلية الطب

بعد دقائق جاء شاب طويل
انا طويل كما كنت اظن نفسي
لكن الشاب الذي جاء كان طويلا حقا
فارعا
مرتفعا
شاهقا
ان قارنته بمن حوله من الماره فهو كبرج التجارة ( رحمه الله ) في وسط بيوت الثورة الحارة التانية
كان يبدو فاشلا بشكل ما
ان كان هذا الشاب سباكا فهو لا يجيد السباكة
و لو كان عاملا في ناسا فهو سبب انفجارالمكوك تشالنجر
حين انحنى على بطني يفعص و يكثر من الهمممم أممم عرفت انه طبيب
كدت اسأله عن شهادته و من أي جامعة تخرج لكنه لم يمهلني
كان قد التفت الى امي يسألها عن تاريخي المرضي
شرعت امي تحكي ذات التاريخ من العصر الاشوري و قد اكتسبت طلاقة فيه فهي قد حكته منذ قليل
استمع الشاب الفاشل باهتمام
ثم هز رأسه و مضى
الى اين ؟
لا تسألني .. لابد انه ذهب الى حيث يذهب الفاشلون امثاله

بصورة ما يشعرني هؤلاء القوم اني معروض في السوق المركزي او دلالة الجمعة
يقتربون..
يسمعون اوصاف مرضي
يفكرون قليلا
ثم يهز الواحد فيهم رأسه قائلا :
أسف انه لا يناسبني .. ربما لو كان مع اعراضه بعض النزيف لفكرت ان اخذه
او تقول تلك الاخرى :
كنت سأخذه لكن للاسف قميصه لا يناسب طرحتي .. هل يمكن ان تغيرو له هذا القميص باخر ؟

يا ايها القوم .. اني مريض
اريد طبيباً

ثم جاءت فتاة اخرى ..
لو كنت ممن يؤمنون ان الشرير يلقى عقابه في الدنيا فان هذه الفتاة تصلح لتكفّر عن ابي لهب ذنوبه
لو كنت ممن يؤمنون بالتناسخ فان هذه الفتاة كانت مشرفة على معسكر تعذيب نازي في حياتها السابقة
لو كنت ممن يؤمنون بالاستنتاج و الدلالات فان هذه الفتاة تتسلى في منزلها بشوي القطط الصغيرة حية و تفقع عيون العصافير على سبيل تزجية الوقت
جاءت هذه الفتاة لتسأل أمي ايضا عن تاريخي المرضي منذ العصر الاشوري ، و توقفت عند الحقبة الهيلينية فترة طويلة ثم أكدت انه : أممم هممم آآ طيب
و مدت يدها نحوي بمحقن
اقسم لكم انها جاءت بالمحقن معدا قبل ان تسأل او تعرف مما اعاني
امسكت ساعدي
و دون ان تنبس بكلمة كانت قد غرست المحقن في اقرب وريد رأته
لقد احسست انها تغرس الابرة بذات اسلوب من يغرس مطواة في كرشك ( ان كنت تمتلك واحدة )
و لأنه لا اسرار بيننا اقول لكم ان غرسها اوجعني حتى قلت : آه
أي شخص يحاول ان يروج اشاعات اني قلت ما هو أكثر من الـ اه عندما دخلت الابرة الى جسدي هو شخص كاذب و انا احتفظ بحقي في مقاضاته

نواصــــــــــل

حمور

ياخى فى تمريض فى السودان من اصله

ياخى ما تمرض تانى

واصل واصل

Quote: ياخى فى تمريض فى السودان من اصله

للحقيقة اقول ان مستوى التمريض تحسن الى حد كبير جراء كليات التمريض العالي
لكن تبقى المشكلة في مقدرات التعامل الفردية للكادر البشري
ترى في اعين بعضهم و بعضهن نظرة تقول : الوداك تعيا شنو عشان تجي تقرف ابو اهلنا ؟ "

