في انتظار البوعزيزي......

.

الشعب السوداني ليس في حوجة الى بوعزيزي فلقد استشهد ( بوعزيزات كتار) والقائمة تطول من د. علي فضل حتى محمد موسى مرورا بمحمد عبد السلام

Quote: في انتظار البوعزيزي......

NOT NECESSARILY
.......
عبدالماجد

لو صبر القاتل قليلا لمات المقتول لحاله.

في تموز 1998 كتبت مقالة تحت عنوان (جنوب السودان نفق الحكومات المظلم) اخذت ثلاث ارباع صفحة (اراء ومقالات) بجريدة السفير اللبنانية، قلت فيها ان انفصال السودان لو حدث (وقتها) يعني الصوملة ستندلع في كل سنتمتر مكعب في السودان، بكل ما تعنيه الكلمة من معني، وانه لا يوجد بديل موضوعي سياسي سوداني وقتذاك ووقتئذ يستطيع ان يحل محل الكارثة بعد حذفها.

الان ارجع واكرر من جديد انه لا يوجد في الساحة السياسية الخرطومية اللحظة بديل منطقي مؤسسي يستطيع ان يدير البلد مثل ما فعل التوانسة عندما هرب بن علي، بالرغم من وجود معارضات عسكرية واخري ومعارضات سياسية وتجار حرب وتجار مواقف وتجار دين وسمسارة ذمم داخل وخارج السودان.

صحيح ان الانقاذ قد وضعت البلاد والعباد علي شفير الحجيم، وان الشريعة التي جاءت بها الانقاذ ليست هي شريعة الرب والرسول صلي الله عليه وسلم، وان فساد المسؤوليين قد ازكم مناخير وانوف الموتي في كل مقابر السودان، وكل شيء بات متوقع واقرب نموذج يمكن تطبيقه في السودان، هو النموذج السوري، واذا كان المصريين قدموا ودشنو للعالم (البلطجية) والسوريين قدموا للعالم (الشبيحة) فاخشي ان يقدم السودانيين للعالم (الربّاطة)، لكن ما لم نعلمه الي اي جهة من الجهات سينتمي الربّاطة؟ هل سينتمون الي الفلول ام الي ثوار الهامش؟

مع كامل الادارك ان ثورات العرب في مصر وتونس وليبيا واليمن جاءت محض صدفة مثل العاصفة، وليس بتدبير حكيم سياسي مقتدر، صدفة، كل شيء صدفة، بوعزيزي رحمه الله، حرق نفسه صدفة نتيجة لغضبه مما حدث له، فهبت الثورة ونجحت في تونس، واحرق مصريون ومغاربة وجزائريون لاحقا انفسهم ولم تقم مظاهرة تطيح بنظام الحكم في تلك البلدان، ومصر طاح نظامها ليس بسبب الذين احرقوا انفسهم، بل بسبب خروج المهمشين في الضهاري سكان القبور، وبائعي اكياس النايلون الخ.

راقبت واراقب المظاهرات وماكتب وما يكتب عنها، فمن حيث المبتدأ يحق لاي كائن من كان ان يتظاهر ويعبر عن رفضه عن الظلم والقهر والجبروت، طالما كانت وسيلة التعبير سليمة، لكن ما تاتي به الاخبار عن حوادث غريبة تجعل المرء يصاب بالعمي الليلي والنهاري معا حيث ذكر احد الزملاء في بوست له قبل بضع اشهر عن مظاهرات قد جرت في نواحي امدرمان وذكر فيه ان المتظاهرين قد احرقو ركشة!!! ثم كتب احدهم بوست اخر فيه ان المتظاهرين قد احرقو سيارة شرطة، حتي فجعنا اخونا صديق الموج بخبر ان ناس جبل الاولياء قد اقتلعوا يافطة مركز شرطة.

