تَحَلُلُ

تَحَلُلُ


03-03-2012, 11:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=380&msg=1330813169&rn=11


Post: #1
Title: تَحَلُلُ
Author: طه جعفر
Date: 03-03-2012, 11:19 PM
Parent: #0

حتي الذكريات تَعِبَت من ملاححتي لها، تَعِبَت، أحسست بتعبها و انا أحاول جرجرتها، كانت تمضي ورائي باقدام ثقيلة و عيون نصف مغمضة، توقفتُ، فنامت ذكرياتي. كنت مجهداً في ذلك اليوم، كنت تعباً ذلك النوع من التعب الذي يمنعني النوم. أدركت في لحظة ما أن صحوي و نومي سيان ربما يكون ذلك لان التراب لا يهتم كثيرا بالأقدام التي تطحن وجه حبيباته الجديدة عندما يكتشف المشاة درباً إلي محطةٍ مجاورة.
لم تشرق الشمس في ذلك الصباح، لم أهتم إلا ذلك النوع من الإهتمام الذي كان يعتريني عندما أفتقد شجرة في الطريق أو عندما يغيب عن المشهد في الشارع بيتٌ قديم او غرفةٍ متهدمةٍ و منكشفة للعيان لا يسترها حائط أو سور زنك أو صريف أو حتي زريبة شوك. لم تشرق الشمس في ذلك الصباح، إكتفت السماء بضوء قليل من شمس البارحة. لقد كانت شمسُ البارحة كريمةً في ضوءها و بهيةً في طلتها و ربما كانت منيرةً و حارقةً باكثر مما هو مطلوب من شمسٍ ، شمسٌ هي ليست أكثر من نجم أصفر عجوز و مائت بلا محالة. في وقت ما من ذلك اليوم المترهل و الممتد، اليوم الذي لا يحده صباح، اليوم الذي لم تشرق علي شرف قدومه شمسٌ، في وقت ما من ذلك اليوم نجحت في جرجرة ذكريات بيضاء بصورة مملة، بيضاء و باردة. ذكريات أرجعتني إلي أيامي التي قضيتها بين البطاريق، الدنيا حولي بيضاء و باردة، السماء بعيدة و متحدبة، زرقاء، سماء محايدة و فاجرة، سماء لا تهتم بانواع السحب الراحلة التي تغشاها، الارض ليست من الصخر فقط، يقتسم الثلج العنيد مع الصخر المكان المتسع الفارغ، الفقمات، أسود البحر و كلاب البحر توقفت عن المشي و الوقوف فانبطحت ، البطاريق وحدها تجول البرية باقدامها ذات اللون الاخضر الزيتوني، بطونها و صدورها البيضاء، ظهورها السوداء، وعيونها التائهة بجفونها الصفراء، المناقير من أي لون. كانت البطاريق حولي ضاجة و مائجة النشاط و متوترة. تبعتهم يوما ما الي المعبد، رائحة السمك المتعفن ضايقتني قشور السمك جرحت حفا قدميّ، البخور الذي أطلقه البطريق القيم علي أمر العبادات لم يهزم رائحة العفونة. توقفت عن متابعة البطاريق الي معبدها، إكتفيت بمعايشتها في الهواء الطلق في ذلك المكان البارد البعيد بالوانه المحدودة.
استمر اليوم المترهل في تمدده، إستمر و لم يتوقف عن الاستمرار. كرهتني ذكرياتي و في هذه المرة نبحت الذكريات في وجهي ك###### غاضب. إنصرفت عنها، هي أيضاً إنصرفت عني فسكت النباح، ساد صمت تبعته ظلمة مسيخة و دافئة. إستشعرت نهمها و هي تنهش اللحم، تلك الموجودات الصغيرة كانت نهمة و نشطة علي طول الزمن و كانت صغيرة الحجم و رخوة و مائعة التكوين، أحسست بلعابها الكيميائي و هو يعمل مناجله الدقيقة في اللحم، ضجت افراحٌ في رأسي، احتفيت باعفاء عقلي من الإهتمام بجزء طرفي من الجسد، مجرد أصبع، ماذا يضير هذه الكتلة من اللحم و العظم اذا فقدت أصبعاً. كان فعلها في العصب موجعاً، نوعٌ من الوجع المدفون الغتيت، الأعصاب هشة و متهدمة و متهالكة لا يحتاج لعابُ تلك الموجودات الصغيرة الكثير من الوقت ليقطعها و يحولها الي تفافة ########ة و جافة. يمر الزمن المتمدد في ذلك اليوم المترهل غير المحدد، يمر و يتخلص عقلي بعد كل حين من المسئولية عن جزء من أجزاء جسدي. أتت تلك الكائنات الرخوة ذات اللعاب الكيميائي علي الجلد أسفل شعر رأسي ، فتعري وجهي من كسائه القديم، أفتضح ما كانت تخفيه الأنف بشممها، تدفق ماء العين الزجاجي اللزج علي التراب ففغرت المحاجر باطنها من دون حياء، أعملت تلك الكائنات الرخوة مناجلها الكيميائية في كل نسيج متماسك في بنية رأسي فإنكشف عقلي علي التراب ثم إتسخ.



