قلم غالي بدون حبر

قلم غالي بدون حبر


03-03-2012, 12:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=380&msg=1330773487&rn=0


Post: #1
Title: قلم غالي بدون حبر
Author: عصام الدين نصر ابراهيم
Date: 03-03-2012, 12:18 PM

بعض المسئولين لا يكونوا سوى أقلام ذات شكل جذاب ولكنها بدون حبر؛ فيفتخر الإنسان بحملها؛ ولكنه أبداً لا يستفيد منها إلا شكلاً؛ فتجده لا يأخذ منها إلا تعبه الناتج عن حملها.والغريب هو تبجح تلك الأقلام على غيرها؛ بالرغم من أن غيرها حتى وإن كانت تدخل تحت مُسمى أقلام الرصاص إلا أنها ذات فائدة أكبر وناتج مفيد أكثر.فتلك الأقلام لا تجيد سوى التباهي فهي لم تحتوي على ذلك الحبر العظيم والذي يستخدمه صاحبه في نثر إبداعاته على صفحات الوطن؛ عماراً وتطويراً ودائماً يسعى أن يرتقي بأبناء شعبه ويصل بهم إلى مراتب عليا.لا أعرف سبب تكبر تلك الأقلام الخالية من الحبر؟!؛ فليس هنالك من مبرر لكل هذا التبجح..!؛ فلم تتسبب في بناء مستشفيات عملاقة يتمنى الواحد أن يمرض حتى يدخل لها؛ فبعض المستشفيات إن بحثت عن من شيدها تجده فاعل خير؛ إذاً لماذا كل هذا التبجح؟!ولم يكن لتلك الأقلام الخالية وجميلة المظهر أي دور في الانتقال بالدولة من الصادر والوارد إلى الحكومات الإلكترونية؛ فلا يزال الفرد يحتاج إلى أن يستأجر مستودع بأكمله إن أراد أن يراجع دائرة حكومية واحدة؛ فكمية الورق من المستحيل أن يحتويها منزله؛ ولو يُعطى ورق تلك المعاملة لصاحبها؛ ومن ثم قام ببيعها لأصبح ملياردير بسبب حجمها الهائل؛ إذاً لماذا تلك الأقلام تتباهى على غيرها؟!ولم تتكرم تلك الأقلام غالية السعر عديمة الفائدة بخط بضع جمل بسيطة لتحل مسألة الطرق؛ فلا زال الناس يُحشرون إن مرت سيارتين في وقت واحد على بعض طرقنا السريعة؛ ولم يكن لها دور في عملية التدخل السريع للحوادث الناتجة بسبب ضعف تلك الطرق؛ وبالطبع لم يسمعوا في حياتهم بما يُسمى بخدمات الطريق؛ لذلك لا بأس إن مات الناس على تلك الطرق المتعاقدة رسمياً مع عزرائيل؛ فلماذا كل هذا التبجح أيتها الأقلام الغالية الثمن وعديمة الفائدة؟!لا زال صوت النساء على فقدان أبنائهن هادراً بسبب انتشار المخدرات؛ ولا تزال دموع الرجال وكأنها سيول على خدودهم بسبب الذل الذي يجدوه في كل مكان؛ وهل هنالك أسوأ في الدنيا من فقد أبن أو ذل رجلاً شجاع؟!؛ فعلى ماذا تلك الأقلام غالية الثمن عديمة الفائدة تتبجح؟!لم تخط حرفاً فيما يتعلق بتطوير التعليم؛ ولم ترسم شكلاً يدعو الناس للتفكير؛ ولم تؤسس لمشروع يسري خيره على كل العباد؛ ولم تسن قانوناً يعجل بزوال الظلام وحلول النهار؛ فما الداعي لكل هذا التعالي أيتها الوسيمة شكلاً والعديمة فعلاً؟!