Post: #1
Title: أيها المكان (2)
Author: osama elkhawad
Date: 09-22-2007, 05:17 AM
Parent: #0
أيها المكان
|
Post: #2
Title: Re: أيها المكان (2)
Author: عبدالله الشقليني
Date: 09-22-2007, 02:34 PM
Parent: #1
Quote:
أيها المكان **************** أيها المكان ، يا عدوي الازلي، بدّلتك، مثلما ابدل امزجتي ، لكنك –الهي الجديد- واحد، أحد، صمد
تجاهلتك ، لكنك لا تني تعكر صفوي، بالاصدقاء الخونة ، و الصديقات ، و ضباط الجوازات، والبيروقراطيين ، و مالكي الشقق الأغبياء، و الثقلاء ، والثقيلات، وجباة الضرائب من وطني، الذي تركته ، لكنه يطاردني لادفع لحكوماته الفاسدة
احتملت ثقالتك ، لكنك لم ترحمني ابدا ، ولم تقدر صبري عليك
دعوتك الى حفلة سمر، كي نتفاوض ، لكنك تجاهلت دعوتي، وقذفتني الى توأم لك بجانب المحيط الهادئ
فكرت مرات عديدة، في ان اغادرك نهائيا، بان اشنق نفسي ، على طريقة ماياكوفسكي، او انتحر، على طريقة "الساموراي"، أو أسأل الله، في الثلث الأخير من الخيبة، بان يقصِّر أجلي، أو أسكن في غيبوبة الابد، أو أموت كبوشكين ، في مبارزتي لك ، لكنك ، أيها المتطاول، تقف دائما ، كمكان، في طريق دعواتي، ومناجاتي لنفسي اللوامة
لكنني لم أندم على هجرك ، لأنني لا أعرف : هل انت هناك؟ هل انت موجود في القبر ؟ هل انت موجود في الجنة ؟ هل انت موجود في النار ؟ هل انت موجود في العدم؟
اذن، أنا المشاء، كيف لي ان أهرب منك؟؟؟ كيف لي ؟ كيف لي؟ كيف لي؟ مونتري 2007 |
أيها المكان يا مُبتدأ العداوة ومنتهى الحاضر . أنت رفيقي في الدروب الغائرة في تاريخي والموغلة في حاضري . لكم ألهبت ظهري بسياطك ، ولكم كنتُ دفئاً عندما كنتَ رحماً بيني وبين الحياة أنبوب دم وصلة ماضٍ بحاضر ، بخلايا أتت متدحرجة خلية إثر خلية .
لكم فتحت لنا أيها الشاعر فم إبريق لا ينقُص ماؤه ولا تهمد روحه
|
Post: #3
Title: Re: أيها المكان (2)
Author: Osman Musa
Date: 09-22-2007, 05:13 PM
Parent: #2
بقينا يا اسامه متل العرب الرحل فى سودانيز اونلاين نرحل كل ما يجى موسم الارشفه من مكان لى مكان نبحث عن العشب اين المال ؟ اين الحلال ؟ اين الربع ؟ واين المضارب ؟
|
Post: #4
Title: Re: أيها المكان (2)
Author: osama elkhawad
Date: 09-23-2007, 06:50 AM
Parent: #3
Quote: لكم فتحت لنا أيها الشاعر فم إبريق لا ينقُص ماؤه ولا تهمد روحه |
هذا بعض من فيض الكتابة عندك،يا شقليني، ولنا ان نرفع عقيرتنا بغناء الغجر ، و لقاء الموج مع الساحل المنسي عزيزي عثمان اسئلتك تضج ، وفي البعيد نداء لا نعرف كنهه، لكنه مثل كل الاسرار يمعن في المراوغة. محبتي وفي انتظار قور و عادل عثمان ، كي نواصل النقاش في حضرتكما ، وحضرة القارئات والقراء المشاء
|
Post: #14
Title: Re: أيها المكان (2)
Author: Abuelgassim Gor
Date: 09-23-2007, 10:52 PM
Parent: #2
يا أستاذ عبد الله
Quote: لكم فتحت لنا أيها الشاعر فم إبريق لا ينقُص ماؤه ولا تهمد روحه |
أراك ترسم بالكلمات.فعل لغوى مجيد ، ومبدع هطول.بارك الله لك فى علمك ونفعنا به ...ورد غربتك ...لا أدرى أين أنت؟لكن بدى لى كل بوردابى مبدع يعيش غربه. كل سنه وأنت طيب وأدام الله الصحة والعافية ...الله يخليك ...هذا الابريق أشبه بابريق أهل القوم ...الهبروا ملوا لا يشقى جليسهم أبدا . لاحظت المفردات العلامات ، والمفردات ، والاشارات الدينية لدى قصيدة الشاعر المشاء .كنت أتمنى أن أجد وقتا للبحث فى هذا الأمر .ما هو رأيك فى هذه الشطحة ( المساحة صغيرة جدا بين التصوف والوجودية)!!
