Post: #1
Title: جنوب السودان, الحرب الثالثة تدق على الأبواب .. "حيدر المشرف"
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-27-2012, 09:16 PM
Parent: #0
مر على مناقشة هذا المقال زمن طويل !! وهاهو يطل علينا زمانه من جديد .. وكأنه كان يستشرف غيباُ !!!
جنوب السودان – الحرب الثالثة تطرق الأبواب
بقلم عميد ركن (م) حيدر بابكر المشرف
" يحتاج السلام دائماً إلى طرفين لإبرامه ولكن طرفاً واحداً فقط يمكنه إشعال الحرب " نيفيل تشامبرلين . برمينجهام 1939م " It takes two at least to make peace but one can make war " Nville chamberlain Birminghan Speech 1939 .
1. إن الصراع هو قدر البشرية منذ أن هبط سيدنا آدم من السماء إلى الأرض : ( --- وقلنا أهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) الآية (36) سورة البقرة
والصراع ينشأ عادة من تضارب المصالح (conflicting Interests) والتطلعات المتقاطعة والرغبة الجامحة في الاستئثار بالمنافع والمزايا والقدرات المادية والمعنوية الهائلة والتي تسهل تحقيق الطموحات المشروعة وغير المشروعة بكل الوسائل المتاحة بما في ذلك اللجوء إلى العنف وحمل السلاح .
2. إن الصراع السياسي في السودان هو كم تراكمي لمجموعة من المتناقضات السياسية والأيديولوجيات المتباينة والمواعين العقائدية الضيقة والموارد الشحيحة وخطل القيادات والنخب وأوهام العظمة والتفوق عند الأكثرية العرقية والدينية والشعور المتعاظم عند الأقليات بالظلم والتهميش وعدم المساواة وضمور فرص التقاضي العادل والحاسم والناجز للمظالم التاريخية الممتدة .
3. إن الحرب لا تبدأ فجأة ولا تنتهي فجأة وهي أصعب خيارات القادة والزعماء فهي قد ترفع أحياناً من شأن قائد ما إلى قمة المجد وقد تنزل بآخر إلى مزبلة التاريخ وقد وجد عبر التاريخ أن 70 % من الحروب كان من الممكن منع وقوعها إذا ما كان القادة وصناع القرار يتحلون بالحكمة وبعد النظر والقدرة على تجاوز الصغائر والارتقاء بالصراع إلى آفاق التسامح والاعتدال والجنوح إلى السلام والحوار مع الآخر.
4. ويتم عادة استدعاء الحرب في حسم الصراعات إذا كانت الدولة ضعيفة في مواردها البشرية والمادية وتحيط بها دول قوية وطامحة وراغبة في الاستئثار بالنفوذ والتطلع إلى المواد الأولية والثروات الطبيعية وكما قال فان در قولتز : " الدولة الضعيفة عسكرياً وتحيط بها مجموعة من الدول القوية تصبح هدفاً ممتازاً لتلك الدول".
...