طه جعفر
تورنتو، كندا
3 مارس 2012

Post: #2
Title: Re: تَحَلُلُ
Author: طه جعفر
Date: 03-03-2012, 11:51 PM
Parent: #1

الاحباب هنا في سودانيزاونلاين
كتبت هذه القصاصة و انا استمع الي اغنية " خاطرك الغالي للراحل المقيم عثمان حسين"
كتبتها و جراح الآن مفتوحة
و الجراح القديمة متقيحة
و ليس من ورائها امل في برء
المهم هو تحلل

طه جعفر

Post: #3
Title: Re: تَحَلُلُ
Author: طه جعفر
Date: 03-04-2012, 00:53 AM
Parent: #2

دايماً
أطيب خاطرك الغالي
وأسامحك لو نسيت

ودعت من يهواه قلبو
في دربك
مهما نأيت
كم مرة
كم حاول يفرق
بينا حاسد أو عزول
كم مرة قالوا
جنيت علي
بدلت ضو أيامي ليل
لكني يانور العذاب
أنا ما بضيع حبي قول
تلقاني دايما فى رجاك
تلقاني فى حبك أصون

أسأل عليك الليل ونجموا
و حتي أنوار الصباح
و كل طائر في سماهو
في شريعتو
الحب مباح
أسأل مشاعرك عن هوانا
وليه حنانك لي راح
خليني في غاية الألم
و آمالي تزروها الرياح

حيران
حيران
حيران
حيران
أسائل نفسى إيه كان السبب
أصل الخصام
يمكن يكون
يمكن اكون
يمكن اكون
فى حقك إتلومت
فى ساعة ملام
لكن دا ما معقول يكون
أنا قلبى ليك حفظ الغرام
ما أظن من عرف الهوي
يعرف عداوة مع السلام

Post: #4
Title: Re: تَحَلُلُ
Author: أمين محمد سليمان
Date: 03-04-2012, 01:56 AM
Parent: #3

يا لهذا البهاء !!
سلام عليك يا طه في العالمين ...

Post: #6
Title: Re: تَحَلُلُ
Author: طه جعفر
Date: 03-04-2012, 02:28 AM
Parent: #4

Quote: يا لهذا البهاء !!
سلام عليك يا طه في العالمين ...


امين محمد سليمان
شكرا
بما انك قدتورطت معي
فاليك هذا السؤال
ليه يا عصافير الخريف
خضرة مشاعرنا

نشيلا صيف

خضرة مشاعري
اشيلا صيف


لم نبك وردي الي الان

البركة فيكم

طه جعفر

Post: #5
Title: Re: تَحَلُلُ
Author: طه جعفر
Date: 03-04-2012, 02:01 AM
Parent: #3

الي السودان
بلسان الكاشف

انت صارف عني مدة
انا خايف تتحدي
يا سيدي خايف
طاوعني تعال نبدي
انا يا سميري
انا يا حبيبي
تعال نبدي
التعارف
والتالف
و المودة

يا حبيب من فضلك
جاملني
يا حبيبي لا تخالف
واحدة مرة

انا آه
انا نارني
ناري

متين اصادف.
رضاك علي
و علي توالف
هواك مناي
حياتي حبك
و المحبة
زورني مرة
يا سميري مرة
بلاك بشوف النور ظلام
و أضوق كل طعم حاجة مرة
و زورني مرة
يا حبيبي
يا سميري
لما رأتيك بالقرب مني
هل تدري اني
هل اسعد أظني!
وأحسن بعظمة و شان كبير
افرح كتير..
فرح كبير
أكاد أطير من الفرح
بالامل احيا و احالف المسرة
يا حبيبي
يا سميري
انت عارف انا بحبك
و بحلفبك

Post: #7
Title: Re: تَحَلُلُ
Author: طه جعفر
Date: 03-04-2012, 03:04 AM
Parent: #5