بعد ان افرغت الطبيبة محقنها في عروقي رفعت رأسي في استسلام تام و شئ من خجل و سألتها بصوت مبحوح عن هذا الذي حقنتني به
نظرت لي في اشمئزاز و استنكار من السؤال كأنه من حقها ان تحقنني بعصير تبلدي لمجرد انها ترتدي معطف الاطباء
و لكم اقول اني لا اكره شيئا في الدنيا كما اكره نظرية يشيلوك و يختوك
للحقيقة فاني اكره طبيخ الكوسة اكثر من كرهي لهذه النظرية
المهم ..
من ابسط حقوقي البشرية ان اعرف ما يحقن في عروقي
لكن اللحظة لم تكن مناسبة لاشرح فلسفة الحقوق للاخت الغاضبة
قالت لي بترفع كأنها تبصق : دي عشان الوجع
لم اعرف ما هي كنه " الدي " و هل هو علاج حقيقي ام ماء من الماسورة .. لكن على كل حال انا كنت في حالة ملحة للاستجابة لتأثير البلاسيبو ( العلاج بالايهام ) و لو تفضلت الاخت الفضلى الغضوب و قالت لي ان ما حقنتني به هو عقار السايبوميتيدول لما استطعت ان اكذبها
انه دواء والسلام
و الاجمل انها تعدني ان ينهي هذا العلاج الالم
لكن ..
كيف ؟

كنت اعاني من الحمى .. و هذا موجع
كنت اعاني من أم جُرُرُر .. و هذا مقرف
كنت اعاني من الصداع .. و هذا مؤلم
كنت اعاني من الم المعدة .. و هذا مخيف
كنت اعاني من الام الجسم و مفاصلي تصرخ وجعا .. و هذا مقلق
لكن النازية الشريرة التي تتسلى بشواء القطط الصغيرة حية و تفقع عيون العصافير للتسلية أكدت ان كل هذه الاوجاع ستذول بحقنتها السحرية
اسمع ان الطب قد تقدم كثيرا لكني لم اظنه تقدم لهذه الدرجة
يبدو انني في حاجه لتوسيع معارفي الطبية قليلا

مرت نصف ساعة و لا جائني غير فتاة الجساتبو تلك و لا زال الألم
يبدو ان جسدي ( ذلك الاحمق ) لا يتابع النشرات الطبية و لا يعرف ان تلك الحقنة كفيلة بازالة كل الالم
الجميل في الامر ان الام المعدة ارتفعت لتصبح طعنة ممتدة في الحجاب الحاجز
و شعرت باحشائي تلتف على بعضها فتكون كتلة واحده تنبض بالوجع الحار
هل يمكن ان اموت في سرير فحص في حوادث بحري ؟
بدت لي الفكره بعيدة و لا تحمل اي قدر من الدرامية التي نتخيلها لانفسنا
يحلو لنا دوما ان نتخيل انه عند موتنا سيتباطأ الزمن و تعزف موسيقى حزينة في الخلف و يتحرك الناس بالحركة البطيئة مع كثير من لقطات الزووم ..
و نظن انه بعد ان نغادر هذه الدنيا ان الكون سيكتسي بشريط اسود على ركنه الاعلى كنوع من الحداد علينا و لربما اضربت زهور الليلك ( لا اعرف ما هي تحديدا لكن الكتاب الشوام حفروها في مخيلتنا على انها ارق انواع الزهور رغم ان خشية فيروز من تكدس الليلك في الدروب توحي لي انه نوع من الطوب الحراري ) لكن كل هذا لا يحدث
ان الموت امر بسيط جدا
عندما نموت اننا نموت فقط
لا اكثر
و يستمر هذا العالم كما هو
و ..

