لم يخرج الشعب للمؤتمر الوطنى ولكن من اجل الجيش

القوات المسلحة السودانيه والشعب السودانى علاقة لم تستطع كل المؤامرات ان تقضى عليها وقد فشلت كل محاولات النيل من هيبة القوات المسلحة ليظل الجيش كما قال لى الراحل محمد ابراهيم نقد هو الذى يعيد الامور الى نصابها وقد كان وسيظل هو المؤسسة القومية التى تنصهر فيها كل الامة السودانية وعنده من القيم والاعراف والتقاليد الراسخة ما يؤهله لان يكون دائما رمزا للشعب السودانى العظيم الذى يبادله حب بحب واحترام باحترام ويكن له كل التقدير وظل الجيش يستمد قوته وعنفوانه من الشعب وهو من ينهض مدافعا عن الكرامة السودانيه وعزة الوطن وكبرياء الامة وفيه رجال من عمق هذا الشعب الكريم لايعرفون ولاء الا لهذه الامه وقيمها ومبادئها وله فى ذلك سجل خافل من البطولات والتضحيات والمواقف والتى وبكل اسف تقف الطبقة المثقفة دون ابرازها ولربما تعمد احيانا الى تبخيسها والحط منها وهذا ما فعلته ادبيات ما عرف بثورة اكتوبر الا ان الانسان السودانى العادى غير المقيد بعقد البرجوازية الصغيرة يعرف قدر الجيش لان الشعب السودانى يعرف اقدار الرجال ولايحتاج بفطرته السليمه الى من يعرفه بهم .

لابد ان يعى السياسيون العلاقة ا########دة بين الجيش والشعب حتى لايقعوا دائما فى الاخطاء المميته والمتكرره فالقوات المسلحة السودانية لم تسعى يوما الى السلطه ولكنها تفعل ذلك متى ما احست ان كرامتها قد اهينت فلا الدوافع العقائدية ولا الايدلوجية تكفى لان ينقلب الجيش على نظام دستورى قائم ولكنه يفعل ذلك حين يكوت عاجزا عن اداء دوره الوطنى ومهامه التى حددها له الدستور وحينئذ لايجد امامه سوى الانقلاب واكثر ما يستفذ القوات المسلحه ان يتدخل احد فى امرها او يحاول القيام بدورها او يتعدى على هيبتها وقد يكون ذلك اشد وقعا عليها من التمرد عليها ولها فى القتال ضد حركات التمرد فى الجنوب باع طويل وهى قد تمرست على القتال ضدها حتى اصبحوا فى ذلك اشبه بالقط والفار وقد لايكون الحال ضد حركات دارفور بذات القدر وهذا امر يحتاج الى التدقيق والتحليل العميق وهذا ما اغفلته نيفاشا التى كان لها حظ وافر فى البحوث والدراسات فى المؤسسات العلمية العسكريه وهنا لانغفل دور الاستخبارات العسكريه وما لها من باع طويل فى ممارسة العمل الاستخبارى على اسس علمية وخبرة وتمرس والعسكريون هم وحدههم فى السودان من يتمتعون بعقلية استراتيجية لانهم يدروسونها منذ امد بعيد وهى لم تدخل الجامعات السودانية الا قريبا جدا.

الملاحظ للبيانات التى تصدر عن المؤسسة العسكرية اتها تستمتع بمهنية عالية ولايوجد بها حشو فهى تستخدمه فقط كلمة (العدو) ولاتتعداها الى عبارات اخرى ذلك لان الجيش يقوم بمهام محددة وفق الدستور ولا يتعداها لسواها وهنالك ما يعرف بالضبط والربط عند الجيش السودانى كذلك فان احترام القيادة والاقدميه امر بالغ الاهمية ومتى ماحدث اختلال فى هذا الامر تغقدت الامور وتعسر السير الطبيعى للاشياء ولان هيبة الجيش من هيبة قيادته لذلك فقد قاد القوات المسلحة ######## افذاذ امثال اللواء حسن بشير نصر والزين حسن ورجال ملء السمع والبصر وللجيش تقاليد راسخة واخلاق فى الحرب والسلم تتوارثها الدفعات العسكرية ووتحافظ عليها بل ان للجيش لغته الخاصة التى لايفهمها المدنيون بل ان لهم لغة مشتركة حتى وان لم يتكلموا وردود افعالهم واحدة ويعرفون بعضهم معرفة دقيقة .

اذن فان الشعب السودانى يعرف بدقة متناهية ماذا يفغل وماذا يريد والجهلاء من اتباع المؤتمر الوطنى يفسرون خروج الشعب السودانى فى صراع هجليج لصالحهم ولو انهم تفرسوا فى وجوه الجماهير لارتعدت فرائصهم جزعا مما ينتظرهم فاحداث هجليج اثبتت ان الشعب السودانى مازال حيا وواعيا الا انه دائما يطيل الصمت ولكنه ينفجر كالبركان ولانه عطيم عظمة قواته المسلحة فانه يعلم ما يريد وقد اقام جسرا بينه وبين القوات المسلحة من نوع اخر هو تجاوز كل الواقع السياسى والاقتصادى المر من اجل ان يحيى القوات المسلحة والتى سوف ترد التحية باحسن منها ولاول مرة يكسر الشعب حائط الصمت ليخرج على توجهات المعارضة التقليدية التى احتكرت المعارضه كما احتكر المؤتمر الوطنى السلطه ولكن الشعب السودانى يخرج ليؤكد ان الاشياء الاصيلة فى الامة تستعصى على كل المؤامرات والتدبير واهمها الشعب والجيش فان كانت المؤامرة قد وضعت ترتيباتها على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية فانها تقف مكتوفة الايدى امام مفاجات الشعب السودانى الحر وعاجزة عن سبر غور القوات المسلحة .