|
Post: #5
Title: Re: أيها المكان (2)
Author: Abuelgassim Gor
Date: 09-23-2007, 07:02 AM
Parent: #1
يا عثمان يا مبدع يعنى العرب الرحل مالهم؟ حسى أنا بقارى فى ظهر تورى دا أسوح من مكان لمكان !! وأدوبى ساى الأخ المشاء الرجاء التكرم ومساعدتى بتنزيل المقاربة فى البوست. هل تدرى أنا كنت أكتب أون لاين وأكتشفت أننى لم أخزن المقاربة. شكرا للمساعده قور
|
Post: #6
Title: Re: أيها المكان (2)
Author: osama elkhawad
Date: 09-23-2007, 07:23 AM
Parent: #5
عزيزي قور سلامات بعد ان تفتح صفحة البوست الاولى، انفر على اللنك، ثم ارجع الى ما تحتها ستجد كل ما كتب في البوست الاول. وهذا هو الجزء الاول من مقاربتك النقدية:Re: أيها المكان
|
Post: #7
Title: Re: أيها المكان (2)
Author: Abuelgassim Gor
Date: 09-23-2007, 02:34 PM
Parent: #1
المشاء .....مفارقة المكان مقاربة قصيره بطول منقار الغراب بقلم د.أبو القاسم قور حامد
الحلقة الأولى يقول الشاعر والناقد اسامه الخواض الشهير ب( المشاء) فى قصيدته ( أيها المكان) Quote: أيها المكان ، يا عدوي الازلي، بدّلتك، مثلما ابدل امزجتي ، لكنك –الهي الجديد- واحد، أحد، صمد |
أود أن أشير بأن دراستى هذه تخصنى وتخص رؤيتى الشخصية لهذه القصيده ، ليست دعوة الى التشابه أو تبنيها من قبل الآخرين ، كذلك أرحب بالاختلاف معى حولها ، فذلك شيئ مفيد للنقد والمقارابات ، وبه خير للفكر الذى تركه الناس خلفهم ..وهى دراسة قصيرة بطول منقار الغراب ستأتى فى خمس حلقات ليست متتاليات ، و( التعبير منقار الغرب) هذا أخذته من الاديب الروسى (أنتونى تشيخوف) ، الذى كان يقول ( كنت أكتب القصة بطول منقار الغراب، ويقول لى الناشر اختصر يا بنى )!! وترتكز دراست(ى) هذه على فرضية نقدية ومقاربية واضحة وهى (مفارقة المكان منظومة البحث عن الذات الظل)... فهى هكذا لا تكتف بفحص المنظومه بل تذهب الى البحث فى سبر أغوار الشاعر المشاء. أنا لا أدعى معرفة عميقة بالمشاء اسامه الخواض. لكن لفت نظرى عمق أطروحاته ، وابداعه ، وملامسته للحداثه فى أطروحاتها ونماذجها المختلفه فهو فى كثير من الاحايين أدخل الى الفلسفة وتلك نعمه من نعم ألله على عباده (ومن لم يولد فى الحكمة لن يبلغ فيها) كما يقول شيخناالفيلسوف ابن خلدون فى مقدمته .نحن نعيش فى زمن لم يعد فيه للناس صبر على الفكر والتفلسف والمفاكرة وتلك طامة كبرى وذبحة للانسانية.أجارنا ألله منها بجاه شهره المبارك رمضان الذى انزل فيه فيه القرآن ، فرقانا وهديا وناموسا للبشر ليعبدوه فى (المكان - الدنيا) حتى يأتيهم اليقين فينتقلون الى (المكان- الآخر) ، ورد الله غربة شاعرنا والمفكر السودانى أسامه الخواض الذى ضربت عليه الغربة فطفق ضاربا فجاج الأرض مغربا تارة ومشرقا تارة أخرى حتى صار مشاءا فلسفة وغير ذلك.