العودة للبيت الكبير على حداء حميد و (حداد) القدال

يا لعظمة و سمو و تميز و ابداع و بهاء و اخلاص و مودة حميمية حميد.. هذا امر يكاد يجمع عليه الكل.. كما اني لا اظن ان احد يناكف في حقيقة مشاركة القدال لصنوه الاقرب الى نفسه حيا و ميتا _هل تموت الخصال؟_ في الميزات و الرفعة. استمعت للقدال قبل قليل يتحدث عن حميد و كيف ان اميز ميزاته لا يعرفها الناس بعد.. يرفض ان يكون احتفائه بانسانية حميد و شاعريته تأبينا بل تخليدا.. عمل ممتد يكمل مشاريع لم يكملها حميد في حياته.. قال ان حميد لا يقل عن شعراء الانسانية العظام الذين خلدهم التاريخ و قرأهم العالم على تعاقب اجياله.. قال انه يعتب توصيل ابداعات حميد للعالمية عبر ترجمات، يعتبره مشروع حياته.. يا لنبلك يا انسان يا نادر.. قال انا اكتب القصيدة في العام و العامين و حميد يكتب في العام عشرات القصائدة و كلها جيدة و عميقة، يا لتجردك ايها الرجل النبيل.. قال ان حميد كان يفعل الفعل الانساني ثم يكتبه شعرا.. شاعر متسق مع نفسه لا مكان في مشروعه الشعري و حراكه الانسان لمقولة اعذ الشعر اكذبه.. اذكر اني ناقشت هذه المقولة هنا في المنبر مع الانسان السامق و الشاعر النبيل فضيلي جماع و كما هو متوقع من شاعر ملتز مثله لم يقرها.. اعتقد ان فضيلي جماع بمعارفه و شاعريته بامكانه ان يسهم في تحقيق حلم القدال عن ترجمة اشعار حميد...
اتمنى ان يتداعى المتخصصين في الترجمة ليسهموا في مشروع القدال وليكن مشروعا قوميا يجد فيه الشعب السوداني الذي احب حميد و طرب لاشعاره بعض المواساة عن حسرة الرحيل الداهم و عبرة الفقد الخانقة.

محمد (طه الحسن القدال سالم)
هذا التناسف الانساني و الابداعي ليس
في هذا الزمن الصعب
لا ياتى الا من العظماء

حميد ذوب روحه الشفيفة في خطاب ابداعي ممتد، شاعر في تفاصيل حياته اليومية و انسان منثور في شقاوات الناس و احلامهم.. اذكر اننا على ايام نشاطنا على البالطوك حظينا بلقاءات مع مبدعين كبار في مجالات الادب و الفنون و الغناء، سوف اورد ذكرهم لكني ابادر بذكر مجموعة شعراء شباب ادهشونا بقدراتهم الشعرية و ثراء مفرداتهم الشعبية في زمن ظننا ان شبابه انفصم عن الموروث و دهدهتم ملمات الراهن القاسي. كانوا جماعة قدمهم لنا الاستاذ محمد طه القدال و علمنا انه على سبقه عضوا معهم في المجموعة. هؤلاء المبدعون الشباب منهم ثلاثة اعضاء معنا هنا هم محمد عبيد الفاضلابي، سامي عبدالرحمن و عاصم الحزين، انشطهم عاصم و هو بدوره اختبأ منذ فترة طويلة. اضافة لهؤلاء عرفنا د. قرنق و الفنان المغني قرشي..
طلبت من الفاضلابي ان يرتب لنا لقاء مع حميد و في متابعتي له تلفونيا وصلت لهاتفه مرة و هو في مدينة القضارف، رد علي بحماس و ذكر لي انه في رحلة لاقامة ليلة شعرية في القضارف برفقة حميد و انهما كانا في ذكري و الحديث عن رغبتنا في لقاء اسفيري مع حميد و عرض علي الحديث مع حميد، هذه كانت المرة الوحيدة التي احادثه فيها اطلاقا.. بدأ حديثه قاطعا حواجز ما قبل الصداقة، من ناحيتي هو صديقي دون ان يعلم اجزم انه كتب شعرا كثيرا لي بالتحديد شأني شأن كثيرون غيري، اجيال متعاقبة و اخرى لم تولد بعد.. بدأ حديث مرحا و ودود به سجع و تنغيم مليح لاسمي قد يذكره الفاضلابي اما انا فنصيبي من الذاكرة احتفظ به ابي صاحب الذاكرة الفتوغرافية اما حافظتي فهي ورقة بيضاء زلقة لا يعلق بها شئ...

فعلا نصار

حميد لم يهتم بنفسه حيا

كنا ابناء السودان محور اهتمامه الوحيد

الان علينا ان نحاول رد الدين ومساعدة القدال واصحاب حميد على مشاريعهم لتخليد ذكراه وحفظها للاجيال الجاية

سلام يا نصار

لعلك بخير اخى

زمن بعيييد خلاص

يا ريت تستمع لى اغنية الرجعة للبيت القديم

هى حقا ابداع شعرى كان حتما تلحينه و غناءه

لك تحياتى و اتمنى ان تنال رضاك الاغنية

وانت لاتقل انسانية يا صديقى حين تشير لمثل هذا الخيط
شكرا لك
ورحمة تغشى صديقنا حميد
وامنيات ان تنال قصائده حقها فى المعرفة الانسانية
والتعريف بها عالميا

العزيز الفنان حمزة سليمان
يمكن اثناء كتابتك للمداخلة دي انا كنت بستمع للاغنية على اليوتوب بصوتك
انا معجب باخيارك لنصوص اغانيك و محاولاتك التلحينية و الادائية البعتقد
ان فيها حرفنة تدي النص حقة

