سودانير .... مرة ثانية وثالثة ورابعة.

لا أدري هل هي صدفة أن يكون السودان من أغنى الدول ومن أفقرها في نفس الوقت.

لا أدري ... هل هناك من يعمل بكل اجتهاد من أجل هدم هذه المساحة الجغرافية وتفكيكها لصالح إحدى دول الجوار أو أي جهة أخرى؟

كل امرئ في السودان يحتل غير مكانه.

تلك الكلمات البسيطة التي تختصر كل شيء.

فلنأخذ جانب النقل الجوي:

تقع الخرطوم في ملتقى طرق جوية عالمية وفي موقع متميز يؤهلها لأن تكون محطة عبور وتغيير وجهات "ترانسيت" مميزة جداً تربط أوروبا بأفريقيا بآسيا ، ولو افترضنا أن الأمور تدار كما يجب ، لكان السودان يمتلك أفضل شركة طيران في أفريقيا. وربما واحدة من أفضلها في العالم.

لكن ما الذي يحدث؟

مطار الخرطوم الحالي رغم تواضع إمكانياته وظروفه لكنه يماثل الدجاجة التي تبيض ذهباً للعديد من شركات الطيران العالمية والإقليمية التي تأتي وتأخذ الركاب وتنقلهم يميناً ويساراً برحلات مباشرة وغير مباشرة. بينما سودانير تواصل في سياسات غريبة غير مفهومة.

عدم احترام لسلامة المسافرين ومواعيدهم وراحتهم. بل وصل الأمر الآن إلى أن أسعار التذاكر فاقت شركات الطيران الأخى المنضبطة التي تحترم زبائنها.

ما الذي يمنع سودانير أن تكون شركة محترمة تعمل بمبادئ السوق وتحقق ربحية تمكنها من تطوير أعمالها ؟

- الحظر ؟ طيب طيارات الإيرباص مالها ؟ برضو عليها حظر ؟

- ... نواصل.

لا أدري ما الأمر ... استهتار؟ سبهللية ؟ سوء نية؟ رغبة في تحطيم اسم هذا الوطن؟

طائرات بالية مستهلكة، طائرات مستأجرة تحمل أعلام وشعارات شركات أخرى ولم يكلفوا أنفسهم حتى بكتابة اسم سودانير عليها ، طائرة تحمل ألوان الشركة لكن بها محرك خلفي أيسر باللونين الأحمر والأزرق بشكل صارخ يتنافى مع كل الطائرة,
كراسي بالية، طاولات طعام محطمة، عربات خدمة سيئة، حمامات لا تنتمي أبداً إلى عالم الطيران، إجراءات سلامة معدومة، أصوات محركات مزعجة، عدم انضباط في المواعيد، جدول سفريات غير معلوم،والجديد الآن .... أسعار تذاكر أغلى من الخطوط السعودية والإماراتية "مثلاً"


كم راكباً يعبر عبر مطار الخرطوم سنوياً ؟ كم راكباً يعبر فوق سماوات السودان وكان من الممكن أن يقتنع بالسفر ترانزيت عبر الخرطوم لو كان هناك شركة طيران محترمة في البلاد؟

ما هي حصة الشركة السودانية من حجم النقل الجوي في البلاد؟

خلال زياراتي المتكررة لعشرات المطارات - عالمياً ومحلياً في دول العالم لم أجد معاملة أسوأ من تلك التي يجدها الراكب تعيس الحظ الذي يعبر عبر مطار الخرطوم ... أو أحد مطاراتنا الأخرى في جمهورية السودان.


"نحن كدا ... عاجبك عاجبك ما عاجبك .. أمشي أقطع تذكرة بأي شركة تانية وسافر ولمن ترجع تعال قدم تذكرتك في مكتبنا في شارع البلدية وشيل قروشك كاملة"


ربما لن يجرؤ أي موظف يعمل في أي شركة طيران في العالم أن ينطق بتلك الكلمات أو ما يقاربها أو ما يماثلها أو ما يقترب منها مجرد اقتراب في المعنى ... .لكن موظفي الخدمات الأرضية والجوية وطواقم الرحلة في سودانير يمكن أن يقولوا لك ذلك ، إن لم يقولوا لك أسوأ ... فسقف الحرية لدينا لا يعرف السماء.

بدلاً من أن يتكرر هذا المشهد مرات ومرات .... وبدلاً من أن نتحدث عن بسالة الكابتن أو شهامة المضيفة أو شجاعة المرحوم ... لماذا لا يكون احتفالنا بافتتاح خطوط جديدة - بدل بيع الخطوط الموجودة منذ ما قبل الاستقلال - ؟

هل ستكون انجازاتنا وفرحاتنا كلها فقط من هذا النوع؟

http://www.youtube.com/watch?v=ctmSdfCbT9o


http://www.youtube.com/watch?v=hTBVT88ads4&feature=related

أخي هـــاني ...

الضــرب في الميت حــرام ياخ ...

هوّن عليك يا صــديقي ...إنها سياســـة التمكين التي أضــاعت البلاد والعبــاد ...