ادونا هجليكم نمصو ندوكم ..هل اعتقد المؤتمر ان الرعاة خفاف ظل وراس؟

..جدي لامي ود حسين صبي كان يمضي الى السوق عبر منزلنا لاخذ كباية الشاي خاصته من امي الى ان اتى يومها ولم يجدها فوجدني لانجز تلك المهمة الصعبة وبحرص تناولت افضل الكبايات وبعض البهار النادر خروجه الا لعزيز ثم ..اعددت تلك الكباية وياليتني لم افعل تناولها بتافف ثم القى بها على حصاة لتنكسر دون ان ينطق الجد واحتفظ بوجة نظره حتى عودته مرة اخرى للغداء ..معلقا يا امني وهي امي ..وليدكي الالباوي (الاسود) التعيس سوى لي شاي مثل بول الشيطان..(كناية عن خفة الشاي) ثم..
وانا استحضر تلك الخاطرة وفي مخيلتي تراجيديا هجليج ..التي ظلت لسنوات ارض قحلة لم ارى فيها شيء طيلة الربع قرن سوى ابار البترول ..واشخاص سمان واخرين بوجوه دائرية وعيون حادة وشعر منتصب ..ظلت هجليج هكذا وهم كما هم سكانها ..يقضون نصف العام في رحيل مشوق وشاق وكم كان من الجميل ان تستقر تلك الاجساد القوية والشجاعة او تطاردها مؤسسات الحياة المدنية فتنبت هجليك مزيدا من المسيرية الزرق ومزيد من الدينكا الحمر..ستنتج هجليج اضعاف ما تنتجه ابار (البترول الكج) الذى ستنتجه سلاما ناعما..ستنتج اسهاما ضخما في صناعة القومية السودانية المتماسكة التي لن تسمع .ولن تسمح (لامثال نافع وخال الريس ) بالتفوه بعباراتهم التي تشابه ما تتفوه به مؤخراتهم

..
سنحت الفرصة للمؤتمر الوطني ان يحرق كل الحقبة الجميلة لثنائة بابو نمر والمك دينق هل تلك الحقبة التي ارهقها هطل الانظمة الشمولية منذ نميري مرورا بمثيري النزعة العرقية التي التي تتغزى منها الانقاذ لتنمو بها كالطحالب التي لاتشعر بوجودها ولا تضمنه الا في الماء الآسن..
كانت هجليج سوف لن تحوج السودان لايفاد كفائات من خارج السودان ولا خارج حدود هجليج التي انكمش اهلها لوقت طويل وعندما دافعو عن ما في هجليج دافعو عن بناتهم وعندما اتت الحيكومة اتت دفاعا عن ابار بترولها تلك الحكومة التي علمت من وقت مبكر بمناوشات اجلت الشركات على اثرها منسوبيها خارج مدينة هجليجل لان كل موظفيها العاملين هم من خارج هجليج؟عادو الى صينهم ..او الى حجارتهم الكريمة ولم يحملو معهم حفاة هجليج ولا بائعات السعف اللائي يعبرن مسافات على الارجل بحثا عن شخص يشتري سعفا..لم يحمل من خرج من هجليج إبان المناشوشات رائحة تلك الارض ولا احلام اطفالها بالنموء العقلي والجسدي والاجتماعي..

وجد اهلنا نفسهم يدافعون عن المؤتمر الوطني وهم يحمون عائلاتهم من ويل الحرب ..ثم عردت الحيكومة وتركتهم وجه لوجه مع الحركة الشعبية التي تحاشت قتالهم لولا ما سربه المؤتمر عبر انين المسيرية وهمهماتهم من اناشيد الجبهة الاسلامية وما سرقته من التراث السوداني من (غناء ,ومديح ,ومشكار) لوطن باكمله لهتاف قتال لا مجال فيه للطرف الاخر الا وان يصوب بندقيته نحوك..
هكذا عندما عجزت الانقاذ والمؤتمر الوطني اخيرا من تمرير خطاب المراحيل ,والفرسان,وووو لجاءت لما هو اقبح وهو دفاعكم عن هجليج هو دفاعكم عن السودان.ثم ياتي قائد الركب رئيس الدولة ليمهد لهجليج اخرى باشهار خطاب (الحشرات) التي سبق له وان احتضن بيضها حتى افقس انفصالا سيظل وصمة عار مضافا الى اللحى الصفراء التي كذبت ثم كذبت حتى صدقت كذبتها ان السودان هو مجرد كائنات غبية ارتبط مصيرها بمصير حزب المؤتمر الوطني ووجوده يعني وجود الشعب وغيابه يعني غياب الارض والعرض ..هذا السودان الذي اصبح الان مقصوص الجوانب لا تستطيع ان تعيد خارطته الى ما كانت عليه
.

