اللـه يكــــون فى العــون

اللـه يكــــون فى العــون


05-10-2012, 12:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=390&msg=1336650713&rn=0


Post: #1
Title: اللـه يكــــون فى العــون
Author: Siddig A. Omer
Date: 05-10-2012, 12:51 PM

اللــــــــــــــــــــــــه يكـــــــــــــــــــــون فى العـــــــــــون

الكاتب صلاح أبو السارة- السعودية

بمناسية حالنا فى الزراعة و هى النفط الحقيقى ومدخلنا للنهضة الحقيقية التى يجب أن يفكر فيها السودانيين ولا أبالغ إذا قلت أن فيها الحل حتى لبعض مشاكلنا السياسية ومنها التنافر الذى حدث بين مكونات الأمة الجهوية والعرقية خلال السنوات البشعة الماضية.

السفارة السودانية بالسعودية طرحت على حكومتنا مشروع يمكن أن يكون ناجح جدا وعلى الأقل يساعد في حل جزء من مشكلة عدم توفر العملات الصعبة لتمويل المشروعات والبنيات الأساسية، والفكرة هى أن يقوم السودان بإيجار بعض الأراضى الغير مستخدمة حاليا في السودان بمساحة مليون هكتار (حوالى 2.5 فدان) لمستثمرين تدعمهم الحكومة السعودية مقابل إيجار سنوى إجمالى قدره 600 مليون دولار (إيجار طويل المدى 50 عاما مثلا)، مقابل أن تتعهد الحكومة السعودية بإنشاء البنيات الأساسية من طرق وسكة حديد وتأهيل الميناء وخطوط الكهرباء وكذلك تقديم منح وقروض ميسرة لحكومة السودان تستخدم في إنشاء بنيات أساسية هامة في أى مكان في السودان (وبالمناسبة الحكومة السعودية موافقة تماما ومتلهفة لرد شافى من لدنا).

مثل هذا الإقتراح يمكن تعميمه على بقية دول الخليج فجميعها تطمح أن تقوم بإنتاج جزء من غذائها بجهودها الخاصة وبالنسبة لنا فالأقتراح يمكن أن يوفر ما لا يقل عن 3 مليار دولار سنويا غير المنافع الأخرى التى يمكن الحصول عليها من خلال إستخدام العمالة السودانية وكثير من الإشتراطات التى يمكن أن نضمنها في الإتفاقيات النهائية بما يخدم مصالحنا العليا ويحقق مصلحة المستثمرين.

وتصدقى أو لا تصدقى حكومة السودان من الصعب عليها أن توافق على المشروع لسبب محرج هو أن الحكومة (الرشيدة) ستضطر وقتها لإستخدام الجيش والقوة الجبرية للتنفيذ وزى ما قالوا (البتسوى بإيدك يغلب أجاويدك)، فبعد أن تسببت ممارسات الحكومة فى إثارة النعرات الجهوية والقبلية والعنصرية فى أعالى البلاد وأسافلها، أصبحت تتوجس من تطور الأمور إلى الأسوء إذا قررت إقامة مشروع أو منح أراضى لمستثمرين، فقد أصبح رفض المواطنين لمشاريع الحكومة وإستعدادهم للصدام معها مشكلة كبيرة للغاية وعنوانها الكبير هو (عدم الثقة فيما تأتى به الحكومة) فالمواطن أصبح يرى بأن كل جهد حكومي هدفه ليس صالح المواطن والوطن وإنما مصالح أخرى ضيقة جدا تحرص عليها أورثتنا السقام، وهذه كارثة جسيمة كما أن الفساد المستشرى وتدمير المؤسسات الرقابية والإدارية بقرارات عليا (جدا) حماية للفساد والمفسدين وأيه (بأكبر ما يمكن) كل ذلك يضع الحكومات الأخرى ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية في حرج بالغ من مجرد التفاوض معنا والنأى عن الدخول فى علاقة تمويلية في مشروعات تنقصها دراسات الجدوى المحكمة بل حتى في حال وجود تلك الدراسات فبعد التمويل وإستيراد المستلزمات ستغيب إرادة التنفيذ وإذا نفذت سنحتاج لتمويل إضافى لأن جزء كبير من التمويل إن لم يضيع في اللغف فسيضيع في صرف بذخى كمصرفات ضيافية وزوار من كل حدب وصوب أو في صرف أمنى ى لحماية المشروع من المواطنين!!!! هى معادلة تمخول الرأس فالعلاقة (المارقوتية) بين الحكومة ومواطنيها تحتاج لألف عالم وطبيب نفسى لتشخيصها ودى دراعى كان قدروا يشخصوا الحال.

وتمت الناقصة جيراننا إثيوبيا وإرتريا وحتى الأرجنتين الماورها ناس تلقفوا الفكرة، ووفود تجى ووفود تروح وعروض تنهال على السعوديين وأهل الخليج ليكونوا بديل عن السودان، السودان لديه مزايا نسبية ترجح كفته على كل دول العالم فى هذه المسألة ولكن حالنا المأزم إتعارض تكل. بس الله فيّ.

بمناسبة السكر إيه حكاية مصنع النيل الأبيض، قبل فترة حضرت إجتماع وعرض قدمته شركة مغربية لتمويل مشروع مصنع سكر جديد في منطقة (قفا) بالنيل الأبيض وكان العرض مقنع وممتاز ولكن مع أخبار أو عدم الإفصاح عن حقيقة مشكلة مصنع النيل الأبيض يبدو أن فعلا الجيعان سكر برضو، قبل سنوات كان سعر كيلو السكر الأبيض أقل من ريال واحد والآن سعر الكيلو تخطى الدولار.
_______________________________________________________________________________________________________________

صديق القاعد بعيد