أحب جداً صوت أسرار بابكر لأنه صوت قد خنقه الحب ، صوت سوف تحفظه آلهة النهر و الاشجار النبيلة في بلادي
أسرار صمدت امام لبس الحجاب الاداري بناء علي رغبة مسئولي التلفزيون
نحن نشكرها لأن عقلها كان اكبر من عقول الديدان
اسرار إمرأة عظيمة
يجب ان نحترمها و نحبها
لانها مشرقة و هي كنز حقيقي من الاسرار
هي أسرار



طه جعفر

Post: #8
Title: Re: تَحَلُلُ
Author: طه جعفر
Date: 03-05-2012, 01:12 AM
Parent: #7

ما مات في الوطن
مات
و لم يترك خلفه غير حسرات مؤلمة
مات
و كان ذلك الموت مكلفا

Post: #9
Title: Re: تَحَلُلُ
Author: طه جعفر
Date: 03-05-2012, 03:53 AM
Parent: #1

الكلمات التي اتي عليها رقيب الموقع الالي هي:
ك ل ب dog

تاف هة worthless


طه جعفر

Post: #10
Title: Re: تَحَلُلُ
Author: طه جعفر
Date: 03-05-2012, 07:39 PM
Parent: #9

الديدان تفعل فعلها
فلا أحد سيلوم دودة
علي الديدان ان تكون ديدان
لتحتفظ باسمائها

Post: #11
Title: Re: تَحَلُلُ
Author: طه جعفر
Date: 03-06-2012, 04:39 AM
Parent: #10

في حياتنا الاجتماعية نلتقي بالكثير من السخفاء
و معلوم أن الانسان السمج من سماجته
لا يعي بحقيقة أنه سمج
و عندما يعي بتلك الحقيقة
يكون الفاس قد وقع في الراس
فتأخذ سماجته بعدا
جديدا
علي سبيل المثال من حياة الحيوان
مثلا الضبانة
عندما تعي بسماجتها تتحول الي دودة
و تكون بذلك عكس الفراشة
لان الفراشة تبتديء من دودة و تنتهي كحشرة جميلة و ملونة تصفق باجنحتهاو لا تتعامل الا مع الزهور

شن جاب الضبان للفراشات؟
اللهم انزل علي ضبانك بف بافا يفتك بهم
و يهججهم
و يريحنا منهم
اللهم آمين
اللهم انزل لعناتك جميعا علي
كل فئات الضبان
و لا ترك منهم ضبانة( مؤنث) حايمة
او ضبان( ضكر) مقرف

اللهم آمين



طه جعفر

Post: #12
Title: Re: تَحَلُلُ
Author: طه جعفر
Date: 03-10-2012, 05:48 AM

الكتابة
بالنسبة للكاتب غواية و ليست هواية

[QUOوقيل: غَوَى أَي ترَك النَّهْيَ وأَكلَ من الشَّجَرة فعُوقِبَ بأَنْ أُخْرِجَ من الجنَّة.
وقال الليث: مصدر غَوَى الغَيُّ، قال: والغَوايةُ الانْهِماكُ في الغَيِّ


Quote: بالفَتح، غَيّاً وغَوِيَ غَوايَةً؛ الأَخيرة عن أَبي عبيد: ضَلَّ.


ما هو الضلال في الكتابة
في موضوع السرد القصصي
يجترح الكاتب من خياله عالما و في هذا العالم شخوص و احداث و امكنة
و يستمر الكاتب في الخيال وينهمك و هنا الضلال نفسه . بهذه النقطة انتهي الكلام عن الكتابة القصصية.



ما بعده موضوع جديد لدرجة انه مكتوب بلون مختلف

حتي في الحوارات الصماء
يحاور الكاتبون خيالا اجترحوه لا بل في غوايتهم يعمهون و يسرفون
محاولين بيأس ان يصادف خيالهم دليلا علي تخرصهم
ما دفعهم الي حالة الوهم و الاسراف في الغواية هو جرح صغير لكبريائهم
لكنهم من ضلالهم لا يسألون
هل كان كبريائنا زائفا ام كبرياء تفترضه المآثر
لذلك من الجدير ان يسأل اطراف الحوارات الصماء انفسهم
هل من مأثرة تبرر هذا الانتفاخ و ذلك التكبر

عندما كنت اكتب هذه الخاطرة كنت اتذكر ذبابا و ديدان لا تفعل شيئا غير التهجم علي الجمال الحي او
الجمال الميت
عليهم اللعنة