غداً إلي جوبا الحبيبة .. (توجد حسرة ودموع)!

في مثل هذا اليوم بالتحديد في مايو 2011 من العام الماضي نظمت حركة قرفنا بأمريكا
وبالتضامن مع بعض المنظمات حفلاً لجمع التبرعات لصالح مدارس منوت بول بجنوب السودان.
كان الجميع حضوراً لدعم هذه الفعالية
كان المكان مُهيباً كهيبة الراحل منوت بول.
الأجواء مشحونة بخليطٍ من مشاعر يتقاسمها الحزن والفرح في آنٍ واحد بسبب تداعيات إنفصال
بل قُل إستقلال دولة جنوب السودان، حزن علي هذا الفقد العظيم ويغلبه فرحٌ يشوبه أمل بمستقبل
أجمل وأفضل للجنوبيين في دولتهم الجديدة.

وقتها قامت عُدة جهات إعلامية بمحاورة عضوية حركة قرفنا عن ماهو جارٍ في السودان
شخصي الضعيف كنت واحداً ممن تمت معهم مقابلات إعلامية، صراحةً لا أدري وقتها ماذا قُلت؟
أو كيف كانت ردودي!؟ إلا أنني إتذكر تماماً حينما كنت في حالة غريبة جداً نفسياً، ذهنياً ووجدانياً خصوصاً حينما إستحضر متألماً بأن المليون ميل مُربع سوف يصبح شيئاً آخر ربما لا أحد يستطيع قياسه أو حتي رسمه علي الورق.
وطناً يتلاشي أمامنا غصباً عننا وعن إرادتنا
وطنٌ يتقطع بينما إحساس فظيع بالضعف يتملكنا رغم الرغبة العارمة في فعل شيئ مستحيل يجنبنا هذا المصير.
مرّ عامٌ كامل وأنا قد تعمدت أن أنسي بأنني زرفت دموعاً في ذلك اليوم
تذكرت تلك الدموع الحارة اليوم فقط حينما زرفت مثلها بكثرة!
الساعة الآن تقارب الخامسة صباحاً حيث منزل الأستاذ عادل علي صالح بفيرجنيا والذي أخجلني بكرمه الحاتمي ومساعدته اللامحدودة لي كالعادة.
الجميع غارقون في النوم الآن وأنا غارقٌ في دموعي أتأهب للسفر إلي جوبا الحبيبة!
جوبا ألتي عشنا فيها سنيناً نتقاسم المِلح والمُلاح والجمال والنضال مع طلابٍ أتو من جميع بقاء السودان وعاشوا أروع الأيام بالجامعة العريقة إلي أن أتى هذا الكابوس!
والآن علمت بأن ملامح هذه الجامعة تغيرت تماماً وكم أنا حزينٌ لذلك.

ساعات وسأغادر فيرجينيا وأنا أحاول أن أُقنع نفسي بأن جوبا ليست بعاصمةً لدولة أخري!
أحاول أن أقنع نفسي وهذا طبعاً ما أُحسه بأنني لن أكون أجنبياً بجنوب السودان
وما زال إحساسي بالإنتماء قوياً لتلك البقعة من الأرض..


وبقي أن أقول وقسماً بأننا لم ولن ننسي هذه الدموع الحارة التي كان النظام الحاكم سبباً فيها
الكثيرون بكوا بُكاءً حاراً وتقطعت قلوبهم بعيداً عن عدسات الكاميرات
منهم حتي من لم يفق بعد مثلي من هول الصدمة والحزن الأبدي
ولكن حتماً سيأتي يوماً وتتبدل كل دموعنا لأفراحٍ عارمة وأقلاها فرحاً لسقوط الطاغية.

أخيراً شكراً لكل من إلتقيتهم بمنطقة واشنطن دي سي الكبري ألتي أمضيت فيها فترة إسبوعين من أجمل الأيام
وشكر خاص للأستاذ عادل علي صالح وزوجته الكريمة ندي صالح وكل الأسرة
كميات من الشكر لشابات وشباب حركة قرفنا فرداً فرداً
أسرة المناضل بدرالدين منان علي كرم الضيافة
العم والخال الجميل فقيري جاويش
أستاذ جورج (تشرفت جداً بمعرفتك)
صديقي أسماعيل كردولي
شكراً الرجل الما ساهل أستاذ عمر قمر
صديقاتي أبوك وأشاي
الإعلامي/ لقمان وكذلك د/ منعم مكي
شكراً محمد محمود وباشمهندس نزار عبدالسلام
لكم خالص الشكر ولمن لم اذكرهم هنا علي كل جميلٌ قدمتوه لشخصي وآمل أن أرد الجميل يوماً

حتماً سنلتقي يوماً ما في وطنٍ أجمل.

Quote:

Quote: أخيراً شكراً لكل من إلتقيتهم بمنطقة واشنطن دي سي الكبري ألتي أمضيت فيها فترة إسبوعين من أجمل الأيام وشكر خاص للأستاذ عادل علي صالح وزوجته الكريمة ندي صالح وكل الأسرة كميات من الشكر لشابات وشباب حركة قرفنا فرداً فرداً أسرة المناضل نورالدين منان علي كرم الضيافة العم والخال الجميل فقيري جاويش أستاذ جورج (تشرفت جداً بمعرفتك) صديقي أسماعيل كردولي شكراً الرجل الما ساهل أستاذ عمر قمر صديقاتي أبوك وأشاي الإعلامي/ لقمان وكذلك د/ منعم مكي شكراً محمد محمود وباشمهندس نزار عبدالسلام لكم خالص الشكر ولمن لم اذكرهم هنا علي كل جميلٌ قدمتوه لشخصي وآمل أن أرد الجميل يوماً حتماً سنلتقي يوماً ما في وطنٍ أجمل.

الأخ والإبن رضوان داود
شاء حظى العاثر ألاَ ألتقيك رغم متابعتى لكتاباتك عبر هذا البورد
كنت أظن أنك ستظل مقيم معنا فى واشنطن وليس فى زياره عابره.

عموماً هزَتنى تعابيرك الصادقه هنا , وأنا مثلك فقد أصابنى من الحزن ما أصابنى جرَاء إنفصال الجنوب الحبيب
خاصة وأن لى ذكريات طيبه عن سنين عددا قضيتها فى سبعينات القرن الماضى موظف فى بنك السودان بجوبا .

وفَقك الله , وآمل أن نلتقى.