أشتات

أشتات


01-30-2012, 01:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=380&msg=1327928022&rn=0


Post: #1
Title: أشتات
Author: الطيب عبدالرازق النقر
Date: 01-30-2012, 01:53 PM

1- الكُتّاب المُترسلين يجب أن ينضدوا اللفظ، ويجودوا المعنى، ويروضوا القوافي في مدح قواتنا الباسلة التي أذهبت الروّع، وأمنّت الجناب، وكففت عُرام أصحاب النحل الخبيثة، والمطامع الإنسان رخيصة، الذين يصدر عنهم كل فساد، وينجم منهم كل شر.

2- طواغيت الحركة الشعبية كانوا يتوقعون أن تخشى أجواء الوطن الحبيب الذي انسلخوا عن كينونته أدخنة البوار والدمار بعد أن ذهب البترول الذي لم يستفرغوا الوسع فيه، الذهب الأسود لم يجعل من الشمال حطام وأشلاء، فالسودان غني بموارده وعقول بنيه المتقدة، ولكن موطن الداء يكمن في الفساد الذي تزكم رائحته الأنوف، الفساد ومخصصات الوزراء الذين ضاهى تعدداهم في ظل الحكومة العريضة تعداد صانعي الجفان والتماثيل لسليمان، هو الذي جعل السواد الأعظم من هذا الشعب الصامد على عرك الشدائد، يتبلغ بيابس النبت، وآسن الماء.

3- اسرائيل التي يتعاقب عليها وزراء الجنوب تعاقب الظلال، تنصب شراك الفتنة لرواد الخنا، وسماسرة الفجور، وتسدد إلي أفئدتهم الحافلة بالسخائم والأحقاد سهم الغواية بالورق المالي الصفيق حتى يبطلوا الاجتهاد، ويعطلوا العقول- إذا كان لهم عقول- للارتقاء بصرعى الفاقة وأسرى المرض قاطني الجنوب الذي تركض فيه المصائب، وتتسابق إليه النكبات، وسلفاكير الذي لا تتوسم النبوغ في ملامحه، أو الكياسة من شمائلة بحكم النشأة وسلطان العادة، أسلم مقوده لربيبة الشر معتقداَ أنها سوف تسانده مهما ناله من خطوب، أو اختلف عليه من صروف.

4- مفاجات العام المنصرم قلبت كل وضع، وسبقت كل احتمال، فقد شهدت انهيار أنظمة لا يختلج فيها شعور، أو ترق عليها عاطفة، أنظمة غاشمة مستبدة استطالت على الهدم، وتعمقت على الاجتثاث عقود من الزمان، أنظمة لم يكن يأبه طغاتها للبطون الخاوية التي لا تصيب الدواء، والأجساد العارية التي لا تجد الكساء، والأبدان المعتلة التي لا تنال الدواء، طواغيت مناط أمالهم، وحديث أمانيهم العجاف أن يظل السودان في ساق الركب الأممي، ولا يرتقي إلي ذرى المجد، ولما طوتهم الغبراء، ووردوا حياض أم خشعم أبى حمام الموت الا أن يرفدهم بأذنابهم.

5- المجون الذي وصفه أحد أدباء العربية بأنه أصيل في كل نفس، عريق في كل أدب يجب أن تتناصر كل شرائح المجتمع على كف ضلاله، وكبح شروره، وذلك بتجفيف منابعه، ورصد المظاهر المنحرفة التي تتنافى مع عاداتنا المغروسة، وتقاليدنا الموروثة، وبتفعيل قانون النظام العام ومد أكناف الصبر عليه، فهو لعمري كفيل بأن يقينا شرور المظاهر التي تندب الشرف، وتنعي الأخلاق.

6- الخلافات الشخصية بين رؤساء التحرير مخازي يجب آلا تظهر، وعورات لا يليق أن تنشر.

7- حفلات رأس السنة التي لا تمت لديننا الحنيف بصلة، أو تصل إليه بسبب، ينتظرها أخياف البشر بشغف بالغ، وحرص أكيد، ولكنها أضحت قاصرة على أهل المخمل والديباج، فالمواطن الكادح الذي يجابه جحافل الفقر، وغوائل الغرث، طمر ذكر هذه الحفلات، ودفعها إلي زاوية النسيان، بعد أن تبين له أنها حصن يصعب ولوجه، وهيجاء غير متأهب لخوض غمارها.

الطيب النقر