اثناء احتدام الصراع السياسي - القتل المجاني الذي يفوت علي الناشطين

لعلكم سمعتو باطلاق النار في سجن سوبا. اليكم تفاصيل ماحدث عبر رساله خاصة وصلتني من مصدر موثوق وارجو انها توضح مدى الفوضى الاحنا عايشين فيها: ((القصة دي حكاها لي ود عم القتيل كنا راجعين من الشغل وانا شغال معلم بتاع بناء مسلح وقفنا اكلنا في واحد من مطاعم ام درمان وقف البوكس ونزلو منو جماعة وطلبو نركب معاهم ركبنا ودونا قسم ام درمان ومن هناك حولونا المحكمة دخلوناا للقاضي وطوالي التهم كانت اثارة الشغب وحكم علينا بالسجن تلاتة شهور ودونا سجن سوبا في السجن لقينا زول ليهو يومين ميت وماف زول مهتم بالموضوع شلنا ودينا علي االباب العساكر ضربو علينا زخيرة حية وانا جاتني رصاصتين اسفل البطن ...القصة زي ما حكاها قتيل سجن سوبا عبد المنعم تيراب اسماعيل مسجون سابق في سجن سوبا وتوفي اليوم الثانية صباحا اول ضحيا الأعمال القمعية البتمارسة )



منقول من صفحة ميسون النجومي - facebook

اول ما دار بذهني وانا اقرأ اهذه الحكاية الحزينة ان هنالك ما لم يقال دائما

مايغفل عنه الناشطون الحقوقيون في السودان ان هنالك انتهاكات تحدث بصورة يومية لآلاف السودانين في اقسام الشرطة وخارجها من قبل منسوبي الاجهزة الامنية ( - البوليس- والمباحث - والشرطة الامنية - وجهاز الامن- الاستخبارات العسكرية - شرطة العمليات- شرطة السياحة- شرطة امن المجتمع وغيرها) لكنها لا تجد انتباها ومناصرة ودفاع عن الضحايا لانهم غير ناشطين سياسيين، واسماءم غير معروفة ، هم مواطنون سودانيون من غمار الناس اوقع بهم سوء الطالع ومكايد الحياة في يد هؤلاء السفاكين القتلة ولا وجيع لهم ولا حتي توثيق لمعاناتهم ومآساتهم



النقطة الثانية انه برغم من حدوث هذه الانتهاكات للمواطنين السودانين بصفة عامة الا انني ومن خلال الملاحظة اكاد اقرر ان هذه الانتهاكات اكثر عددا واشد فتكا بالمواطنين السودانين من الشعوب المهمشة - ولو بحثنا اكثر عن خلفية الضحايا الواردة قصتهم اعلاه - رغم بينة الاسم الوارد - لتأكدنا من ذلك

الي متي يظل السودانيين يتآلفون مع القمع والقهر وكانه من طبيعة الحياة في بلادنا؟

الي متي تغلف قلوبنا القسوة وتعمي ابصارنا اللامبالاة ونحن نشاهد مايحدث في شوارعنا بشكل يومي وكانه يحدث في عالم آخر موازي

اينتظر الجميع حتي تهبش هذه الفجائع في اللحم الحي ويسقط فيها ضحايا من الاقارب القريبين ؟

اذن فانتظروا فذلك ما سيحدث حتما طالما ظلت هذه السلطة قائمة

عبد المنعم تيراب اسماعيل

ظنوا ان اسمك سيرد كما اي اسم آخر في نشرة اخبار الثالثة في الاذاعة ، وكاي مواطن آخرعاش عمره وقضي اجله من سأم الحياة، اوباي من اسباب الموت المحتومة ، اسما كغيره لا تتوقف عنده الاذهان في دورة رتابة حياة الناس في بلدك المسكين المحذون

ظنوا انهم سيدفنوا حكايتك معك .. ان اهلك وذويك عندما يرد اسمك سيقولون مات في السنة الفلانية دون ان يعرفوا كيف مت ، كيف انتصبت في وجه الجلادين

ومن هو السفاح الذي اطلق الرصاص علي صدرك العاري بدم بارد

عبدالمنعم تيراب اسماعيل
عبد المنعم تيراب اسماعيل
عبد المنعم تيراب اسماعيل

ثق ان حكايتك قد عرفت و حفظت وسيتناقلها الكثيرون وسيحكيها المساجين لبعضهم وسيرويها الذين يخرجون لاصدقائهم ومعارفهم

وان تفاصيلها سوف تكتمل ..............

سيقول من قابلك اول يوم لك في السجن ماذا كنت ترتدي

سيحكي الذي وقف بجانبك في تمام الصباح كيف بدا وجهك، سيروي الذي نام علي الجهة المقابلة لك اي اغنية ترنمت بصوت خافت في آخر ليلة لك

سيغالط الذي شاهد الرصاص يخترق صدرك في اي ناحية كنت تقف

سيقول الذي حملك بيديه اي كلمات كنت تردد

وسيقول شباب لم يقابلوك ولم تعرفهم ولم تصادفهم في حياتك

ان دمك لن يضيع هدرا

وان القصاص قادم وقريب

ولن ينهنأ القتلة بعدك كثيرا

القتل المجانى والوطن المجانى وكلو بالمجان ..