الحاج وراق يشتري (الترماي) ..!

(*)

و روح (الإتجاه المعاكس ) تغلب على نبرته..
ذهب الأستاذ / الحاج وراق إلى قاهرة المعز منذراً أهل مصر بالويل الذي به موعودون ..
(خبري رمضان) باعه (الترماي) كما ورد في قصة الصعيدي الشهيرة , حين رمى به بين براثن
متحدثين بإسم حزب الحرية والعدالة الإخواني و متحدث بإسم التيار السلفي المصري حديث
العهد بالعمل السياسي (العلني) ..

الحاج وراق يبدو أنه لم يقرأ خارطة الشارع المصري جيداً , فطفق يحدث الكافة حديث النخبة والصفوة
ومصر هي بلد يعلو فيه صوت الكافة والبسطاء ولا أثر لنخبتها في شارعها السياسي ..

هذا ما تبلورت عنه حرب النخبة والكافة ..
في معركة الإنتخابات الأخيرة التي أتت بالإسلاميين وبأغلبية مريحة, لم تكن أمراً مدهشاً للمتابع
للمشهد السياسي المصري على مستوياته الشعبية , فالشارع المصري شارع ذو ميول إسلامية
لدرجة أن الراقصة قبل أن تلج كابريهات شارع الهرم تسجد لله ليوفقها في (هز ) وسطها ..

طبيعة الشارع السياسي المصري على مستوى كافته لا يغرين أحداً بانتقاد الإسلام أو الإسلاميين
خاصة وأن النخب الثقافية والسياسية المصرية تختلف حول إلى أي مستوى ستتأسلم الدولة المصرية
و ليس هل ستتأسلم أم لا ؟

يا أستاذنا / الحاج ..
مصر دولة تغلب العاطفة الدينية على كافتها , وتتوارى نخبتها عن الخوض فيما خضتم فيه من
نقد للدولة الإسلامية أو للدين الإسلامي , إلا بغرفهم المغلقة , فهم يعرفون طبيعة كافتهم التي
بيدها الأمر حين يكون الأمر أمر خيار ديمقراطي ..

تيار الإسلام السياسي المصري , رغم تخلفه وإنكفاءه الذي يبدو لمن ينظر إليه نظرة يشوبها تسطيح
لسنوات طويلة , هو تيار إجتماعي عريض , له مؤسساته المالية والإجتماعية والإقتصادية والإعلامية
وهو تيار يجيد المناورة والمراوغة مع الآخر حين يستشعر ضعفاً , ولكنه تيار ذو أنياب ومخالب
حين يستشعر ضعف الآخر (السلطة) أو (المنافس السياسي ) , وبراغماتية هذا التيار , ستجعل الإبتسامة
التي علت وجه الحاج وراق وهو يستمع إلى حديث (خيري رمضان *) , الذي يطمئن فيه الحاج وراق
أن مصر لن تقع في براثن الإسلاميين والذي أختتم به الحوار التلفزيوني
كأبتسامة الصعيدي الذي باعه أحد محتالي القاهرة (الترام) ..!

______________________________
* خيري رمضان مقدم برامج تلفزيوني مصري لامع
والحوار كان بقناة (سي بي سي)

الاخ كمال علي الزين الصحة والاخبار

(*)

سلمت أخي /محمد المسلمي ..

(*)

ولم يفت على الأستاذ / الحاج وراق أن يجعل من تجربة السودان مع الإسلاميين منصة لإطلاق
النار على إسلاميي مصر , ولكنه فات عليه أن الحركة الإسلامية المصرية التي بلغت من العمر
ثمانين عاماً , لن تهزم عبر أمثولة نظام الإنقاذ أو عبر إتخاذه فزاعة لتخويف الشارع المصري
من الخطر القادم ملتحياً ..