دعني هنا اواصل هلوستي لك بقصة جانبية
كان نهارا رمضانيا من العشر الاواخر
و كنت اقرأ في صحيح مسلم من باب التقرب الى الله في ذلك النهار المبارك
حين سمعت امي تبكي
خرجت اليها جزعا اسألها ما بها ؟
فذكرتني ان اليوم كان الذكرى السنوية لوفاة ابي
جلست جوارها و حاولت ان اهدئ من حزنها
و لما كنت حديث عهد بصحيح مسلم فقد تلبستني روح شعبة بن الحجاج و الوليد بن مسلم ( هما من رواة الحديث ) فقلت لها في تقوى و ورع ان كل البشر للموت و لنتذكر فقط ان النبي صلى الله عليه و سلم مات ايضا
فرفعت رأسها الىّ و نظرت نحوي و الدموع تملأ عينيها و قالت لي:
يا ود انت جنيت ؟ سيدنا محمد حق الناس كلهم لكن ابوك ده حقنا برانا كيف ما ابكي عليو يعني ؟

و رغم مرور حداشر سنة لازلت افكر في هذا المنطق و لا استطيع رده فاستغفر الله لي و لها

نواصـــــــــل

كنت - كما لك ان تتوقع - اردد دون ملل : آه آه
فمع تقدري الكامل للامام احمد بن حنبل الذي ذكرت رأيه في الأنين سابقاًالا اني لم استطع الالتزام بهذا الرأي
و رويدا - كأي كونشيرتو محترفة - كانت الآهات تتصاعد في تسارع جدير بخلفية موسيقية في فيلم المهمة المستحيل لتوم كروز الذي يصر على انه ود حليوه رغم انه يذكرني بالارنب المسلوق لاسباب لا اعلمها
كانت تأوهاتي ترتفع و ترتفع كأنها دقات طبل في سيرك على خلفية استعداد لاعب ترابيز لاداء حركة مثيرة
حتى اني توقعت ان تقفز احدى الممرضات صارخه نيهاااااا و تخترق النافذة على طريقة الاخوات الفاضلات ملائكة تشارلي
و كابرع خاتمة يتمناها اي مايسترو لمقطوعته الموسيقية كانت خاتمتي
فكانت سينفونيتي الوجعية على هذا النحو :
آه آآه آآآه آآآآه آآآآآآآآآه آآآآآآآآآآآآآآآآآه أووووووووع ع ع ع
نعم
الـ أوووع ع ع الأخيرة كانت و انا انحني على الأرض و افرغ معتدي
و انا انتهز الفرصة لأقول لمدير مستشفى بحري ان الأخت الفراشة التي نظفت عنبر الحوادث مساء الجمعة تلك تستحق كل قرش من مرتبها
فلها التحية
و لطبيبة معسكرات النازية لعناتي

جاءت طبيبة اخرى تعدو نحوي ( اليوم داك كان في كم نبطشي ؟ ) و هي تصرخ :
لأ .. لأ .. لأ
و لا ادري هل الـ لأ تلك اعتراضا على مرضي ام على اني افرغت معدتي في الارض
فالخيارات لم تكن واسعة امامي .. فاما الارض او ان افرغ معدتي في جيب قميصي
و لا احد يحب القئ في جيبه .. اظن ان لي عذري
وقفت الطبيبة جواري تتأمل جمال منظري و انا منكفئ على وجهي اردد : آآه إيييه الله
و خيط لعين يأبى ان ينقطع يسيل من شفتىّ الى الأرض
لاشك ان منظري كان فاتنا للطبيبة لأنها نسيت طبها و نفسها و سألت والدتي في رقة :
مالو ؟
أجابتها أمي كأي جعلية عمرابية رقد وحيدها يعاني لمدة ساعة في سرير الحوادث و سُئلت اكثر من مرة عن تاريخه المرض ، قالت في برود :
عيان
في الحقيقة يبدو ان تلك الاجابة كانت شافية للطبيبة لأنها هزت رأسها في فهم و قلبتني على ظهري كأي قميص على تربيزة مكوجي و رفعت قميصي كاشفة صدري
جاست بيدها قليلا ثم وضعت سماعتها على صدري و هي تغمض عينيها و تهز رأسها في تناغم
يبدو أن دقات قلبي كانت تذيع اغنية لعبد الحليم حافظ في ذلك الوقت و الا لماذا هذا التطريب الذي يبدو علي الطبيبة ؟