إن الصراع العسكري بين جنوب السودان وشماله والذي اندلع في 17 أغسطس 1955م قبل استقلال السودان الوشيك في 1/1/1956م لا يبتعد كثيراً عن أسباب الحروب الأهلية في العالم فالتباين الإثني والديني والثقافي بين الشمال والجنوب كان ومازال واحداً من أقوى الأسباب لاندلاع الحرب أو التهديد باندلاعها مستقبلاً . وبالرغم من أن البعد الخارجي لا يمكن إغفاله في تغذية أسباب الصراع إلا أن البعد المحلي يبقى أقوى المسببات فالجنوبيون قد عاشوا ولفترات طويلة وهم يعانون من الغبن التاريخي والتهميش وتدني الأمن والخدمات والبني التحتية وسياسات القمع المنظم تحت مختلف الشعارات الدينية والسياسية والاجتماعية . ولئن كان من الممكن الركون في الماضي بإرجاع أسباب تلك المظالم إلى فترة تاريخية معينة من التطور التاريخي للبشرية مرت فيها شعوب الأرض وهي ترزح تحت نير الاستعمار التقليدي والحديث أو لسبب سياسات الفصل العنصري البغيض والمستزرع داخلياً بواسطة قوى داخلية تقليدية لكن الأمر قد اختلف في العقد السابع من القرن العشرين إذ شهدت تلك الفترة انحساراً تاريخياً لسياسات الاستعباد والاستعلاء العرفي التي سادت المجتمعات الغربية في أوروبا وأمريكا ونجح المدافعون عن الحقوق المدنية مثل مارتن لوثر كينج في انتزاع اعتراف الآخر بأنهم متساوون في المواطنة والحقوق والواجبات وتزامن ذلك مع سقوط نظم الأبارتايد في روديسيا ثم جنوب أفريقيا واختتمت تلك الفترة المظلمة من تاريخ البشرية بالسقوط المدوى للأنظمة الشمولية في شرق أوروبا بسقوط ديكتاتورية البروليتاريا وانفتاح العالم على مصراعيه على نظريات السوق الحر والديموقراطية الليبرالية والعدل الاجتماعي والعولمة أو كما وصفها فوكوياما بنهاية العالم . ولكم تأخرنا عن العالم ونحن نتحسس الطريق نحو آفاق المستقبل تحاصرنا الحروب الملعونة تحت مختلف الشعارات مثل الجهاد أو التحرير أو رد المظالم أو الوحدة الوطنية أو السودان الجديد وغيرها ولئن أراد المرء الانصاف فلابد له من القول بأن الجنوبيين يتحملون جزءاً غير يسير من تبعات تلك الحرب واستمرارها فحمل السلاح في معالجة قضايا تفاوضية لا يمكن أن يقود إلا إلى حمل سلاح أكثر فتكاً من طرف آخر كما أن جلد الذات الذي يمارسه عدد لا يستهان به من الشماليين في الأحزاب اليسارية والمنظمات الطوعية ومنظمات المجتمع المدني يغفل عامداً الجهود المخلصة التي بذلت من عدد من الحكومات والمؤسسات والأفراد في إيجاد حلول سلمية لقضايا السودان المعقدة والمتراكمة ولكن دون جدوى .
اتفاق السلام الشامل " CPA " والموقع في العام 2005م في نيروبي بكينيا يمثل نقله نوعية وحاسمة في إيقاف الحرب وبناء السلام كما انه يؤسس لقائمة من المبادئ العامة التي تحدد " كيف يُحكم السودان " في الفترة الانتقالية وبعد انتهاء الفترة الانتقالية ولكن اتفاق نيفاشا قد فشل فشلاً ذريعاً في بلورة بيئة إنسانية واجتماعية نفسية تمثل الأرضية المناسبة لوأد أسباب الصراع ودوافعه في المستقبل .
..
إنها الحرب . إننا وللأسف الشديد – شئنا أم أبينا – مقدمون على حرب قادمة لا محالة وهي حرب في تقديري المتواضع قد تكون أشمل من حيث مسرح العمليات وأنواع الأسلحة المستخدمة ونوعية المقاتلين والبعد الخارجي وعلى النحو الآتي :
