من الذى يستحق الرجم

هل هى الفتاة السودانية التى لم تجد حظ من التعليم ولم تجد فرصة للحياة الاجتماعية المناط بها التربية وغرس القيم والاخلاق، ولم تجد فرصة العمل الكريم الذى يحفظ لها كرامتها ويطور شخصيتها، ولم تجد العدالة التى تقتص لها من الذين يضطدونها؟

ام ان من يستحق الرجم هم القائمون على امر هذه المسكينة؟ الذين اغتصبوا السلطة اغتصابا، وتحكموا فى مصائر الناس، واشعلوا الحرب فى ارجاء الوطن، وتسببوا فى خلق جيوش من النساء الثكالى، والارامل، وجيوش من الاطفال الايتام، وجيوش من المشردين، وتسببوا فى تدمير المجتمعات الريفية الفقيرة، واصبحت الفتيات من تلك المجتمعات عبارة عن مجموعة من الفرائس لكل مفترس من الوحوش الآدمية.


عندما قال السيد المسيح قولته الشهيرة : من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر، لم يكن يقول للناس الذين حوله بان الشريعة الدينية السائدة فى ذلك الوقت هى شريعة فاسدة، وانما كان يقول لهم بان الفاسدين لا يحق لهم تطبيق حكم الله. كانت شريعتهم حينئذ تطالبهم برجم المراة الزانية، وكان نبى الله عيسى عليه السلام هو المتحدث باسم الله فى ذلك الوقت، وكانت كلماته تلك هى الكلمات التى يقولها من هو فى جانب الله

نحن الآن نقول للحكومة ولكل من يعتقد بان رجم هذه المسكينة انما هو عمل دينى، نقول لهم: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر

ولقد ورد فى سيرة نبى الله عيسى بن مريم ان ظهر له ابليس وقال له قل لا اله الا الله، ولكن سيدنا عيسى عليه السلام قال له (قولة حق ولا اقولها بقولك)

ونحن الان نقول لهؤلاء القضاة الذين تنكروا لحرمة القضاء النزيه، وتنكروا لتعاليم الاسلام ، نقول لهم، ان احكام القرآن حق ولكننا لا نقولها بقولكم

ونقول لهم بان الواقع الحالى يطلب من الحكومة ومن الشعب اقامة حكم القانون، ويطلب القوانين الدستورية، ويطلب القضاء النزيه ويطلب الاجراءات الجنائية القانونية التى تستند على بينات تم الحصول عليها بالطرق القانونية. ونقول لهم ان الواقع اليوم يطلب العدالة للجميع، ويطلب الحكومات المنتخبة، ويطلب المؤسسات الدستورية التى ترعى حقوق المستضعفين، فتوفر للمستضعفين من النساء فرص التعليم وفرص العمل وفرص الحماية.

اما ترك كل هذا خلف ظهورنا ثم الطنطنة بان الرجم هو حكم الهى وانه يجب علينا السكوت على الحكم برجم هذه المراة البائسة فان هذه هى الجريمة الشنيعة الكبرى التى تستحق عقاب اشد من الرجم.

هنالك مقالة عظيمة في هذا الصدد بقلم الأستاذة الباسلة أمل هباني بعنوان " بوخة المسئول ...ورجم انتصار ...واغتصاب بتول" تحكي عن ذات المفارقة؛ مفارقة هل من حق "ضعفوا أخلاقياً وغير مؤهلين فنيّاً" صون الفضيلة؟

من سنوا هذا الحكم هم هم أنفسهم من يغتصبون الحرائر في بؤر النزاع في أطراف البلاد وهم أنفسهم يستعملون الغذاء كسلاح ضد المدنيين في جبال النوبة كمحاولة لتركيع من يحملون السلاح بوجهها. خطاياهم لا تؤهلهم (أخلاقياُ) لرميها بحجر واحد. المقالة في الرابط أدناهـ

http://www.massaratsudan.com/

تحياتي يا أبا بكر.

