Post: #83
Title: Re: غزوة العدل .. و .. المساواة - تحليل عسكرى
Author: saber alhawatti
Date: 05-21-2008, 07:42 PM
Parent: #82
Quote: قوات حركة العدل والمساواة : النجاح : 1. استطاعت حركة العدل والمساواة من حشد قواتها اللازمة لعملية الهجوم فى منطقة " ابشى " على الحدود التشادية بكفاءة عالية وسرية تامة . وزودتها بالسلاح و العتاد والمركبات والتعينات اللازمة للتقدم والهجوم على الهدف الرئيسى ( الخرطوم ) . 2. نفذت قوات الحركة اسس ومبادىء وشروط التقدم نحو الهدف باسلوب متقن ومثالى ضمن لها تماسك قواتها اثناء التقدم وبلوغها منطقة انفتاحها وعبور ساعة الصفر للهجوم دون اى خسائر تذكر . لقد نجحت قوات الحركة بتنفيذ التالى فى تقدمها و بدقة متناهية مما مكنها من الوصول الى الهدف الرئيسى بسرعة عالية وفعالية تامة : أ. السرية . ب. السرعة . ت. القيادة والسيطرة . ث. الاخفاء والتمويه . ج. الالتفاف والتخطى . ح. تفادى المدن والقرى الرئيسية فى محور تقدمها . خ. حرمان طيران القوات النظامية من الاستطلاع والاغارة . د. الالمام التام بالارض المتقدمة عليها قواتها. ذ. انفتاح القوات الى عدة محاور نهارا وانضمامها فى محور واحد ليلا . ر. المفاجاة
Quote: القوات النظاميه الحكوميه: الفشـل : كان هناك اخطاء وقصور و تدنى فى الاداء والتعامل العسكرى السليم مع احداث الهجوم على العاصمة الخرطوم . وذلك منذ توفر المعلومات بحشد قوات حركة العدل والمساوة على الحدود التشادية وحتى الوصول الى ولاية الخرطوم واقتحام كبرى مدنها ام درمان . كل هذه العوامل ادت الى فشل قيادات القوات النظامية المختلفة فى تكوين قوة مشتركة تعمل تحت قيادة موحدة ( القوات المسلحة ) ... لاتخاذ الاجراءات اللازمة نحو التحضير والتنسيق و اعداد الخطط السليمة اللازمة.. لمواجهة قوات حركة العدل والمساواة وتدميرها فى مسارح عمليات معدة بدقة وقبل وصولها الى هدفها الرئيسى : 1. منذ فترة ليست بالقصيرة ظل قائد حركة العدل والمساواة الدكتور / خليل ابراهيم يصرح بان حركته تعمل على نقل القتال مع قوات الحكومة الى العاصمة الخرطوم . ولكن للقيادة السياسية ولا القوات النظامية والامنية اخذتها مآخذ جد !! 2. منذ اكثر من شهر تلقت القوات المسلحة معلومات مؤكدة .. بان حركة العدل والمساواة تقوم بحشد قواتها على الحدود التشادية – منطقة ابشى – بغرض التحضير والتجهيز وتتلقى الدعم المطلوب من حكومة تشاد بقصد الهجوم على السودان . قامت القوات المسلحة باصدار بيان على لسان ناطقها الرسمى بذلك . وبالرغم من ذلك لم تقم باى اجراءات مضادة مناسبة تتطلبها هذه المرحلة . وتتمثل هذه الاجراءات فى التالى : فى توجيه جهاز الاستخبارات العسكرية لجمع المعلومات المطلوبة 1. توجيه جهاز الاستخبارات العسكرية لجمع المعلومات المطلوبة عن هذه القوات .. حجمها .. تسليحها .. عتادها ... نواياها الرئيسية والثانوية .. خطوط امدادها .. اتجاه تحركها . 2. توجيه سلاح الطيران للعمل الاستطلاعى والاغارة الهجومية الاستباقية على منطقة حشد قوات الحركة . 3. ديمومة العمل الاستخبارى والاستطلاعى الجوى والارضى لتحديث المعلومات . 4. وضع نقاط مراقبة حدودية على الطرق الاكثر احتمالا سلكها بواسطة قوات الحركة عند دخولها الاراضى السودانية . 3. لم تعلم القوات النظامية بحركة قوات الحركة عند عبورها الحدود واجتازها لاقليم دار فور بالكامل 4. تم تحديد حركة قوات الحركة بعد دخولها اقليم كردفان . ارسلت لها قوة لايقاف تقدمها وتدميرها ولكنها استطاعت الالتفاف عليها وتخطيها بعد الاشتباك معها واتجهت فى اتجاه الشمال . 5. بعد اتجاه قوات الحركة فى اتجاه الشمال لم تقم القوات المسلحة بمتابعتها ومعرفة اتجاه تقدمها . 6. بعد يومين من فقدان الاتصال بقوات الحركة علمت القوات المسلحة بان قوات الحركة على مسافة 170 كيلومتر من مدينة ام درمان . وهى مسافة بحسب زمن سرعة المركبات فى طبيعة ارض وعرة ولقوات متقدمة للهجوم .. تسغرق ما بين 6-8 ساعات . 7. للدفاع عن مدينة ام درمان .. وصد اى هجوم عليها فذلك يتطلب واذا ما اعتبرنا الجهة الغربية لمدينة ام درمان يبلغ طولها 40 كيلومتر .. فانها تحتاج لفرقة مشاة لتغطيتها . قوة فى حجم فرقة مشاه تحتاج الى فترة زمنية لا تقل عن ثلاثة ايام لانشاء مواقع دفاعية مؤقته لتدافع من خلالها وهو ما يعرف بدفاع المنطقة . وهذا لم يتوفر له الزمن او حجم القوات المطلوبة لتنفيذه . 8. دفعت القوات المسلحة عوضا عن ذلك لواء مشاة لاعداد كمين لقوات الحركة خارج مدينة ام درمان وتخطته قوات الحركة بسهولة ودخلت الى ام درمان . 9. لم يتعامل سلاح الطيران مع القوات المهاجمة منذ اقترابها والى دخولها . 10. لم تقم القوات النظامية باعداد وانشاء نقاط دفاعية قوية على مداخل ام درمان لايقاف تقدم القوات المهاجمة خارجها حتى تدعمها قوات من الخلف لتدميرها. 11. ترك قوات الحركة من الدخول الى ام درمان ثم الاشتباك معها ادى هلع وفزع المواطنين مما ادى الى سقوط شهداء وجرحى واسرى منهم . كما عرض بعض ممتلكاتهم الى الدمار نتيجة الاشتباك داخل الاحياء . |