ربما يشعر الحاج وراق كغيره من معارضي الإنقاذ , أن نشوء نظام إسلامي في مصر , سيخلق تقارباً
بين مصر الرسمية ونظام الإنقاذ لوحدة الفكر والآيدولوجيا , مما يجعل ذلك التقارب سابقة هي
الأولى من نوعها منذ إنقلاب الإسلامينن في السودان وإطاحتهم بالنظام الديمقراطي لصالح مشروعهم
الآيدلوجي و دولتهم الشمولية التي عانت كثيراً من عداء مصر الرسمية , هذا أمر يغض مضجع كل
معارضي نظام الإنقاذ والحالمين بزواله , خاصة أنه أتى متزامناً مع إنهيار نظام العقيد القذافي
و إحتمال نشوء دولة ذات توجهات إسلامية في (ليبيا) ..

وهما بلا شك أمران يجعلان (على المستوى النظري) من الربيع العربي , ربيعاً على نظام الإنقاذ بحق
وحقيقة, تنتهي عبر هذا الربيع سنوات القطيعة مع مصر وليبيا, كما أنقضت سنوات القطيعة مع
الجارة (تشاد) , وهو مايجعل الإسلاميون في السودان يهنئون بهذا الربيع أكثر من غيرهم , أقول
هذا على (المستوى النظري) , ولوراق الحق في أن يقلق , ويقلق كثيراً , لأنه لم يجيد قراءة الواقع
شمالاً ..

الأخ كمال
لك التحية و شــكرا على هذا التحليل .

جملتك "وهو مايجعل الإسلاميون" يجب أن تكون "وهو مايجعل الإسلاميين" , لأن حقها النصب فى هذا الموضع.

ملاحظتى هذه لا تقلل من ألق الموضوع.

لك التحية مجددا

أخزك
اســامة صديق

Quote: الأخ كمال لك التحية و شــكرا على هذا التحليل . جملتك "وهو مايجعل الإسلاميون" يجب أن تكون "وهو مايجعل الإسلاميين" , لأن حقها النصب فى هذا الموضع. ملاحظتى هذه لا تقلل من ألق الموضوع. لك التحية مجددا أخزك اســامة صديق

شكراً أخي / أسامة على التصحيح
وأتمنى أن تقبلو كتابتي على علاتها لأنني أكتب وأرسل مباشرة
الزمن خناق , والكتابة على الموبايل مرهقة بعض الشئ ...

سلمت ...

(*)

المجتمع الدولي الآن ليس هو ذات المجتمع الدولي قبل 2010 , فقد جرت مياه كثيرة
تحت جسر النظام العالمي , جعلت من الإسلاميين حليفاً مستقبلياً للغرب , في وجود وسيط
ضامن هو النظام الحاكم في تركيا ..

نهوض نوعي للمارد الروسي , يتبعه إنتشار سرطان النفوذ الصيني , الذي أتسم بعدم ميله
لتقييم حلفاءه سياسياً , فهو مستثمر في المقام الأول ورغم أنه نظام يساري إلا أنه لا يلقي
كثير بال لمن يضع يده بيده من الأنظمة ولا يحفل بآي أيدلوجيا ينطق , حسبه أن ينظر إلى ماتحت
الأرض من خيرات , كما أن ملالي إيران بدأؤوا يلهجون بالشكر لأمريكا وحلفاءها الذين قدموا لها
العراق على طبق من ذهب , فطمعوا في البحرين وشرق السعودية وشمال اليمن ولن تتوقف أطماعهم
بالطبع ..

هذا جعل من الإسلام السلفي والإخواني تيار المرحلة والحليف المناسب للغرب وحلفاءه , كما أن براغماتية
الإخوان , جعلتهم الأكثر قرباً إلى مشروع النظام العالمي الجديد وسياسة الغرب الجديدة
التي أستغت العبر والدروس من الخدمات المجانية التي ظلت تقدمها للروس والصينيين والإيرانيين
الذين يحلمون بعودة العالم ذو القطبين ..


عالم الحرب الباردة ..

(*)

لذلك كان ترشح (خيرت الشاطر) أمراً أمريكياً بحتاً ..
رغم الوعود الكثيرة التي قطعتها حركة الأخوان بمناسبة وبغير مناسبة
مؤكدة عدم إقدامها على ترشيح أحد قياداتها لمنصب الرئيس ..
لكن أمريكا شاءت ..
فأنصاع الإخوان ..


