مقالةُ عمر الدقير ينقصها أمرٌ هامّ

في عالم الصحافة العربية والإنچليزية، نجد أحيانًا أنّ العنوانَ المختار للمقالة غيرُ موجودٍ في النص. ويعود ذلك إلى رغبة المحرِّر أو رئيس التحرير في وضع عنوانٍ لافتٍ جذاب – في حين أنّ الكتّابَ، على حدّ علمي، لا يفعلون ذلك إلاّ نادرًا.

اختار الأستاذ عمر الدقير عنوانًا رائعًا لمقالته التي تتصدّر العناوين الرئيسية في المنبر العامّ منذ 18/1/2012 والتي استهلّها بالكلام عن أبي القاسم الشابّي، الدّاعي إلى النهوض وكسْر القيود؛ ثمّ عاد إليه في الفقرة ما بين الأخيرة.

عتبي عليه بكلّ مودّةٍ واحترام أنّ مَن لا يعرف كوْن عنوان مقالته شطْرَ البيت الأول في قصيدةٍ لمحمد مهدي الجواهري (باقٍ وأعمارُ الطغاةِ قِصارُ *** مِن سِفْر مجدكَ عاطرٌ مَوّارُ) سيظنّ أنّ الكلماتِ الأربعَ هي للكاتب نفسه؛ أو – إذا كان يعرف أنها مطلع قصيدة، لكنه لا يعرف لمَن – سيظنّ أنها للشاعر التونسي. فيا حبّذا لو أنّ الكاتبَ الكريم أشار في النصّ أو في حاشيةٍ مقتضَبة إلى مصدر عنوان مقالته، وهو مطلع قصيدة للجواهري ألقاها عام 1951 خلال حفل تأبين لرئيس الوزراء اللبناني عبد الحميد كرامي في ذكرى أربعينه.

على هامش الموضوع، أنّ الجواهري طاول في نقده الحكّامَ قائلاً:

تَنهى وتأمرُ في البلادِ عصابةٌ *** يَنهى ويأمرُ فوقَها استعمارُ
خَوِيَت خزائنُها لمّا عصفَتْ بها *** الشهواتُ والأسباطُ والأصهارُ

حدث عندئذٍ ضجيجٌ قوي في قاعة الاحتفال وأُطفِئت الأنوار "فهرع حراس الرؤساء الجالسين في الصف الأمامي لحمايتهم". ومع عودة الضوء، ارتجل الجواهري البيتَ التالي:

المجدُ أن يَحميكَ مجدُكَ وحدَهُ *** في الناس لا شُرَطٌ ولا أنصارُ

تعالى تصفيق الجمهور وصياحُه ’أعِد، أعِد!‘ الذي نكرَّر مرّات، وسط ذهول المسؤولين وتبرُّمهم. بعد الاحتفال بيومين استقالت حكومةُ تصريف الأعمال (برئاسة رياض الصلح)..‏ وكان أولَ قرار اتخذته الحكومةُ الجديدة (برئاسة حسين العويني) طردُ الجواهري من ’وطنه الثاني‘ لبنان (ومنعُه من العودة إليه)، ما أثار عاصفةَ احتجاجٍ شعبيةً وإعلامية هائلة.‏
بعد 36 سنة، أُبلِغ رئيس الحكومة رشيد كرامي (ابن عبد الحميد) – قبل فترةٍ قصيرة من اغتياله - برغبة الجواهري في زيارة لبنان، فاستغرب كرامي بقاء قرار المنع ساري المفعول طوال كلّ تلك الفترة... وأوعز بإلغائه.‏

سلامات

غسّان (أبو عُمَر)

!!!!

أنزلت لفت الإنتباه للتفاصيل المهمة مقاماً محموداً وشديد الحميمية يا أستاذ غسان ..
سأبحث عن المقالة ..
شكرا جميلا ..

كما أود - وأسمح لى - أن أدعوك لبوست الصديق أبوعسل ..
وذا هو الرابط ..
http://حول الثقافة والإبداع: مواعين الثقافة واللغة

تصويب مهم ومعلومة جديدة بالنسبة لي، ليت عمر الدقير يلتفت اليها ويصلح الخطاء الغير مقصود، شكرا استاذ غصن.