سعادة العقيد / يوسف
نتابع بإهتمام كبير جدا هذا التحليل العلمى والمتخصص ؟؟؟ سؤال من المسؤل؟؟ وكيف ستكون المحاسبه؟؟ وماهى العقوبه ؟؟
|
Post: #84
Title: Re: غزوة العدل .. و .. المساواة - تحليل عسكرى
Author: يوسف محمد يوسف
Date: 05-21-2008, 10:11 PM
Parent: #83
الاخ صابر الحواتى .. تحياتى
نحن على عتبة الخلاصة .. ومن ثم الدروس المستفادة ... لكلما طرحناه حتى الان فى هذا التحليل الثلاثة اجزاء التى تم طرحها من هذا التحليل هى عبارة عن دراسة تحليلية للحدث منذ الاعداد وحتى التنفيذ والمحصلة النهاية.. واخضاع كل ذلك الى التدابير العسكرية المتبعة فى مثل هذه العمليات العسكرية .. مع كل ما تم من الجانبين ووضع كل ذلك قى اطار دائرى لربط الاحداث وتسلسلها .. هذا الربط وهذا التسلسل يبرز عدة اشياء .. اهمها عوامل النجاح و الاخفاق .. لان لكل منهما مسبباتها و اهمها.. اوجه القصور .. فى الحالتين معا.. ومن ثم تسخلص النتائج والدروس والعبر وتحدد المسؤليات المباشرة والغير مباشرة .. ثم المحاسبة والتى هى ايضا تتم فى الحالتين . اخى صابر .. التحليل العسكرى لا يعتمد او يركن الى افتراضات .. وانما يبنى على حقائق من خلال تسلسل الاحداث ومجرى سير العمليات والنتائج التى افضت اليها !! لا اود ان اسبق الجزء الاخير بالتعليق .. هناك اجزاء مهمة جدا فيه.. نرجو ان تتضمن اجابات شافية ومقنعة لتساؤلاتك وكذلك بقية الاخوة !! قبل ان اختم اصوغ لك مثال : المانيا هزمت فى الحرب العالمية الثانية بالرغم من قوة جيوشها وتميز قادتها العسكريون لسبب واحد فقط : قتالها فى عدة جبهات اضعف خطوط امداد القوات !! و اضيف ان الجزء الاخير من التحليل هو ما سنخدعه للنقاش المستفيض و ارجو ان يشارك فيه الجميع ..
عاطر تحياتى
يوسف
|
Post: #85
Title: Re: غزوة العدل .. و .. المساواة - تحليل عسكرى
Author: محمد عثمان محمود
Date: 05-22-2008, 08:12 PM
Parent: #84
سعادة العميد الركن يوسف
تحياتي وأشواقي وسلامي الحار
لقد توقفت عند الرتبة والاسم وسعدت كثيراً بهذا البوست الذي لولاه ما تمكنت من تحديد مكانك علي خارطة الشتات الذي طال أبناء السودان الأوفياء المخلصين، والحمد لله أنك بخير ولا تزال مناضلاً وجسوراً كما عهدناك، وأثناء وقوفي لأداء التحية مع السلام الرفيع طافت بذهني ملاحم ومواقف وشخصيات من تلك الأيام الجميلة التي قضيناها في سلاح المهندسين ذلكم الرقم الصعب الذي لم يكن يتجاوزه الإنقلابيون وتلكم القلعة العصية التي تحطمت على أسوارها هجمات الغزاة في العام 1976، وظل قابضاً على مفاتيح حامية أم درمان أميناً ومحترفاً وقوياً حتى أردته خناجر الغدر والخيانة التي أتته من داخل أسواره وبسواعد العاقين من أبنائه وفلذات أكباده.
لقد أعجبت كثيراً يا سعادة العميد بالتحليل الشامل المتكامل، ومهما كانت مبرراتهم لهذا الفشل الذريع فالحقيقة المؤسفة هي أن العسكرية في السودان من حيث الجاهزية والكفاءة والاحتراف . . لم تعد ترق لمستوى هذا التحليل الحصيف، وهذه الفضيحة العسكرية إن جاز التعبير، هي نتاج طبيعي لحملات التشريد التي أفرغت القوات المسلحة من كوادرها المؤهلة وأوصلتها إلى هذا الدرك السحيق، ولكننا جميعاً فوجئنا ولم نكن نحسبه دركاً سحيقاً إلى هذا الحد البعيد.
ولنا عودة
أخوكم مقدم ركن (م) محمد عثمان محمود
|
Post: #86
Title: Re: غزوة العدل .. و .. المساواة - تحليل عسكرى
Author: يوسف محمد يوسف
Date: 05-23-2008, 07:46 AM
Parent: #85
الاخ والصديق الطاهر العفيف .. والزميل .. والمقاتل الشرس ..
مقدم ركن (م) محمد عثمان محمود ..
سعادتى والله لا توصف .. والله يا محمد .. وانا اقرا اسمك كمتداخل لهذا البوست .. قلت فى نفسى انا لا اعرف الا شخص واحد بهذا الاسم .. وتمنيت ان تكون انت .. واحمد الله كثيرا لاستجابته لى فهذه اول دعوة لى فى هذا الصباح الباكر من يوم هذه الجمعة المباركة.. وانا انظر بملء عينايا الى صورتك .. سالت الدموع غزيرة .. ففى اقل من لحظات مر امامى شريط مطبوع فى الذاكرة .. طوله ثمانية عشر عاما .. مسجلة عليه كل ثانية ولحظة من الزمالة الصادقة المتينة .. الزاخرة بالوطنية .. والصعب وصفها هنا .. وبكلمات محدودة !! حمدا لله كثيرا .. ان مد فى ايامى لاراك امامى .. من صورتك .. ولاسمع صوتك .. من كلماتك !! محمد .. انا اقوم الان باعداد الجزء الاخير والهام من التحليل .. الخلاصة .. والدروس المستفادة حتى الان .. سطرت ثلاثة وعشرون صفحة .. وما زال هناك الكثير لتوضيحه عن مجمل ما اصاب امننا القومى من ضرر !! وعدت الاخوة المتداخلين والمرور .. بانزال الجزء الاخير اليوم الجمعة 23 مايو .. ولكن ارى ان ذلك سيصعب عليهم ربطها بهذا الحدث الجلل والذى ادى الى كشف المستور ؟؟؟؟؟ .. لذلك لابد من اختزالها والتركيز على الخلل الذى صاحب غزوة حركة العدل والمساواة للخرطوم .... ونعدهم انشاء الله ببوست منفصل عن ... مهددات امننا القومى !!