هذه قصيده من لباب الحداثة وليس قشورها حتى حسبها الناس شيئ من نثر وتلك جهالة وكل جهالة ضلالة وكل ضلالة فى النار لأن الجاهل عدو لنفسه والعياذ بالله.هذه أول قصيدة بها مساءلة للمكان فى بعده الكونى ابداعيا وهو أمر ان سبقه - المشاء- اليه آخرون فهم قلة بهم خلل بائن ...المكان الانطلوجى ، المكان ذلك الجسد الجاثى بوصفه شيئ موجود منذ القدم ، ذلك المحدث السرمدى الذى يمتد الى المستقبل المجهول...فاينما وليت وجهك هناك مكان . هذا الجسم الجاثى له علاقة بالحركة . كل حركة منسوبه الى المكان .قد يكون المكان جاثيا مثل قضبان القطار التى ننسب اليها سرعة حركة القطار أو قد يكون المكان أثيرا مثل الفضاء الذى ننسب اليه حركة الضوء. والانسان منسوب الى مكان ما طال عمره أم قصر ان كان فى تورنتو ، أو فى ميدان التحرير أوبالدقى فى القاهره أو داخل غرفة صغيرة جدا بمبنى مهجور فى شارع الجمهورية بالخرطوم أو داخل فيستفال ولك بهونق كونق . وغربة الانسان تعنى مفارقته لمكان ما، أى ابتعاده كجسد من مكان نسبته . ويلحظ المسافرون على الطائرة فى الشاشة الصغيرة المعلقة أمامهم سرعة الطائره ، والمسافة التى قطعتها الطائرة وما تبقى من النقطة النهائية. نحن دائما بين النقطة أ والنقطة ب. نحن لم نأت الى المكان كما يظن الناس بل خلقنا ألله داخل المكان منذ أن كنا علقة ومضغة وأمشاج مبتلاة .اذا نحن أشبه بكائنات مشدوده للامكنة بخيوط أثيرية دقيقة لا يمكن رؤيتها بالعين المجرده .على سبيل المثال عندما أفارق مدينة أم درمان الى (سياتل) أترك آثارى وعلاماتى خلفى بأم درمان لكن يظل هذا الخيط هو مقدار النسبة كما وكيفا. المشاء شاعر به أحساس كبير بالمكان كعلامة كونية ضاربة ، فهو يهرب من الامكنة لكنه يحس بها مثل ظله ، تتبعه الامكنة...شاعر تتبعه امكنته وتطارده... لا يمكننا تحديدها بالوطن افتراضا واهتبالا ، فمن افترض ذلك يكون قد أضلته الأشجار عن الغابه!!. أينما حل المشاء هناك مكان .لعل أزمة المكان مربوطة بالزمن و يقول الفيلسوف البرت اينشتاين فى نظرية النسبية ( لا يوجد مكان فارغ) ...ويقول شاعرنا
Quote: أيها المكان ، يا عدوي الازلي، بدّلتك، مثلما ابدل امزجتي ، |
حينما يكون المكان عدوا أزلىا ، يبحث الشخص عن صديق . لكن شاعرنا ينطبق عليه قول الشاعر درويش كلما أخيت مدينة رمتنى بالحقيبه ) ...تفر الامكنة من قدميه. انه يبدل الامكنة مثل تبديله لأمزجته ، بذنب ما أعتورها من سؤال فلسفى عميق بحثا عن الراحة ، لكنه ينسى حقيقة اننا قد حكم علينا أن نكون فى مكان ما( راجع مسرحية لا مفر أو الجحيم هم الآخرون لجان بول سارتر) ...لابد من وجودنا وتواجدنا فى مكان ما والتواجد من وجد والوجد هو الألم والغم الشديد. يكون الوجود موجود فى المكان . فالوجود لايحقق ذاته المطلقة كما يدعى جان بول سارتر فى كتابه(تعالى الأنا موجود) لكن الوجود يحققه المكان. مثلا لا يوجد شيئ أسرع من الضوء لكنه على الرغم من ذلك موجود فى المكان فى المكان. تلك مسألة مرعبة. سرعة الضوء تقاس بآلاف الأميال فى الثانية الواحدة لكن يمكننا قياس سرعة الضوء ، اذا الضو موجود فى المكان ....