الميدان العدد (2188) بتأريخ 02.03.2010عفاف أبوكشوةمنذ أن جثمت سلطة الإنقاذ علي رقابنا قسراً في الثلاثين من يونيو
سيئ الذكر، كشرت عن أنيابها السامة، وأفصحت عن وجهها القمعي
الشرس.
وبدأت بحملات واسعة من الاعتقالات لقادة الأحزاب السياسية والنقابيين
والناشطين الذين عبروا عن رفضهم لوأد الديموقراطية، ومن ثم التعذيب
الوحشي الذي لايمت للإنسانية بصلة والذي شهدته بيوت الأشباح في
الخرطوم والولايات، وراح ضحيته خيرة أبناء السودان وعلى رأسهم
شهداء حزبنا الشرفاء الأوفياء الدكتور علي فضل، والأستاذ عبد المنعم
سلمان، والأستاذ عباس علي، وأبو بكر راسخ، وعلي الماحي السخي،
ثم إعدام مجدي وجرجس، ومن ثم إعدامات حركة ( ٢٨ ) رمضان دون
محاكمات، وتوالت سلسلة جرائم القتل وأستهدفت الطلاب الذين نظموا
المظاهرات الإحتجاجية وتصدت لهم سلطة القمع بالرصاص مما أدى
لاستشهاد العديد من الطلاب على سبيل المثال لا الحصر التاية أبو
عاقلة، وبشير الطيب، وسليم، ومحمد عبد السلام، وميرغني النعمان
وأبو العاص وأخيراً الشهيد محمد موسى.
بجانب المئات من الطلاب الذين استشهدوا في محرقة الحرب بالجنوب
ومعسكر العيلفون لطلاب الخدمة الوطنية والذين استشهدوا في حرب
الجنوب، ويقدر عدد الذين ماتوا وشردوا جراء الحرب في دارفور بمليونين
و( ٣٥٠ ) الف، إضافة إلى شهداء السدود في كجبار وأمري وشهداء
بورتسودان.
وشكلت سلطة الإنقاذ لجان من أكبر قادتها (الذين يترشحون الآن
للانتخابات) لإعداد قوائم الصالح العام كل في مجال تخصصه،
ونتيجة لذلك تم تشريد المئات من الكفاءات والخبرات وهاجر منهم
حوالي ( ٨) مليون منتشرين في بقاع العالم، ومن بقي منهم أصبح بلا
عمل وبعضهم إضطر للعمل في غير تخصصه ليعيش أبنائه ويعول
أسرته، وهنالك عدد من الأسر تم فيه تشريد الزوج والزوجة معاً، مثال
الأستاذة عزيزة الغول وزوجها والأستاذ أمين عثمان من المعلمين بمدني
والدكتور عبدالرحمن قرشي وزوجته المرحومة سمية إبراهيم علي من
وزارة الإعلام والأستاذ الشفيع إبراهيم الضو وزوجته ماما أمينة من
التلفزيون والأستاذة النقابية آمال الربيع واثنان من أخوانها من البنك
الزراعي، والعديد من الحالات التي لم تسعفني الذاكرة لإيرادها، لاتخلو
أسرة من التشريد، مما أدى إلي ارتفاع نسبة الفقر والتي تُقدر في
السودان ب ٩٥ ٪ خلال العشرين عاماً الماضية، كما تقدر نسبة العطالة
وسط الشباب الخريجين ب ٨٥ ٪ بجانب الفاقد التربوي والذين أضطروا
للعمل في المهن الهامشية لسد الرمق (ورزق اليوم باليوم) .
هذا قليل من كثير وما خفي كان أعظم .
هل يتوقع زبانية الإنقاذ القتلة أن تصوت لهم أمهات وزوجات وأرامل
وبنات وأخوات وخالات وعمات وجدات هؤلاء؟؟؟؟؟؟
كلا وألف لا لن يصوتن لهم، لن يصوتن لمن شارك وخطط ونفذ جرائم
القتل والتعذيب والتشريد والإفقار، مما أدى إلي تسريب فلذة أكبادهم
من دور العلم وارتفاع نسبة العطالة بين الشباب.
قطعاً سيصوتن لمن يعبر عن مطالبهن ويعمل لإسترداد حقوقهن ويرد
مظالمهن، ويناصرهن ويطالب بمحاكمة الذين أرتكبوا الجرائم البشعة
وحرمهن من كل عزيز لهن.
وذلك لتأتي نتيجة الإنتخابات القادمة بقيادات ديمقراطية تحترم
حقوق الإنسان وتعمل على رد المظالم وتقديم كل الذين أرتكبوا الجرائم
وأنتهكوا حقوق الآخرين وذلوهم وأهانوهم وتعدوا على حقهم في
الحياة.
معاً لإسقاط مرشحي المؤتمر الوطني ومناصريهم.معاً من أجل ديمقراطية راسخة.
وتنمية متوازنة.
وطن واحد وسلم وطيد.http://www.midan.net/almidan/wp-content/uploads/2010/03/m2188.pdf