فاطمة --- سر "الفا" ، جهر "الميم"

(1)

الباب

سعيد البقدر يهبش
طرف الغنية
الفى منديلك

وسعيد الولد القيل
فى ضل المنية
تحت شمس الأيام
مستنى ضليلك

يهدأ اللحن قليلا من الركض على حواشى الحكاية

تلتفت الأشجار فى لا إنتباه غير مقصود، ولا يعنيها الأمر فى شئ، فبعد قليل ستأتى فاطنة ويحتدم العناق الأزلى بين اللون والطعم، بين العشب وفراشات النهار الصبية

يهدأ اللحن قليلا

يتلون خد الأرض وهو يتلو تفاصيل نضار أشعة الشمس وهى تهم بعقد قران الضوء اليومى، على أحلام الأرض، تتزين العروس كل صباح بماء النهر، بالأشواق والعقوق، بالقصائد وحكايات البشر/الأرض

فاطنة ترتدى دعوات الأمهات، أخيلة "صبيان الحلة" خيول أناشيد العاشقين وأوراد العابدين وقبل أن تنتهى الشمس من تلاوة نصها المقدس، يبدأ اللحن فى إرتداء وشاحه المطعم بالورد، وتنزاح أستار الأمنية عليها وعلينا

تضرب الشمس موعدا جديدا

غدأ أعود لأكمل الحكاية، وتنتظر الأرض

يهدأ اللحن قليلا

لكنه لا ينام، فقد تواعد مع شغف البدايات الرحيبة، شرب من عذوبة التمنى، فما ارتوت فيه أوردة الظمأ المقيم

صُبى لنا
قليلا من رحيق كوثر اللحظات
أو من إبريق الإبتسامات

هبى بصحن الصباح المملوء بأعراس الشتلات الندية، بندى الأعياد وقصص الأطفال التى قضت ليلها تحت وسائد الأحلام الخضراء

عليكى الريد
لمى أعياد البلد
واغزلى الفرح الرحيب

عليكى الريد
زحى أحزان الولد
عينيك وطن
وأنا فيك غريب

إنا نشهد الشمس والغيم عليكِ، يعلن النهر صديقنا، أن مصيره فى نبع عينيك، تلك الواسعة مثل أمنيات الوطن التى لا تنتهى، الأبيض فيها كون من صفاء، والأسود كأنه أمسية إعتذر عن الغناء فيها وجه القمر
لا شئ يخلد غير صدق العاشقين، فهو حقيقة الحقائق، مثله مثل الموت وقصائد الشعراء المتعبين
لا شئ يبقى سوى صخر الأنين ودمعات الحروف، فهى وجع سرمدى فى أقصى حالات تشبثها بالروح، هى مفتاح الفجيعة وذاكرة الجرح

أما عن الهروب إلى عمق حشايا تفاصيل الحكاية، فهى لم تعد ملاذا يسوره حائط الرجاء القديم، بل اضحت جُباً غائرا فى جسد الأرض، تعلن الظلمة فيه، ألا صوت يعلو فوق سخرية اللحظة وحسد الأيام من ذلك العاشق المقتول

نادينا أولا
يا عشق، كن حقلا وسلاما على هذا القلب المفجوع
يا عشق، كن وردا وأغنيات على قلبها الوريف
على عينيها اللتين تستوطن القصائد فى رباها

ثم نادينا ثانيا
أن هذا القلب موسوم بإسمك العالى وبرسمك الجليل
وما فى هذه الشرايين سوى سكب من ريق اللهفة ومداد يسبح بحمد وجهك وجهك الذى إختصر كل تواريخ العشق وقصص الخلود

فلنحدثك الآن
ليس فى هذه التباريح سوى محض عذاب

ولا نزال نحاور اليقين تارة
يجادل الشك يقيننا الواهن أصلا، فيجبرنا على ألا نبارح ساحة موتنا، ويدفعنا صوب هاوية التخيل لنمارس موتنا الصديق، لنحيا على أمل أوهن من ذلك الخيط الذى تتشبث به اصابع القمر حين يحاول النوم، ولا يزال فى خاطر المساء بعض أغنيات
نراود النوايا كى تخبرنا عن ما يحيكه لى القلب من موت يومى جديد
فلا يجيب سوى بضحك خبئ من رماد التذكر

أيهما أقسى على القلب
الموت أم الهجر

وبكلٍ تداوينا فلم يشف ما بنا

يا مطر ..
جميل إنه فاطنة أخرجتك من بياتك الشتوي ..
لتحكي لنا هذه النوايا ..
وما يحيط القلب من عذابات ..
وعذاءنا أن في خاطر المساء بعضٌ من أغنيات ..


ياخي وين إنت ..
أتصلت عليك بس ما تقول لي وين وين ..

يا صديقي..
يا الحزن.. الذي لا ارغب أن اشفى منه ..!
اين ذهب استاذنا بشري سليمان؟..اين عبد الله جعفر؟.. اين الرحمابي؟..
شفت كيف يا صديقي المأساة.. اصدقائنا يتسربون في الصمت.. الوطن يتسرب في الصمت.. ملكة سبأ تتسرب في الصمت.. خالد الحاج يتسرب في الصمت..و نحن هنا نجتر حزنا عتيا...ننسى حتى ان نتفقد من اختاروا الغياب.. او اختارهم الغياب..!
قرأت و لم أقرأ..و قاطمة من القراءات التي تجبرك على ان تدمع ثم تهرب و تهرب..و تهرب حتى..!!!
مع السراب.. السراب.. السراب..وكت النزوح..مرساي يتوهج و يروح..و امشي في الريح.. الريح..!!!

http://www.youtube.com/watch?v=BBxQF8gIxe0
عساها تفتح معاك..هي غنية للهادي الجبل اسمها (السراب)..
و اكرر شغفي القديم: هي الأغنية السودانية الوحيدة التي تمنيت أني من كتبها..!!!!!!