شكرا يا مرتضى على التعليق

الشئ المحزن، والمؤسف، غاية الاسف، هو اننا جميعا نعرف ان القائمين على امر القضاء والسلطة فى بلدنا ليس لهم علاقة بالاسلام غير الاسم، وانهم يتخذون من مظهر الاسلام وسيلة لاصطياد كل فرص العيش الرغد ، فتوسعوا فى الدنيا بصورة تثبت انهم ليسوا من الذين يتذكرون الآخرة، او يطلبون وجه الله تعالى، ونعرف انهم قد ولغوا فى هذا الفساد بدرجة لم يصل اليها اكثر الناس سوءا، ثم وبالرغم من معرفتنا هذه، لا نحتج ولا نعترض على تظاهرهم بالدين، حتى لو بلغ مرحلة ان تكون هناك امراة ضعيفة جاهلة موضوعة فى سجن يفتقد لابسط مقومات حياة الادميين، هى وطفلها، وهى تنتظر ان يحضر اليها رجال يرتدون زى رسمى ليجروها ويضعوها فى حفرة ويدفنون نصفها الاسفل فيها، ثم يجمعون عليها الرعاع ليقذفوها بالحجارة حتى تموت، ثم بعد ذلك ينصرفون الى بيوتهم، ويستمرون فى حياتهم هذه التى نعرف بعدها عن كل ما ينادى به الاسلام.

ان الاسلام الذى يتظاهرون به يطلب اول ما يطلب ان ندرأ الحدود بالشبهات، وان خليفة رسول الله قال لمن جاءه ليخبره بواقعة زنا رآها، قال له (قاتلك الله، لماذا لم تسترهم) وان الخليفة الثانى سيدنا عمر عندما جاءه ثلاث من الشهود العدول وشهدوا له بواقعة زنا، راوها باعينهم، لم ياخذ شهادتهم، وقال لهم ان الله امر بان يكون الشهود اربعة وليس ثلاث، ليس ذلك فقط، بل قام بجلدهم، حدا، وقال لهم ان الله يامر بان من يقول مثل قولكم هذا دون ان يكون هناك اربعه شهود ان يقام عليهم حد القذف، وان الله يقول عنهم انهم فاسقين، وان الله امر الا نقبل لهم شهادة ابدا.

اين كل هذا من حكم المحكمة التى حكمت برجم هذه المرأة البائسة نتيجة لشهادة اخيها؟

Quote: ثم وبالرغم من معرفتنا هذه، لا نحتج ولا نعترض على تظاهرهم بالدين، حتى لو بلغ مرحلة ان تكون هناك امراة ضعيفة جاهلة موضوعة فى سجن يفتقد لابسط مقومات حياة الادميين،

سنُستبدل بآخرين...ثم لا يكونوا أمثالنا.
اتضح لكل الناس ان هؤلاء المتأسلمين - الحاكمين - لا يوجد من بينهم من يمتلك المروءة السودانية، حتى لو كنا لا دينيين، ليقول اتركوا هذه الفتاة.
شكرا ابو بكر بشير

Quote: ثم وبالرغم من معرفتنا هذه، لا نحتج ولا نعترض على تظاهرهم بالدين،

تحياتي يا أبوبكر

هنالك من بلغ بهم الاحتجاج ضد الظلم وسفه الإسلامويين حد أن حملوا السلاح، ويقاتلون بكل شراسة في جبهات القتال بل وبإمكانيات تقل عن إمكانيات الحكومة يلحقون بمليشيات المؤتمر الوطني الهزائم تلو الهزائم، أما في ميادين الدبلوماسية فهم أوصلوا هذه العصبة إلى لاهاي. لكن المحزن حقاً أن من ينشطون سياسياً في مدن الوسط والشمال النيلي تسيطر عليهم ذهنية out of sight out of mind فهم عاجزن حتى عن إبداء تضامنهم، هذا هو المحزن حقاً. لكن، وبالرغم من كل ذلك، هنالك ضوء في نهاية النفق وقيادة الجبهة الثورية وأصدقاؤها في مختلف أنحاء العالم كل يوم يضيقون الخناق على مجرمي الحرب ولابد لليل أن ينجلي، ذلك هو ناموس الوجود.

تحياتي

اين من يسمع
أينا؟؟!!

لا فض فوك يا بكر

سلام يا مرتضى ويا عبد الحى ويا عبد الله عثمان

ونتمنى - يا مرتضى - ان تكون مثل هذه المواضيع من ضمن المعرفة العامة التى يعرفها الناس بمختلف طوائفهم واديانهم ومنطلقاتهم الفكرية، ونتمنى الا تحتاج للقتال، ولا للمظاهرات، لايقافها، فان محاكمة امراة لم تتوفر لها ولا فرصة واحدة من العدل سواء كان عدل اجتماعى مثل التعليم والامن والتربية او كان عدل امام القانون ، ثم الحكم عليها بالقتل رجما يجب ان يرفضه الضمير والحس فى حده الادنى فى كافة المجتمعات.

ويا عبد الحى نتمنى ان يحفظ الله الشعب السودانى والا يعاقيهم بما فعل سفائهم والا يعذبنا بما فعل المبطلون

وشكرا يا عبد الله على المرور و التشجيع