بعد ان استمعت الطبيبة مطولا الى دقات قلبي قاست نبضي
و قد حرصت ان افتخر لها ان نبضي 120 على 70 كما درسونا في مادة العلوم
فهزت رأسها بمعنى ان هذا لم يبهرها
ان فتيات هذا الزمن قد رأين كل شئ فتحتاج الى جهد كبير لتحظى باعجابهن
تناولت اوراقها و خطت عليها سريعا اشياء و مدتها الى امي
انها اللحظة التي يحبها الاطباء
بل اظنهم يدخلون كلية الطب لهذه المتعة
متعة ان تطلب فحص دم المريض
لا شئ اجمل من ان ترى دماء غيرك تسيل و انت في مأمن من اي مسؤولية
الطبيبة تطلب دمي
لك الله يا عروقي المسكينة
لا داعي لحذاقة الاطباء هنا فلا يسألني احد عن بقية الفحوصات
اختصارا اقول نعم لقد طلبوا ما في بالكم ايضا

نواصـــــــــل

حمور أولا حمد الله على سلامتك وربنا يعافيك ويشفيك من كل داء فيك
وكل عام وأنتم بألف خير

والله أصيبت إبنتي بنفس الداء وما أتهنت بالعيد مثلك وما كنت متخيل المرض بكل هذه القسوة.

ربنا يشفيك ويشفي كل مريض.

حبيب بلدو ..
تسلم يا رب و كفارة لبنتك
التايفود ده انا زاتي ما كنت قايلو كده
لكن وراني كل فنونو ما قصر

قام تمرجي تبدو عليه الخبرة و القدم بسحب ما يكفيهم من دمي
كنت باعين مهتزه اراه يسحب دمي و يعبئ في قوارير صغيرة باغطية حمراء
كان الرجل اسودا خشن الشعر يتصرف بخبرة المحترفين
احكم غطاء قواريره المليئة بدمي ثم مدهن الى زوج خالتي
احب ان اتخيل حال مريض تعس الحظ يقوده حظه الى الحوادث بلا مرافق
لتمرض تحتاج الى مرافق
و انا هنا اقترح على الجراثيم و الميكروبات توفير المرافق حين يصيبون المرضى
اتذكر - من باب الهلوسة - ابان هوجة الخدمة الوطنية و القبض على الناس في الشوارع ان وزير الدفاع سئل في برنامج تلفزيوني عن القبض على الناس من الحافلات العامة و ان فيهم من خرج ليحضر ادوية لمريض و من خرج ليقضي حاجة ضرورية ثم لا يعود
فقال وزير الدفاع وفقه الله اينما كان الان و سدد خطاه :
الموضوع بسيط ، يعني الزول بيكون في الحافلة معاو زول صاحبو او قريبو بيمشي يكلم ناس بيتو
و انا احيي من هذا المنبر السيد وزير الدفاع الاسبق على حسن ظنه بالمجتمع السوداني و ان لا شخص يجول بمفرده و ان كل الناس اتنين اتنين
حين تعرف ان الحكومة تعرف كل شئ عن المجتمع و ان لكل مشكلة حل تتأكد اننا شعب ابن كلب يهوى المشاكل
جاتنا مصيبة تاخدنا ياخ .. لو في مصيبة أكتر من كده

بعد اكثر من نصف ساعة جاء زوج خالتي يحمل نتائج الفحوصات ..
و كانت النتيجة سعيدة
سعيدة للمرض لا لي طبعا
لقد اكد الأخ الفحيص بمعمل مستشفى بحري أني مريض بالتايفويد
و كانت تلك المرة الأولى التي اتقابل فيها مع الأخ المذكور
فله اقول :
فرصة غير سعيدة و نزلت شر منزل يا شر نازل