يسير الضوء بسرعة آلاف الأميال فى الثانية الواحدة لفترة مليون سنة وأكثر لكنه يظل موجودا فى ( الكون –المكان).كل شيئ يسير بسرعة الضوء يصير ضوءا. يعنى الضوء غير مطلق فى تحققه الذاتى ووجوده لذاته. اذا ما هو الشيئ الذى يقوى على تحقيق ذاته مطلقا دون مكان ؟ فى يقينى ذلك الشيئ هو الله وحده ..الله الذى خلق هذا (المكان- الكون). نعم ، طالما الانسان لم يستطع أكتشاف نهاية الكون...وبما أن الكون كمكان فى تمدد وتوسع مستمر والانسان محبوس فى هذا المكان- الكون اذا المكان هو سجن شاعرنا المشاء اسامه الخواض و عدوه الأزلى على حد تعبيره . الى أن نلتقى فى الحلقة الثانية ...
|
Post: #8
Title: Re: أيها المكان (2)
Author: Abuelgassim Gor
Date: 09-23-2007, 02:44 PM
Parent: #1
الحلقة الثانية ثم ينقلب الشاعر بسجيته المتقلبه وقلقه الوجودى وحيرته الضاربة على سجته ، باحثا عن فرح ، وتعلل وصداقة مع المكان حتى يحسبه القاريئ انه قد آمن بالمكان أيمانا قاطعا صمديا ، بعد أن صيره- المكان- ألها تاما، ألها صمديا ، واحد ا قهار .وهى كلها صفات الذات الالهية (الصميدة الواحدانية) التى لاتنشطر الى أى نوع من الانشطار هى صفات الله الذى لا اله الا هو الأحد الصمد و الذى قال فى محكم تنزيله ( بسم الله الرحمن الرحيم ، قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد) صدق الله العظيم . يقول المشاء Quote: لكنك –الهي الجديد- واحد، أحد، صمد
تجاهلتك ، لكنك لا تني تعكر صفوي، بالاصدقاء الخونة ، و الصديقات ، و ضباط الجوازات، والبيروقراطيين ، و مالكي الشقق الأغبياء، و الثقلاء ، والثقيلات، وجباة الضرائب من وطني، الذي تركته ، لكنه يطاردني لادفع لحكوماته الفاسدة |
لكن هذا هو شاعرنا يمنح بياس وفرح زائف المكان خصائص الله سبحانه وتعالى . فهو لم يمنحه خصائص اله الأغريق زيوس ، الذى يغضب ويحاكم بعض الىلهة فى مجلس دلفى . ولا خصائص دنسيوس اله الخمر ، وجوبيتر ...وهى كلها آلهة بخصائص ليست صمدية، وليس لها تفرد بالوحدانية ، فيقول
لكن التعبير جاء فى صورة الاستغاثة، تحسها مثل أنة ، أو آهة فى سياق القصيدة ، فهو لم يعبده الا فى اطار المراوغه ، المراوغة بين الشاعر وعدوه الاول والأخير المكان انها صورة سيدنا بلال ابن رباح ، وهو يئن تحت تلك الصخرة الضخمه على صدره يطلبه جلاده بالأوبة وترك الاسلام واتباع دعوة سيدنا محمد (ص) ، لكنه يقول أحدًُ أحد كل الامكنة على ظهر شاعرنا حت صيرته بلالا والسؤال لماذا لم يستعير الشاعر صورة سيزيف ؟ تلك مسألة بها نظر كما يقول الأزهريون. تلك هى محنة شاعرنا. أزمة غريبه ، ومرعبه وفريده من نوعها. صارت الازمة كصخرة الثلج فى تدحرجها ... تكبر وتزداد با ستمرار من فرط طول الغياب والتدحرج، والهجرة الباكرة للشاعر. فمن المعروف ان المشاء اسامة الخواض هو من أبكار المهاجرين فى جيله .. وأزمته المكانية ليست أزمة عادية ، وطارئة ، بل لها تمظهرات فيزيولوجية وسيكلوجية ، فهى مرعبة لأنها ازمة مربوطة بالوجود.هل يقوى الشاعر على التخلص من الزمان؟ أنا أخاف من طرح هذا السؤال !! فهو متروك للمداخلة. ولا أدرى أين كان هذا الشاعر قبل أن يحط رحاله فى مقره هذا . صار المكان أسطورة هذا الشاعر، أو هذا شاعر بلغ به الامر مبلغا لدرجة انه أسطر أمكنته ليجترح منهاابداعه وشعره وعلاماته ، اشارته ، تداعياته ، يومه العادى وغير العادى.هذا أمر مزهل ، لقد تعرفت على مبدعين وشعراء كثر ، وتعرفت على بؤرة ابداعهم ، لكنى لم ازهل مثلما يحدث لى الآن بعد توصلى لحقيقة (المكان كبؤرة ابداع ) للشاعر المشاء أسمه الخواض ، قلق المكان نوع قاسى من أنواع القلق. لأنه قلق الحصار بالكون . ثم فجأة ينقلب الشاعر انقلابا كاملا على المكان ، فيرى فيه المأساه كاملة ، مأساة الحياة وتفاصيلها. هذه هى صفة المشاء الابداعية ، ومقدرته التى جعلته رمزا وعلامة فارقة فى شعر الحداثة بين جيله، فهو يسبق جيله والشعراء السودانيين مسافة فى هذا المضمار المقدرة على تصوير الاحداث المتفرقات، رصد روائى دقيق للتفاصيل , فهو مثل مرصد تم وضعه فى مكان ما ليرصد أحداث ووقائع المكان. Camera صغيرة مثبته فى مكان أشبه ببوابة العالم ترصد كل ما يحدث فى هذا المكان ثم يتم عكسها على شاشة الشاعر ليترجمها شعرا حداثيا...أحساس عجيب بالحياة - المكان يقولQuote: Quote: تجاهلتك ، لكنك لا تني تعكر صفوي، بالاصدقاء الخونة ، و الصديقات ، و ضباط الجوازات، والبيروقراطيين ، و مالكي الشقق الأغبياء، و الثقلاء ، والثقيلات، وجباة الضرائب من وطني، الذي تركته ، لكنه يطاردني لادفع لحكوماته الفاسدة |
عالم متنوع ...أصدقاء خونه ، وصديقات ثم فجأة ضباط الجوازات ، ومالكى الشقق ،ثم وحكوماته الفاسده . هذه لوحة من الفسيفساء ، موزايك ، اربسك. تلك خاصية أخرى من خواص شعر الخواض . انك تجد نفسك أمام لوحة بها مجموعة من الاشياء والعلامات والمفردات الكونية لا تملك ازائها غير أن تضع يدك على فمك وتقول يااااه. فالذين يبحثون عن ايقاع الشعر وتفاعيله يضلون كثيرا عن عالم المشاء. هذا شاعر غريب يجمع بين صفات الراوى والفيلسوف والشاعر انه شاعر مابعد الحداثة. مكان صغير وأحداث كثيره. أين يجلس هذا الشاعر ليتمكن من رصد كل هذه الأحداث ... الغريبه يجلس داخل ذاته!! . لدرجة انه يرى ذاته فى المكان ، فيكره المكان و الذات معا انظر قوله :Quote Quote: احتملت ثقالتك ، لكنك لم ترحمني ابدا ، ولم تقدر صبري عليك |
|
Post: #9
Title: Re: أيها المكان (2)
Author: Abuelgassim Gor
Date: 09-23-2007, 02:58 PM
Parent: #1
الحلقة الثالثة
