مقالات للأستاذ ناصر النوراني بدولة الامارات العربية المتحدة ..

مقالات للأستاذ ناصر النوراني بدولة الامارات العربية المتحدة ..


01-06-2012, 03:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=380&msg=1325863169&rn=0


Post: #1
Title: مقالات للأستاذ ناصر النوراني بدولة الامارات العربية المتحدة ..
Author: Mohammed Ibrahim Othman
Date: 01-06-2012, 03:19 PM

في هذه المساحة سوف نتناول مقالات للاستاذ ناصر محمد نوراني (صحفي في اعلام الطفل وله اهتمام كبير وابحاث بالمعاقين)يكتبها في احدي المجلات التي تصدر بدولة الامارات العربية المتحدة بابوظبي ..

Post: #2
Title: Re: مقالات للأستاذ ناصر النوراني بدولة الامارات العربية المتحدة ..
Author: Mohammed Ibrahim Othman
Date: 01-07-2012, 05:56 PM
Parent: #1

معاقون في عيون صغيرة
حين سعدت بأن أكون حاضراً في "الإعلام والعصر" لأطلَّ على مشهد الإعاقة كما يبدو لي في الصحافة – مرئيةً ومقروءةً ومسموعةً – تسلَّلت إليَّ طفولتي فوجدتني هناك .. طفلاً كفيفاً بين مبصرين .. يتعثر في عماه ، فلا يملك الصغار مساعدته إلا ببضع كلمات استهزاءٍ واستغرابٍ وسؤالٍ حائر: مابال هذا منطفئُ العينين؟! .. كانوا مكتملي الدهشة ؛ ففي ذلك الزمن البعيد لم تعرف المدارس - باستثناء حالاتٍ نادرةٍ - ما اصطلح عليه لاحقاً بـ "دمج ذوي الإعاقة" ، ولم تكن الإعاقة مادة ً حاضرةً في التلفاز والإذاعة والصحيفة كما هي الآن ، كنت حقاً غريباً .. لا على الأطفال وحدهم ، بل على كثيرٍ من المدرسين الذين استعانوا على التعامل مع حالتي بما تيسَّر لهم من شفقةٍ ومدِّ حبال الرجاء لي في الغد الأجمل .
وتمضي السنوات ، أحمل إعاقتي وتحملني نحواً من أربعة عقود ، حتى إذا ابتليت بالصحافة مع ابتلائي بعينيَّ الهاجعتين في الظلام ، استعدت أيام الدراسة الأولى وألزمت قلمي بحقين - وهو الموجَّه للصِّغار في المجلة التي أعمل بها "خالد" - حقِّ الطفولة أن تعرف ، وحقِّ الإعاقة أن تُفهم ، فكانت "صابر ووليد" حلقاتٍ مسلسلةً جرَّبت فيها أن أعودَ ذلك الطفل ، لكن في ظرفٍ أفضل ، حيث الرفيق الودود ، والمدرسة التي لا تستغرب وجوده ، والمؤسسة المتخصِّصة التي تمدُّه بما يحتاج ، والمجتمع المهيَّأة مرافقه له لكي يؤدِّيَ دوره كما ينبغي مضيفاً من إعاقته تنوعاً تحتاجه الحياة ، وهو يؤدِّي واجبه ولا يغمط حقه في شراكةٍ كاملةٍ ، ومواطنةٍ متساويةٍ ، وإنسانيَّةٍ محترمة .. وهو من قبل ومن بعد متصالحٌ مع إعاقته ، يكسبه ألمها رهافةً في الحسِّ ، وتقوِّيه صعوباتها فيثق دائماً في أنَّ لكلِّ مشكلةٍ حل .
تجوَّلت في السلسلةِ - بالكلمة مصحوبةً بالرسم - بين التعريف بالإعاقات الغامضة - خاصةً للأطفال - كالتوحُّد ومتلازمة داون والشلل الدماغي وغيرها ، وبين مؤسسات الإعاقةِ وما تؤدِّيه ، وبين ذي الإعاقة في المدرسة : كيف يتعلم؟ وما طريقة برايل ولغة الإشارة؟ ، وكيف نكسب صداقته ونمرح معه ونفهم إعاقته ونراعيها ولا نؤذيه إهمالاً أو استهزاءً أو إفراطاً في الشفقة .. في السلسلة أيضاً تعريفٌ للأطفال بألعاب ذي الإعاقة : كيف يسبح من لا أقدام له ، وكيف يراوغ بالكرة من لا عينين له ، وكيف وكيف؟ .
ولقد كنت - أو هكذا حاولت - شديد الحساسية في مقاربة الموضوع - الذي أنا جزءٌ منه - أنأى بنفسي أن تبتلعني مشاعري الخاصَّة وذكريات الأمس المؤلمة ، مع اجتهادٍ في أن تكون المفردات دقيقةً ما استطعت ، قريبةً للأطفال ما وفِّقت ، وأنا أستعين بأسرتي في مجلة "خالد" وبمن أعرف من شركاء الإعاقة والمختصِّين وعموم القرَّاء لكي أصوِّبَ محاولاتي حلقةً إثر حلقة ، متواضعاً ، متفائلاً ، مستمسكاً بالهدف الأسمى : أن يعرف الأطفال ، وأن تُفهم الإعاقة .
