الموت ليس خصماً من الحياة

الحيّاة هبّة .. والموت عطر الشهادة
والموت تحدّي ونهٌر نعبّره وضفة أخري نصلها بلا سابق سباحة
بل هو التحدي الحقيقي ، فماله من دافع
واذا هربنا ! فلا نهرب الاّ إليه !!
الحيّاة عطاء مُنّعم .. لا نملك إيقافها .. لذا فالانتحار جريمة نُسأل عنها
لأننا تصرفنا فيما لا نملك
الحيّاة قيمة يجب المحافظة عليها
وإن الاستهانة بحياة الآخرين .. فعل يُعاقب عليه المرء
الحيّاة عزيزة وللمرء حيّاة واحدة
فيجب صيانتها من السقوط والدنس والحيوانية
الموت ليس خصماً من الحياة .. بل هو أحد أسبابها
العجز وحده .. خصماً علي الحيّاة
ولما كنّا نجهل ما بعد الموت نتصّور إن الموت نهاية .. بيد أنه بداية لمرحلة أخري
وبحكم التعّود والالفة بقي الموت ضد الحيّاة !
نحن نتمدد في آخرين بحكم قوانيين المواريث
والبرعم يفعل .. والزهرة تموت لتنبت أخري
...............
في اللحظة التي يموت فيها المرء يكون في كامل حضوره !
أليس يُقال ( حضرة الموت )
فلماذا نتصور إن الموت (عدم) بالرغم من أنه حينما يحضر .. ينتعش الجسد ويصفو النظر ؟!!
وبالقطع حينما نموت لن نتأسف علي حيّاة تركناها وراءنا !
أحباءنا وحدهم من يتذوقون مرارة الفقد
ويبقي الموت فكرة غير ( مبلوعة ) لأنها تجرنا لمجهول بمقاييس الحيّاة
فالحيّاة قصة .. والموت قصة أخري
وبمنطق الحيّاة نفسها .. فالموت وحده من يُعلي من قيمتها
وهكذا كانت الأقدار تجري وفقاً لسنن التجّدد والنماء وما أنفكّت
وكيف أن الحيّاة فرصة ثمينة يجب قضاءها وفقاً للقيم وبالامل وخشية الله .
عمليات البناء والهدم ( الميلاد ، الموت ) تملأ أفق حياتنا .. ولأننا غير منتبهون لا نراها
وفي أجسامنا تمضي فكرة الموت لحظيّاً
فكل عملية هدم وبناء تُنبيء وتقود لفكرة مركزية ( ومن نُعمّره نُنّكسّه في الخلق )
لذا فالموت الذي يشغلنا هو الموت الذي يعني ... انفصال الروح عن الجسد
ولكن ما تفيد الحيّاة لو بقي المرء خَلقا ومات أخلاقا
وما فايدة ( شهيقو) و( زفيرو ) وعاش بلا ضمير
وما معني ( حياتو ) لو أساء لهذا ولعن هذا وقد غذّا جسمه بالحرام
فربّ حيّاة .. الموت لها أفضل
فربّما تصيبه نفحة رحمة حرّي من صديق
أو دعاء من والد بظهر الغيب
أو شفاعة من قلب أمٌّ كان قد أبّر بها يوماً ما
موتٌ دغُريٌّ خيرٌ من حيّاة يتبعها أذي
وميتة في شباب خيرٌ من حيّاة طويلة عواقبها لئيمة
ملحوظة :
قال الامام علي كرّم الله وجهه : ما أكثر العبّر و ما أقل الاعتبار
وقال الفاروق عمر رضيّ الله عنه : كفي بالموت واعظاً
... كُلنّا ميتون ... والعاقل الكيّس الفطن .. ذاك الذي يعمل لما بعد الموت
ويبقي الموت .. عطر الحيّاة للشهداء منّا أو من في مقامهم
اللهّم أرحم شهداءنا وموتانا وموتي أمّة نبينا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم
آمين .. آمين

عصام فحل

هذه كتابة باذخة تخاطب العقل دون مواربة وتربت على كتوف المنطق

شكرا حاتم
والتحية للفحل

خاطرة فخمة.. ومشحونة بدفق غريزي...
في رأئي :-
اضافة البعد الديني شخصن الخاطرة واخرجها من ملكوت البوح النفسي المجرد.

الموت ليس خصماً من الحياة
الموت رسالة للاستمرار في الحياة.....

This is more than enough...