الإعتداء على الأموات..!

الإعتداء على الأموات..!


01-12-2012, 12:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=380&msg=1326369161&rn=1


Post: #1
Title: الإعتداء على الأموات..!
Author: محمد شرف الدين
Date: 01-12-2012, 12:52 PM
Parent: #0

الإنسان الميت، له قدسية أعظم من قدسية الإنسان الحي...لأنه فقد الصلة بالحياة الدنيا ولا يستطيع الدفاع عن نفسه ويرد من يعتدي على بيته الأبدي ... فالمقابر في كلّ أنحاء العالم محل احترام لدى كافة المعتقدات في الدنيا، سماويها وأرضيها..فمن لا يحترمها ويحاول مسها أو تعمد تدنيسها... كالاعتداء على المراقد لا ينظر إليه كإنسان طبيعي وأن ما يفعله يعدّ شذوذا لا يستقيم مع الفطرة الإنسانية ... فمن الملاحظ في الأونة الأخيرة، بروز ظاهرة مهاجمة المقابر والقباب المبنية فيها بهدف نسفها وإزالتها من الوجود ودوماً بعد كلّ حادثة اعتداء تشير بوصلة الاتهام نحو الجماعات السلفية التكفيرية المتشددة... الجماعات التي بدأت تنتشر بوتيرة متصاعدة في السودان بعدما عبرت إلينا من ما وراء البحر الأحمر... فالهجوم على الأضرحة لا يحل ما يعتقدون أنه مشكلة... فإذا تمكنوا من نسف وتنظيف المقابر من كلّ الأضرحة فهل يستطيعون إزالة الأضرحة التي في تلك النفوس.. فالمسألة أعمق مما يتصورن وذات ارتباط وثيق وعميق جداً بنفس الإنسان وهي محفورة ومنحوتة نحتاً في قاع عقله الباطني... وليس من السهل الغوص إلى أعماق النفس البشرية لترميمها أو إعادة تشكيل تضاريسها الإيمانية..! فالإنسان يتحرك في كلّ الاتجاهات بوقود قناعاته المكتسبة حديثاً أو المورثة جيلاً بعد جيل، فالاعتقاد في الشيوخ وكراماتهم أصبح صبغة قوية غير قابلة للزوال بمجر إزالة ضريح... فهي عميقة لدرجة أنها أصبحت هوية وصفة وتقليد لا يستطيع بدونها البعض الحياة.. ولا يتصورن أنفسهم خارجها اطلاقاً...فاتباعها جزء أساس في كيانهم ووجودهم... فكان عليكم أيها السلفيون، البدء بإزالة ما في نفوس أولئك مما تعدونه شركاً وكفراً يحول بينهم وبين الدين الصحيح.. يجب عليكم إقناعهم بالتي هي أحسن وليس الأخشن.. إقناعهم بوجهة نظركم.. فإذا اقنعتموهم فتأكدوا تماماً بأنه لن يذهب أحدهم إلى التبرك بالأضرحة والتمسح بها أملاً في شفاء أو مولود أو ردّ ظلم أو توسيع أبوب رزق أو ربما حتى الاستوزار..! سيهجرون تلك الأضرحة والمراقد التي ستتحول إلى مساكن للعنكبوت..! فنهج الاعتداءات الخشن على تلك الأضرحة الذي تزرعونه بين الناس لن يثمر غير الكراهية.. فالدعوة إلى الحق لم تكن بالعنف والإكراه وإرغام الناس قسراً للامتثال لتعاليم الدين... فحتى الرسول الكريم الذي تزعمون بأنكم الأكثر التزاماً بنهجه وتسمون أنفسكم باسم سنته خاطبه الله تعالى جلّ شأنه بأن لا يكون قليظاً فظ القلب في دعوته للناس حتى لا ينفضوا من حوله ..
عمود معطيات بصحيفة( الآن)