بين رثاء الفيتوري والشيخ حمد أبوسن

في مطلع ثمانينات القرن الماضي حملت الأنباء للأستاذ الراحل حسن نجيلة وفاة صديقه وصفيه آنذاك الشيخ حمد أبوسن ناظر قبيلة الشكرية بالقضارف فتأثر الأستاذ حسن نجيلة بوفاة صديقه فكتب له رثاءآ طويلآ عدد فيه مآثر شيخ حمد أبوسن ومواقفه الوطنية وختم رثائه بدعاء طيب له ثم دفع بالرثاء لجريدة الصحافة والذي نشرته في اليوم التالي بعموده الشهير(خواطر). وفي اليوم التالي جاء إتصالآ هاتفيآ للأستاذ حسن نجيلة وكان المتحدث الشيخ حمد أبوسن بنفسه من القضارف وكانت مفاجأة مفرحة للوالد ولقد أوضح له الشيخ أبوسن بأن المتوفى شخص قريبه يحمل نفس إسمه ثم أردف شيح حمد قائلآ للأستاذ حسن نجيلة:
(حرم يانجيلة ماقصرت في رثائي وياها المحرية فيك .. والحمد لي الله الخلاني حي وأقرأ رثائي لكن بوصيك إن مت نزل لي الرثاء ده تاني) ,, ومضت الأيام ويتوفى الأستاذ نجيلة قبل صديقه أبوسن وظل كلمة الرثاء حبيسة أرشيف جريدة الصحافة.
ولعل شاعرنا الفيتوري قد قرأ كلمات نعيه ورثائه وهو حي يرزق فعرف محبة أهل السودان له وهو قد إغترب عنهم زمانآ طويلآ .. ولقد سمعت عبراته عبر المكالمة الهاتفية مع قناة النيل الأزرق وعلمت بأنه يعاني الوحدة والإهمال وهجر الناس له خاصة بعد سقوط نظام القذافي والذي منحه الجنسية الليبية وعمل معه لفترات طويلة وطالما هو يعاني من المرض والوحدة وهما أمران يهدان الفرد وربما يفضيان به إلى الموت الجسدي .. لذا أناشد أبناء الجالية السودانية بالمغرب الإلتفاف حول شاعرنا الفيتوري والوقوف بجانبه في هذه اللحظات من حياته فمهما أغترب عنا فالفيتوري منا وأسأل الله له الشفاء الكامل له .. فقلوبنا هي الوحيدة التي تسعه.