شارع التعدّى !!. وردة على قبر نادر خضر !

شارع التعدّى !!. وردة على قبر نادر خضر !


05-22-2012, 12:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=390&msg=1337687597&rn=0


Post: #1
Title: شارع التعدّى !!. وردة على قبر نادر خضر !
Author: فيصل الباقر
Date: 05-22-2012, 12:53 PM

شارع التعدّى !!. وردة على قبر نادر خضر !
يا شارع التحدّى
تاخد وما بتدّى
حزناً شقّ كبدى
نادر قرب شندى !
ماهذا التعدّى ؟!...
الطريق البرّى الذى يربط بين (الخرطوم/ شندى /عطبرة ) ويطلق عليه أهل الإنقاذ (طريق التحدّى ) ظلّ فى الذاكرة الشعبيّة السودانيّة يحمل إسماً آخرمطابقاً لمسمّاه ،وهو (طريق الموت ).وذلك من كثرة حوادث الموت والكوارث والفواجع التى ظلّ يتعرّض لها المسافرون على هذا الطريق ، دون أن تعتبرالدولة من مآسى هذا الطريق وغيره من طرق الموت الأخرى .ودون أن تعمل على إصلاح الخطأ ، الذى بات لا تخطؤه عين ، سوى تلك العيون الإنقاذيّة المرمدة .
فى 20 مارس المنصرم فاضت روح شاعرنا العظيم وصديقنا الحميم محمدالحسن سالم ( حمّيد ) في طريق ( شريان الشمال ) بين منطقتى التمتام والقبولاب وهو فى طريق عودته للخرطوم من نورى التى أحبّها وغنّى لها . وفى يوم - 20 مايو 2012 – فجعنا - مرّة أخرى برحيل مبدع آخر فى أسفلت (شارع التحدّى ) هو الفنّان الثائر والإنسان النادر "حبيبو " نادر خضر ومعه ثلّة من مبدعين من فرقته هم وليد ياسين وفارس حسن التوم ومحمد الطيب عبدالرحمن (عليهم رحمة الله وبركاته أجمعين ) .وهكذا تضيع أرواحهم الغالية هدراً ، وذلك ببساطة لأنّ أولى الأمر فى الإنقاذ لا يعتبرون ولا يأبهون بموت الناس "سنبلة " !.
أنشىء ( طريق التحدى ) فى سنوات حكم الإنقاذ الأولى على أيّام هوس حملات وغزوات الجهاد فى جنوب الوطن المفقود وتقتيل أهله تحت مسمّيات بائسة مثل (صيف العبور ). فى غمرة سنوات إطلاق الشعارات البرّاقة والزائفة وأحاديث الإفك عن الإعتماد على الذات وفعل المعجزات . وكانت (سياسات التمكين ) قد أفرغت الخدمة المدنيّة - تماماً - من الخبرات الوطنيّة والكفاءات العلميّة فى جميع المجالات ، بما فى ذلك مجالات هندسة الطرق والكبارى والمنشئات وغيرها من المجالات الحيويّة .فحلّت شركات الرأسمال الأجنبى الطفيلى الإسلاموى ( شركات أسامة بن لادن - نموذجاً ) محل المؤسسات العامّة الوطنيّة .وأنشئت وتناسلت إلى يومنا هذا شراكات وشركات هلاميّة ، بمسمّيات "إسلاميّة " يملكها وينتفع منها الرأسماليون الطفيليّون الإسلاميون الجدد،.ليصبح (طريق التعدّى )على الأرواح شارعاً للندامة ، مفتقراً لأبسط قواعد النجاة والسلامة .ولكن هيهات .
بعد زلزال كل حادث مروّع وفاجعة كبرى ، لفقدان أرواح عزيزة ، يخرج علينا المسئولون بوعود برّاقة وأحاديث رنّانة لتهدئة مشاعرالغضب المشروع ،سرعان ما تتبخّر بإنتهاء مراسم دفن الضحايا .فنسمع ونقرأ عن إتخاذ خطوات وإجراءات إصلاحيّة جذريّة ، لا تجد طريقها للتنفيذ ولا المتابعة . ومن بين تلك الوعود أحاديث عن "إنشاء طريق موازى" .وإطلاق تصريحات صحفيّة عن خطط و"خطوات تنظيم " مراقبة إليكترونية عن طريق رادارات وكلام معسول كثير عن تجهيز أساطيل عربات إسعاف طبيّة ورقابة مروريّة .
بحدث كل وهناك تواجد مستدام لنقاط تحصيل رسوم العبور وإستخدام الطريق وجمع الجبايات، وكثافة فى الحفر والمطبّات، يقابله غياب ملحوظ فى توفير المعينات اللازمة والكافية لتحقيق شروط السير الآمن فى الطرق الولائية والقوميّة .
أسئلة كثيرة تنتظر الإجابة .وفى مقدّمتها أن تنشر الحكومة (مركزيّة وولائية ) للناس دراسة الجدوى التى سبقت إنشاء مشروع الطريق "إن كانت هناك ثمة دراسة جدوى قد أعدّت ". عندها ستتكشّف للناس حقائق دامغة عن طاقة الطريق التصميميّة وعن عيوبه الهندسيّة وما أكثرها. وعن التجاوزات المهنيّة وغيرها . وتبقى هناك أسئلة أخرى مشروعة ومهمّة منها :كم هى كلفة الصيانات الدوريّة وقيمة "الترقيعات " الموسميّة ؟. ولمن ذهبت تلك الأموال المنهوبة من الخزينة العامة للدولة (الرساليّة )؟.وعندها سيعرف الناس جبال التعدّيات بدءاً من عيوب التصميم وإنتهاءاً بألاعيب و"مآكل "الصيانات وسماسرة "الترقيعات " وغياب وسائل "إنقاذ " سريع . وسيعرف الناس كيف تتلاعب (الإنقاذ ) بأرواحهم وأموالهم ومصائرهم فى سبيل إغتناء رموزها بلا أدنى وازع أخلاقى أو دينى وبلا ضمير إنسانى .
وسيبقى حزننا على الأصدقاء حمّيد ونادر خضر .وصادق مواساتنا وتعازينا لكل مواطن بسيط وأسرة مكلومة ، فقدت عزيز لديها فى هذين الطريقين المشئومين وكل الطريق الملغومة .فلنضع وردة على قبر نادر وشتلة نخيل على قبر حميّد !.