هل قناة الشروق محايدة؟ ( هشام عبدالملك )

كتب زميلنا الصحفي هشام عبدالملك :-


تلقيت اتصالا هاتفيا من أمين عام الجالية السودانية بدبي، حدثني فيه وهو يكاد يتميز غيظا، عن أن مدير برامج قناة الشروق (شمس السودان التي لا تغيب) رفض نشر أية تهانئ بمناسبة تحرير هجليج، بحجة أنها (قناة محايدة)، ولا ينبغي أن يصدر منها مثل ذلك الفعل غير المتوازن، وأن المدراء الأجانب بالقناة (السودانية) لن يقبلوا مثل ذلك التصرف!
والله العظيم هذا ما حدث بالضبط، ونحن في قمة شعورنا بالفخر والعزة الوطنية، وهي أشياء لا تحدث كثيرا في وطننا المنكوب بنا. لكن هذا هو الواقع الذي فرضه علينا بعض الذين أتوا إلينا بأجانب، ليديروا إعلامنا من (مركز بث سياحي)، يدفع ثمنه الشعب السوداني من دمه وقوت يومه! وتمتهن فيه كرامة المرأة السودانية، بل وكرامة الرجل السوداني، أمام أعين وأسماع المسئولين، دون أن يرمش لهم طرف، وهو ما لن نسكت عليه منذ اليوم. ولعل الجميع سمعوا بمهزلة نائب مدير القناة (الأجنبي) الذي راود فتاة سودانية عن نفسها، مقابل أن يؤمن لها وظيفة جاءت تطلبها من مؤسسة قيل لها إنها سودانية!
دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها.. فقد جاء مدير البرامج بقناة الشروق قبل ذلك، إلى كاتب هذه السطور في أعقاب حوار بالنادي السوداني، حول معنى وجود مركز بث سياحي لقناة سودانية خارج السودان، وتعيين أجانب عليه، ليقول لي بالحرف الواحد، "إنهم يخافون من المدير الأجنبي ولا يستطيعون قول شئ أمامه، لأنه سيذهب إلى الخرطوم ويأتي بقرار فصلهم أو نقلهم إلى الخرطوم، وهذا هو السيناريو الأسوأ!" نعم هكذا قال لي وهكذا يقول آخرون! كما تلقيت اتصالا هاتفيا دام لأكثر من ساعة، من الملحق الإعلامي السابق بقنصليتنا في دبي، الذي شارك في الحوار، بعد أن عدت إلى منزلي، يهنئني فيه على إثارة الموضوع، ويؤكد أيضا (أنهم يخافون!) فما هي الحكاية بالضبط؟
الغريب في الأمر، أن السيد سكرتير الجالية السودانية بدبي تراجع عن موقفه بجرة قلم، حين تم الاتصال به مساء نفس اليوم، لاستضافته من داخل استديوهات مركز البث السياحي لقناة الشروق (أو قناة الزلم كما يسميها السودانيون هنا)، وقد كان ذلك الثمن أكثر من كاف لشراء سكوته!
كما أن ما يؤسف له، أن مدير الأخبار (المصري الجنسية وصهر المدير الأجنبي)، ونحن في غمرة الاحتفال بيوم النصر، نقل نشرة أخبار قناة النيل المصرية، شبرا بشبر وذراعا بذراع. وبحجة الحيادية في بث الأخبار، أذاعت قناة الشروق البيان الذي أصدره وزير إعلام الجنوب، بأن قواته ستكمل إنسحابها من هجليج خلال ثلاثة أيام، دون تعليق! وتصديقا لصحة ذلك، أردفت الخبر بحديث سابق للسيد الصادق المهدي، يدعم فيه القوات المسلحة، في معركتها (من أجل تحرير هجليج!)
نحن نفهم أن يأتي ذلك خلال برنامج حواري، يتم فيه وضع النقاط فوق الحروف، ويصحح المفاهيم الخاطئة. ونفهم أيضا أن يأتي من قناة النيل المصرية لأسباب تتعلق بخلافات داخلية في مصر بين العلمانيين والاسلاميين، في أمة تغيب فيها الاستراتيجية، ويستعاض عنها بالمتغير بديلا عن الثابت! ولكن ما لا يمكن أن نقبله، أن يصدر ذلك من قناة تلفزيونية شعارها (شمس السودان التي لا تغيب)، لتكذب بيانات القوات المسلحة، وخطابات السيد رئيس الجمهورية، ومسيرات الشعب الهادرة!
إننا نستغرب سكوت الحكومة على مثل هذه الممارسات، وما هي (الذلة) التي يمكسها علينا هؤلاء الناس حتى نتركهم يفعلون بنا ما فعلوا؟
والآن من حقنا أن نطرح بعض التساؤلات المشروعة:
هل لا يوجد سوداني واحد مؤهل ليكون مديرا أو نائب مدير أو مدير أخبار أو مدير تدريب لقناة تلفزيونية بمساحة دكان يماني؟
هشام عبد الملك – صحافي سوداني