أ. إن مسرح العمليات القادم لن يقتصر على حدود جنوب السودان المعروفة في 1/1/1956م بل ستتسع رقعة الصراع المسلح لتشمل دارفور الكبرى وجنوب كردفان والنيل الأزرق وربما شرق السودان وهي مساحة من الأرض تعادل 65 % من مساحة السودان الجغرافي الحالي . ب. إن نوعية الأسلحة المستخدمة في الصراع القادم لن تكون البنادق والرشاشات الخفيفة والآر ب جي والهاونات (81) أو الراجمات بل ستتعدى ذلك إلى الأسلحة المتوسطة وفوق المتوسطة والثقيلة مثل المدفعيات بما في ذلك المدفعية الصاروخية والدبابات وناقلات الجنود المدرعة والطائرات المقاتلة مثل القاذفات وطائرات الإسناد الجوي القريب والمروحيات والصواريخ الموجهة بالليزر . إن استراحة المحارب التي أوجدها اتفاق السلام الشامل في 2005م قد أتاحت الفرصة لطرفي النزاع للبدء في سباق تسلح محموم امتص مليارات البترول وسمح للحركة الشعبية بالحصول على مرونة أكبر في التدريب العملياتي واكتساب مهارات قتال جديدة نمطية وحديثة أكبر تأثيراً من حرب العصابات التي سبقت اتفاق السلام الشامل . جـ. إن جيلاً جديداً من العسكريين – في كلا الطرفين – مسلح بالعلم والتقنية والتربية العقائدية قد وجد طريقه إلى المؤسسات العسكرية التقليدية فحدث تطور هائل في استخدام تكنولوجيا المعلومات لرفع القدرات العسكرية وإضافة تقنيات متقدمة لوسائط القيادة والسيطرة والاتصالات . كما أضافت أجهزة التحكم والتوجيه الاليكتروني بعداً جديد لدموية الحرب وخسائرها المتوقعة (Lethality) . د. إن الشمال الجغرافي لن يكون بمنأى عن الحرب القادمة فقد انتهت وإلى الآبد قدرة الشماليين على إبقاء الحرب في مسرح العمليات الجنوبي بما في ذلك سياسات " جنوبة الحرب" من خلال استقطاب قوى سياسية أو قبلية جنوبية للاشتراك في الحرب مع الشماليين كقوات (صديقة) كما إن انسحاب القوات المسلحة السودانية من الجنوب حسب اتفاق نيفاشا قبل عامين من الاستفتاء قد نقل "الحافة الأمامية لميدان المعركة " Forward edge of Battle Area (FEBA). من قرى ومدن وسهول وتيجان الجنوب إلى شمال خط العرض (12) وبالتالي أصبحت مدن الوسط الغربي والأوسط والشرقي بدءاً من نيالا والأبيض وكوستي وسنار والقضارف ضمن مدى طيران ومدفعيات جيش دولة الجنوب القادم والذي حصل بالمقابل على ميزة تعبوية جديدة بإضافة عمق دفاعي كبير يمتد من حدود الشمال الجنوبية إلى أقصى جنوب الولايات الجنوبية مما يعني أن هنالك مرونة أكبر قد توفرت في استخدام القوات أو النيران أو الاثنين معاً .
ه- إن اتساع مسرح العمليات وتنوع أساليب القتال يمنح دوراً تفضيلياً لاستخدام القوات الجوية بصورة غير مسبوقة في التنقل العملياتي داخل المسرح ونقل التعزيزات ومواد تموين القتال إلى ساحات العمليات المختلفة بجانب خفة الحركة التكتيكية التي توفرها المروحيات لإنجاز العمليات الخاصة والسريعة . إن القاذفات المقاتلة مثل السوخوي الروسية أو اف 14 – 15 – 16 الأمريكية أو الميراج الفرنسية تستطيع تدمير أهداف في النسق الثاني والثالث من الدفاع وفي هذا المجال تبدو الأهداف التي يمكن انتخابها في الشمال أكثر بكثير من الأهداف الموجودة في الجنوب فسدود السودان الرئيسية مثل الروصيرص وسنار وخشم القربه وجبل أولياء وحتى سد مروي بجانب مدن كبرى مثل الخرطوم وكوستي والقضارف ووادمدني قد تصبح أهدافاً مناسبة لتلك الطائرات خاصة وان أنظمة الدفاع الجوي تبدو هشه يمكن اختراقها في كلا الجانبين .
و. إن السهول العميقة في المناطق شمال نيالا وبابنوسة وكادوقلي وجنوب النيل الأبيض والدالي والمزموم والفشقة الكبرى تعتبر في غير فصل الخريف أرضاً مناسبة لقتال المدرعات وعلى نطاق واسع وهذا يفسر تزايد مشتريات الدبابات من الطرفين في الآونة الأخيرة .
ز. إن الخسائر وسط المدنيين تعتبر ضربة قاصمة لجهود أي دولة تحترم حقوق مواطنيها في السلام والأمن ومن هنا فإن الكثافة السكانية في مدن الشمال تبدو أهدافاً قيمة (Worthy Targets) لهجمات القوات الجوية والأرضية الثقيلة ( فالراجمات مثلاً ترمي حتى 110 كلم ) كما ان مرافق الخدمات الأساسية مثل المستشفيات والمدارس ودور العبادة والأندية الرياضية قد تتلقى ضربة موجعه من الجو مثلما حدث في غزة مؤخراً .