اخى محمد .. سعدت جدا بصباح هذه الجمعة المباركة .. فقد اعادنى الى الزمن الجميل ... بعد طول تيه !!! ساضع لك عنوانى على المسانجر الداخلى .. اذا تعذر ارجو ان ترسل لى عنوانك على عنوان البريد الالكترونى التالى:
[email protected]
لك عاطر تجياتى يوسف
|
Post: #87
Title: Re: غزوة العدل .. و .. المساواة - تحليل عسكرى
Author: saber alhawatti
Date: 05-23-2008, 08:33 AM
Parent: #84
سعادة العقيد / يوسف
عتطر التحايا فى هذه الجمعه المباركه
فى إنتظار السبت الأخضر فأنا صــــــابر !!!!
شكرا لك أيها الرجل السودانى العسكرى المقاتل والمصادم الجسورالنزيه والعفيف
كما وصفك أحد رفاقك فى السلاح
تحياتى .. صابر
|
Post: #88
Title: Re: غزوة العدل .. و .. المساواة - تحليل عسكرى
Author: أنور أدم
Date: 05-23-2008, 09:21 AM
Parent: #87
محمد عثمان محمود
محمد يوسف
أنتو دفعة الرائد عبدالله عثمان (1992) بتاع شعبة التدريب و العمليات
|
Post: #89
Title: Re: غزوة العدل .. و .. المساواة - تحليل عسكرى
Author: محمد عثمان محمود
Date: 05-23-2008, 03:54 PM
Parent: #88
الأخ أنور آدم
سعادة العميد يوسف من الدفعة 24، وأنا من الدفعة 28، ومن سلاح المهندسين هناك عبد الله عثمان حسب الله من الدفعة 26، وعبد الله عثمان يوسف من الدفعة 28.
مودتي
|
Post: #90
Title: Re: غزوة العدل .. و .. المساواة - تحليل عسكرى
Author: أنور أدم
Date: 05-23-2008, 08:53 PM
Parent: #89
شكرا الاخ محمد عثمان
و ما دمنا أولاد تكساس و نعرف نربط ( كسرة وتد) . لسوف اقوم بتقييم هذا التحليل من جانبي بحكم المامي الجيد بالحركات الدارفورية( انا عضو بحركة تحرير السودان) ، و في ذلك تكمن الفائدة للجميع . أبتدأ : صاغ الاخ محمد يوسف إفتتاحيته قائلا:
Quote: المشهد العسكري العام : حركة العدل والمساواة : الهدف : حشد القوات ( منطقة ابشى - شاد ) والتقدم على عدة محاور في اتجاه العاصمة الخرطوم والهجوم عليها بغرض احتلالها . يتم الهجوم عن طريق مدينة ام درمان .
|
ابتدأ ، و للتحليل أي عملية عسكرية يجب اعتماد التي: 1. مصادر المعلومة ، وهنا دائما ما تكون المعلومة استخبارتية. 2. الألمام الجيد بقواعد الانطلاق ، طبيعته ، و تكوينه و خطوط و طرق إمداده. 3.طبيعة القاعدة ، اهي دفاعية ام هجومية ، او ثابتة او متحركة. و علي هذه الاساسيات و مقارتها بالمقطتف من تحليل الاخ يوسف نجد : قيادة قوات العدل والمساواة في منتصف المسافة بين غرب و شمال دارفور( منطقة جبل مون و قد شهدت معارك خسرت فيها الحكومة الكثير.)، لذلك فرضية أبشي تظل غير منطقية خاصة و لو عرفنا ان أبشي نفسها تقع علي بعد 200 كيلو متر من السودان ، ذلك ان أبتشي تقع علي بعد 170كيلو من أدري ، و أدري تقع علي مسافة 30 كيلو من الحدود السودانية، مع ملاحظة سيادة قوات eufor force كما توضح الخريطة:
نواصل
|
Post: #91
Title: Re: غزوة العدل .. و .. المساواة - تحليل عسكرى
Author: يوسف محمد يوسف
Date: 05-24-2008, 06:14 PM
Parent: #90
|
Post: #92
Title: Re: غزوة العدل .. و .. المساواة - تحليل عسكرى
Author: يوسف محمد يوسف
Date: 05-24-2008, 06:14 PM
Parent: #90
الخـلاصــــــة
1. ما هى الدوافع الحقيقة وراء غزوة حركة العدل والمساواة الى العاصمة . من المؤكد ان هناك جملة اسباب ودوافع قوية داخلية وخارجية ساعدت ومكنت دكتور / خليل ابراهيم من اتخاذ هذا القرار الخطير بان تقوم حركته بنقلة نوعية للمعارك فى صراعها مع السلطة الحاكمة فى السودان . حيث وضح جليا ان الصراع الدائر فى دار فور منذ سنوات هو السبب الاساسى و الاول فى هجوم حركة العدل والمساواة على العاصمة الخرطوم . لان ما توفر له من امكانات ودعم ما كان المقصود من ورائه احتلال الفاشر وحسم قضية النزاع فى اقليم دار فور والمشتعلة من منذ سنوات والتى بسببها تكونت حركة العدل والمساواة .الشاهد ان حركة العدل والمساواة منذ انطلاقها من الحدود التشادية والى وصولها ام درمان تفادت الدخول الى المدن الرئيسية بالرغم من انه كان فى استطاعتها دخولها واحداث خسائر كبيرة فى المنشات الحيوية الموجودة فيها مثل مصفاة البترول وخطوط الانابيب الناقلة للبترول ... ولكن ذلك لم يحدث . وبعد اعتراضها بواسطة القوات النظامية فى ولاية كردفان واتجاها شمالا.. كان يمكنها ايضا الاغارة على سد مروى الجديد ( اكبر المشاريع التنموية اليوم ) واحداث خسائر جسيمة فيه .. ولكن كل ذلك لم يحدث .. لقد كان الهدف واضحا و محددا ... احتلال الخرطوم !!!! 1. ما كان لحركة العدل والمساواة ان تقدم على عملية عسكرية بهذا الحجم ما لم تتوفر لها ولديها الامكانات المناسبة و المطلوبة لها . ونعنى بذلك الدعم الخارجى.. والدعم الداخلى المهم والمطلوب فى مثل هذه النوع من العمليات . بالنسبة للدعم الخارجى فقد تم بالكامل لكل الاحتياجات المطلوبة .. من وعن .. طريق دولة تشاد . اما بالنسبة للدعم الداخلى فمن المؤكد تلقى حركة العدل والمساواة تاكيدا قويا .. والتزام كامل من الجهة او الجهات الداعمة جاهزيته / جاهزيتها لتقديم الدعم المطلوب بالكيفية والزمن المطلوبين . 2. اتبعت قوات الحركة كل المبادىء والاسس والاجراءات المطلوبة لهذا النوع من العمليات .. من منطقة الحشد الى الغرض الرئيسى ( الهدف ) بنسبة نجاح قاربت 100% . 