ما الذي تعنيه عبارة البشير لسيسي ؟؟؟؟؟؟

دارفور تمتعت بالسلطة الخاصة بالحكم الذاتي ... تابعت بشغف شديد وقائع الاحتفال من خلال الشاشة ... لفتت نظري عبارة خطيرة للرئيس البشير حينما قال بما معناه ( أننا سلّمنا السلطة للتيجاني السيس ونحن نثق في نواياه وقدرته على إدارة الاقليم )

هذه العبارة بلغة التحليل السياسي تعني الكثير لو حاولنا قراءتها بالعمق المطلوب إستنادا لتاريخ دارفور التي تحمل شبه مقومات الدولة وهي بالفعل كانت دولة مستقلة عن السودان وخاضت حروبا كثيرة ومريرة وعنيدة قبل انضمامها للسودان في مطلع القرن الماضي ... السيناريو يتكرر فالسلم الآن جاء نتيجة حرب وقد حدث هذا الحدث في تاريخي تكوينها وانضمامها للبلاد ؛ واتفاق أولاد دارفور وهو احتمال ليس ببعيد يعني أن السلطة قد أتت أكلها وبدأت تقوى ثم تبدأ مرحلة مثلث حمدي .... هذه قراءة من زاوية ؛ ومن زاوية أخرى قد تعني العبارة مخاوفا كبيرة .. فكلمة نثق في نواياه تدل على العديد من الحالات النفسية .. والتأكيد قد يكون تحذيرا وقد يكون تشكيكا وقد يكون امتداحا ومؤازرة ... وعبارة نثق في قدرته على إدارة البلاد تحمل ذات الدلالات

ونواصل ....

المطلوب من كافة الحركات الدارفورية في الوقت الحاضر أن تتوحد وتنبذ القتال بينها لتستفيد من عائدات الحرب الطويلة والمعاناة والتي تمثلت في اعتراف بالقضية وفرض مقاعد وزارية اتحادية وحكم ذاتي ومليارات قطر والمركز غيره وتوجهها نحو التنمية بدلا من أن تتقاتل وتوجه كل ذلك لفاتورة القتال .
بالتأكيد سيكون اتحاد الحركات قيصريا صعبا وسيزعج الحكومة في المركز ويجعلها متأهبة أقصى درجات التأهب خوفا من تكرار تجربة الجنوب خاصة وأن دارفور أصلا كانت دولة أو مجموعة دويلات وأنها آخر منطقة إنضمت للسودان بوضعه الحديث وأن التركية القبلية وخبرة حرب وسياسة ومفاوضات سنوات الأزمة قد تنتج خصوما عنيدين

ونواصل .....

بالتأكيد توحد الحركات الدارفورية يحمل كل احتمالات الانفصال والبقاء دون منظومة الدولة الواحدة .. ووجود دولة الجنوب قد يغري القادة الدارفوريين الذين هم أصلا على علاقات متينة بحكومة الجنوب - قد يغريهم بإعادة إنتاج تجربة الجنوب - خاصة لو كانت الانقاذ لاتزال تحكم البلاد لأن التحرش بين الانقاذ والحركة الشعبية بدأ يتخذ الطابع الشخصي أكثر من العداءات السياسية المبررة

ونواصل ...

طالما دولة الجنوب موجودة بتوتراتها الحالية مع دولة الشمال فإن الحركات الدارفورية خاصة الرافضة للإتفاقيات الحالية ستظل تستقوى بالجنوب ... لقد أصبحت ورقة ضغط هامة في يد المفاوض الجنوبي رغم أنها تشكل ورقة ضغط مسكوت عنها

ونواصل ..