لمن لا يعلمون شئ عن التايفويد انصح بقرأة هذه المداخلة بعناية ..
فمن باب تبادل الخبرات و تثقيف الجهلاء امثالي الذين يظنون التايفويد ابن عم الملاريا و ان التفريق بينهما هو حركات دكاترة ساي فانا احدثكم ما هو التايفويد

الأخ مرض التايفويد حمى معوية .. و هذا يفسر لك حالة الـ أم جُرُرُر الرهيبة
يسبب التايفويد اضرارا في الأمعاء الدقيقة .. لذلك انصح كل الأصحاء بالمحافظة على امعائهم الدقيقة .. ان الامر ليس لعبة .. انها الامعاء الدقيقة يا قوم
و يسبب التايفويد بكتريا عصوية تسمى سالمونيلا .. و هي تتصرف تماما كالعصابات الصهيونية في فلسطين
تدخل السالمونيلا الجسم عن طريق الفم بالطعام الملوث ( خصوصا البيض و اللبن و الفراخ ) لذلك فهي تبدأ من المعدة ، لكنها ( و كأي صهيوني ) ترغب في التمدد فتخترق جدار الامعاء الدقيقة و منها تركب مجرى الدم في صفاقه غير مبرره منها و عن طريق هذا السائل الحيوي تتجه الى الكبد و النخاع الشوكي و الطحال .. و هذا لعب غير شريف منها ..
تخيل أنك تشرب كوباً من اللبن فيصيبك بمرض في النخاع الشوكي !!!
لا اظن ان احدا في الدنيا يحاذر على نخاعه الشوكي حين يشرب اللبن
لذلك فهذه البكتريا العصوية تضرب من الخلف و بخيانة
و هذه البكتريا تفضل التكاثر في الامعاء الدقيقة حيث تلعب العابها الشريرة فتصيبها بالالتهاب و في ضربة ناجحة تحدث نزيفا معويا و تضخما في الطحال
الحركة البايخه التي تفعلها السالمونيلا هي انها حين تصيب البالغين تمتاز بالتحايل فتبقى في الجسم الى الابد قابعة في الحوصلة المرارية و يصبح الاخ الشحط المصاب بها : حاملاً .. و هي الصفة التي تُسعد جمعيات المساواة و حقوق المرأة
و الاكثر سخافة ان السالمونيلا لا تسبب للدجاج اي اصابات ظاهرة
فانت تأكل الدجاجة بالهناء و الشفاء لتقضي على نخاعك الشوكي او تصاب بتضخم الطحال فتنزف و تموت

لحسن حظي لم أكن اعلم هذه المعلومات عن التايفويد لحظتها و الا لبدأ طحالي في التضخم كما تقتضي المراجع الطبية
ما اعلمه حينها هو اني مصاب بالتايفويد و انه يسبب القئ و الاسهال و الحمى
و هي معلومات كافية و مفيدة لمن يتمدد على سرير الفحص في حوادث المستشفى
عادت الاخت التي تقلد مسلسل جريس انتومي لتخبرنا انه سيتم احتجازي في المستشفى تلك الليلة
ثم اوصت بنقلي الى العنبر في الطابق الاعلى
هذا هو السبب في تمددي على نقالة تصدر ذات اصوات الكرسي المتحرك ( يبدو ان اختراع التزييت لم يصل مستشفى بحري بعد ) و هي نقالة قصيرة تبرز منها ساقاي متأرجحتان يمنة و يسرة يدفعها شاب يتقاضى أجره مقابل نقل امثالي ممن لا يستطيعون أن يقيموا صلبهم وقوفا
فله الشكر وعظيم الاجر