3. بالمقابل فشلت القوات النظامية .. فى اتخاذ الاجراءات والخطوات التحضيرية الاستباقية المطلوبة لمواحهة هذا النوع من العمليات بنسبة قاربت 100% . 4. بعد تحليل عوامل النجاح والفشل لكلا الجانبين .. وضح ان عوامل النجاح لهذه العملية توفرت لقوات حركة العدل والمساواة .. ومع ذلك خسرت المعركة فى حين ان عوامل الفشل واكبت كل اجراءات القوات النظامية وبالرغم من ذلك كسبت المعركة . 5. العامل الاساسى فى نجاح كسب القوات النظامية للمعركة .. عامل أوجدته ظروف الفشل الذى لازم القوات النظامية... منذ تحرك قوات العدل والمساواة واجتيازها الحدود التشادية .. الى وصولها مشارف مدينة ام درمان واتخاذها تشكيل القتال لاجتياحها .. ونعنى بذلك استدراجها لقوات حركة العدل والمساواة الى داخل مدينة ام درمان... والاشتباك معها فى منطقة العبور الى الخرطوم (كبرى النيل الابيض / كبرى الانقاذ )..... والمناطق القريبة من مناطق العبور .... وهى احياء ( بانت / المهندسين / شارع الموردة / المنطقة العسكرية ام درمان / ابو سعد ) .... هذا القرار اتخذته القيادة العسكرية والسياسية - تحت ضغط شديد - بعد نجاح قوات الحركة فى الالتفاف والتخطى للقوات التى ارسلت لايقافها وتدميرها خارج ام درمان ... وقد كان عامل نجاح محفوف بالكثير من المخاطر و اولها الخسائر البشرية والمادية بين صفوف المواطنين !!!! . 6. العامل الاساسى فى هزيمة قوات الحركة هو ... عدم توفر الدعم الداخلى المتوقع فى الوقت المناسب .... فما هو الدعم الداخلى المطلوب فى مثل هذه النوعية من العمليات .. شكله / عناصره / وتوفره فى الجهة الدامة من الداخل ... وما هى الاسباب التى ادت الى عدم توفره : ا. ان تتوفر لدى الجهة الداعمة .. عناصر او كوادر داخل القوات النظامية لتزويد عناصر الحركة بالمعلومات وتحديثها فيما يتعلق بخطط وتحركات ونوايا القوات النظامية .. وقواتها المتمركزة داخل العاصمة وخاصة نقاط العبور .. ب. ان تتوفر لديها العناصر المؤهلة المطلوبة لتامين وادارة وتشغيل المرافق الاستراتيجية الحيوية المطلوبة لاحكام السيطرة بعد احتلال الخرطوم ( الاذاعة / التليفزيون / الكهرباء / الاتصالات.) ج. لديها العناصر المؤهلة لتسير العمل التنفيذى فى الخدمة المدنية . د. لديها كوادر سياسية نشطة تعمل فى الشارع السياسى لضمان تايد الشارع لهذه العملية و خاصة فى مراحلها الاولية . هـ. لها زعامة سياسية مقبولة . ح. ان تكون هذه الجهة فى حالة عداء مع النظام ولديها الرغبة الاكيدة فى ازاحته . خ . لديها تقارب فى الرؤى و الافكار العقائدية و السياسية و الطرح مع القيادة السياسية والعسكرية لحركة العد والمساواة . م. قامت السلطات الامنية فى التالى من انتهاء المعركة باعتقال قيادة حزب المؤتمر الوطنى .. بعد عثورها على وثائق ومستندات ( حسب ما اعلنته السلطات الرسمية ) تشير الى علم ودعم حزب المؤتمر الوطنى لمخطط حركة العدل والمساواة . تم التحفظ عليهم والتحقيق معهم واطلق سراحهم بعد 12 ساعة . ك . فى ظل توفر المعينات المطلوبة للدعم الداخلى فى حزب المؤتمر الشعبى وعلمه بمخطط الغزو ( حسب الوثائق المضبوطة ) .. لماذا لم يفى حزب المؤتمر الشعبى بوعده بالدعم المطلوب ... هل علمت الحكومة بنية دعم المؤتمر الشعبى قبل بداية العملية .. وان حزب المؤتمر علم بعلم السلطة بنيته .. فتوقف و ذهبت قياداته الى سنار .. ام تم بينها وبين السلطة اتفاق يتم بموجبه تخلى حزب المؤتمر الشعبى عن الدعم ... وتقديم العدل والمساواة بكل قياداتها على طبق من ذهب للسلطة الحاكمة .. مقابل الافراج عن دور الحزب وممتلكاته و كوادره المعتقلة .. ام كان دوره سياسى الدعم الداخلى سياسى فقط .. ولذلك اثر الخروج حتى اتضاح الرؤية .. وان هتاك جهات اخرى ستقدم الدعم العسكرى الداخلى المطلوب ؟؟؟ ع. مما لاشك فيه .. ان هناك خروقات كثيفة داخل القوات المسلحة وقوات الشرطة والاجهزة الامنية والحزب الحاكم نفسه ..و يؤكده خطبة دكتور / خليل فى قواته قبل دخولها ام درمان واعلانه " انا عندى شغل جاهز جوة " ... ويؤكده ايضا ... الاعتقالات التى تمت فى صفوف كل هذه الاجهزة وبداية اجراءات التحقيق فيها !!!!!! . ( هذا ما نراه الاقرب الى الواقع التحليلى المنطقى لهذه العملية .. وقد يراه البعض الابعد .. فلنتظر فيبدو ان الايام القادمة حبلى بالكثير.. والمثير ؟؟ فلنتظر ولنا عودة هنا !!! ) . 7. بيان وزير الدفاع امام المجلس الوطنى بان القوات المسلحة تعانى من تدنى الامكانات .. وقرار المجلس الوطنى بالاجماع بتكوين لجان عديدة للتحقيق .. ينم عن ان هناك خلل كبير فى القوات النظامية .. وان هناك قصور وتدنى فى الاداء استوجب التحقيق .. ومن ثم المحاسبة .!! 8. تلاحظ عدم صدور اى بيانات رسمية من القيادة العامة منذ بدا الغزو ظهر السبت 10 مايو وحتى يوم السبت 17 مايو حيث صدر اول بياناتها .. وهذا يؤكد عدم امساكها بالامور وسيطرتها على مجريات الاحداث . 9 . تلاحظ صدور كل التصريحات الخاصة بالمعلومات المتعلقة باحداث الغزو فى ايامه الاول .. تم من وزراء ومسئولين مدنين ..و فى وزارات ليس لها علاقة بالعمل العسكرى او الامنى ؟؟؟ 10. لم تقم القوات النظامية باى عمليات مطاردة لقوات الحركة المنسحبة ... للقضاء عليها تماما كم لم تقم الاجهزة الامنية بالبحث الدقيق لقائد الحركة دكتور / خليل .. بالرغم من المعلومات المؤكدة بعدم مقتله .. حيث بقى فترة ليست بالقصيرة بام درمان - يوم او ثلاثة - قبل انسحابه منها .