قد يستغرب المتابع للشأن المصري هذا الرأي ولكنه الواقع للأسف ..
لماذا المهندس (خيرت الشاطر) دون غيره ؟
ولماذا تدخلت أمريكا لتثني الإخوان عن عدم رغبتهم في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية ؟

للإجابة عن هذا السؤال , يجب أن نعرف من هو المهندس (خيرت الشاطر) ..
ومن ثم لماذا صارت حركة الإخوان الحليف الأمريكي القادم ..


سأواصل ..

Quote: تيار الإسلام السياسي المصري , رغم تخلفه وإنكفاءه الذي يبدو لمن ينظر إليه نظرة يشوبها تسطيح لسنوات طويلة , هو تيار إجتماعي عريض , له مؤسساته المالية والإجتماعية والإقتصادية والإعلامية وهو تيار يجيد المناورة والمراوغة مع الآخر حين يستشعر ضعفاً , ولكنه تيار ذو أنياب ومخالب حين يستشعر ضعف الآخر (السلطة) أو (المنافس السياسي ) , وبراغماتية هذا التيار , ستجعل الإبتسامة التي علت وجه الحاج وراق وهو يستمع إلى حديث (خيري رمضان *) , الذي يطمئن فيه الحاج وراق أن مصر لن تقع في براثن الإسلاميين والذي أختتم به الحوار التلفزيوني كأبتسامة الصعيدي الذي باعه أحد محتالي القاهرة (الترام) ..!

الأخ / كمال
طيب التحايا
طبعا هذا لا ينفي أنهم على باطل وأن شعبهم حتما سيدفع ثمن سيرورته المتأخرة عن ركب البشرية المتقدم، فالفهلوة والمرونة التي مارسها أهل الإنقاذ وصلت بهم إلى طريق مسدود فعادوا بنا القهقري الى عهد داحس والغبراء ، فالمصريون كما ذكرت أنت آرثوذوكسيون لم يطرحوا التساؤلات النظرية في يوم من الأيام وبالتالي ستأتيهم الإجابة والعلم من الواقع وبالسيف الأصدق أنباءً من الكتب وسيطبق عليهم الناموس لوائحه وما أدراك ما الناموس إدفع لتأخذ وبسلاسل الامتحان دوغري بعد أن تجاوزتك لطائف الإحسان.

أبو حمـــــــــــــد

Quote: طبعا هذا لا ينفي أنهم على باطل وأن شعبهم حتما سيدفع ثمن سيرورته المتأخرة عن ركب البشرية المتقدم، فالفهلوة والمرونة التي مارسها أهل الإنقاذ وصلت بهم إلى طريق مسدود فعادوا بنا القهقري الى عهد داحس والغبراء

العزيز / أبو أحمد

العبرة بالنتائج , إسلاميو السودان لازالوا على سدة الحكم
وإسلاميو مصر وصلوا ..

أما عن إرجاعهم لنا لعهود غابرة
وإرجاع إخوان مصر وسلفييهم مصر إلى ذات العهود فذاك شأن آخر ..

من يحذر المصريين من الإسلاميين لا يعرف طبيعة المصريين ..

حضرت اللقاء وكل المناقشات
بالجد حاج وراق كان هادئا ومركزا وكانت افكاره مرتبه

حديثه عن وضع مصر وحساسيته وان لا تخضع لان تكون حقل تجارب سياسي

هو عين العقل

انا لي اسبوع باقاهرة وجلست مع الكثير م النخب وتلمست بان الشارع المصري

يقبل التيار الاسلامي في الحكم ولكن على ان يض نصب اعينه قضايا وملفات

معينة تتطلب معالجات خاصة وهي ملفات الاقباط والسياحة والمراة والاتفاقيات

مع اسرائيل ووضع مصر في خريطة الاحداث السياسية .

السؤال هل الاخوان المسلمين سيفهمون الدرس ام ان المجلس العسكري سيقلب الطاولة عليهم

كما حدث في عهد جمال عبدالناصر .

كنت عصر اليوم في التحرير والميدان فاضي وبه بعض الخيام وافراد بسطة تتجول داخل الميدان

صلاح غريبة - صحفي واعلامي مقيم بالقاهرة

(*)

الأخ / غريبة ..

شكراً على كلماتك الطيبة ...