(1) تمرُ ذكرى مولد نور المصطفى عليه الصلاة والتسليم هذا العام ، وكل عام . ولا نسمع إلا القليل المُكرر مما ذكره السلف عن سيرة النبي الأكرم . لا يتحدث إلا القلة عن شخصيته الكريمة من منظور إنساني وفق حياته بين أهله وفي عصره . وكيف أنه قد تدرب على النظر إلى الكون والتعبُد متأملاً ، قبل الرسالة . وكيف كان مسلكه يتبع الفطرة ، ويكتسب مكارم الأخلاق مسلكاً .قهر نفسه ودربها على الصبر ، ونهل من تراث من سبقه من الأنبياء والرسل في حب الخير والصدق ونقاء السريرة وحب الناس .بهذه الصفات تأهل النبي الأكرم ، وتم صقل معدنه ليتحمل الرسالة وصعابها . وبكل تراثه الذي نقله الناقلون ، وجلبه فلكلور المحبين ، وسير العشاق طوال تاريخ طويل . وكيف أن حياته صارت مسلك اقتداء .
(2) عطر اللهم قبرهُ الكريمَ بِعَرْفٍ شَذي من صلاةٍ وتَسليم ، اللهُم صَلِ وسَلِم وبارِكْ عليه .كان الكون كلمة محبة ، وتناسلت دُررا..قال النبي الأكرم " أنا ابن الذبيحين " قام من الفداء الأول ، إلى الفداء الثاني ، ثم الفداء الثالث عند الهجرة ....
نفذ النبي الأكرم ، ومن عجين الأمم ، دنى وتدلّى، ونهض من سبات الزمان، تعفر بالتُراب . رعى الأغنام ، وذاق مرارة الفِراق واليُتم . عفيفاً كان ، لم يسجد لصنم . وُلدت محبته الحنيفيين ، فجده إبراهيم جاء من بطن الممالك القديمة . أقاصيص الزمان تقفز من فوق رمل تلال آلاف من السنوات . هذا مولدك يا سيد الأكرمين ، ذكراك تتجمل بسيرتك البهية تعرج من أفواه المريديكَ ، يا غصناً مرناً بالمحبة ، وقوياً يمشي كالمنحط من صبب . لا يخشى في الحق لومة لائمِ .
عطر اللهم قبرهُ الكريمَ بِعَرْفٍ شَذي من صلاةٍ وتَسليم ، اللهُم صَلِ وسَلِم وبارِكْ عليه.لم ينقطع لبن الضرع الذي منه نشرب ، ولا تعرف السدوف مثله صفحة معروقة بالروح والريحان وطيب الشذى . يعصُب على بطنه الحجر من الجوع وبين ظهرانيه الخُبز الطري ومفاتيح الخزائن الأرضية . راودته الجبال أن تكون له ذهباً لامِعاً فأباه . لا يقابل أحداً بما يكره ، يمشي مع الأرملة ومن رسف في قيد العبودية الدنيوية . يمشي خلف أصحابه ، ويكشف ظهره ، ويقول : الظهر للملائكة الروحانية . ركِب البعير والخيل المعقودة على أعرافها الخير ، وركب البغل والحِمار . يبدأ من يلقاه بالسلام ويطيل الصلاة فاتحاً صدره الشريف للتبتُل والمذلة لخالقه . يتآلف وأهل الشرف ويُكِّرم أهل الأفضال .يمزح ولا يقول إلا حقاً . يصوم الاثنين والخميس ويفطر تمرات من عمتنا " النخلة " . أحيا سُنن الأقدمين في الخير .اندست المكارم بين جنبيه . صديق الأتقياء . جواد الفعل والمقال . باسط اليد للمُباركة . وهج نوره غطى على صحابه الأخيار ، فكان شمسهم تأخذ أقمارهم ضوءها منه . هو ابن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة . يتيماً نشأ مكنوز المحبة . عفيف وقد أعطته الدنيا من خزائنها وتركها كلها . قليل الاستطعام ، يحب الفقراء ، بقدر محبته أن يصفو لمناجاة ربه و يقوم الليل إلا قليلا .عطر اللهم قبرهُ الكريمَ بِعَرْفٍ شَذي من صلاةٍ وتَسليم ، اللهُم صَلِ وسَلِم وبارِكْ عليه.