أعترف أنَّ الفكرة طغت على الفن في السلسلة ، وأنَّ هذا رتَّب عدم توفيقي في التناول أحياناً ، من ذلك مثلاً اختيار اسم "صابر" لبطل السلسلة الكفيف - إيماءً لما ينبغي أن يتحلى به ذو الإعاقة من رضى استسلاماً لقضاء الله تعالى وقدره – هذا الاختيار لم يتسم بالذكاء الفني – الذي ينبغي أن يتجنب المباشرة في توصيل الأفكار لأن المبدع لو أتكأ على الإيحاء لكان الأثر أبلغ وأوقع- وهو متناقضٌ أيضاً مع ما أتمسك به من تحرير الإعاقة من أسر الصورة النمطية ، والتي من تجلِّياتها الربط التلقائيُّ بين ذوي الإعاقة والصبر واستنارة البصيرة والدعاء المستجاب والصلاح الدائم ، لكنها على كلِّ حال عثرات البدايات ، وترجمةٌ واقعيةٌ لمستوى الوعي الذي كنت عليه آنذاك بالإعاقة ، قبل أن أستوعب أنَّ ما يجب أن نتصدى له من صورتها النمطية - في المجتمع عامةً وفي الإعلام على وجه الخصوص - يشمل أيضاً جوانب يبدو ظاهرها براقاً إيجابياً لكنه في عمقه مؤذٍ لأنه يجانب الحقيقة ويسوِّق وهماً .
توقفت عند تجربتي مع أنَّ هناك ما هو أنضج وأعمق ، لأنِّي أردت أن أمثِّل بما أعرف وأن أسطِّر مستمدَّاً من ماضيَّ وحاضري ، مع أنِّي لم أختبر بلوغ رسالتي هدفها بعرض السلسلة على المقصودين قبـل غيرهم – أعني الأطفال – ، ولم أمنحها ما تستحقُّه من فرصة النقد ، إلا من صدىً متناثرٍ تلقَّيته من بعض المعلِّمين ومن الذين قدَّمت بين أيديهم التجربة في منتدياتٍ متفرقةٍ عن الإعلام والإعاقة ، وأقصد بالاختبار قياس مدى الاستيعاب ومنسوب المحصول المعرفي وتغيُّر الصورة بتوزيـع استبانات أو بفتح حوارٍ مباشر .
في سياق متصل يبدو موضوع تقريب الإعاقة للطفل متطلباً معالجةً أذكى ، يتسرَّب الطفل ذو الأعاقة عبرها إلى برامج الأطفال العامة عضواً أصيلاً في التقديم والجمهور والمشاركة ، ليكون لسان الحال أفصح من لسان المقال ، فيكتشف الطفل المتلقِّي أنَّ قرينه ذا الإعاقة يمكنه أن يقاسمه جدَّه وهزله ، فرحه وترحه ، ونصيبه من ضوء الإعلام الساطع ، من دون أن نردِّدَ على مسامعه عباراتٍ مقحمةً على السياق تشيد بالطفل ذي الإعاقة "وتميُّزه الدائم ، وذكائه ، وأنه لا يقل عن الآخرين ، وأنه بالرغم من إعاقته إلا أنه مبدعٌ ومتفوِّقٌ و..." .
ثمة جانبٌ آخر في المسألة جديرٌ بالالتفات ، وهو المتعلِّق بوعي الأطفال ذوي الإعاقة بحالتهم ، من حيث المعلومة ، والقدرة على وصف الشعور ، والتعبير الدال بالريشة والقلم والكلمة المسموعة .. وهي مادةٌ يمكن توظيفها في اتجاهاتٍ ثلاث ؛ فهي تكشف لاختصاصيِّي علم النفس والتربية الخاصة العوالم الداخلية لأطفال هذه الفئة ، ثم هي تمر بالأطفال الآخرين إلى شركائهم في البرآءة من ذوي الإعاقة فتتسع بينهم دوائر الإلفة والمعرفة ، وهي ثالثاً تفسح طريق الاكتشاف والاستثمار لطاقاتٍ إبداعيَّةٍ متواريةٍ عند ذوي الإعاقة، بشرط أن تعامَلُ بموضوعية التقييم الفنيِّ المتحرِّر من سطوة تضخيم كل ما تأتي به هذه الفئة.
إجمالاً أقول : إذا كانت الكتابة للطفل هي مغامرةٌ شائكة تقتحم عالمَ كائنٍ عفويٍّ بلا حدود ، ذكيٍّ حدَّ الإخافة ، محتشدٍ بغير المتوقَّع .. فإنَّ تقديم الإعاقة إعلامياً لهذا العالم الصغير الكبير، مهمةٌ تتأرجح على مشارف المستحيل ؛ لأنَّ هذا البرئ تعوَّد أن تكون الأشياء متماسكةً طبيعية ، والإعاقة اختراقٌ صارخٌ لجدار المعتاد للكبار ناهيك عن الصغار ، وبذا يكون النجاح في المعالجة الإعلاميَّة للإعاقة في إعلام الطفل تأسيساً لمستقبلٍ مزهرٍ بالوعي، والعلاقة الصحيَّة بين ذوي الإعاقة وغيرهم ، بل إنَّ هذا النجاح يبذر في النُّفوس الغضَّة ما هو أهم ، وهو قيمة قبول الاختلاف خصيصةً إنسانيَّةً أصيلة ، تنشئ إنساناً مبرَّءاً من داء التَميّيز .
هو إذن قدري يا سادة ، أن أتحمل ابتلاءين ، وأن أواجه تحدِّيين : أخلص للطفولة حتى تعرف ، وأؤدي واجب الإعاقة حتى تُفهم ..

ناصر محمد نوراني
صحفي في إعلام الطفل
[email protected]

Post: #3
Title: Re: مقالات للأستاذ ناصر النوراني بدولة الامارات العربية المتحدة ..
Author: Mohammed Ibrahim Othman
Date: 01-09-2012, 11:42 AM
Parent: #2

*

Post: #4
Title: Re: مقالات للأستاذ ناصر النوراني بدولة الامارات العربية المتحدة ..
Author: Mohammed Ibrahim Othman
Date: 02-06-2012, 06:09 AM
Parent: #3

*