الجمال الزائف.!

تجزم بعض المعتقدات، أن الجمال قوة يمكن لها تدمير العالم، إنها قوة، تضرم المشاعر، والانفعالات، وهو المحرك الخفي للمجتمعات، أمامه يضعف الحكام، وتنهار عروشهم فكم من حاكم على مرّ العصور ترك عرشة من أجل حسناء، وكم من إمبراطور أطاحت بعقلة امرأة جميلة... فالجمال نفسه، مثار جدل بين مختلف شعوب الأرض، بيد أن شعوبها اختزلته في المرأة..!
فالمرأة في بلادي، نلحظ أنها في الأونة الأخيرة تتعذب كثيراً في إظهار جمالها، الجمال الذي تعتقد أنه محشور في مساحة الشبر الأمامية من رأس الإنسان أعني الوجه..فوجه معظم أخواتنا السودانيات خاصة الطالبات كتب عليه العذاب منذ الصباح وخلال النهار وقبل النوم، فهو معرض للدلك بالمنظفات الغالية، وتغبيره بالبدره، وسلخه بالمواد السامة التي تدمر أنسجته وتتغلغل عبر مسماته إلى بقية الجسد لتعبث كما تشاء...فهو أيضاً معرض للجلد بمنديل الورق على رأس كلّ دقيقة و(الكمكمة) بالطرحة خوفاً من أشعة الشمس التي تتفاعل مع ترسانة (الميك أب) فتحدث ثورة من الحرقة وأحيانا حروق و تشوهات... فالوجوه المسكينة ليس لها خيار إلا التحمل، فهي أضحت معامل اختبارات عالمية بحقّ وحقيقة، فما أن تسمع إحداهن بمنظف أو مفتح بشرة إلا وجربته وما أن ترى أثر خلطة على وجه اخرى إلا و(لطختها) عليه..! وتفننَّ في ابتكار العجائب كتسخين الجير الأبيض إلى درجة حرارة عالية جداً حتى يصير لونه برتقالياً، ومن ثم (تزبيله) على الوجه ويبتكرن ما لا يخطر على بال الشيطان..!وآخر التقليعات، (التاتو) وما أدارك ما التاتو، إنه لترقيق الحواجب ونتفها حتى تبدو رقيقة بشكل دائم كحواجب عقيلة إبليس.! تفحصوا ذلك في الوجوه التلفزيونية.!
فالوجوه لاتستطيع الجري فإذا استطاعت ذلك، تأكدوا أعزائي، بأن معظم بنات السودان سيصبحن من غير وجوه...! فوجوههن أكثر مساحات الجسد تعذيباً ، فإذا فكرنا بعقلية المؤامرة، سنقول: إنه استهداف وتآمر دولي على وجه الفتاة السودانية ..ولا تستبعدوا وجود دوائر وجهات دولية لها أجندة خفية تريد من ورائها تفتيح بشرة وجه السودانية دون سائر الجسد..! وربما تكون هناك جهات صهيونية تسهتدف وجه بناتنا..! إذن يجب تكوين لجنة للتصدي للمؤامرة وفضحها..!
يا أخواتي العزيزات، أرحن وجوهكنّ من هذا التعذيب الشرس، واعتنين بتجميل نفوسكن، فالجمال الحقيقي ليس في (برط) الوجوه، بل هو الجمال الذي يزيّن نفس الإنسان، فالرجل الحقيقي لايريد (برطاء) الوجه، لأن الجمال الزائف والظاهري لا يدوم بل يدوم ما في جوف الإنسان من قيم جميلة وخصال أجمل، ويقال إن جمال (الأصفر) جمال عابر وجمال (الخضرة) جمال المتأمل..فكلّ مغنونا تغنوا بالسمرة و(الخضرة) ...أسمر جميل عاجبني لونه..زولي الأخضر وقت بشوفو بخدر...
عمود معطيات بصحيفة(الآن)

***

كلام مؤسس يا حبيب
شكرا على السخرية اللاذعة ياخ!