الشاعر والناقد أسامه الخواض المشاء يكشف الغطاء عن القصيدة مرة واحدة ، ويحدد مصيره من المكان ، هذه المواجهة بين الشاعر والمكان هى الاولى من نوعها فى الشعر العربى الحديث، الكر والفر ، الصداقة والعداوة ، ثم المخاتله والتماهى والبحث عن مكائد لاستئناس المكان، البحث دوما عن كسر محارات المكان الصلبة عن أمل . المكان كورطة وجوديه Dilemma. والورطة ليست المحنةكما يظن البعض من عباد الله.لكن هذا هو شاعرنا يصير أكثر وضوحا فيقول فى زفرة المتورط بالمكان - الوجود
Quote: احتملت ثقالتك ، لكنك لم ترحمني ابدا ، ولم تقدر صبري عليك
دعوتك الى حفلة سمر، كي نتفاوض ، لكنك تجاهلت دعوتي، وقذفتني الى توأم لك بجانب المحيط الهادئ
فكرت مرات عديدة، في ان اغادرك نهائيا، بان اشنق نفسي ، على طريقة ماياكوفسكي، او انتحر، على طريقة "الساموراي"، أو أسأل الله، في الثلث الأخير من الخيبة، بان يقصِّر أجلي، أو أسكن في غيبوبة الابد، أو أموت كبوشكين ، في مبارزتي لك ، لكنك ، أيها المتطاول، تقف دائما ، كمكان، في طريق دعواتي، ومناجاتي لنفسي اللوامة |
فى هذا المقطع يكمن الرعب كله. تكمن الأزمة . هذا المقطع هو سنام القصيده ، وذروتها. وتفصيص أزمة الشاعر ويتجلى ذلك فى موقفين من المكان. الموقف الأول فيه دعون للتآخى ، ودعوة للسكون ، وتطويع عضلة النفس والتعايش مع الأزمة مهما كانت ...دعوة للتفاوض .هنا فقط تكمن سخرية المشاء ..سخرية فلسفية ناهزت العبث واللامعقول .هذا شاعر يسعى الى تكنيك تفاوض مع المكان دون وسيط.Quote
Quote: دعوتك الى حفلة سمر، كي نتفاوض ، لكنك تجاهلت دعوتي، وقذفتني الى توأم لك بجانب المحيط الهادئ |
كم انا حزين ، وتحترق اصابعى حينما أحس هذه المحنة . هنا أدعو القاريئ الكريم الى الغوص داخل هذه الحالة النفسية المتعبة ، متعبة ، لا تطاق .الشاعر يهرب من مكان الى مكان آخر وفى كل مرة تلامس قدماه أحد المحيطات ، فهو يبد لى فى مكان ما امتداد للمحيط الهندى ربما الباسفيك ، لا أدرى اين ذلك المكان حينما كتب الشاعر قصيدته ، لكنه بلا شك من قبل ذلك فى مكان ليس له صلة بالمحيط الهادى ، وكلمة توأم ربما تدلنا على مكان المشاء من قبل ذلك ربما المحيط الأطلسى . تلك هى رحلة المشاء ، كتب عليه زراعة المحيطانت والأمكنة. ويعود الشاعر قنوطا أسفا فيقرر بوضوح لم يسبقه له شاعر حداثى من قبل يقرر الانتحار ، والموت ...انهزم الشاعر ، المكان يعلن تصفيته للشاعر . المكان ك bject يعلن تصفيته للشاعر كذات Subject ، نمطية وجودية ، لا يتخطأها عين فاحصة. هنا بوصفى آخر أحس المواجهة ، غير المتكافأة بين المشاء / الذات - الموضوع) والمكان ( الشيئ - الشكل) .لا أدرى كيف تخلقت هذه الحالة المأزومة لدى الشاعر ، لكنه أفصح عنها تماما. هل حقيقة قرر الشاعر الانتحار ؟ لكنه - المشاء - فجأة يبدل مزاجه قائلا
Quote: لكنك ، أيها المتطاول، تقف دائما ، كمكان، |