..
ما هو الحل ؟ إننا وبلاشك مقدمون على حرب مدمرة تأخذ بالأخضر واليابس ولا يسلم منها طرف دون الآخر . وقد يقول قائل بأن هذه الحرب ليست حتمية أو انها ليست قدراً لا يمكن تفاديه وهي كذلك خاصة إذا ما تمكنا من إحداث اختراق عميق في الاستفتاء القادم في يناير 2011م على مصير جنوب السودان وهو أمر ممكن إذا ما بدأنا بالمعالجة من الآن وسيكون أمامنا 3 خيارات هي : أ. وحدة جاذبة . ب. انفصال مبرمج ومحسوب النتائج سلفاً (Clean Break) . جـ. انفصال متوتر يقود إلى الحرب لا محالة . إن القضايا السياسية والاقتصادية مثل قسمة السلطة والثروة بين المركز والأقاليم من الأمور القابلة للتفاوض والأخذ والرد ومشاكل الحدود هي مسائل فنية يمكن تركها للخبراء والتحكيم مثلما حدث في أبيي وقضايا المناطق المهمشة مثل دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة وشرق السودان يمكن إيجاد حلول تفاوضية ومتفق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً ولا أرى أن هنالك ما يدعو إلى التشاؤم ولكن هنالك ما يدعو للحذر (فالحذر يؤتى من مأمنه ) . إذن لا بد من عمل شاق ومن الآن ولنلعب جميعاً دور الإطفائي في درء أخطار الحريق القادم .
ما الحل ؟
وما هي الآليات العسكرية المناسبة لمعالجة أسباب الصراع قبل اندلاعه ؟ وهل هذا يعني إعفاء الدولة بكل أجهزتها التنفيذية والسياسية والتشريعية والمالية من الإسهام في تلك الجهود ! قطعاً لا فلابد من تضافر الجهود ولكن معني هنا فقط بالخيارات العسكرية والتي أوجزها فيما يلي تاركاً مناقشة التفاصيل للمسئولين الأعلين في وزارة الدفاع وهيئة الأركان وقادة الجيش الشعبي لتحرير السودان (SPLA) : أ. أقترح أن تقوم أكاديمية الحرب بإعداد دراسات محايدة عن أسباب الحرب وتأثيرها السالب على مجمل الأوضاع في السودان وتعتمد الدراسات على الحقائق والأرقام وتقديرات الموقف التحليلية (Analytic Decision Making) بعيداً عن التأثيرات السياسية ذات الأفق الضيق والمحدود .
ب. يجب أن تشتمل الدراسات على تأثير أي حرب قادمة على تنظيم وتسليح طرفي النزاع والأعباء المادية (Impact) المترتبة على الإعداد للحرب وتأثيرها على الموازنات والخدمات .
جـ. مدى تأثير الحرب على السكان والبنى التحتية وحركات النزوح واللجوء للداخل ودول الجوار المتوقعه وإظهار البعد الإنساني السالب لتلك الحرب وفقاً لتقديرات موثوقة .
د. التأثير على العقائد العسكرية المستخدمة بما في ذلك التحول من العقائد الدفاعية إلى العقائد التعرضية باهظة التكاليف مادياً وبشرياً .
هـ. التأثير على مشاريع التنمية القائمة والمخطط لها بما في ذلك تأثير عمليات الأراضي المحروقة وتدمير الموارد المائية والحيوانية والزراعية والسمكية والغابية وعناصر الحياة البرية .
و. كيفية الوصول إلى خيار الصفر الاستراتيجي وذلك بمنع انزلاق أي طرف من أطراف النزاع نحو فعل الحرب وذلك بإيقاف سباقات التسلح ووضع حدود قصوى للقدرات القتالية للطرفين . ويمكن في هذا الصدد بحث إمكانية إيجاد آلية دولية لمنع الوصول غير المتفق عليه لمصادر التسليح والتقنيات العسكرية حول العالم مع إمكانية إنشاء جهاز رقابي ميداني مشترك لمتابعة أي خروقات أو تجاوزات محتملة .