ما الذي حدث في العنبر ؟
إييييييه
العنبر و ما ادراك ما العنبر
به تسعة اسرة مليئة بالمرضى
خصتني وزراة الصحة ممثلة في الطبيبة النبطشيه في حوادث مستشفى بحري باحدها
سرير من الزمن الجميل
حين كان الصنايعيه رائقو البال يصنعون السرائر الحديدية ضخمة و يزينوها بعقد حديدة كبيرة
عليه ملاءة زرقاء اللون رأت من المعاناة ما يذهب بلب ايوب نفسه
و سريعا - استجابة للتعليمات الطبية - كانوا قد علقوا لي كيس محاليل تغذية و أولوجوه في الفراشة التي غرسوها في يدي
لك ان تراهن انها ستكون ليلة ممتعه

نواصــــــــل

Quote: في الحقيقة يبدو ان تلك الاجابة كانت شافية للطبيبة لأنها هزت رأسها في فهم و قلبتني على ظهري كأي قميص على تربيزة مكوجي و رفعت قميصي كاشفة صدري جاست بيدها قليلا ثم وضعت سماعتها على صدري و هي تغمض عينيها و تهز رأسها في تناغم

والله يا حمور ليلة ما اردتها لك ولكن الحمد لله

واصل ايها الرائع

حامد ..

Quote: والله يا حمور ليلة ما اردتها لك ولكن الحمد لله

لعلها محت لي ذنبا او افادتني حسنة فلله الحمد على كل شئ
لك الشكر

ما ان بدأ المحلول يتسرب الى جسدي حتى بدأ الضيق الذي يصيب متلقي الدربات و الذي يسميه الناس في عبقرية شعبية فريدة بـ " حراق الروح" .. كانت روحي تتحرق فعلاً ..
تحس بتنميل في داخلك ..
اماكن لا تستطيع ان تصلها بيدك ..
لكنها تصيبك بالتنميل ..
تتقلب روحك داخل جسدك ..
اتذكر كلمة لجدة أمي لوالدتها ..
الحاجة بشرية بت ود حامد ..
كانت رحمها الله تقول ان روح الاطفال كبيرة كروح الكبار ..
لكن جتتهم ضيقة حسب تعبيرها ..
وكنت احسن ان روحي قد تورمت و انتفخت حتى ضاقت بها جتتي
ضيق ما بعده ضيق
وجع غريب
كيف تتعامل مع كل هذا مل لم يكن بالأنين و التأوه ؟
المرافقون الذين جلسوا جوار مرضاهم يراقبونني كأني جرادة بنفسجية اللون غريبة المظهر لم يكونوا يشعرون بما اشعر به
انني اتألم ..
بشدة

اغيب عن الوجود لدقائق ثم اعود
اتأوه ..
ارحل الى عالم الهلاويس السحري ..
حيث الأرض من دخان كثيف كأنها السحب
و الرجل الثرثار الذي يحب معادلات الدائرة ينتظرني ليحدثني عن جيب الزاوية و ظتا تربيع
تباً لك و لجيب الزاوية ..
ثم أعود الى العنبر
ارى امي جالسة جواري دامعة العينين ..
و المحلول يقطر في دمي ببطء مستفز
اعلق بصري به
اتأرجح مع النقطة
اسقط مع النقطة
ثم ارحل الى الهلاوس مرة أخرى
جيب الزاوية
جيب الزاوية
جيب الزاوية
جيب الزاوية
جيب الزاوية
جيب ..

مشهد رأيته في احد الافلام الامريكية ..
صباح جميل هادئ
الناس يخرجون الى اعمالهم
الامريكيون بصحتهم المستفزه و نظرتهم التي تقول اننا من طوع عالمه ..
اطفال يعدون في الشارع يطيرون طائرات ورقيه ..
عبقرية المخرج ان المشهد صامت
و يعرض بحركة بطيئة ..
الابتسامات مشرقة
الأمل في العيون
و فجأة يقع الانفجار النووي ..
الصوت يهز كيانك و الغبار يندفع من كل مكان و يتغير المشهد تماماً
هذا هو ما حدث
لا تظن اني اهلوس
لا اتحدث عن هجوم ارهابي وقع على مستشفى بحري
هذا يخرج من دائرة الكتابة الادبية بقاعدة دعني اخدعك - دعني انخدع ليدخل في باب المبالغة
ما اتحدث عنه هنا هو انفجار الامعاء الدقيقة
ان السالمونيلا تنعم بوقتها بالداخل
و قد صمتت لفترة طويلة
و حان الوقت لتري هؤلاء الاطباء المزهويين من هي
انها الامعاء يا رفاق ..
الامعاء

