|
نقل الحرب إلي شوارع الخرطوم ... واقع مغاير واسئلة جديدة ...
|
قبل ثلالثة أعوام من الآن كتبت علي صفحات سودانيز أونلاين حول نقل الحرب الي شوارع الخرطوم في 08-12-2006, 10:32 ص ومرة أخري نشرنا نقل الجرب الي شوارع الخرطوم ... المعايير الأخلاقية في 26-03-2007 كموضوعين متكاملين يصبان كأحد الاتجاهات الواردة في اطار الحرب بين الحركات المسلحة في دارفور وحكومة الخرطوم حيث ان الحرب ظلت طوال الأعوام الماضية تدور في ميدان دارفور حتي احترق عن آخره ولم تحرك صورة الدمار الشامل في دارفور أي مسئولية أخلاقية لسلطة الجبهة الاسلامية ويتضح من ذلك ان وقف الحرب ليس أحد اولوياتهم باعتبارها في جزر القمر ولتحفيز عقل وبصر الجبهة الاسلامية لرؤية ما تعنيه المسألة (استمرار الحرب) ربما يحتاج الأمر الي أدوات أخري وميادين جديدة تعتبرها السلطة القائمة (داخل حدود السودان) ...
والان بعد أن اصبحت مسألة التكهنات السابقة واقع تعيشه الحركات المسلحة والحكومة السودانية وسكان الوسط يجدر بنا ان نتجاوز الاسئلة المطروحة سابقا لطرح اسئلة جديدة تتجاوز الواقع الحالي الذي قرأناه قبل أن يكون الي افاق لم تأتي بعد ...
ثم ماذا بعد؟ في إطار الحركات المسلحة والحكومة المركزية اضافة الي سؤال ماذا حدث بالضبط؟
ونعيد نشر الجزئين السابقين معا :
نشرنا سابقا موضوع نقل الحرب الي شوارع الخرطوم نعيد نشر النص السابق كمدخل لموضوعنا الحالي:
الجزء الأول:
لن يكون الأمر غريبا في ظل الاتجاه السياسي السائد حالياً سواء كان ذلك عن طريق تنظيم وتنسيق مسبق بين الفصائل والحركات المسلحة أو كان عفويا بلا وعي منها .. أو كان ضرورة أملتها مرحلة من مراحل الصراع الدائر .. فمن جهة أصبح هنالك الكثير جدا من السلاح في أحياء الخرطوم المختلفة سواء بيد المليشيات أو منسوبي الجبهة الإسلامية المسلحة أو بيد المواطنين ...
ومن جهة أخري فان الحركات المسلحة ظلت تاريخيا تحارب في مناطقها ولم تستطع التقدم نجو العاصمة إلا أن اتفاقيات السلام الأخيرة وضعت جزءا من هذه المليشيات في قلب الخرطوم مما يجعلها قادرة عل ينقل الحرب من مناطقها التي استنزفت لعشرات الأعوام بفعل الحرب والنزوح الجماعي داخل وخارج السودان ....
نقل الحرب إلي الخرطوم أيضا يضيف إلي الصراع إطرافا أخري ليست بعيدة عن دائرة الصراع السياسي وليست مغيبة عما يحدث في دارفور والجنوب ولكن المعرفة تختلف عن خوض الحرب ...
حكومة الجبهة الإسلامية تمسك بيدها حاليا الكثير من مفاتيح الصراع الدائر وقد أدارت الحرب في الجنوب لوقت طويل جداً ثم تحولت بها الي دارفور وفي هذا الوقت الذي انفلت فيه زمام الأمور من يدها في دارفور تطل نذر حرب أخري في الجنوب حتى ولو علي لسان قادة الفصائل والحركات المسلحة ... واذا ما ظلت الجبهة الإسلامية تفكر بذات المنطق الذي تعاملت به قبل السلام وانها قادرة علي خوض الحرب في دارفور والجنوب دون وعي بالتغيير الذي حدث خلال الفترة الماضية ووجود كل هذا السلاح والمليشيات في العاصمة تكون قد أعطت الضوء الأخضر لنقل الحرب إلي مرحلة جديدة .. والجبهة الاسلامية تاريخيا لم تكن الحركة المتعقلة التي تنتشل نفسها من المآزق وتفكر علي المدي الطويل بل انها علي الدوام تزيد الامور تعقيداً وكأنها تعتقد ان الوصول بالاوضاع الي اقصاها سيجعل الاخرون يتراجعون او تستطيع تفتيتهم من الداخل كما فعلت مع الاحزاب التقليدية والحركا ت ... لكن هذه الشروط لم تعد تجدي مع دخول المجتمع الدولي الي الصراع ... واذا قررنا ان نكون اكثر واقعية فليس هنالك اية احتمال لذهاب الجبهة الاسلامية في الوقت الراهن ووفق طريقة التفكير التي تقود بها السودان سوي هزيمتها عسكريا ... وذلك لن يتم بادارة الحرب في اطراف السودان المنهكة والمستنزفة عبر حروب طويلة الأمد ...
الجزء الثاني: 26-03-2007
يبرز شبح انتقال الحرب الي شوراع الخرطوم في كل مرة تتجدد فيها احداث العنف التي تدفع بها الحكومة والحركات المسلحة طالما ظلت الاسباب التي ذكرناها في المقال السابق قائمة وهي تمادي الجبهة الاسلامية وتوقيع اتفاقيات سلام جزئية لا تحل اياً من القضايا الحقيقية المطروحة وتنزع بدلا من ذلك لمحاولات التمييع سواء بالترغيب او بالترهيب .. وفي كل مرة تبرز فيها هذه الاحداث تنقسم المواقف الي ثلاث
الموقف الأول هو موقف مبدئي من الحرب ... رافضا لها اينما كانت داخل وخارج السودان ... واصحاب هذا الموقف يقفون ضد نقل الحرب الي شوارع الخرطوم في نفس الوقت الذي وقفوا فيها ضد الحرب في الشمال والجنوب بنفس القدر.
الموقف الثاني هو الموقف الذي يدفع بالحرب الي الامام ونقلها الي شوارع الخرطوم باعتبار أن الحروبات التي دارت في الاطراف استنزفت كل ما هنالك وما لم تنتقل الحرب الي الخرطوم فسيظل النظام الحالي يستنزف اكثر واكثر تلك المناطق ومقدراتها كما ان نقل الحرب الي الخرطوم هو الوحيد القادر علي تهديد السلطة الحاكمة.
الموقف الأخير هو موقف مختلف
ففي اللحظة التي يقلب فيها الارض راسا علي عقب كلما بدأت الاحداث فانه يقف صامتا في بعض الاحيان وناكرا في البعض الاخر منها لما حدث في دارفور وفي جنوب السودان.وشهدنا هذا النوع في احداث الاثنين وهانحن نشهده مرة أخري في الاحداث الجارية.
فما هي المعايير الاخلاقية التي نحدد بها مواقفنا تجاه ما يحدث الان.
نقل الحرب إلي شوارع الخرطوم ...
نقل الحرب الي شوارع الخرطوم ... المعايير الأخلاقية..
|
|
|
|
|
|