و دمت..
كبر

كبر السمح

حبابين وسلام اخدر

رفيقناالحزن الماسك فيها ما فاكيها
لكين عرفنا ليهو
احسن طريقة تصاحبو، وبعد شويه بستدرج ليك الفرح
إن شاء الله كان طنوب ساى ولا كُرَاد بكفينا

الناس العزاز ديل يا محمد مرقو وفاتو
كل واحد منهم انتبذ ركنا قريب/بعيد
يمكن عشان الفجة هنا بقت ما أنيسة زى زمان
ومتين ما اصطبحت بيها وشها، بتوارى ليك زى التكنو جريدة
اخبار وأخبار بالليل والنهار
المعنى بقت زى غيرها، ومن هنا ببدا الفتور ويمكن النفور كمان

وانت عارف وشفت براك
قد اتى علينا هنا حين من الدهر، كان المحل ماهل وساهل ومليان بصنوف الكتابة
الدايره كله بتلقاه، لكين هسه بقى اتجاه واحد
واهو لسه بندافر ونحاول

لعل وعسى الحيضان تخدر من جديد

سمعت الهادى حامد

الزول ده تعرف، هو ومعاه ثلة من المتفردين
ناس أحمد شاويش والزيه

ناس فعلا ما عاديين وفيهم ملكات ما بتتلقى عند غيرهم

الصوت والحضور وطريقة الأداء ونوع الكلام

كتر خيرك والله يا كبر البليت ريق الفجة بالنغم النمير ده

تلقى العافية ان شاء الله
وتسعد وتطيب

داير اسالك من زول غناى من نواحيكم الهناك

برسل ليك فى الماسنجر كان الله هون

معتصم

كيفنك ياخ وكيف حالك
واريتك طيب وشديد وسعيد

فاطنة لسه ماسكه أسرار الحروف
ومتوسدة حكايات الجروف

ونحن لسه فى هول صدمة موت حبيبنا عبد الحليم جبارة الله

أكيد سمعت بالخبر الطامة ده

الناس كلهم والله يا معتصم لحد الآن مذهولين

اهو مشى وفات

لكين استعجل استعجال شديد

لاحق شنو هناك ما عارف

(2)

الضل

يا فاطنه
صباحنا القيّل
تحت الضليل الرامى منك
شايل شمسه فى ايدو
ومباريكى

وفرحنا الميّل
فات حد السكوت
مرق حاضن غناهو ويحكى عنك
وسط البلد واقف
يناديكى

يا فاطنة
سألتك بى دم الروح المدفق نيل
امرقى على الخلوق الشاته
تشحد فى سماك الفوق
مغطيكى

يا فاطنة
ندهتك بى لسان شغفى الأساهو طويل
فكى جداول إسمك المسحور
واسقينا
شوفى بلية الولد المرق مجبور
ونادينا
اربطى جبيرة الخاطر الدوام مكسور
وداوينا
نرسم ليك شمس
محروسة بالأفلاك
نلون ليك قمر
فى حضنو رك ملاك
نحلب ليك غنا الليل المحين ريد
تشربى بى كفوفنا
لما تتكفى
وتنهلى من قلوبنا
لما تدفى

(3)

المعنى

يا فاطنة

هاكى الفينا فضل
من غنانا
بعد عشرق علينا الصوت
وهاكى الدنيا مزروعة
مرسفة بالشدر والناس
تسبح ديمه بى نونك
لا بتفوت
ولا بنفوت
لا بتموت
ولا بنموت
هاكى رحيح ارواحنا
كايسك يوت
شيلى الباقى
من فضلة منانا
يا فاطنة

راوى الحلة غناكى
بالفا فرح
يغشاكى يملاكى
بالأ أرض
مكسيه بى خدرة بهاكى

بالطا طعم
اشهى من الشهد الساكن جواكى

بالنون نعيم
يغمر رباكى

بالها هيام
ماسك تلابيب البريدك
ومن زمن سادر وراكى

(4)

الغياب

لبثنا بعض أسىً أو قليلا
قال بعض الغائبين
فلبسنا رصيف الشوق
جلبابا يستر بعضا
من عرى السنين
فالأيام عتمة مشرعة
على عتبات العمر
والسنين لجة من الحنين

وفاطمة
نشيد القمر المضمخ بالعبق

اشتهينا
تطمئننا منارات الوصول
تطعمنا كف الإله
سحبا تضمر أعراس الخريف
مرافئا من رذاذ أخضر القسمات
واناشيدا
عطرها فى الدرب
يفتح أبواب الفصول
يحالف اللقيا لنأتى
ويستحى وجه النزيف


وفاطمة
شدو المساء المطرز بالألق

(5)

النبع

فلتقرعى أبواب دفئك يا سماء
ولتفتحى كرنفال عرسك
فالشمس برتقالة حبلى بالسناء
وبشارة الليل الصديق
تعج بفرحها المجدول
من طعم اللقاء

وفاطمة
غيمة زرقاء
تجلى سر غنائها للعالمين وانطلق

يا فاطمة
باركينا والمسى
أرق الجباه المر فينا
بكفك المسقى بالفرح الأليف
باركينا
تنام أحزان المسير
ويغفو حارس الوجع الحصيف
يغفل عن خطايا التيه
يغسل صفحة الحزن المرير
ويغفر نزوة البعد المخيف

وفاطمة
حلم ينبع من شهد الليل

من فضة النهار
من إبتسام الفجر

ومن سحر الغسق