ما هو أثر اندلاع ونجاح ثورات الربيع العربي على حكومة الإنقاذ؟

أسباب وظروف ومآلات اندلاع هذه الثورات ...
* ثورة تونس
* ثورة مصر
* ثورة ليبيا
* ثورة اليمن
* ثورة سوريا

ونتائجها على الصعيد الداخلي والعربي والعالمي ..

هل أثرت سلباً أم إيجابا على حكومة الأنقاذ في السودان؟

نجاح الثورة في اعتقادي
لا يعني بالضرورة الوصول لمرحلة
الإطاحة بالنظام القائم أو الوصل لسدة الحكم ...
بل مجرد التعبير عن الرفض بالصوت العالي ولفت انتباه
العالم لهذا الرفض يعتبر درجة متميزة من النجاح ...

حسابات الخسارة في سجل ثورة الإنقاذ
تعبر عنها أحاديث المواطن عن الثورة الشعبية
فمن لم يثر من السودانيين على أقل تقدير حدث نفسه بالثورة...

ثورات الربيع العربي أحدثت حراكاً نفسياً ومعنوياً
في رغبات المواطن السوداني نحو الحرية، وأثبتت أن
النظم الشمولية مهما أحاطت نفسها بالعسكر وحشدت رجالات
الأمن لحمايتها فهي لن تكون بمأمن عن إطاحة الشعوب المقهورة.. ..
التنازلات التي قدمتها حكومة المؤتمر الوطني،
ومساحات الحرية السياسية والصحفية التي تم انتزاعها خوفاً ورهبة
من الثورة، شكلت كسباً طيباً للمعارضة كان من الممكن أن يتسع ليشمل
مساحات سياسية أوسع وأخصب إذا أحسنت المعارضة استغلالها ....
.
.
المايك مازال في يد المعارضة ...

الثورات أحدثت هزة داخل المؤتمر الوطني
وأحدثت بعض الانقسامات االفكرية الداخلية،
فظهرت على السطح أصوات اسلامية تنادي بالإصلاح والتغيير
والتوجه نحو الديمقراطية عن طريق اضعاف التركيز في شمولية النظام .






..
..

كنت أنوي مواصلة القراءة في سياسة بسمارك الداخلية هذه
ولكني رأيت إحالة الفكرة للقارئ الكريم وسأتجه إلى حسابات الربح ثم أعود ..

الأنظمة المجاورة التي انهارت
كانت تبدي صداقة ظاهرية للإنقاذ،
ولكنها في حقيقة الأمر كانت من ألد أعدائها
وأخبث خصومها ... وظلت تخطط لإسقاطه تارة، و تدعم
معارضته السلمية والمسلحة تارة أخرى ...

أصدق دليل على ذلك هو إيواء نظام مبارك
لقادة التجمع المعارض واستضافته للميرغني وقرنق
وابوعيسى مع توفير الدعم والسلاح، وكذلك تبني القذافي
للحركات الدارفورية المسلحة ودعمه بالسلاح والمال لحركة
العدل والمساواة والتخطيط لها حتى دخولها مدينة امدرمان.

تصدر الجماعات الإسلامية للثورات العربية،
وتقدمها في طريق الوصول إلى سدة الحكم،
أعطى الضؤء الأخضر لإمكانية قبول الغرب بتنظيم
إسلامي على رأس الدول العربية، وهذا التنازل
خفف من الضغط على حكومة المؤتمر الوطني لحجة
توجهها الإسلامي لدى كثير من الدوائر الغربية
وجماعات الضغط الامريكي.

الجماعات الإسلامية في مصر وتونس كانت محظورة عن العمل،
أما في ليبيا وسوريا فقد كان عقوبة الإعدام تطال أي شخص
يشتبه في انتمائه للجماعات الإسلامية.. هذا الموقف تبدل
تماماً بعد الثورة وفك عن حكومة الخرطوم ضائقة وحرج بالغين
كان يصيبها بمجرد الاتصال أو استضافة أي جماعة من هؤلاء ..
في المقابل عكس هذا الأمر وجود مساحات للحرية كان يتيحها
النظام في السودان، إذ أنه لم يكن يحظر الجماعات اليسارية
أو يضيق عليها في الداخل بنفس ذلك مستوى التضييق الذي لاقته
الجماعات الإسلامية في بلدان الثورات العربية...




.
.




وسنعود إن مد الله في العمر ..

الأنظمة البديلة التي ورثت الحكم في تلك الدول العربية،
لم تعد في حاجة لمعاداة الإنقاذ بأي حال ...
المستقبل قد يشهد وقفة متوقعة لبعض هذه الأنظمة..
منفردة أو مجتمعة في وجه هيمنة الغرب وإملاءاته
على الدول المسلمة نتيجة لتنامي المد الشعبي أو الثوري.