اعتقد انه دعوة المبدع القدال لضرورة طرح اعمال حميد على المستوى العالمي
يمكنكم ان تسهموا في تحقيقها بغناءكم لترجمات بلونية غربية و اداء موسيقي
يواكب الغناء العالمي بانضباط و علمية و حرفية عالية
الاستاذ الموصلي يمكن ان يقود هذا التوجه، بالمناسبة اذكر انه احمد منصور
قدم قبل اعوام حلقات على الجزيرة عن الموسيقى من ضمن الذين اشتركوا فيها
قائد اوركسترا سوداني مقيم في فيينا لم اسمع عنه لا قبل و لا بعد تلك الحلقة
و كما تعلم ان فيينا احدى ابرز العواصم الغربية في مجال الموسيقى الاوركسترالية

يعني المشروع ح يحتاج للعزيزة د. اشراقة مصطفى في مجال الموسيقى و الترجمة
للالمانية التي تكتب بها و تترجم لها اعمالها الادبية كما انها تملك شبكة اتصال
كبيرة و فاعلة في النمسا...

البوست سوف اقول عبره اني عائد لوطن ابتعدت عنه منذ 86
تبقى العودة للبيت الكبير
على نشيد حميد و نشيج القدال (سلطاننا نحن عشاق حميد)
و حداء حمزة سليمان

مرحب اخي عصام مدني
و شكرا لبادرة التواصل
حميد لم يقتله حادث
بل ارهقته همومنا التي كان يقارعها بحرف ابتكره
و كان يحى كقصيدة لم يكتبه سواه
رحيله كما رحيل خله مصطفى سيد احمد كما عقدة ملاحم
الاساطير الاغريقية
بروق لمعت تركت تركت لنا لمعتها و ذهبت

سلمى الشيخ سلامة
شوفتي جنس الوجع دا؟
ما دوامة الدنيا ما دوامة
الخلعة الدخلت في الوجدان السوداني برحيل انيسه
و صاحب شفرته
البغرف من اقصى اركانة
و يترجم رطاناته
البغني حزنا
و يبكي و يبكينا
كيف نودع فارس الكلام بكلام؟
شوفتي كيف استشهاد المكلومين بكلماته
التي رسى بها مصطفى و بكانا بها احياء؟

كلماته يا سلمى كان يبثها اوجاعه
تحرضنا لنكون في حال افضل
لكنا كل كل عهد و يوم و ساعة نتردى و يسوء حالنا
فخرج من بيننا ليجاور شعره
الان لا نقرأ شعرا
بل نآنس حميد في خلده

من فترة كنت انوي الكتابة عن عودتي الوشيكة للسودان بعد عقود طويلة في الغربة، و اثناء مشاهدتي للقاء القدال على الشروق عن فقده العظيم لصديقه حميد كتبت هذا البوست لتوصيل رسالة القدال و للبحث عن انس الطريق الواصل للوطن.. فجاءت كلمة عودة محل رجعة في قصيدة حميد السامقة ككل ملاحمه الشعرية التي يرى القدال على حق ان من حقه علينا و حق الانسانية ان نوصلها لوعي الدنيا بترجمات للغات عدة.
هنا اذكر اني قد سبق لي الكتابة عن نية العودة للبلد قبل سنين عديدة و حينها اتصل بي الصديق و زميل الدراسة و المنبر عبدالرحيم ابايزيد ليخبرني بعودته هو ايضا من انجلترا.. كحال السودان كل يوم يمضي على سوئه يثبت لنا امر اليوم التالي له ان السابق كان افضل، و مع اني لم اتمكن من الرجوع حينذاك و ان ابايزيد و اصدقاء اخرون ذهبوا على عهد افضل و كافحوا الا يعودوا للغربة ثانية الا ان الظروف حملتهم على ترك الحبيب الى حيث لتوا. رغما عن ذلك (انا تاني راجع لبلادي).. هذا مقطع من اغنية شهيرة لمحمد جبارة تقول:
ان نسيت ما بنسى مرة
كيف في بعدك ضقت مرة
حميد الذي توارى عن نواظرنا ليمكن لاستقراره في الافئدة و القصائد كتب شن طعم الدروس حين اطرته ظروف الدراسة للاقامة في عطبرة مع خالته، اين منا عطبرة و نحنا حددنا اركان الدنيا؟.. حكى لي خالة كيف غضبت خالة حميد حينها لما اعتبرته تزمرا و هو في كنفها فان كان الخال شريك الوالد فما بالك بخالة بكل حنيتها و عطفها؟.. و قد طيب حميد خاطر خالته بقصيدة تثبت لها فضلها و جهدها ليغالب آلام البعاد فهي امه الا ان عطبرة و ان قربت فهي ليست نوري..
بحث عن اغنية شن طعم الدروس فوجدت الصديق عبدالوهاب سمباتكو مثبتها في تسجيل تسبقها فيه مناجاة للقمرية في امور السفر و الرجوع للعش و الوكر فوجدتها مناسبة لموضوعنا هذا

وطني الاموت و اخلي حي





شعري الاموت و اخلي حي

هذه الفيديوهات هي رفيقة (في وحشة المشوار و وحشة هذا البوست). هذه الغنائيات هي داء و ودواء, نلجأ لها لتضميد جراح الغربة فتثير اشواق تصل لدرجة البكاء..
بحكم النشأة الاولى لا يستفذني فنا مثل غناء الطمبور كما اني بعد تجوال في ارجاء الوطن ما من طبيعة تضاهي في تأثيرها على نفسي مثل طبيعة الشمال.. ذاكرتي شديدة الضعف تحتفظ بتفاصيل طفولتي بين النهر و الصحراء