صون التراب..الطيب النقر

صون التراب..الطيب النقر


04-22-2012, 07:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=390&msg=1335117713&rn=0


Post: #1
Title: صون التراب..الطيب النقر
Author: الطيب عبدالرازق النقر
Date: 04-22-2012, 07:01 PM

تنويه هذا المقال دونته قبل سويعات من تحرير هجليج


الحركة الشعبية محق الله ذكرها، واجتث دابرها، لا أدري متى تُمضي بالعدل حكمها، وتقرن بالصواب تدبيرها، وتقنط من الغواية والفساد، وتجنح إلى الهداية والرشاد، فجيشها الذي يتسرب إليه الضعف، ويشوبه الهزال، لن بستطيع أن يصمد أمام فحول الحرب وقرومها، فأسود الكريهة الذين يذللون الصعب، ويدركون المنيع، حتماً سوف يحرِّرون بقاع هجليج من دنس أصحاب الأجسام الضاوية، والثياب البالية، بل لا أجد نفسي موغلاً في بيداء الخيال إذا زعمت أن هذا الجيش العرمرم الذي ترنو إليه الأبصار قادر على أن تجتاج كتائبه الشعواء مدن الجنوب بأسرها بما فيها جوبا منبعُ الضلالة، ومْبرَكُ الفتنة، التي حسرت لثامها، وأبدت صفحتها، وانساقت وراء حقدها الدفين.
ولعل الأمر الذي لا يختلج به خاطر، أو يهجس في ضمير، أن دولة الجنوب التي عمّت فيها الفوضى، واتسعت بين أرجائها بؤر التوتر ليست حريصة على اطفاء نار الهيجاء، وطمس معالم الغي، مع الدولة الأم فكم من زلازل صماء، وفتن عمياء، سعت جوبا أن تجر الخرطوم إليها، والخرطوم التي دأبت أن تعتصم بمعاقل الصبر، وتلوذ بقلاع الجلد، حتى ضاق الشعب وتبرم من يسر أخلاقها، ومحمود شمائلها، وسماحة سجاياها، تسربلت بلامة الحرب الآن، نعم لقد شحذت أصل الدولة ومنجم الحُكم السيوف وسنّت النبال، التي ينبغي ألا تعود إلي أغمدتها وكنانتها إلا بعد إبادة أهل الخرق والثَوَل عن هجليج، وإزاحة من ليس لهم غريزة عقل، ولا صريمة رأي، عن سدة الحكم في الجنوب، فالحركة الشعبية مرفوع عرشها على غثاء العمالة والارتزاق، ولن يهنأ الشمال بجوار آمن مع الجنوب إلا إذا حسم معرة هذه «الحشرة» وكسر شوكتها.
الشعب السوداني الذي وقّرته الحوادث، وراضه الزمان، محروق الجوى، حزين الفؤاد، ويتلهف لرؤية هجليج وأخرى في أقصى الشمال شمخ فيها الشقيق بأنفه، وقد عادتا إلى حضن الوطن فكلاهما شطر غالٍ، وركنٌ عزيز من هذه الديار التي تجمعت مكيدة الغرب، واستحكمت شكيمة الصهيونية على تجزئة بواديها، وتفريق روابيها، وعلى الحزب الصمد الذي التفّ حوله الشعب الآن أن يراعي أمانة التكليف، ويصون حرمة هذا التراب الغالي ويكف عن السياسات الخرقاء التي تثير حفيظة هذا الشعب الصابر على عرك الشدائد، وأن يُبقي على تصنيف الحركة الشعبية، فما هي إلا عدو بغيض يروم فناء هذا الوطن وطمر أثلته.

الطيب عبدالرازق النقر1