فالسؤال هنا، هل الثورة هي من اجل تغيير واقع سيئ وبائس الي واقع يفترض انه اقل سوء ام ان المغزي والهدف النهائي هو بلطجة في زعرنة؟؟؟

ربما يقول قائل هذه الحوداث فردية تنم عن غضب البعض، ولكن لا يمكن اعتمادها كمعيار ورائز لقياس الحالة التي يمر بها شمال السودان الان، وبدوري اقول نعم، ولكن اين المرجعية السياسية والثقافية التي تدير هذه المظاهرات؟ او التي من المفترض في مقبل الايام والاسابيع والاشهر ان تدير المظاهرات والمسيرات السلمية؟ فالمصريين مثلا عندما اشعل ناس الضهاري الثورة تحركت حركة كفاية والاخوان المسلمين لرعاية الثورة، ثم استفرد الاخوان بكل شيء.

ما يدور الان في الخرطوم وما جاور الخرطوم من قري ودساكر ########، لا يمكن ان اعتبره ثورة او حتي مقدمة لثورة، فما زال الوقت باكرا لطرح مفهوم الثورة لكن ممكن اعتباره مقدمة لشيء ما قادم ربما تستمر ربما لا تستمر، لكن وبكل المقياس ان هناك فراغ ما سيحدث ولا يوجد حزب او كيان يستطيع ملئه، وهذا يعني ان البديل القادم في حال نجحت الامور وسارت نحو الاسواء فان البديل سوف يكون جماعات التطرف الديني والجهوي والعرقي خصوصا لو اطل تحالف كاودا براسه ووصل مدينة كوستي.


* الكلمة المحذوفة هي ض .ي .ع، مفردة ض ي ع ة، وهي القرية النائية التي لايوجد فيها ما يؤشر ان بها بشر.

دقمكو
حبابكو

Quote: في انتظار البوعزيزي

البوعزيزي ده في تونس يا دقم
هنا في محمعيدي

سلامات باشمهندس اشرف، نعم البوعزيزي تونسي، لكن اسلوب رفضه للظلم سايكوليجيا تحول الي ظاهرة طالت ارصفة العالم العربي من اليمن الي البحرين وليبيا وانت تعلم الباقي، وباب الثورة بالسودان يا اشرف ما زال معصلجع، والكل خائف، البوليس خايف، فريق شرطة خايف، الوزير خايف، المواطن خايف ليس من ذهاب البشير، بل من (ماذا بعد ذهاب الانقاذ؟) واي مصير ينتظر البلد؟ انه الاحتجاج في زمن الخوف، الخوف من يوم باكر، عواصف الشكر.

هذا كله كوم، وبعض معارضي الخارج تحفة ما بعدها تحفة، فهؤلاء بدأو في تقمص ادوار مرشدي الثورة، وعرابيها، واشرف غنيم او علاء غنيم لا ادري ما اسم هذا المصري الشاب! يوزعون صكوك الوطنية والغفران لمن يشاءوا، ويدعون لمحاربة الراي الاخر، ويريدون طمر مخالفيهم في الراي احياء يرزقون، يصفقون كما شاءوا يكشرون انيابهم متي شاءو، ويغالطون ويكفرون من هم بالداخل حتي ولو كان من بالداخل قادة الثورة اللعينة التي لم تاتي بعد.

يا ايها الهبنقييين فكرو في يوم باكر، في ما هي الخطوات الديناميكية التي ينبغي ان تتبع لو نجحتم واطحتم بالانقاذ؟ وماذا انتم فاعلون لو جاء لصوص الثورة بليل وسرقوكم؟ او لو اختلفتم فيما بينكم وضبحتم انفسكم من اللضان للضان؟ او انفجر وريد العنصرية والاثنية ودارت حروب شوارع؟ ماذا انتم فاعلون؟؟

.ٌالاخويين ماجد واسامة تحية طيبة نعم لا نريد بوعزيزي ولا بوجهل نعم للتغير بخسائر اقل عواصف الشكر لكما.