Post: #1
Title: رد علي مقال د. سيد البشير حسين تمام "العوده الى الجاهلية "
Author: Osman Dongos
Date: 05-17-2012, 02:58 PM
الاخ الكريم د. سيد البشير حسين تمام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما اثرت من موضوع عن العوده الى الجاهلية الاولى شائك، وقد اثير هذا الموضوع من زوايا مختلفه في هذا الموقع من قبل العديد من الاخوه الكرام ،اذكر علي سبيل المثال لا الحصر، استاذنا المخضرم شوقي بدري، الاستاذ الباقر عثمان، الاستاذ نورالدين محمد عثمان نور الدين واخرين. اضم صوتي اليك في نبذ الممارسات الجاهليه بكل صورها السافر منها والمستتر ولكن من غير اغفال الحقائق. ما اريد قوله يا دكتور، ان السلكوك العنصري الجاهلي في سودانا الحبيب لم يبارح مكانه من زمن بعيد وليس الان فقط، هذا القول ينطبق علي كل اقاليم السودان دون استثناء. الكل يعلم ان النعرات القبليه متفشيه في مجتمعاتنا السودانيه بلا استثناء، جزء منها مبني علي استعلاء عروبي علي غيره من الاعراق، والجزء الاخر استعلاء يرتكز علي بطولات متوهمه وسمات قبليه لاتعني اي شئ. وكل ذلك لا يسنده هدىً ولا كتاب منير. فامر الافضليه بين بني آدم قد حسمه المولي عزّ وجل في كتابه الكريم وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم "يا أيها الذين آمنوا إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" صدق الله العظيم، سورة الحجرات الآية (13). وقال رسولنا الكريم " لا فرق بين عربي واعجمي ولا احمر علي اسود الاّ بالتقوى" او كما قال اقول للذين يدعون الي الجاهلية الاولي ان يطبقوها بكل معاييرها ولا يستثنون. واقصد بذلك ان المعيار الذي يستخدمه احد للاستعلاء علي اخر، يمكن ان يستخدمه غيره للاستعلاء عليه، عرب السودان وعرب الجزيره العربيه كمثال رغم كل ما تفضلت به من اشعارٍ واغانٍ دبّجها نفر كريم من شعراءنا وفنّانينا، الا ان واقعنا السوداني يقول غير ذلك. الفرق الوحيد هو ان العنصريه في الماضي القريب كانت تمارس علي استحياء ومن وراء الكواليس علي المستوي الرسمي والاجتماعي. اما الان، فقد اصبحت الممارسه سافره وعلي عينك يا تاجر بلا استحياء ولا حتي اعتذار او ادانه واستنكار في الحالات الموثقه. لقد قرأت ما قال الاديب فضيلي جمّاع. جمّاع لم يدعو الي اي عنصريه في تصريحاته ولكنه اشار الي واقع معاش اعترفت به حتي النخب الحاكمه نفسها، الا وهو سيطرة النخبه النيليه علي مقاليد الحكم في السودان منذ الاستقلال ولا زالت. وهذا القول لا يحوّل الاديب جمّاع من خانة الاخيار الي خانة الاشرار، اللهم الا اذا كان مثل هذا القول يعد ضرباً من ضروب الزندقه او الكفر. كان من الافضل والافيد، الرد علي جمّاع ومقارعة حججه بحجج مضاده تفند ما اشار اليه بدلاً عن شتمه واتهامه بالعنصريه فاذا كنا انت وانا وبقية الشعب السوداني حكاماً ومحكومين جادون في ايجاد حل ناجع لمعضلات السودان، يجب علينا امعان النظر في دواخلنا ومن حولنا بكل تجرّد وحياد وصدق مع النفس قبل الاخرين، ومواجهة الحقائق كما هي والعمل علي ايجاد الحلول الجذرية لها، بدلاً من اخفاءها تحت البساط، ودفن روؤسنا في الرمال والتظاهر بان ليس هنالك من مشكله، واتهام الاخرين الذين يسمون الاشياء باسماءها بانهم مثيري للفتن ما ظهر منها وما بطن. والا سوف يكون البديل مزيداً من التشظي لبلادنا الحبيبه
لك مني كل الود والاحترام
عثمان دنقس تامبا-فلوريدا
|
|