ز. العمل على إنشاء آلية ارتباط متبادل (Mutual Liaison) يقوم بالمتابعة اللصيقة مع الطرف الآخر على المستوى القيادي مع خلق مجموعة عمل مشتركة تضم الخبراء أو ما يسمى بالنخبة (Think Tank) لقراءة مختلف الاحتمالات .
ح. العمل على إنشاء مناطق خالية من السلاح والمظاهر العسكرية (Demilitarized Zones) وذلك في عمق الحدود المشتركة وذلك تحسباً لأية مشاكل متوقعة من القيادات الميدانية والمتوسطة على طرفي الحدود ومنع أي اختلال أمني غير محسوب النتائج .
ط. إنشاء مركز مشترك لإدارة الأزمات في حالة وقوعها أو للحيلولة دو وقوعها قبل اندلاعها .
..
الخلاصة . إن وقف أي حرب محتملة بين الشمال والجنوب بعد الاستفتاء في يناير 2011م أمر ممكن ووارد إذا أعددنا لذلك الاحتمال جيداً واعتبرناه أسوأ الخيارات الممكنة وتعاملنا معه بعقل مفتوح يعي بالأخطار المحدقة ويتعامل معها بكل براجماتيه وفقاً لخطط مجهزة سلفاً ولكن الأفضل بين الخيارات هو العمل بالجدية المطلوبة لجعل الوحدة جاذبة فعلاً بتقديم تنازلات متبادلة تجعل من الوحدة الجاذبة أمراً ممكنا ومطلوباً وقابلاً للتنفيذ . إن الانتخابات الحالية تحرر الحكومة الحالية والحركة الشعبية من أحزمة نيفاشا الضاغطة وتسمح بالمناورة وتقديم التنازلات وإعطاء مرونة أكبر لاتخاذ بعض القرارات المؤلمة لكلا الطرفين . هي حرب قادمة ... يمكن تلافيها والانطلاق بالسودان إلى آفاق المستقبل بلا توقف .
وليحفظ الله الوطن .
عميد ركن (م) حيـــــــدر بابكــر المشــــــــــــرف معلم بكلية القادة والأركان سابقاً الدوحة : يونيو 2010م
|
Post: #2
Title: Re: جنوب السودان, الحرب الثالثة تدق على الأبواب .. "حيدر المشرف&q
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-27-2012, 09:19 PM
Parent: #1
" إنها الحرب . إننا وللأسف الشديد – شئنا أم أبينا – مقدمون على حرب قادمة لا محالة وهي حرب في تقديري المتواضع قد تكون أشمل من حيث مسرح العمليات وأنواع الأسلحة المستخدمة ونوعية المقاتلين والبعد الخارجي"
يونيو 2010
|
Post: #3
Title: Re: جنوب السودان, الحرب الثالثة تدق على الأبواب .. "حيدر المشرف&q
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-27-2012, 09:24 PM
Parent: #2
" الخلاصة . إن وقف أي حرب محتملة بين الشمال والجنوب بعد الاستفتاء في يناير 2011م أمر ممكن ووارد إذا أعددنا لذلك الاحتمال جيداً واعتبرناه أسوأ الخيارات الممكنة وتعاملنا معه بعقل مفتوح يعي بالأخطار المحدقة ويتعامل معها بكل براجماتيه وفقاً لخطط مجهزة سلفاً ولكن الأفضل بين الخيارات هو العمل بالجدية المطلوبة لجعل الوحدة جاذبة فعلاً بتقديم تنازلات متبادلة تجعل من الوحدة الجاذبة أمراً ممكنا ومطلوباً وقابلاً للتنفيذ . إن الانتخابات الحالية تحرر الحكومة الحالية والحركة الشعبية من أحزمة نيفاشا الضاغطة وتسمح بالمناورة وتقديم التنازلات وإعطاء مرونة أكبر لاتخاذ بعض القرارات المؤلمة لكلا الطرفين . هي حرب قادمة ... يمكن تلافيها والانطلاق بالسودان إلى آفاق المستقبل بلا توقف .