عَرجت "يثرِب" لسماوات العُلا وأصبحت مدينةً للمُصطفى . تَخَيرت موقع مسجدها ناقةٌ مأمورة . أفسح لها التاريخُ مكاناً عند كل موجة من بحار الدهر تضرب شواطئ النسيان ، فتألقت وتنضَّرت . فاض المسجد النبوي على نفسه وغطى كل رُقعة المدينة المنورة أيام قنديلها النبي الأكرم ، .. ألف صلاة وألف سلام عليه . عَبَرت من هناك القصائد كالعقود على أعناق الفاتنات ، منذ "كعب بن زهير"، و"عبد الله بن رواحة"، و"ابن الفارض"، و"البصيري" و"شوقي "وسلسلة من أساطين المُحبين الشعراء حين تغشاهم النفحات الربانية فتغتسل النفوس من سلسبيل النور المحمدي . يرشفون كؤوساً من زنجبيل الجنان ، ويَستطعمون خُبز الرب . نذكر حين كُنا نجلس في صِغرنا نستمع بانبهارٍ لأحفاد"حاج الماحي"يترنمون بمدح النبي بإيقاعات " الدليب " البهية : تسمعُ " قنديل المدينة الهاشمي " وتعقبها " سَمح الوصوفو يا رب نَشوفو " و في الختام " القُبة التَلُوح أنوارا" ، يمتدحون شمائله ويتغزلون بمدينته و المسجد . يعبرون قُرى الشمال وصفاً واحدة تلو أخرى إذ طاف بها "المادح" الكبير مُسافراً في طريقه لأداء مناسك الحج. تُشجي المدائح آذانكَ بعواصف لغةٍ تُلامِس وجدان الخاصة والعامة. أغمض الردى جفنيه وأدمع حين رحل ، فالنبي موعودٌ بحياةٍ ثانية أجلّ وأعظم . عطر اللهم قبرهُ الكريمَ بِعَرْفٍ شَذي من صلاةٍ وتَسليم ، اللهُم صَلِ وسَلِم وبارِكْ عليه .
(6) عطر اللهم قبرهُ الكريمَ بِعَرْفٍ شَذي من صلاةٍ وتَسليم . ولد صلى الله عليه وسلم واضعاً يده على الأرض رافعاً رأسه إلى السماء العلية . مومياً بذلك القدر الرفيع إلى سؤدده وعلاه . ومشيراً إلى رفعة قدره على سائر البرية . وإنه الحبيب الذي حسُنت طباعه وسجاياه . عطر اللهم قبرهُ الكريمَ بِعَرْفٍ شَذي من صلاةٍ وتَسليم.
عطر اللهم قبرهُ الكريمَ بِعَرْفٍ شَذي من صلاةٍ وتَسليم. و دَعت أمه عبد المطلب وهو يطوفُ بهاتيكَ البَنية .فأقبل مسرعاً ونظر إليه وبلغ من السرور مُناه . وأدخله الكعبة الغراء وقام يدعو بخلوص النيّة . ويشكر الله تعالى على م منّ به عليه وأعطاه . وُلد صلى الله عليه وسلم نظيفاً مختوناً مقطوع السُرّة بيد القدرة الإلهية . طيباً دَهِيناً مَكحُولةًبكُحل العناية عيناه . عطر اللهم قبرهُ الكريمَ بِعَرْفٍ شَذي من صلاةٍ وتَسليم.
اللهم صلى على سيدنا محمد افضل المرسلين كنا صغارا ولكن الصورة ما تزال فى الذاكرة يانعة ورائقة كان جدى خال امى الشيخ عبد الرحيم الحاج محمد "خال الفنان التشكيلى عمر خيرى رحمة الله عليهما " يوم ينعقد مولد المصطفى يجئ الى الحوش فى العباسية رفقة الشيخ يوسف اسحق حمد النيل ومعهما يجئ المادح بشير الحضرى ذاك يوم نقف فيه خلف النوافذ نتنسم الاصوات الباذخة التى تنشد محبة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه نراهم مغمضى الاعين وهم ينشدون بحور فى بحور يمخرون ونحن خلفهم ننشد حفظنا تلك القصائد وكنا نتسابق لاعادتها باصواتنا نقعد الليل بطوله الى تلك النوافذمستمعين للانشاد حافظين لكل قصيدة فيه
فى ليالى المولد النوبى ان لم نجد من ياخذنا الى هناك فى بيت الخليفة تجدنا ننصت لكل من انشد نعرفهم من على البعد ندخل تلك الصيوانات باخيلتنا ونجوبها واحدة واحدة لكم كنا عاشقين لتلك الخيمة التابعة للقادرية ويشجينا صوت النوبة فيها كل عام والجميع بخير والوطن بخير والمسلمين بخير بلا القاب بل بقلوب مفتوحة للفعل الانسانى وصلى الله على الامين صلاة عرضها السموات والارض
(10) الكاتبة عالية المكانة الأستاذ ’ ( سلمى الشيخ سلامة ) لك التحية والسلام
لقد كانت احتفالات المولد النبوي تبدأ بالزفة التي تكون في عصر اليوم الأخير الذي يسبق يوم ميلاد أفضل المرسلين النبي الأكرم . كنا نتجمع نرقب ذلك الخليط الفلكلوري للاحتفال بذكرى مولد النبي . وفي ساحة المولد في أم درمان " ساحة مسجد الخليفة " تجد مخيمات الطوائف الدينية والمتصوفة . تبدأ بالخطب وقراءة سيرة مولد النبي في مقالات مأثورة مسجوعة . تجد المارة ولهم المقاعد . وفي ختام المحاضرات تبدأ حلقات الذكر بجميع الطوائف . وتختتم بالطعام قرب الساعات الأولى . في سوق الحلوى على الأطراف ، تجد محلات الحلوي تزخر بتماثيل عرائس وتماثيل فرسان من الحلوى . تجد الجميع نساء ورجال وأطفال يجوبون الساحات لرؤية ذلك التنوع الشعبي الثري ، ويربط السيرة النبوية لدى الأطفال بقيم حياتية ترتبط بالأعياد .