الدروس المستفادة :
1. الامن القومى السودانى منصوص عليه دستوريا . وهو من مسئولية السلطة الحاكمة باجهزتها التشريعية .. والقضائية.. والتنفيذية .. وتعمل القوات النظامية على صونه والحفاظ عليه . 2. القوات النظامية هى المسئولة عن حماية تراب الوطن والدستور و نظام الحكم الذى ارتضهما الشعب السودانى . لذلك لابد من الحرص على تاكيد قوميتها وحمايتها من التسيس والاستقطاب والموالاة لجهة ما . 3. القوات المسلحة هى المنوط بها حماية الوظن .. ترابه ..حدوده .. مدنه و قراه .. وكل مرافقه الاستراتيجية .. وامن وسلامة شعبه من اى مهددات خارجية او داخلية . 4. يساعدها فى ذلك اجهزة الشرطة والاجهزة الامنية المختلفة .. بمدها بالمعلومات والتقارير الامنية الدورية والخاصة كواجب اساسى .. والتشكيلات المقاتلة المساندة عند الضرورة .. كواجب ثانوى . لذلك لابد من التاكيد على قومية كل اجهزة القوات النظامية .. ووضع القوانين واللوائح المنظمة لمسئولياتها.. والمحددة لاختصاصاتها .. بما يتماشى مع واجباتها فى الحفاظ على الامن القومى وسلامة المواطنين .. وحقوقهم المشروعة والمضمنة فى الدستور والاتفاقات الدولية المتفق والموقع عليها دوليا . والعمل على تنظيمها وتحديثها وتاهيل كودرها . 5. القوات الاحتياطية ( خدمة الزامية / دفاع شعبى / مليشات / قوات خاصة ) يجب ان تخضع للقيدة والسيطرة تحت مظلة القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة . 6. مجريات الاحداث العسكرية والامنية منذ سنوات عديدة وحتى ظهر السبت 10 مايو 2008 .. اوضحت جليا .. ان هناك خلل كبير فى قواتنا النظامية .. وخاصة القوات المسلحة ..وظهر للعيان ان هناك تدنى وقصور فى الاداء و الاحترافية المهنية .. وانعدام تام للامكانات المطلوبة لتادية مهامها بالكفاءة المطلوبة . 7. وضح ان السلطة اجرت تعديلات جوهرية فى تركيبة تنظيم وتكوين ومسئوليات وواجبات القوات النظامية .. بما يتماشى مع مقتضيات تامين النظام كواجب اساسى ... وليس الامن القومى ومتطلباته . مما ادى الى تداخل فى الاختصاصات و المسئوليات و الواجبات .. مما ادى الى تدخل جهات عديدة قراراتها وعملها . 8. يجب العمل وفورا على اعادة تنظيم واعداد وتاهيل وتحديث القوات المسلحة وفق متطلبات عقيدتها القتالية ... ووضعها تحت قيادة قومية مؤهلة وقادرة للتطلع بمهامها فى حفظ وسلامة الامن القومى السودانى . 9. لقد اثبت التاريخ ان الانظمة لا تحميها جيوشها ولا اجهزة امنها .. مهما عظمت وعلا شانها... فالاتحاد السوفيتى وكل دول اوربا الشرقية التى كانت تدور فى فلكه ... لم تستطع جحافل جيوشها واجهزتها الامنية الجبارة .. من تحول دونها ودون السقوط امام شعوبها عندما هبت رياح التغيير ... وفى ايران يمنع جيش الشاه ولا جهاز امنه الاسطورى ( السافاك ) حكمه من الانكسار امام شرائط الكاسيت التى كان يرسلها الامام الخمينى من فرنسا .. كما لم يحول جيش صدام حسين من سقوطه فى ايدى قوات التحالف .. ان الانظمة تحميها شعوبها .. وتقاتل من اجل بقائها متى ما يسطت هذه الانظمة .. الحرية ..والديموقراطية .. والعدل والمساواة بين شعوبها .. ومتى ما عملت على تنميتها وازدهارها ورفاهيتها. 10. اثبتت غزوة العدل والمساواة للخرطوم للعالم اجمع .. باننا شعب اعزل .. لا جيش له يحميه ولا امن ليبسط الاستقرار فى ربوعه .. ونحن وطن مستهدف .. بما خصنا الله من نعمة على ظاهر ارضنا .. وباطنها !! 11. لقد اصابت هذه الغزوة مناخ الاستثمار فى السودان فى مقتل ... فبعد ان اسبشرنا خيرا باتفاق سلام نيفاشا .. وسلام الشرق .. ثم الخواطات الجادة نحو الوفاق .. مثلها لحل النزاع فى دار فور .. وجاءتنا الوفود من كل حدب وصوب .. لتزرع وتحصد من خارج ارضنا .. وتحفر لتخرج من باطنها ... انكشف المستور !! فهل يا ترى هى عائدة ؟؟؟ 12 قضايا الهامش مع المركز لا يمكن حلها .. الا.. باعتراف المركز بعدالة مطالب الهامش وحقه فى قسمة السلطة والثروة .. وهذا لا يتاتى الا بالاعتراف بالاخر .. والجلوس المفتوح معه لحل قضاياه بما يرضى الله ..ويرضيه !!!