وليحفظ الله الوطن ."
|
Post: #4
Title: Re: جنوب السودان, الحرب الثالثة تدق على الأبواب .. "حيدر المشرف&q
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-27-2012, 09:35 PM
Parent: #3
أ. إن مسرح العمليات القادم لن يقتصر على حدود جنوب السودان المعروفة في 1/1/1956م بل ستتسع رقعة الصراع المسلح لتشمل دارفور الكبرى وجنوب كردفان والنيل الأزرق وربما شرق السودان وهي مساحة من الأرض تعادل 65 % من مساحة السودان الجغرافي الحالي .
|
Post: #5
Title: Re: جنوب السودان, الحرب الثالثة تدق على الأبواب .. "حيدر المشرف&q
Author: أبو ساندرا
Date: 03-27-2012, 09:36 PM
Parent: #3
تنبأ بها ، وحذر منها لكن ، المكتولة ما بتسمع النائحة ، وقيل ، الصائحة
|
Post: #6
Title: Re: جنوب السودان, الحرب الثالثة تدق على الأبواب .. "حيدر المشرف&q
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-27-2012, 09:46 PM
Parent: #5
عبدالرحمن تحياتى .. واذكر جيدا البوست الذى افترعته أنت لمناقشة المقال .. وكذلك أذكر بوست استاذنا كمبوره ولكن .. من يقرأ ؟!
يرقصون على ايقاع طبول الحرب كما يرقصون على ايقاع دخلوها وصقيرها حام !! هو الجهل يا عبدالرحمن !! الجهل وليس إلا !!
|
Post: #7
Title: Re: جنوب السودان, الحرب الثالثة تدق على الأبواب .. "حيدر المشرف&q
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-27-2012, 09:49 PM
Parent: #6
" إن الشمال الجغرافي لن يكون بمنأى عن الحرب القادمة فقد انتهت وإلى الآبد قدرة الشماليين على إبقاء الحرب في مسرح العمليات الجنوبي بما في ذلك سياسات " جنوبة الحرب" من خلال استقطاب قوى سياسية أو قبلية جنوبية للاشتراك في الحرب مع الشماليين كقوات (صديقة)"
|
Post: #8
Title: Re: جنوب السودان, الحرب الثالثة تدق على الأبواب .. "حيدر المشرف&q
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-27-2012, 09:53 PM
Parent: #7
إن الحرب لا تبدأ فجأة ولا تنتهي فجأة وهي أصعب خيارات القادة والزعماء فهي قد ترفع أحياناً من شأن قائد ما إلى قمة المجد وقد تنزل بآخر إلى مزبلة التاريخ وقد وجد عبر التاريخ أن 70 % من الحروب كان من الممكن منع وقوعها إذا ما كان القادة وصناع القرار يتحلون بالحكمة وبعد النظر والقدرة على تجاوز الصغائر والارتقاء بالصراع إلى آفاق التسامح والاعتدال والجنوح إلى السلام والحوار مع الآخر.
|
Post: #9
Title: Re: جنوب السودان, الحرب الثالثة تدق على الأبواب .. "حيدر المشرف&q
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-27-2012, 09:56 PM
Parent: #8
"والصراع ينشأ عادة من تضارب المصالح (conflicting Interests) والتطلعات المتقاطعة والرغبة الجامحة في الاستئثار بالمنافع والمزايا والقدرات المادية والمعنوية الهائلة والتي تسهل تحقيق الطموحات المشروعة وغير المشروعة بكل الوسائل المتاحة بما في ذلك اللجوء إلى العنف وحمل السلاح .
