8 مارس وحكاية زهرة أو أحمد بأمر الأب

8 مارس وحكاية زهرة أو أحمد بأمر الأب


03-08-2012, 02:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=380&msg=1331214789&rn=0


Post: #1
Title: 8 مارس وحكاية زهرة أو أحمد بأمر الأب
Author: Asma Abdel Halim
Date: 03-08-2012, 02:53 PM

الهم يبلغ ذروته في قلب الحاج أحمد والصمت يبلغ ذروته في بيت تعمره أم وسبع بنات وأم زوجها.
تسع نساء وسعهن ركن البيت لا يسمع لهن صوت ولايُري لهن وجه. يخدمن الأب ولكنه يكره وجودهن،
لا لذنب اغترفن ولكن لتلك النظرات القلقة أحياناً والشامتة في أغلب الأحيان التى يراها في عيون الرجال من حوله.
إخوانه يشبعونه شماتة ويتلمظون طمعاً في تعصيب بناته ونيل ثروته إذا ما نفذ أمر الله وانتهت حياته.
أمر لا يطاق ولكن الحاج يعمد لتغيير ذلك الحال المذل بيديه.
زوجته حامل للمرة الثامنة وقرر الحاج أن يكون المولود ولداً ولن يقف بينه وبين هذا الأمر حائل فقد اتخذ قراره ووضع خطته.
ولد يعني ولد حتى لو بنت ولد!
لم يكن الحاج يعنى تلك العادة الأفريقية في نيجريا والتى تسمح لأبو البنات تعيين واحدة من بناته لتقوم مقام الولد
وتحوز ثروة أبيها وتحجب كل من تسول له نفسه حرمان البنات من الميراث.
كلا، كان يعني ما يقول حرفياً.
وبلغ الحمل آخره وجاء وقت المخاض ووضعت الأم بنتها الثامنة،
ولكن القابلة أعلنت على الملأ أن المولود ولد وعلت الزغاريد
وعلا وجه الحاج أحمد سليمان سرور غامر فقد فقأ عين اللعنة التي ألمت ببيته وحجبت عنه الولد.
الأم صارت المسؤول الأوحد عن الولد حتى لا يُهزم السر .
كبر الولد محمد أحمد وحان أوان الختان وهل يخاف هذا الأمر رجل في ثراء الحاج؟
لا ، فقد مد أصبعه ليقطع طرفه وتسيل الدماء فرحا بختان ابن الحاج.
وكبر الولد واختار زوجته بعناية وتتمدد حكايات الجندر والتقاليد والدين.
وفي الحكاية الثانية تنفض زهرة أكذوبة الذكر لتعيش إمرأة ولكن أي حياة تعيشها !
وتستمر القصة يحكيها الرواة في الأسواق يتناولونها في سلاسة،
مرة من روايات شفاهية ومرة من مفكرة محمد أو زهرة
القصة للكاتب الفذ طاهر بن جلون وعنوانها طفل الرمال. والحكاية المكملة بعنوان ليلة القدر
وفي 8 مارس تتجدد الرؤى وتطفو حكاوى ومآسي النساء وهن يرزحن تحت ثقل التقاليد وكراهية الأنثى.