الإسلام والإنسان فى أميركا - فيديو -

مشاهدة مقطع الفيديوهذا دفعت بذاكرتى إلى
مقطع كان قد أرفقه أحد الزملاء هنا حول
ردود أفعال بعض الأمريكيين حول تأدية مسلم
للصلاة فى مكان عام.
ليس هذا فحسب, بل ذكرتنى المقاطع هذه ردود
الكثير من الزملاء,تلك الردود المتباينة فى فحواها,
والمنطلقة فى أغلبها من العاطفة والتعاطف الدينى
الذى غيّب صوت العقل والتعقل, وجانبه الصواب
فى تنميط, وتصنيف كل ما هو أميركى بإعتباره
عدو , رافض, بل ولافظ للإسلام.

أيضاً كانت هناك بعض الردود التى ثمّنت التسامح الدينى
فى أميركا بأكثر مما يجب ومما يستحق, فالواقع أن هناك
تمييزاً يعانيه المسلمين, والكثير من الديانات والأعراق الأخرى
فى أميركا, ومرجع ذلك فى الغالب هو الخوف من الغرباء بشكل
عام, والمسلمين بشكل خاص, فسلوك الإسلام السياسى ضد
أميركا والكثير من البلدان لم يكن متسامحاً ولا متساهلاً, بل
على العكس فهو سلوك عدائى رافض للصلف الأميركى, ولوقوف
أميركا والعالم الغربى برمته فى صف دولة إسرائيل بما لها من
عداوة وبغضاء تجاه كل ما هو مسلم, ذلك العداء التاريخى, والمتجدد فى آن.

برغم أن هناك فئة قد أبدت موقفاً رافضاً وعدائياً تجاه المسلمين,
وفئة أخرى يمكن تصنيفها بالمحايدة, أو اللامبالية, إلآ أن الغالبية
العظمى قد اظهرت موقفاً داعماً ورافضاً للتمييز الذى مارسه البائع
فى حق الأخت المسلمة, بل أن فيهم من خدم إبنه فى العراق, حيث
يتهدده خطر الموت أو الإصابة هناك بأيدى المسلمين, إلآ أن موقفه
كان عقلانياً, ولم يكتفى بتقريع البائع بالمخبز, بل هو ذرف الدمع
تعاطفاً مع البنت المسلمة.
ما رايته حقاً هو إنحياز (الإنسان) والإنسانية إلى جانب بعضها,
كما لم يخلو الفيديو من بعض الأصوات النشاز (التى شكلت نسبة
لا يمكن تجاهلها) وهى تجهر بعداءها ليس للإسلام فحسب, بل
لكل ما هو غير أميركى, مثل ما فعل راكب السيارة لمقدم البرنامج

التسامح الدينى والإجتماعى وقبول الآخر المغاير
هو سمة يجب توفرها فى كل الأديان, وفى قلوب
كل دعاتها, فالمسلم الذى يزود عن حياض دينه
عليه ان يعلم أن هناك من يعتدّ ويعتز بدينه وبعقيدته
مثله تماماً, وإن كان من موجبات للشطط, فإن نفس
هذه الموجبات تتوفر ويحملها دعاة ومعتنقى الأديان
الأخرى. والمسيحى الذى يظن أن (الصليبية) الحديثة
هى الترياق الأنسب للحد من نفوذ ومكانة الإسلام
والمسلمين عليه ان يراجع افكاره جيداً لأنه "مثلما
تُدين, تُدان".
هذا القول والحال ينطبق على اليهودية ومعتنقيها
ايضاً, بل وعلى معتنقى الديانات الوضعية ايضاً
كالبوذية والكونفوشية وغيرهما.