ونواصل ...

مثلك أخي هشام استغربت التصرف ... البلد تعلن أنها في حالة حرب وتعلن الجنوب دولة عدوة ..
من أبجديات فقه الاعلام انتفاء الحياد لدى الوسائل الاعلامية الموالية للوطن وليس الانتفاء يعني التضليل ولكن بنقل خبر الآخر صادقا مجردا مع القدرة على بناء الرد الذاتي المباشر أو غير المباشر للعدو ..
هذا هو الاعلام الذي نعرفه فالوسائل الاعلامية في هذه المرحلة بغض النظر عن كل المغالطات يجب أن تقف إلى جانب الوطن وليس بالضرورة إلى جانب الدولة .. ومن الطبيعي أن يتحول الاعلام إلى طبيعة التوجيه المعنوي وإدارة الأزمات والمعارك ..
الضعف الاعلامي ليس في قناة الشروق وحدها وإنما في كامل الاعلام الوطني الذي لم يدرك قيمة السبق التصريحي في إدارة المعركة إعلاميا والتمهيد الأقرب له وهو ما جعل سلفاكير يصرّح بالانسحاب قبل تصريح المؤتمر الوطني بالنصر ما جعل المتابعون والمحللون في عدم يقين وتشكيك وهو وسيلة من وسائل الضغط المعنوي التي استخدمها الجنوب بامتياز في هذه المرحلة من الحرب .
قناة الشروق أصلا فقدت هويتها منذ ميلادها وفضحت توجهها ومنابع إروائها بكل سذاجة .. الاعلام في قناة الشروق هو إعلام إمكانيات وصورة غير أن القواعد الموضوعية وفلسفة توزيع الخارطة البرامجية العامة والمتقلبة تكشف خللا كبيرا في إدارتها استراتيجيا بقواعد الاعلام ؛ وهو ما يدعونا للتساؤل عن سر الاستعانة بكوادر غير سودانية طالما أن خبرتها ( الهائلة الخارقة ) عجزت عن رسم ملامح الهوية للقناة وعجزت عن التماشي مع مقتضيات المرحلة وعجزت عن إدارة إعلام مرحلة التوجيه العنوي بثوب حيادي ومهنية .
هذه هي الأسباب التي قد يؤتى بخبير أجنبي لتطبيقها لو لم توجد في الكوادر الوطنية ولكن قناة الشروق في فلسفتها وضعت العربة أمام الحصان واهتمت بالشكل والوجوه قبل الاهتمام بالمضمون ما يجعلنا نسأل عن دراسة الجدوى التي وافقت الجهات الممولة بموجبها على إنشاء القناة وما إن كانت تضم توجه القناة أم لا ؛ وبالتأكيد لا نريد القول إن كانت الدراسة تقود المنشأة إلى مؤسسة استثمارية أم لا ... فامن الواضح أن حجم الصرف وحجم الاعلان التجاري في القناة يجيب على هذا التساؤل فالقناة لم تنشأ للربح وجني الأموال ولكن ..
لماذا أنشئت طالما أنها لالهذا ولا لذاك ؟؟؟؟



ونواصل ....

الأستاذ عبدالدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ عبدالدين السلام عليكم ورحمة الله وبركات




تسلم أخي الحلاوي ..

وينك مختفي ؟؟؟؟