شهيد وطاغية

شهيد وطاغية


05-16-2012, 09:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=390&msg=1337156293&rn=1


Post: #1
Title: شهيد وطاغية
Author: حاتم محمود الجاك
Date: 05-16-2012, 09:18 AM
Parent: #0

الاستبداد : لغة كونية واحدة متفق عليها
ليس للاستبداد جنسية ولا جنس
المستبدون وعبر التاريخ ملّةٌ واحدة
تُقام الدول بهم .. وبهم تنهار
المستبدون جدهم فرعون وإليه ينتسبون
المستبدون متلبسون برؤي أبليسية
لأزيائه يرتون .... وعلي هديّه يمضون
نهاياتهم واحدة ... إزلال ثم موت ، وغالباً موتهم عبرة لمن يعتبر
تنهار دولهم وينخر فيها سوس الفساد
فتبدو الدولة واقفة .. فقط بقوّة فوهات البنادق
المستبد مثل الأميبيا .. يستولد آخرين ! أكثر قسوة منهم
لأنه يربط قدر الدولة بهم
وحينما تنهار الدولة يلجأ الناس الي :
الي الطائفة ، الجهوّية ، القبليّة
أبناء شرعيون لحفظ الحيّاة من قبل غول الاستبداد
ولننظر للتاريخ البعيد وحتي القريب سنجد أن الاستبداد مبعث كل شّر
ها هي الصومال كانت نموذجاً لا يقارب في الأنسحام العرقي والمذهبي
والآن ليبيا تجري أقدارها لمصيرها المكتوب فهل تنجو ؟
أما سوريا فمأساة تجري علي قدم القهر والسحل والله يستر
ولن ننسي العراق ذاك الذي ما زال يدفع من دماء أجداده وأبائه وأبنائه
***************
.. فهل علي الجماهير ملامة وليست لها حيلة حينما تتقوقع حول أصلها القبلي أو العشائري أو الجهوي
فهي ردة الفعل لحظة الشعور بالخطر حينما تُصاب الدولة بقبح وأمراض الاستبداد ...
فالمستبدون وحدهم هم علي صواب !!
فيجعلون أنفسهم في مقام نصف الآلهة وبالتالي فالسماء وحدها من تتكفل بهم جزاءا وفاقا !!
فما الاستبداد إن لم يكن منازعة الله جلا وعلا ثوب الكبرياء ..
واحدة من أسوأ ثمار الاستبداد هو أن تتآكل الدولة ويسبحّ رعاياها بحمد المستبد ، ولما كانت الدولة هو
.. وهو الدولة .. فتكون الدولة علي كفّ عفريت .. تهتز بموته وتمرض بذهابه !!
كما أن الفساد نتاج حتمي للاستبداد لأن آليته لإخضاع الناس تكون بسبيلين لا ثالث لهما :
إرهاب الناس وإرغامهم
أو استمالتهم ببطونهم وإغراؤهم بالمنافع
.. الاوطان وبنوها هم ضحايا المستبد .. أما (المستبد العادل) فخرافة لا مكان لها في أعراف الشعوب
لأن أخلاق المستبد والعادل علي طرفيّ نقيض !
... أن الطائفة ليست شرّ ولا القبيلة ولا الجهوية
ولكنها تبقي معادلات موضوعية يلجأ أليها الناس حينما تحاول الحكومة المستبدة طمس هوياتهم وتذويبهم في الاتجاه الواحد .. الطعم الواحد .. الطريق الواحد !
دائماً الدول تنشأ حول فكرة أساسية أو عقيدة .. أو جغرافيا ، وحينما تتهدد الدولة يلجأ الناس لكياناتهم الصغيرة إحتماءا بها من التغّول والانسحاق ..وعبرها يقاومون حفظاً لوجودهم من مخاوف واقعية أو حتي متوهمة ..
كل مستبد الي زوال طال الزمن أم قصر !
لأن الاستبداد ضد الطبيعة البشرية وضد الفكرة الدينية وضد الفهم السياسي البسيط
أين هتلر ... شاوشيسكو .. ستالين .... القذافي
هذا أنتحر وذاك تم قتله وزوجته (في ظرف نصف ساعة فقط )
وقذافينا اقُتيل بعد أن عُذب وتمزقت أعضاؤه دماءا وأشلاء وتُرك علي ثلاجة خضار .. غيظا وتشفي
والأخير سيدنا علي بن صالح فقد ( فاته القطار ) !! القطار الذي سبق أن وعد به معارضيه !
فما أعظم نهاية المستبدين
وما أفدح نهاية الأوطان بهم
وقديماً قال أن خلدون أن الفساد مؤذن بفساد العمران !! فتأمل !!!
ولنتذكر معني حديثه صلي الله عليه وسلم حينما أشار أن هذا الأمر لا يعطيه لمن طلبه !!
وكان يقصد ولاية الناس وإدارة حكمهم .
**********
هذا البوست :
اليوم أطلعت علي شريط فيديو .. يظهر فيه جنودا سوريون ( تبع النظام ) يدفنون فيه معارضاً حتي أذنيه
ويكررون علي مسامعه أن يقل ) لا إله الاّ بشار ) !! وهو يكرر عليهم بل لا اله الاّ الله محمدا رسول الله
ويصيح أحدهم فيمن هم خلفه بأن لا تصوير .. خشية في أن تبثه الجزيرة أو العربية ... وتّم التصوير والبث !!
وأعتقد بأنها المرة الأولي في التاريخ بأن يدفن شخص حيّاً وهو علي هيئة الوقوف ( قبر رأسي ) علي الأقل بالنسبة لي !!
لقد أُمتُحنّ الشهيد في إيمانه ونجح بطريقة مبهرة وترك جلاديه متسربلين بخزيهم ، ومتلفحين بعارهم الأبدي
... إنه شريط نادر لشهيد قال كلمته ومضي .. وترك لمشاهديه عمق الصدمة بسوء الطغيان

http://www.sudaneseonline.com/?p=62986

آآآآآه ماذا نقول !!
وقد قال الله فيهم (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) آل عمران 188- 195
************
هذا الشهيد العصيّ علي الخضوع والاستسلام قد مات واقفاً .. ولو علم جلاديه برمزية الموت
وقوفاً لحرموه منها !! فلقد مات واقفاً تماماً حينما تموت الأشجار
ولو كانت نفسه قد حدثته بالانحناء .. فهو ليس بمستطاع
ولو كان الموت أمنيةً يشتهيها المرء.. فليس من ميتة أخري تعادلها اشتهاء !!!
فتبّاً لحكام يضعهم منسوبيهم في مقام الآلهة
،،، نرجو الدعاء للشهيد بالقبول والرحمة لو تكرمتم
والسلام ،،،
عصام فحل
10/05/2012