هنا تأكيد للمواجهة لاحظ مفرة (تقف) وقبلها عبارة ( عبارة ايها المتطاول). المكان متطاول يقف فى مواجهة وازدراء ، تلك رؤية لا يقوى على الافصاح بهذا الشكل الدرامى شخص غير المشاء . مبارة بين المكان ومن هو على المكان. انها قيامة الشاعر . التعبير به لعنة ، وسب ( أيها المتطاول) ..لكن ماذا لو صار المكان طويلا ، تكون المسافة طويلة ..تطاول المسافات يزيد من الغربة والاحساس بها . ثم ينقلب الشاعر فيصير مثل ناسك فى محراب . سقوط من قمة الالحاد بالمكان الى حالة ايمانية محرابية بها تأنيب وجلد للنفس Quote: Quote: في طريق دعواتي، ومناجاتي لنفسي اللوامة |
والنفوس أنواع وكثر بتعدد هناك النفس المطمئنة، وشاعرنا يبعد عنها بعد السماء من الارض ، والنفس الأمارة بالسوء ، لكن شاعرنا يظهر وديع ، يسعى التحاور والتفاوض ، وهناك النفس اللوامه . وهذه حالة وسواسية ، مأزومة بين بين ...تلك هى حالة الشاعر التى هى عصية ، فالمكان يحاصره ..تخيل معى وسواس قهرى لا يكتمل بذنب تدخل المكان ..هذا عالم عجيب . نحن اليوم نضع يدنا على فجيعة Devastation الشاعر...
|
Post: #10
Title: Re: أيها المكان (2)
Author: Abuelgassim Gor
Date: 09-23-2007, 03:06 PM
Parent: #1
الحلقة الرابعة
أقول ربما ظلت قصيدة (ايها المكان) نقطة فارقة فى تاريخ المشاء. لا أعنى تاريخه الشعرى ، بل تاريخه التاريخى. المشاء كحالة ابداعية تحمل ملامح عوالمية حداثية. تلك مسألة تحتاج للبحث المتأنى. فالسيرة الذاتية للمشاء تكشف عن نفس لوامة... وعقل نقدى . هذان عاملان وعنصران أساسيان فى غربة المشاء . لكن كاتب هذا المقاربة سيبحث لاحقا أن أدام الله العمر فى تلك السيرة. أهم عوامل حيرة المشاء احساسه بغربة المكان والزمان ، انها (زمكانية الغربة )، احساس بحالة التجاوز شخص غير مرغوب فيه ابداعيا، شخص غريب شخص فى حالة أشبه بمعاوية نور ، تجاوز ابداعى ، ونقدى. لذلك يعرف المشاء غربته تلك لكنه لا يعرف المكان فهو فى حالة من السيوله الزمكانية . ثم يقول الشاعر المشاء فى حواره السرمدى مع المكان
Quote: لأنني لا أعرف : هل انت هناك؟ هل انت موجود في القبر ؟ هل انت موجود في الجنة ؟ هل انت موجود في النار ؟ هل انت موجود في العدم؟ |
|
(هناك) هذه كما يقول فقهاء اللغة ظرف مكان ، كيف يوجد المكان هناك؟ يعنى كيف يوجدد ال (هناك) هناك ؟ وليست لازمه منطقيا ، يأتى تبريرها فى حالة ابداعية غير منطقية ، ناهزت اللامعقول . ثم يعود الشاعر الى حالة القنوط ، يبحث عن مكانه الابدى . مكان للراحة والخلود .انه بحث عن المطلق ...هنا تضح البنية العدمية للشاعر ( القبر ، الجنة ، النار ، العدم ) جميعها مفردات قد تقودنا الى ضلال كبير . فالمشاء لا يؤمن بالجنة ولا بالله فى قصيدة المكان.هذا عقل بنيوى ، تفكيكى ، حداثوى اتخذ من المكان نموذجا لاستحالة المطلق. المشاء شاعر لم يعد مؤمنا بالمعرفة . المعرفة الحديثة ، انه يؤسس شكلا ونوعا آخر من الأبستمولوجيا ----ابستمولجيا المكان!!!!
|