السودان شعوب مختلفة فى وطن واحد

ما ظللنا نردده اننا شعب واحد امر لا اصل له من الصحة فنحن شعوب مختلفة فى وطن واحد لذلك
لابد من تعدد السياسات الاقتصادية والاعلامية والثقافية والمناهج التربوية وكل جوانب الحياة المختلفة
يجب ان نسقط من اذهاننا الوهم باننا وجدان واحد ومشاعر مشتركة وتاريخ مشترك وماضي مشترك
ومستقبل مشترك .
فأن لدرافور خصوصيتها بقومياتها المختلفة وكذلك جبال النوبة والنيل الازرق وشعوب البجا والنوبيين
ان السائد اليوم هو عقلية الوسط والشمال وهي عقلية ذات خصوصية واختلاف لم تستطع ان تجتذب اليها
الاخرون بشكل كامل بالرغم من انها اعطيت الفرصة كاملة لم يقارب من الخمسين عاما.
وسيطرت علي وسائل الاعلام ومناهج التربية والتعليم الا انها لم تتمكن ان تبسط سيطرتها كاملة
علي عقيلة ووجدان الاخرين ممن يشاركونها الوطن وليس ذلك لضعفها ولكن لخصوصية الثقافات الاخري
وقوتها.
التي عبرت عن نفسها من بعد باشكال سياسية مسلحة وما انفصال الجنوب الا اعظم دليل علي ماذكرت.

يجب الا يكون هناك تلفزيون قومي ولا اذاعة قومية ولا ادارة قومية للمناهج
علي نمط بخت الرضا وغيرها .
فقد فشلت كل تجارب الحكم الفدرالي والحكم الاقليمي والحكم الذاتي لانها لم تراعي
البعد الثقافي والوجداني في تطبيقها وحتي الاحزاب السياسية ظلت تحمل في داخلها
بذرة الجهوية ولم تستطع ان تكون احزاب قومية ولا حتي منظمات المجتمع المدني.

حتي الطرق الصوفية هناك طرق للغرب وطرق للشرق والخدمة المدنية نفسها
لم تتحقق فيها القومية بالرغم من ادعائها المستمر وقد يكون هناك استثناء نسبي
في القوات المسلحة والشرطة .
حتي حزب الامة الذي رفع شعاره موسسه السيد الامام عبدالرحمن المهدي
( لاشيع ولا طوائف ولا احزاب ديننا الاسلام ووطننا السودان) لم يجد هذا الشعار
حظه من التنفيذ فبعد ماكان حزب الامة حزبا قوميا وطنيا ومدنيا علي راسه المحجوب
والشنقيطي ونقد الله صار حزبا اسريا وجهويا.

اذا ماذا تبقي لنا من القومية التي نتمشدق بها؟
سوي علم باهت الالوان ذو صبغة عروبية ونشيد وطني بلا معني ولا عمق
وزي قومي للرجال والنساء من منطلقات دينية وعقائدية في خلط مريع ومرعب
مابين العروبة والاسلام.
وويل لهم حين جعلوا للاسلام جنس ولون وهو لله رب العالمين.

انه يجب ان يكون لكل شعب من شعوب هذا الوطن لغته الخاصة به
وسياسته المالية والاقتصادية والتربوية والتعليمية والثقافية والاعلامية المنفصلة
حتي يعبر كل قوم عن انفسهم وتنتفي حالة التهميش والاقصاء القائمة الان.
وتنتهي فكرة الشعب الواحد هذا الوهم السخيف الذي جلب لنا كثير من المتاعب والمعاناة
النفسية حتي يرتاح الجميع.
يجب ان تجري هذه العملية الجراحية لفصل الاجزاء عن بعضها حتي يستطيع الجسد
ان يتحرك بمرونة ويسر ويتخذ كل موضعة الصحيح.
خلاصة الامر ان يتوقف العقل الجمعي الوهمي الذي يحكم واقعنا الان وان نفيق من حلم
القومية السودانية الذي طال وامتد كثيرا , حتي كل شعب بموارده وامكانياته ويعيش في توافق وتواءم نفسي
ويتلاحق مع الثقافات المجاورة السودانية وغيرها عن طريق الحكم الذاتي.
انها صيحه في اذان قد صمت عن سماع اصوات لاتطربها.
عمار محمد ادم الخرطوم
الاول من يوليو 2012

نعم عمار

التعدد و التباين نعمة تحولت عندنا نقمة

شكرا عمار ...


السودان شعوب متعددة في جغرافية واحدة وبرغم انها ميزة كان من المفترض ان تكون مصدر اثراء للثقافة السودانية الا انها لم تصبح كذلك بسبب استحواذ ثقافة بعينها لتكون هي الثقافة القومية ومادونها ثقافة اقليات لاترتقي الى ان تكون ثقافات قومية .. وده اسوأ تهميش تعرضت له الثقافات السودانية الاخرى ونتاجه هذه الصراعات التى تعج بها الدولة السودانية ..
دون اعتراف حققي بهذه الثقافات ودون تفعيل عملي لها في كل مجالات الدولة لن تكون هناك دولة سودانية ناجحة وسنشهد اشكال جديدة للجغرافية السودان المتناقصة ..


تحياتي عمار ..