Quote: ليت عمر الدقير يلتفت اليها ويصلح الخطاء الغير مقصود

أخي محمود،

شكرًا جزيلاً لك. أشاركك في التمني أن يلتفت إليها سَمِيُّ ابني ويُصلح الخطأ غيرَ المقصود

سلامات

Quote: المجدُ أن يَحميكَ مجدُكَ وحدَهُ *** في الناس لا شُرَطٌ ولا أنصارُ

صدق الشاعر الصنديد العراقي محمد الجواهري .


كلمة ( الأنصار ) دى هنا بتجيب ليك الهواء يا أستاذنا غسان .

الاستاد غسان

تحياتي

مقالة الاستاد المناضل عمر الدقيربكل جمالها ووفائها في تثمين نضالات ادباء تونس ومصر وشعبيهما الثائرين ضد الدكتاتورية الا انه للاسف ينقصها امر هام وهو الوفاء للوطن الام الدي ينتمى اليه المناضل عمر الدقير. فالسودان بثورته وشعرائه ينبغي ان يكون الامر الاول في اولويات هدا المناضل الباسل الدى خبر هده الدروب الوعرة في مقاومة الشموليات مند ان كان طالبا قياديا يناضل الطغيان ( المايوي) الى حين انتصار انتفاضتنا في ابريل 85 ولدلك غياب ( السودان) الشعب الثائر بل معلم الشعوب الثورات في مقالته الراهنة التى دلق فيها مدادا كثيفا في كيل المدح والثناء لشعبي وشعراء تونس ومصر من غير اشادة بنضالات شعبنا وشعرائه في مقاومة الطغيان الراهن لهى نقيصة لا تناسب مناضلا يحمل صيتا وطنيا في مواجهة الطغيان وهو لا زال انسانا قادرا على البدل والعطاء ونحتاجه اليوم اكثر من اي وقت مضي بحكم خبراته في النضال لطالما لديه الوقت الكافي للاشادة بثورات تونس ومصر حيث يملي عليه الظرف الوطني ان يجعل ام اولوياته الوطن المضام ( السودان) .

مودتي

Quote: مقالة الاستاد المناضل عمر الدقيربكل جمالها ووفائها في تثمين نضالات ادباء تونس ومصر وشعبيهما الثائرين ضد الدكتاتورية الا انه للاسف ينقصها امر هام وهو الوفاء للوطن الام الدي ينتمى اليه المناضل عمر الدقير.

أخي هشام

أنتَ في غَسّان شبابك (حِدَّته)، وتكتب من غسّان قلبك (أقصاه)؛ لذا جئتُ أتهشَّمُكَ للمعروف (أطلبه عندك) وأنتَ ذو الهِشام (الجود) لن تَردّني خائبًا
:)

في هذا الموضوع، لم أدخل – وأتمنّى ألاّ يُدخلنا أحدٌ – في أيّ قضايا غيرِ لُغَوية

مودَّتي وتقديري

Quote: كلمة ( الأنصار ) دى هنا بتجيب ليك الهواء

القولُ لـ ’متنبّي‘ العصر الحديث الذي كان اسمًا على مسمّى، أشعارُه جواهر

أما أنا فآمِنٌ ما دمتِ أنتِ ’آمنة‘
:)

مع تقديري

Quote: كما أود ... أن أدعوك لبوست الصديق أبوعسل ..

موضوعٌ ممتاز، ولَسوف أُدلي بدَلوي فيه على قدْر معلوماتي البسيطة؛ وبخاصّةٍ لأنني كنتُ أولَ مَن ترجم كتابَ المفكِّر الراحل الأميركي من أصل فلسطيني ادوارد سعيد، "صُوَر المثقّف" (دار النهار، بيروت، 1996)
Representations of the Intellectual

تحية ثقافية

غسّان

Quote: أنزلت لفت الإنتباه للتفاصيل المهمة مقاماً محموداً وشديد الحميمية

أخي محمد حيدر

شكرًا جزيلاً على كلمتك الرقيقة

غسّان