2. إن الصراع السياسي في السودان هو كم تراكمي لمجموعة من المتناقضات السياسية والأيديولوجيات المتباينة والمواعين العقائدية الضيقة والموارد الشحيحة وخطل القيادات والنخب وأوهام العظمة والتفوق عند الأكثرية العرقية والدينية والشعور المتعاظم عند الأقليات بالظلم والتهميش وعدم المساواة وضمور فرص التقاضي العادل والحاسم والناجز للمظالم التاريخية الممتدة ."
|
Post: #10
Title: Re: جنوب السودان, الحرب الثالثة تدق على الأبواب .. "حيدر المشرف&q
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-27-2012, 10:00 PM
Parent: #9
"اتفاق السلام الشامل " CPA " والموقع في العام 2005م في نيروبي بكينيا يمثل نقله نوعية وحاسمة في إيقاف الحرب وبناء السلام كما انه يؤسس لقائمة من المبادئ العامة التي تحدد " كيف يُحكم السودان " في الفترة الانتقالية وبعد انتهاء الفترة الانتقالية ولكن اتفاق نيفاشا قد فشل فشلاً ذريعاً في بلورة بيئة إنسانية واجتماعية نفسية تمثل الأرضية المناسبة لوأد أسباب الصراع ودوافعه في المستقبل ."
|
Post: #11
Title: Re: جنوب السودان, الحرب الثالثة تدق على الأبواب .. "حيدر المشرف&q
Author: كمال علي الزين
Date: 03-27-2012, 10:03 PM
Parent: #9
(*)
أها بطلت تمشي مع مفتي جمهورية البورد (قيقراوي)في تنطيطه بين البوستات ممارساً هوايته في النفاق الإجتماعي موزعاً إبتسامته الصفراء على الجميع بحجة الحكمة .. وقلت أحسن تنافق أبوك زاتو ...
(:
_______________________________________ بالمناسبة تحياتي لوالدنا سعادة اللواء والمقال ده مافيهو شاعرية ولا حداسة .. (:
|
Post: #13
Title: Re: جنوب السودان, الحرب الثالثة تدق على الأبواب .. "حيدر المشرف&q
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-27-2012, 10:16 PM
Parent: #11
وعندما تر امق مثل تلك التجارب الانسانية مستقبل أحفادها .. فهى ترامقه بشيء من التجلى والحكمة المبصره ما خلف الاشياء يا صديقى ..
|
Post: #12
Title: Re: جنوب السودان, الحرب الثالثة تدق على الأبواب .. "حيدر المشرف&q
Author: شرف الدين آدم إسماعيل
Date: 03-27-2012, 10:06 PM
Parent: #9
من المؤسف فعلا ان الكثرين صاروا لا يحيون الابالحروب .. فطوبي لهم في الاسفلين بعيدا عن البسطاء من الشعبين.. حقا كم هو مؤسف الا ينظر ابعد من ارنبة انفه..
|
Post: #14
Title: Re: جنوب السودان, الحرب الثالثة تدق على الأبواب .. "حيدر المشرف&q
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-27-2012, 10:23 PM
Parent: #12
لا طوبى لهم يا شرف الدين اسماعيل .. لا طوبى لتجار الدين والسياسة والمرابين والقتله .. لا طوبى أبدا لمن يعبيء الآن فى نفوس الناس عاطفة دينية زائفة او وطنية رعناء لا تقود الا للهلاك الوطنى ! لا طوبي لهم مطلقا !! لا طوبى وفى العالمين لهم !!!
تحياتى
|
Post: #15
Title: Re: جنوب السودان, الحرب الثالثة تدق على الأبواب .. "حيدر المشرف&q
Author: hafiz Issue
Date: 03-27-2012, 10:31 PM
Parent: #12
QUOTE] إن الصراع السياسي في السودان هو كم تراكمي لمجموعة من المتناقضات السياسية والأيديولوجيات المتباينة والمواعين العقائدية الضيقة والموارد الشحيحة وخطل القيادات والنخب وأوهام العظمة والتفوق عند الأكثرية العرقية والدينية والشعور المتعاظم عند الأقليات بالظلم والتهميش وعدم المساواة وضمور فرص التقاضي العادل والحاسم والناجز للمظالم التاريخية الممتدة ." |
تحليل عميق ومحتاجين ان نتوقف عند الحلول التي طرحها المقال ،، التحية للعميد "ثاقب الوؤى" المشرف
|