صورة المرأه السودانيه فى الرواية (دراسة )

صورة المرأة السودانية فى الرواية الحديثة
( الزندية ..الطواحين ... ذاكرة شرير/نموذجا )

مدخل :-
( إنه يتعين على النقد لكى يواصل مسيرته ان يتجاوز تحديد د
وره فى قراءة العلاقات الداخليه فى النص الادبى وإغفال كل ما سواها وان يوسع مداه ليشمل النظام الثقافى )


د. رضوى عاشور - صيادو الذاكـرة - المركز الثقافى العربى - القاهره *

مهاد نـظرى
------
ظلت الرواية السودانية تنمو وتتطور ...
تحفر عميقا فى سياقات أزمان ثقافيه متنوعه ، وتنبنى على حساسية جمالية جديده
وقواعد إحاله معرفيه جديده هى الأخرى ...
مانعنية بالروايه الحديثه هو محاولة إجرائيه نعنى بها زمن صدور تلك الروايات
( الزنديه – الطواحين – وذاكـرة شرير ) أى مرحلة التسعينات وما بعدها الى لحظة صدور هذه المحاوله النقديه وذلك بالأستناد الى رؤيتنا فى عدم وجود تراكم روائى فى المشهد الثقافى والادبى بالسودان مما يجعل مفهوم التحقيب يصعب تبنيه ...
كما ان معايير إنتخاب هذه الروايات الثلاث كنموذج للمعاينة والتدقيق اتى لزعمنا بان هنالك حبل سرى يتوزع بينهما على مستوى خطابهم المفاهيمى وعلى مستوى تقنيه بناء الشخوص الروائيه ونموها وتتطورها خلال الاحداث الروائيه وموقعها منها ....
أى ان خطابا مفاهيميا انتجته هذه الروايات وحملته شخوصها والتى إهتمت بها إهتماما فائقا
وتأسيسا عليه
ان ما نعنيه بصورة المراة هـــو :-
بإضاءة الخطابات الثاويه والمضمرة والمقموعه فى النص الروائى كمتلازمه لصورتها فى جدلية سياقاتها التأريخيه اى جدلية المراه المقهورة .... لينكشف لنا مشهدا روائيا جديدا ومغايرا للسائد وهوصورة المراة المقاومه ... المراة المتمرده ....
*

وهنا تتمحور هذه المحاوله فى الآتى :-
1 / النظام الثقافى
2 / تقنية بناء الشخوص
3 / الخطاب المفاهيمى والافكار الذى تنجه الشخصية النسويه وعلاقته بالنظام الثقافى السائد فى سياق تأريخى محدد بزمن صدور تلك الروايات
ونزعم بانه وفى ذات السياق الزمنى قد تفاجأ المشهد الثقافى والفكــرى بإرتباك وخلخلة ضخمة فى بنيته بإنقلاب أصولى مقدما مشروعه بعودة دولة الخلافه والعوده بالمشهد الثقافى والفكرى 14 قرنا مضى منذ بزوغ فجر الاسلام وإعادة تشكيل المشهد فى غياهب الدوله الدينيه بطريقه إقصائيه لازمها قدر هائل من التعسف والهتاف مستندا على آليات السلطة القامعه بمعايرة دينيه للرؤى والمواقف وصلت ببعضها الى حد التكفير وإرتفعت بالصراع الى حد الاحتراب ؟؟؟!!!
وفوق هذا قامت بإنتاج الاداره الأهليه ... العمده ... الكجور ... الفكى ... الشرتاى ... لتتحكم فى المشهد متجاورة فى مظهر كاروكاتيرى مع مؤسسات المجتمع المدنى الحديثه ...
هذا الأرباك ...
أنتج محركات جديده للنص الروائى فأتجهت الكتابه السرديه بحساسيه جديده الى عوالم إنسانيه أفرزها هذا النظام الثقافى ... الى عوالم الهامش والمقموع والمنبوذ والمشرد وفضاءات هى الاخرى منفلته ومتمرده على النظام الثقافى وعلى السلطه الزمانيه التى انتجته لتحط رحالها فيه بملامح مغايره ومتمرده و على جراحات إنسانيه وفى محاورتها لهذا العالم والمسكوت عنه بل وفضحه والتشهير به ....
*