حمور


لا جولتن بالله


الحمى لسه مدورة
؟؟




طيب.. البرتكان ما نفع،، نجيب ليك قرين؟؟

فجأة اشعر بالانفجار في امعائي
احتاج الذهاب الى الحمام
الحمام او تقع الكارثة
ان العنبر ملئ
تخيل كيف سيكون الوضع لو ...
لا ..
الحمام و فوراً ..
اهب جالساً
اشير الى التمرجي بهلع
ينهض من مقعده بجلال و وقار كأنه ملك ينهض لتحية سفير دولة اجنبية لو كان البروتوكول يسمح بشئ كهذا
يمشي الهوينا كعارضة ازياء محترفه
اسرع ايها الاحمق
انما هي دقائق و افقد السيطرة على عضلاتي هذه
لا تسأل اي عضلة هي فلن اجيبك
المهم ان يسرع هذا المتبختر
يصلني بعد عام
ينظر ايَ مستفهما
اهمس له : الحمام
ينظر الى قارورة المحاليل كأنه يستشيرها
يعبث قليلاً في شعره المجعد و يعيد يده الى جيبه
يكرر : الحمام ؟؟
هل يحتاج هذا الرجل الى بيان بالعمل ليفهم قصدي ؟
ثم ينحني نحو ذراعي و يشرع في فك الخرطوم الموصل الى جسدي
لا اعرف شيئاً عن تفكيك طوربيدات الغواصات
لكن العملية لن تكون في تعقيد ما اخذ الاخ يفعله و لن تستغرق كل ذلك الزمن
و حين رفع رأسه ممسكاً بالخرطوم كنت قد غدوت حراً
قفزت على قدمي سريعا و قد احسست باقتراب العاصفة
السيل اخذ طريقة و سيجتاح كل شئ
لابد ان اسرع

بقدمين كأنهما عودين من البرسيم ( او المكرونة لمن هم من طبقة راقية ) اتعثر في العنبر لكني لا اتوقف
اميل علي سرير بيساري فاتكئ على المريض الذي به حتى يصدر المسكين صوتاً لكني لا اتوقف
ارتطم بحامل محاليل يمد مريضا نائماً في سكينة تسوتجب حقدي لكني لا اتوقف
اخرج الى الممر
انظر يمينا و يسارا
الحمام يا قوم
مملكتي مقابل حمام
سأل خليفة احد الزهاد عن قيمة الدنيا
فصمت الزاهد حتى تناول الخليفة جرعة من ماء
ثم سأله: لو كنت حرمت هذه الجرعة بكم كنت تشتريها
فقال الخليفة : بنصف ملكي
فقال : و لو حرمت خروجها بكم كنت تشتريه ؟
قال الخليفة : بنصف ملكي
فقال الزاهد : فملك قيمة نصفه شربة و نصفه بولة حقيق ان لا تحرص عليه
و انا ادفع كل ملكي ( لو كنت املك شيئاً ) مقابل حمام
و من مكان ما دلني ابن حلال قائلا : يمينك
لا ادري من هو الذي هتف بي .. بشر هو أم ملاك لا ادري
المهم انه قدم لي خدمة جليلة
انحرفت يمينا و اسرعت نحو الحمام
ان ..
( ها هو الحمام )
الوقت ..
( ادفع الباب في عنف )
يداهمني ..
( اغلق الباب كيفما اتفق فالخصوصية ليست ما اطلب الان )
لقد ..
( امد يدي الى حزامي )
اقترب ..
انه ..


آآآآآآآآآآآآه

نواصـــــــــــل


آآآآآه

عمرو ..