خاتمة : فى عهد الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز ( رضى الله عنه) كتب اليه احد ولاة الامصار طالبا التصديق له بميزانية من بيت المال لتسوير مدينته بعد ان كثر نشاط اللصوص وقطاع الطرق فى الاغارة عليها لارهاب وسلب السكان : رد الخليفة كتابه ناصحا ( سورها بالعدل ..ونتف طرقاتها من الظلم..تسلم)
بسم الله الرحمن الرحيم (( ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )) صدق الله العظيم
والله من وراء القصد ..
انتهى
ع/ ركن (م) يوسف محمد يوسف e-mail: basmaymy@hotmail. com
|
Post: #97
Title: Re: غزوة العدل .. و .. المساواة - تحليل عسكرى
Author: محمد عثمان محمود
Date: 06-03-2008, 09:07 AM
Parent: #92
سعادة العميد يوسف
سوف أتصل عليكم عبر الإيميل
مع شكري وخالص تحياتي لك وللأولاد
|
Post: #93
Title: Re: غزوة العدل .. و .. المساواة - تحليل عسكرى
Author: يوسف محمد يوسف
Date: 05-25-2008, 05:52 AM
Parent: #90
الاخ الكريم .. انور
تحياتى واشواقى لك ولكل ابناء " تكساس "
حاولت جاهدا اكمال هذا التحليل فى اقل زمن ممكن .. حتى يتم النقاش فيه بصورة منطقية للوصول للحقائق ... عملنا على تقصى الحقائق من اقرب المصادر لنا لبعدنا عن الوطن .. ومن هم على علم ببواطن الامر .. انا فى انتظار مداخلاتكم .. على ثقة بقيمتها لنا ولهذا التحليل ..
ارجو التكرم بايضاح وتصحيح اى معلمة او وجهة نظر .. نحن نسعى جاهدين للحقيقة فى هذا الحدث والذى سيكون له ما بعده ..
لك كل الود .. وشكرا
يوسف
|
Post: #94
Title: Re: غزوة العدل .. و .. المساواة - تحليل عسكرى
Author: محمد عثمان محمود
Date: 05-30-2008, 02:27 PM
Parent: #93
مهما اختلفنا حول هذا النظام أو ذاك فالجيش السوداني لا يجب أن يضام من أحد، وأنا إذ أسوق هذا التعقيب إنما حباً وكرامة في الجيش السوداني الذي نتمنى أن نراه دوماً كما عهدناه، ونحن لا نكاد نصدق ما جرى ولا زلنا نتساءل . . ماذا دهى هذا الجيش . .
سوف أتناول بعض النقاط بالمنطق العسكري المجرد ومن دون التحيز لهذا الطرف أو ذاك، فنحن جميعاً مع أهمية الحفاظ على الجيش السوداني قوياً منيعاً وإلا ماذا كنا سنفعل لو أن الغازي كان واحدة من الدول المحيطة بالسودان، وهذا هو السؤال الذي أجبرنا جميعاً على الخوض في هذا التحليل.
في البدء لا بد أن نشير إلى أن حملة خليل إبراهيم لاحتلال العاصمة المثلثة قد كادت أن تنجح في احتلال المواقع العسكرية الحيوية واستلام السلطة في البلاد، والإجراءات العسكرية المضادة ليست هي التي حولت نجاح هذه الحملة إلى هزيمة، ولكن هذه الحملة فشلت لأن قادتها قد أغفلوا بعض التدابير البسيطة والتي لا يحق لنا أن نتطرق إليها فنتيح الاستفادة منها لأي جهة كانت . . أو نخل بالحياد الذي سوف نتقيد به في هذا النقاش..
أما نجاح الحكومة في دحر القوات المهاجمة فهو نجاح خدمته الصدفة وتلك التدابير البسيطة التي أغفلها خليل، وبنظرةِ سريعة للخسائر والجهد والعناء والسمعة السيئة فلا أحد ينكر بأن خليلاً قد داس على طرف القوات العسكرية والأمنية في السودان، وكيفما كان هذا النجاح فهو ولا شك فشلٌ ذريعٌ ومتعددٌ، ينم عن خللِ كبيرٍ وتدهورٍ مريعٍ في هذه المهنة وذلك بالدلالات التالية:
- عدم القدرة والفشل في التعامل مع قوات كانت تتحرك عبر مسافاتٍ طويلة تمتد من حدود السودان الغربية وحتى عاصمة البلاد وعلى مرأىً ومسمع من قوات جمهورية السودان . . بغض النظر عن كونها قوات مكونة من وحدات عسكرية أو من قوات أمنية أخرى . . علماً بأن أرتال القوات المتقدمة نحو العاصمة قد كانت مرصودة من قبل حكومة السودان وذلك من واقع البيانات التي أذيعت ومن صميم التصريحات التي أدلى بها عددٌ كبير من كبار المسئولين في السودان، فمن هو المسئول عن أمن الحدود في السودان؟ وكيف تسمح الفرقة السابعة مشاة المرابطة في تلك الجهات لهذه القوات أو تلك باختراق وتجاوز نطاق مسئولية الفرقة؟ وإلا فما المغزى من وجود فرقة بكل زخمها وضجيجها في تلك الأصقاع النائية.
- إّذا كان سلاح الطيران قد فشل في التعامل مع هذه الأرتال المتحركة نظراً للأسباب الواهية المعلن عنها وهي أن هذه الأرتال كانت تتحرك في اللِّيل وتختبئ في النهار . . وأنها كانت تنصب الخيام عندما تسمع أصوات الطائرات وما إلى ذلك من التبريرات الواهية، فلماذا فشلت القوات الأرضية بدورها في إيقاف وحسم هذا التقدم في مواقع بعيدة عن عاصمة البلاد؟ ومنذ متى كانت مواقع الدفاع عن المناطق الحيوية تُعدُ وتُجهز عند أسوار هذه المناطق، ومنذ متى كان المدافعون يجعلون من مدنهم مسرحاً لمعارك الدفاع عن هذه المدن؟ وكم نطاقاً دفاعياً وضعها الألمان حول برلين في أواخر أيام الحرب العالمية الثانية؟ وكم كانت المسافة بين كل نطاقٍ ونطاق؟.
