قدسية الحق

قدسية الحق


05-10-2012, 07:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=390&msg=1336672857&rn=0


Post: #1
Title: قدسية الحق
Author: الطيب عبدالرازق النقر
Date: 05-10-2012, 07:00 PM

قدسية الحق
الشعب السوداني الذي ما زال غارقاً في أهازيج الانتصارات التي أتحفته بها قواته المسلحة التي أزاحت عن كاهله عبء الهزيمة الباذخ، تلك الانتصارات التي لا تخلف ديباجتها أو يخبو بريقها ، الغالب في الظن، والراجح في الرأي، أنها هي التي تسببت في تلك الاغماءة التي أصابت صاحب العقل الطفيف، والرأي الضعيف، سلفاكير وليست الرحلة المضنية التي تجشم مشاقها متزلفاً لأعيان الفضل في الصين، عساهم يدرأوا عنه من سقوه كؤوس الذل صافية مترعة في هجليج التي أستبدّ به الخرف حينما أومأ لربائب الجهل، وأعقاب الأمم، وعُكارة الأجناس، أن يدنسوا ترابها الطاهر، فسلفاكير الذي يدعي الذكاء وهو فدم، والكياسة وهو أخرق، يدرك تماماً معنى أن يتوعده الجيش، فوعيد الجيش السوداني تنقّدُ منه الضلوع، وتنفّض منه الجوانح.
إن جيش ((الحشرة)) الشعبية الذي لم يخلف الظن، أو يخيب الأمال، عاد الناجون منه مجرجرين أذيال الخيبة، بعد أن محقت جرثومته القوات التي تثبت فؤاد القانع، وتغير اعتقاد الطامع، تلك القوات التي لم تتفيأ ظلال الراحة، أو تتقلب بين أعطاف النعيم، لحظة من عمر الزمان، كبدت جيش الحركة الذي يواجه مرحلة الانحسار بل الانهيار خسائر تفوق الاحصاء، وجعلت صاحب الملكة المطواعة في الشر، والبديهة المواتية في التدليس باقان الأنوك يلوذ بالصمت ولا ينبس ببنت شفة، جعلت سلفاكير الذي تنقبض من رؤيته الصدور، وتذوي له الوجوه، يعود من الصين التي يردها ورود الأنعام، ويأله إليها ولوه الحمام، يعود إلي جوبا المذعورة ليأنس بالعيش الرتيب، ويتلقى الأخبار التي تقوض الطمأنينة، وتذهب السكينة عن قؤاده الحافل بالسخائم والاحن، قجوبا التي ذاقت وستذوق وبال أمرها، وتنال جزاء ما قدمت يداها، تهاب الان غضبة من لا يتعاظمه أمر، أو تقف دونه غاية، بعد أن تفاقم أمرها، واستطار أذاها،
لقد أرضع السودان الجنوب من أفاويق بره، وطوقه بنعم لا يُودّى حقها، أو ينقضي شُكرها، ولكنه لم يجني منها سوى اللؤم والخسة، نعم لم يظفر السودان من جوبا بعطاء جزل، أو نائل غمر، بل فتن كقطع الليل المظلم، وأوغاد يتخذونها معبرا لتدمير بنية الاقتصاد الذي استطال على الهدم، وتعمق على الاجتثاث، لقد لمعت بوارق النجح، ولاحت أشراط الفوز، وما هي إلا أياما قلائل حتى يصلى جنودنا البواسل في كاودا، ويهب الشعب الندي الصوت، الدامغ الحجة، الحافل الخاطر، لأقاريز الطرقات، وحواشي المدن، منددا بسلفاكير الذي
باع اليقين بشكه، والعزيمة بوهنه، ومحتفلا بالقوات التي تزود عن قدسية الحق، وتنافح عن كرامة الوطن.
الطيب النقر
--