الأنظمة الجديدة التي يغلب عليها الطابع الإسلامي
تبحث عن تجارب أو إرث تقتدي به، ولن تجد هذا الإرث
إلا في التاريخ البعيد الذي تبدلت معالمه وظروفه،
لذا فهي غير مخيرة في استيراد تجربة الإنقاذ بما فيها
من سوءات لدراستها واستخلاص المنهج القويم منها،
هذا الواقع يجعل الإنقاذ محور اهتمام هذه الأنظمة
حتى تتضح معالم طريقها الفكري والعملي.

مجموعة الدول العربية الأخرى -وبالأخص الخليجية – لا ترغب
في توسع دائرة الثورات العربية حتى لا يزداد تأثيرها في
ميول شعوبهم ويهدد رفضها لبقاء أسرهم في الحكم...
لذا فمن المتوقع أن تسعى للمحافظة على بقية الأنظمة
العربية ضد أي تغيير جديد، وهي بالتالي قد تقدم الدعم
السياسي والاقتصادي والأمني الكافي لبقاء حكومة الإنقاذ
في وضع سلمي لفترات أطول.

في ظل توسع رقعة ثورات الهامش ذات الطابع العنصري
المشابه لتوجه دولة الجنوب الزنجية، يصبح من السهل
على حكومة الإنقاذ استقطاب الدعم العسكري واللوجستي
من العرب بحجة مجابهة التهديدات ومــحاولات الإبـادة
التي تتعرض لها القبائل العربية في السودان ......
وهو نفس السلاح الذي استخدمته الحركات المسلحة
لاستقطاب الدعم الغربي والصهيوني والامريكي.

تحليل واقعي.........
عمر التاج سلام

مرحبا أخي مدثر صديق
وشكراً للتعليق

Quote: تحليل واقعي.........

أرجوأن يتحلى السياسيون المزيد من الموضوعية ...

أخيرا وليس آخرا ..
فالدول الصديقة التي تجاور السودان-خاصة مصر وليبيا- وما تلاها،
من الممكن أن تكون منفذاً للتجارة ومتنفساً اقتصادياً صحياً لصادرات
وواردات السودان خاصة مع تلك الدول التي تعلن عليه الحصــــار
الاقتصادي والتبادل التجاري.. يتضـــــــح هذا الأمر بالنظر لتعدد
الزيارات ذات الطابع المنفعي لهذه الدول في ظل تشــــكل المزيد
من التحالفات الاقتصادية في المنطقة.

هذه مجرد خواطر متفرقة عن الحالة
نقلتها من مفكرتي واستغفرت الله لي ولكم وللسودانيين أجمعين...

..
..

لايفوت على القارئ أن بعض العناصر المهمة
في هذا الخيط لم تكتمل لعجالة التلخيص وكثرة المشغوليات،
وربما نعرض لها في حينها، والآن الباب مفتوح للمزيد من الإضافة والنقد...
خاصة فيما يتعلق بالمحاور التي سقطت من الموضوع مثل المحورين التاليين:

ثمن الثورات مقارنة بما حققته هل هو (رخيص، معقول، غالي) وهل يستطيع ثائروا السودان دفعه؟
نتائج ومآلات ثورات الربيع العربي هل هي (ضعيفة، مرضية، جيدة) ، وهل تبشر بمزيد من الثورات في الوطن العربي.

..
..

Quote: ثمن الثورات مقارنة بما حققته هل هو (رخيص، معقول، غالي) وهل يستطيع ثائروا السودان دفعه؟ نتائج ومآلات ثورات الربيع العربي هل هي (ضعيفة، مرضية، جيدة) ، وهل تبشر بمزيد من الثورات في الوطن العربي.

أختم فأقول أن ثمن إزاحة النظام الليبي والمصري واليمني والسوري كان غالياً جداً
وهو ثمن خرافي لن يستطيع الشعب السوداني تحمله ...
ويتضح فداحة الموقف إذا ما قارنا هذا الثمن بالنتائج ...
فالتخبط السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي هو سيد الموقف الآن في هذه الدول ..
عليه فإن السودان أكرمه الله وأنعمه عندما انطبقت عليه مقولة العسكر الشهيرة
( الشقي يشوف في نفسو والسعيد يشوف في غيرو)



..
..
وفي وسائل الفكر والمنطق السليم متسع للإصلاح والتغيير.

يقول اسحق ...

Quote: ٭.. ونقد.. ترشيحه الأشهر لقيادة مظاهرة قبل شهور ينتهي باللافتة الشهيرة (حضرنا ولم نجدكم).. ولم يتبعه أحد. ٭ وترشيحه إلى الجنة يحظى بعشرة آلاف مشيع.. ٭ وننتظر أن يقلده زعماء كثيرون يتحرقون للحصول على موكب مماثل.

..
..