- القوات المتقدمة وفي مرحلة من مراحل اقترابها نحو العاصمة قد تحركت على طريق شريان الشمال، فكيف تعذر تحريم هذا الطريق على القوات المتقدمة عليه بالقفل أو التلغيم أو الكمائن؟.
- وضعت الحكومة ما حجمه لواء فقط على ما أسمته المقتربات المحتملة للعدو . . وجميعنا نعلم بأن العدو عادةً يختار المقتربات والأحوال المناخية والأوقات التي لا يتوقعها المدافع . . هذا خلل تعبوي ندرك حجمه عندما نعلم بأن القوات المتقدمة قد تجاوزت هذا اللواء وهو بإمكانه أن ينتشر في مسافة ثلاثة كيلومترات أو ربما أكثر وحسب طبيعة الأرض ، فهل هو نقص في القوات أم هو جهلٌ بمعايير تعبئة الدفاع.
- قوات خليل دخلت العاصمة حوالي الرابعة والنصف مساءً، أي في وضح النهار . . فأين المقاتلات والمروحيات عندما كانت قوات خليل على مشارف أم درمان حيث لا خيام ولا ضباب ولا أي انعدام للرؤية؟.
- دخلت قوات خليل إلى أم درمان على ثلاثة محاور، وانطلقت نحو أهدافها وهي تلعلع بصيحات الحرب وتطلق الصافرات والذخائر في الهواء . . وتحت الضغط أمرت الحكومة قواتها بالتراجع السريع لـتأمين الكباري لمنع القوات المهاجمة من العبور إلى الخرطوم . . العملية هنا لم تعد ماتشاً أصيلاً وإنما أشبه بالدافوري في حواري أم درمان الوادعة.
- قائد سلاح المهندسين ذكر بأن العقيد الذي استشهد في جسر الإنقاذ قد كان قتاله مع القوات المهاجمة إنما هو مجرد محاولة لتعطيل هذه القوات ريثما تصل الدبابة من الشجرة ! ! عجباً، قوات تتحرك نحو العاصمة منذ أيام ودبابة واحدة من الدبابات منزوعة الإبر سوف تتحرك إلى جسر الإنقاذ بعد أن وطئته طلائع الهجوم، و لا أحد يخجل من الإدلاء بمثل هذا التصريح.
- هذا الانتصار الذي تم انتزاعه من براثن الظروف والصدف هو في حقيقة الأمر فشلٌ جرد المؤسسة العسكرية من ثيابها وأظهرها عاريةً أمام الجميع، ونحن هنا لا نقصد خليل إبراهيم إذ أن خليلاً هو في نهاية المطاف سوداني شأنه شأن من سبقوه في محاولات استلام السلطة تارةً بالغزو وتارةً بالانقلابات العسكرية، ولكن يبقى الخوف من مخابرات الدول الأجنبية المحيطة بالسودان أو تلك التي تطمع في أراضي وثروات السودان وما سوف يتبين لها من ضعفٍ في البنية العسكرية السودانية وكيف ستستغل هذا الضعف بعد أن وفرنا عليها مشقة البحث والتحليل عن جيش دولةٍ بهامة السودان.
- بعض الضباط الذين ظهروا على شاشة التلفاز بعد دحر القوات المهاجمة ظهروا بمظهر متهور واستخدموا عبارات سوقية لا تشبه العبارات التي يستخدمها ضباط الجيش عادةً . . مثل: الحديد ده كلوا شلناه منهم .. وما إلى ذلك من ألفاظ، فإن كان هؤلاء الضباط من صلب تنظيم القوات المسلحة فإن هذا يكشف عن إسقاطِ جديد في إعداد وتأهيل هؤلاء الضباط.
- التعامل مع مخلفات الحرب والأسلحة والذخائر غير المنفجرة قد كشف عن جهلٍ تام بإجراءات الأمن والسلامة والتدابير التي يجب أن تتخذ في مثل هذه المعارك، وما كان لأحدٍ أن ينسى بأن ساحة المعركة سواءً كانت مختارة أو فرضتها مجريات العملية، هي في نهاية المطاف مدينة مأهولة تعج بالمنازل وتكتظ بالنساء والرجال والأطفال والسيارات والمارة ومحبي الاستطلاع.