Quote: طيب.. البرتكان ما نفع،، نجيب ليك قرين؟؟

عندكم قضيم ؟

مفكك الأوصال تتخبط اطرافي كبصات الخرطوم - بري الزرقاء القديمة اعود الى العنبر
لا شك ان النظرة التي ارتسمت على عيني لم تبدو على وجه حامل وضعت اربعة توائم
شعور بالانهاك و الفراغ لا يمكن وصفه
كليمونه احسن احدهم عصرها في جشع
اترنح ..
تسندني امي ..
اقول : أه
تقرقر معدتي
اجرجر ساقي
ثم ارتمي على السرير غارسا وجهي في المرتبة
و أحس معدتي شريانا ضخماً ينبض في حماس كنوبة صوفية

من المجنون الذي قال أن المريض يتحسن بمجردوصوله الى المستشفى ؟
بعض الناس يعتقدون ان احساس المريض بوجوده في ايد امينة في المستشفى او عيادة الطبيب يخفف احساسه بالوجع او استسلامه للمرض
لهؤلاء اقول انكم واهمون
هذا الالم الذي احسه اشد من الذي كان يعتصرني في البيت
لو كنت اكثر حكمة لعدت فوراً الى منزلي لاتمتع بالالم الذي اعتدته بدلا من هذا الوجع الخرافي
ترى هل سأموت ؟
ما اشعر به لا يمكن ان يكون وعكة عابرة
انه ما يصفونه في النعي الصحفي : اثر علة لم تمهله طويلا او بعد صراع قصير مع المرض
طبعاً أنت - ايها القارئ - تتمنى ان اموت لاصمت
لكني احمل لك مفاجأة ضخمة
لم امت برغم كل ذلك الوجع
و ها انا اواصل لك الحكاية

عااااااااااه
اااااااااه
أه أه أه ( و هي غير التأوه السابق تماما )
ايييييه
الله الله الله الله
ااااااااااااااااااااه
أممممممم
آآآآآآه
أه أه

تنقلت بين هذه الصيحات و بين الحمام طوال الليل
العبارة الوحيدة التي كنت استطيع ان انطقها بشكل واضح كانت السؤال عن الساعة
لم افقد ساعتي الالمانية الرائعة لكني كنت اعجز من ان ارفع يدي لأنظر فيها
كنت اعلم ان عذابي سينتهي بطلوع الصبح
ربما تطلع روحي ايضاً
او كالمعتاد ستخف الألام مع شروق الشمس

بين كل نبضة وجع و اخرى كنت احاول ان اقوم بمجهود جبار
كنت افتج اجفاني التي احسها في ثقل جبل البركل
اصوب نظرات طائشة مهتزة على ما حولي
فتقع عيني على امرأة ترتدي ثوباً ازرقاً ترافق مريضاً أخر
كانت تجلس على طرف السرير و تنظر لي في غل
لا ادري سبب حقدها عليّ لكن يبدو ان وجعي اثار غيرتها
لا تغضبي ايتها الاخت
يسرني ان استبدل صحتك بالامي بكل سرور
أما اعجب ما مر بي تلك الليلة فهو حين عدت مترنحا من الحمام للمرة السابعة و الخمسين
صاح بي مرافق يرتدي جلبابا و عمامة و تبدو على جهه سمات الـ " بلد " و غلظة اهل القرى
صاح بي في حدة :
استحمل يا اخينا انت معاك حريم
حتى الان لم استطع ان افكك هذه النصيحة الحكيمة لأفهم علاقة التحمل برفقة الحريم
هل رفقة الحريم تجعل الوجع اقل ؟
كما اني انتهز هذه الفرصة لأقول له ان وجعي كان له الفضل ان الحريم اللائي برفقتي انشغلن به فلم يلقين كثر اهتمام لعبارته و الا لالتهمن حنجرته باسنانهن
فأخر ما يقبل به النساء هو ان يقال لهن حريم

نواصــــــــــل