يقام عزاء الفنان ( محمد وردي ) اليوم بنادي السودان بأبوظبي19/2/12 .

{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }البقرة156
{اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }البقرة255
صدق الله العظيم
*
تقيم الجالية السودانية بأبوظبي وأهل وأصدقاء ومحبي وعشاق فن فقيد الأمة السودانية وفقيد الفن ، الهرم الفني الموسيقار الأستاذ ( محمد عثمان وردي ) مساء اليوم الأحد الموافق 19/2/ 2012 م ،من بعد صلاة المغرب بالنادي السوداني بأبو ظبي .

وتنعي للأمة السودانية جمعاء ، فقيد الوطن والأمة السودانية جمعاء ، الفنان الموسيقار الأستاذ ( محمد عثمان وردي ) ، الذي رحل مساء السبت 18 فبراير 2012 م ، سائلين المولى عز وجل أن يسكنه مسكن الصديقين والشهداء ، وأن يلهم الجميع نعمة الصبر الجميل .
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ

*

يعتصرني الالم والحزن ... (إنا لله وإنا إليه راجعون)
ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا لفراقك ياوردى لمحزونون
ونسأل الله متضرعين له ان يسكنك فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا ...

لا حول ولا قوة الله بالعلي العظيم

هناك يا الشقليني لنعزي بعض

إنّا لله وإنّا إليه راجعون

اللهم أرحمه وأسكنه فسيح جنّاتك
اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقّه من الخطايا والذّنوب كما يُنَقّىَ الثّوب الأبيض من الدّنس
اللهم أغسله بالثلج والماء والبرد
اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله
اللهم أجمعنا وإيّاه في مستقرّ رحمتك
اللهم إنّا نسألك بإسمك الأعظم أن توسّع مدخله
اللهم آنس في القبر وحشته
اللهم ثبّته عند السُّؤال
اللهم لقّنه حجّته
اللهم باعد القبر عن جنباته
اللهم أكفه فتنة القبر
اللهم أكفه ضمّة القبر
اللهم أجعل قبره روضةً من رياض الجّنّة ولا تجعله حفرة من حفر النار
اللهم إن كانت محسناً فزد في إحسانه ، وإن كانت مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته
اللهم ألحقه بالشُّهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا
اللهم أجعل قبره روضةً من رياضه
إنّا لله وإنّا إليه راجعون

في وداعه ، وداع لشجرة مُعمّرة بالمحبة والوطنية
غني عميد الفن السوداني الفنان محمد عثمان وردي :
أجول لانقَري نوي - أسمرِ اللونا - ألمَا سُوكّي
وغنى لتهراقا ولبعانخي ولحريق المك في قلب الدخيل ، وغنى للمهدي ولعلي عبد اللطيف و لعبد القادر الحبوب وللقرشي وأكتوبر ، وغنى للصبح حين أصبح ، لا السجن ولا السجان باقٍ . وغنى للحقول التي اشتعلت قمحاً وتمني . سلك درب الخليل ، وأمسك باللغة النوبية وجمل أيامها الزاهرات ، وغنى باللغة العامية وغنى باللغة العربية وبالأمهرا .
وشهدت محبته الأمم المجاورة كلها ، وبقي وجداننا معطراً بريحه . أمضى أكثر من خمسين عاماً في مسيرة الفن الزاخر بالوطنية ، غنى للمحبة الإنسانية وللوطن وللمرأة وللفقراء الذي تجملت بهم الأرض الطيبة . كان رفيقاً بالجميع ، غنى في مناسبات الأهل والعشيرة وغنى للخير .
وفي الوطنية نال عام 1974 م جائزة " بابلو نيرودا" العالمية للأغنية الوطنية .
جمّل الفنان " محمد وردي " التراث حين تغنى به ، وأعطى السودان وجها جديداً ثرياً بالإبداع ، فتغنى بأغنياته مطربون في مصر والكويت وأريتريا وأثيوبيا وتشاد وليبيا.. ودول كثيرة قد لا نحيط بها علماً. مدّ هذا العملاق جذور شجرة الوجدان في باطن الأرض وسقاها من مياه النيل ،سليل الفراديس . كان شديد الولع بالقراءة والثقافة ، وسماع الموسيقى من كل بلاد الدنيا ، فتخضب غناءه بتجربة إنسانية فريدة .
كان من المتبرعين الأوائل في احتفالات الجامعات بالأعياد الوطنية منذ أن كنا في مرحلة الطلب .
عانى من ضريبة الذين لا يعرفون مقادير الوطنية عند المطربين الذي جمّلوا أيامنا ، فسُجن ، وتعذب منذ السبعينات ، وقد اضطر للمنافي ، ودفع أثمان باهظةً من حياته وحياة أسرته ، ليكن كما يودُ أن يكون .
*
ألف رحمة ونور عليه ، أللهم أسكنه مسكن الصديقين من أحبابك الذين اصطفيت ، وأرزقه ما لاعين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر بقلوبنا جميعاً .
{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }البقرة156
صدق الله العظيم
*

قلت أرحل ..
ورحلت من أرضنا ولم ترحل من القلوب التي أحبتك
ورضع الوجدان من حلو أنغامك
يا هرمنا الساجد لمحبتنا
*

رحيل الهرم الفني ..
في أكثر الأوقات تعقيداً
ألا رحم الله الفقيد محمد عثمان وردي

*