اذا لا بد ان يظل هناك سعيا متواصلا بان يظل الحل السلمي ومعالجة القضايا من جزورها هو البديل الامثل لخطاب الحرب والملاعنة فليس من الحكمة ان يقبل السودان على صراع هنو اضعف ما يكون لخوضه دون ادوات واولها التماسك الداخلي الذي تهلهل من كثرة التخبط وسوءادارة الواقع السوداني بحكمة او على الاقل بشفافية تمكن الاخرين من الاسهام في الحفاظ على ما تبقى من جسد السودان

UP

شكرا الاخت امنة مختار

وثمة امر اخر لم تدركه الحكومة السودانية الان في صعوبة الفصل بين مجتمعين وانا اقصد الان ما اعنه بمجتمعين فالانفصال في السودان لم تقوم به دولة لان مشروع الدولة السودانية لم يكتمل حتى الان اي لم تكتمل شروط تسمية السودان بدولة للخلل الكبير داخل الادارة السودانية عموما فالموقف الجهوي في السودان لازال حادا ولا ولن يمكن الحكومة السودانية الاستناد عليه في ادارة صراع مع اي جهة اخرى وما الصمت المخيم على قضيتي حلايب وشلاتين الا دليل عجز ليس على المستوى العسكري فقط بل حتى المستوى القانوني وكان الاولى للدولة السودانية ان تستمر في انتصارها على الحركة الشعبية دبلوماسية خاصة بعد ادانة المجتمع الدولي لدخول هجليج ويكون الصراع الميداني على حلايب وشلاتين تاجيلا للانتصار الدبلوماسي الذي قامت به مصر بتمصير كل السودانين هناك بناء لما تقدمه الان من تنسيب وتجنيس للسودانين هم في الاصل اكثر ازلالا وهم داخل الدولة السودانية

ول أبا مجاهد
سلامات ..

Quote: ولن تسمح (لامثال نافع وخال الريس ) بالتفوه بعباراتهم التي تشابه ما تتفوه به مؤخراتهم

رجاءً يا ول أبا مجاهد ان تقلل العنف اللفظى .. نحن البقارة معروفين بالصبر والحكمة .. وقليل من الحكمة يقدمنا للأمام ..

مسألة تقييم أحداث هجليج مهمة بالنسبة لنا سكان التماس ولكن أيضاً مسألة تعايشنا شمالاً وجنوباً هى مسالة لا غنى لنا عنها.

بريمة

لا خلاف في ذلك فتكمن الحكمة في ان حتمية الصراع ما بين المجتمعات التي تربطها علاقات ارض (محدودة) ليس بمساحتها لكن بتزايد المستفيدين من تلك المنباطق هناك صيغ قانونية تنتجها تلك المجتمعات بالتجربة والتجريب( الادارة الاهلية مثالا) ويعتبر تدخل اي جهة اخرى دون اعتماد تلك المجتمعات لها هي القشة التي تقصم ظهر البعير ..لذلك ونموزج المؤتر الوطني او الانقاذ هو اسواء النمازج التي ازهقت ارواح الناس وادت بهم الى صراعات لا تؤتي الا بالخراب لمناطق تلك المجتعات
وهل انت متفق معي بان مسؤلية الدولة هي ان تجعل من الرعي البدائي رعيا متطورا؟مثلا ان تعيد الدولة ما تستجلبه من ضرائب على ماشية الرعاة في استخراج المياه من احواض البقارة التي تغزي النيل وهي مياه كفيلة بان تجعل لكل بقاري مزرعة كاملة تمكنه من مضاعفة انتاجه واستقراره وتعليمه وصحته دون حوجة الى خوض صراعات بالانابة او اجباره الى خوض تلك الصراعات التي لم يسهم هو فيها الا في حدود طبيعة الحياة هناك..
انا مثلك يا حميد وكثير من الشعب السوداني يسكن مناطق تماس لكن مسؤلية حمايته ليست مسؤلية شخصية اي بعبارة اخري فلنعمل انا وانت واخرين كسكان تماس ان نجعل الدولة السودانية ان تقوم بدورهابل واجبها ولا تزج بنا في صراع تاخذ هي ريعه .ما حدث في منطقة هجليج لا يسر احد وهو مسؤلية الدولة وليس مسؤلية المواطن البسيط ولا من الحكمة زجه في تلك المحارق ان لم تقم الدولة اساسا بمنحه سبل البقاء والعيش الكريم ..القرى المحروقة تؤكد فعلا درجة اهمال الدولة لتكل المنطقة وبكاميرتها ايضا وليس ما تدعي ان هناك اياد خارجية ..من حق ابناء البقارة في مناطق التماس ان يستقور ويتعلموم ويستفيدو من المؤسسات التي تنشاء على اك########م لان الاقتصاد السوداني بني على الرعي والزراعة واي صناعة جديدة يجب ان تعيد الريع لراس المال الذي قامت عليه ذات الدولة التي الان تلهف وراء البترول وتتناسي البنية الاساسية للاقتصاد وهو المزارع والراعي .الذي لا يستفيد مطلقا من انشطة هو غير اهل للانضمام لمؤسساسته لانه لم يخدم بتوفير مدراس ولا سبل تعلم ترفع من كفائته ليصبح هو من يدير ويطور ويستفيد من تلك المؤسسات الحديثة (البترول مثلا) وهذا الامر نسبيا اي كم في المية من ابناء منطقة هجليج يشكلون فئة الادارة العليا في مؤسسات البترول؟؟.
العنف اللفظي الذي تشير اليه ستقل نبرته يا ول ابا بمساهمتك انت الفكرية ولا يهم ان كنت تنطلق من خلفي بقاري او زراعي او صناعي وهي كلها تشكل بنى وعي هدفها ابتكار صيغةمثلى للتطور ..
ما تمشي بعيد