- يفتخر مسئولو الحكومة بمشاركات المواطنين في دحر القوات المهاجمة، والمواطن السوداني مشهودٌ له بالذود عن حماه، ولكن لماذا تفتخر الحكومة بتكبيد المواطن عناء الدفاع عن نفسه؟ أو لم يدفع المواطن السوداني دم قلبه وسني عمره لبناء قواتٍ مسلحة قادرة على حمايته وهو نائمٌ مطمئن في داره؟ وإلى متى يظل المواطن السوداني يشارك في كل شيء ولا يشرك في أي شيء؟
نواصل
|
Post: #95
Title: Re: غزوة العدل .. و .. المساواة - تحليل عسكرى
Author: yagoub albashir
Date: 05-30-2008, 06:13 PM
Quote: الدروس المستفادة :
1. الامن القومى السودانى منصوص عليه دستوريا . وهو من مسئولية السلطة الحاكمة باجهزتها التشريعية .. والقضائية.. والتنفيذية .. وتعمل القوات النظامية على صونه والحفاظ عليه . 2. القوات النظامية هى المسئولة عن حماية تراب الوطن والدستور و نظام الحكم الذى ارتضهما الشعب السودانى . لذلك لابد من الحرص على تاكيد قوميتها وحمايتها من التسيس والاستقطاب والموالاة لجهة ما . 3. القوات المسلحة هى المنوط بها حماية الوظن .. ترابه ..حدوده .. مدنه و قراه .. وكل مرافقه الاستراتيجية .. وامن وسلامة شعبه من اى مهددات خارجية او داخلية . 4. يساعدها فى ذلك اجهزة الشرطة والاجهزة الامنية المختلفة .. بمدها بالمعلومات والتقارير الامنية الدورية والخاصة كواجب اساسى .. والتشكيلات المقاتلة المساندة عند الضرورة .. كواجب ثانوى . لذلك لابد من التاكيد على قومية كل اجهزة القوات النظامية .. ووضع القوانين واللوائح المنظمة لمسئولياتها.. والمحددة لاختصاصاتها .. بما يتماشى مع واجباتها فى الحفاظ على الامن القومى وسلامة المواطنين .. وحقوقهم المشروعة والمضمنة فى الدستور والاتفاقات الدولية المتفق والموقع عليها دوليا . والعمل على تنظيمها وتحديثها وتاهيل كودرها . 5. القوات الاحتياطية ( خدمة الزامية / دفاع شعبى / مليشات / قوات خاصة ) يجب ان تخضع للقيدة والسيطرة تحت مظلة القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة . 6. مجريات الاحداث العسكرية والامنية منذ سنوات عديدة وحتى ظهر السبت 10 مايو 2008 .. اوضحت جليا .. ان هناك خلل كبير فى قواتنا النظامية .. وخاصة القوات المسلحة ..وظهر للعيان ان هناك تدنى وقصور فى الاداء و الاحترافية المهنية .. وانعدام تام للامكانات المطلوبة لتادية مهامها بالكفاءة المطلوبة . 7. وضح ان السلطة اجرت تعديلات جوهرية فى تركيبة تنظيم وتكوين ومسئوليات وواجبات القوات النظامية .. بما يتماشى مع مقتضيات تامين النظام كواجب اساسى ... وليس الامن القومى ومتطلباته . مما ادى الى تداخل فى الاختصاصات و المسئوليات و الواجبات .. مما ادى الى تدخل جهات عديدة قراراتها وعملها . 8. يجب العمل وفورا على اعادة تنظيم واعداد وتاهيل وتحديث القوات المسلحة وفق متطلبات عقيدتها القتالية ... ووضعها تحت قيادة قومية مؤهلة وقادرة للتطلع بمهامها فى حفظ وسلامة الامن القومى السودانى . 9. لقد اثبت التاريخ ان الانظمة لا تحميها جيوشها ولا اجهزة امنها .. مهما عظمت وعلا شانها... فالاتحاد السوفيتى وكل دول اوربا الشرقية التى كانت تدور فى فلكه ... لم تستطع جحافل جيوشها واجهزتها الامنية الجبارة .. من تحول دونها ودون السقوط امام شعوبها عندما هبت رياح التغيير ... وفى ايران يمنع جيش الشاه ولا جهاز امنه الاسطورى ( السافاك ) حكمه من الانكسار امام شرائط الكاسيت التى كان يرسلها الامام الخمينى من فرنسا .. كما لم يحول جيش صدام حسين من سقوطه فى ايدى قوات التحالف .. ان الانظمة تحميها شعوبها .. وتقاتل من اجل بقائها متى ما يسطت هذه الانظمة .. الحرية ..والديموقراطية .. والعدل والمساواة بين شعوبها .. ومتى ما عملت على تنميتها وازدهارها ورفاهيتها. 10. اثبتت غزوة العدل والمساواة للخرطوم للعالم اجمع .. باننا شعب اعزل .. لا جيش له يحميه ولا امن ليبسط الاستقرار فى ربوعه .. ونحن وطن مستهدف .. بما خصنا الله من نعمة على ظاهر ارضنا .. وباطنها !! 11. لقد اصابت هذه الغزوة مناخ الاستثمار فى السودان فى مقتل ... فبعد ان اسبشرنا خيرا باتفاق سلام نيفاشا .. وسلام الشرق .. ثم الخواطات الجادة نحو الوفاق .. مثلها لحل النزاع فى دار فور .. وجاءتنا الوفود من كل حدب وصوب .. لتزرع وتحصد من خارج ارضنا .. وتحفر لتخرج من باطنها ... انكشف المستور !! فهل يا ترى هى عائدة ؟؟؟ 12 قضايا الهامش مع المركز لا يمكن حلها .. الا.. باعتراف المركز بعدالة مطالب الهامش وحقه فى قسمة السلطة والثروة .. وهذا لا يتاتى الا بالاعتراف بالاخر .. والجلوس المفتوح معه لحل قضاياه بما يرضى الله ..ويرضيه !!!
خاتمة : فى عهد الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز ( رضى الله عنه) كتب اليه احد ولاة الامصار طالبا التصديق له بميزانية من بيت المال لتسوير مدينته بعد ان كثر نشاط اللصوص وقطاع الطرق فى الاغارة عليها لارهاب وسلب السكان : رد الخليفة كتابه ناصحا ( سورها بالعدل ..ونتف طرقاتها من الظلم..تسلم)
بسم الله الرحمن الرحيم (( ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )) صدق الله العظيم
والله من وراء القصد .. |
درس أتنمى أن يستفيد منه كل من يتولى زمام الإمور في هذا البلد المنكوب بسياسية و سوف أعود لغزوة العدل و المساوة بالتحليل إن شاء الله لك الود سعادة العميد بعقوب
|
Post: #96
Title: Re: غزوة العدل .. و .. المساواة - تحليل عسكرى
Author: أنور أدم
Date: 05-30-2008, 10:52 PM
Parent: #95
Quote: موسكو: الخرطوم: الشرق الأوسط
طيار روسي قتل في معارك أم درمان والخرطوم تنفي تورط إيران
كشفت مصادر روسية عن مصرع طيار روسي خلال المعارك التي خاضتها القوات المسلحة السودانية ضد مسلحي حركة العدل والمساواة داخل ام درمان في العاشر من مايو (أيار) الحالي. ورغم نفي المصادر الرسمية في وزارة الدفاع الروسية هذه الانباء، فقد نقلت اذاعة «صدى موسكو» عن مصادر روسية قولها إن الطيار من خريجي المدرسة الجوية العليا بمنطقة ريازان. وكان يدرب الطيارين السودانيين على فنون الطيران على متن المقاتلة «ميغ 29». واشارت وكالة «انترفاكس» الى ان الطيار ذهب للعمل خبيراً اجنبياً في السودان بعد استقالته من القوات الجوية الروسية، ولا علاقة له بالبعثة الروسية العسكرية الموجودة بالسودان ضمن قوات حفظ السلام الدولية. |
http://www.sudaneseonline.com/news2.html
|
|