الطيب صالح خال الجميع

الطيب صالح خال الجميع
أمير تاج السر
لا شك في أن الكثيرين يتفقون معي بأن كاتبا كبيرا وساحرا ( كالطيب صالح ) من تلك الشخصيات التي يتشرف المرء بقرابتها ، كأن يصير عمك أو خالك أو أخاك ، أو حتى زميل دراسة لك في مقعد بعيد في زمان بعيد. ولأن الطيب صالح جاء في زمن القراءة المذهبة ، واستمر في زمن القراءة المذهبة .. وأضاف إلى فن الكتابة الكثير من السحر والغموض ، فإن نادرا ما تجد من لا يعرفه أو يسمع به ، وأحسب أن شهرته تورث في البيوت من جيل إلى جيل .. أنا أتشرف بانتمائي إلى أسرة الطيب صالح ، أتشرف بكونه خالي .. خال حقيقي .. نختلف في مسلك الكتابة ، وتذوق الآداب ، ونظرة كل جيل كتابي إلى الآخر ، لكن تبقى المودة ، وقرابة الدم التي لا تذهب ..
كان المكان أحد المطارات .. وكنت في وداع صديق مسافر .. وكانت شهرتي المحدودة ككاتب في ذلك الوقت ، قد شدت إليّ البعض ، وأصبحت أحيّا بعمق في المناسبات التي يوجد فيها من قرأني ، أو يسألني البعض عن أرقام هواتفي ، أو يقدم إليّ آخرون نتاج أدمغتهم لقراءته وإبداء الرأي فيه .. تلك اللحظة كان الزحام على أشده ، ونداء السفر على أشده أيضا ، اقترب مني أحد المشاركين في ذلك الزحام .. حياني باحترام ، وسرق انتباهي من آخرين ، حين حدثني عن الرواية ، وأنه قرأني بمتعة ويشكرني على ذلك . وكما هو متوقع .. كان لابد أن يسألني الرجل عن رأي في الطيب صالح ..وقبل أن أفتح فمي لأجيبه قال في ثقة ..
- إنه خالي ..
اندهشت أشد الاندهاش ، فلم يكن ذلك المتأنق بالزي الكحلي ، والذي يحمل تذكرة وجوازا ونداء سفر في تلك اللحظة ، من أسرتنا أبدا ..طالعته بتمعن ، وسألته عن اسمه الرباعي ، وغصت في سيرة حياة ملخصة طالبته بها في تلك العجالة .. ولم أعرفه .
هل هو خالك فعلا ؟ قلتها في اندهاش حقيقي ..
- نعم .. إنه شقيق والدتي .
نودي على المسافرين .. ودعني المتأنق في بشاشة واعدا بتقديمي إلى خاله الأديب الكبير حين نلتقي مرة أخرى .. كان المطار يفرغ شيئا فشيئا .. ولا زالت دهشتي واقفة ، لم تودع أحدا ، ولم تذهب ..
عصر أحد الأيام في المنطقة الصناعية .. وكنت أصلح سيارتي من خلل مزمن ، عندما اقترب مني أحدهم ..حياني بأدب شديد ، ونصحني باستبدال سيارتي ( البنز ) تلك بأخرى من ماركة ( الكرسيدا ) وذلك توفيرا للمال والتعب .. قال إنه قارئ نهم ، وقد قرأ سيرة وجعي التي كنت أكتبها في جريدة الوطن ، من بدايتها وحتى انتهت .. واقتناها كتابا ..والآن انتقل معي كل يوم إثنين في كتابتي الأسبوعية في جريدة الشرق.. قال إن كتابتي تعجبه برغم بعض الغموض ، ثم أضاف جزيئية حيرتني هذه المرة أيضا ..
- لقد ورثت حب الأدب من خالي الطيب صالح .
- خالك ؟
- نعم .
تلك الأثناء حاولت أن أبعد دهشتي بقدر المستطاع ، سألته عن ذلك المتأنق الذي التقيته في أحد أيام السفر ، ولم يكن يعرفه .. سألته عن أشقاء له .. فزودني باسماء لاتشبه أسماء أشقائي الذين عشت معهم .. وحين انصرف كنت أقل دهشة ..
الطيب صالح بكل ماقدمه ..ليس خالي فقط .. بل هو خال الجميع .
[email protected]

امير تاج السر؟؟

هل انت كاتب مرايا ساحلية؟؟


ما امتعتنى رواية اذكر فى الزمن القليل الماضى ..كما امتعتنى مرايا ساحلية

حملها الى بريدى.. من صديق عزيز

قلت له اريد ان اقرأ رواية يضوع السحر من ملمس اصابعها

وارتوى من نهلها بالتفاصيل..

وكانت مرايا..


كيف تفعل هذا..يا هذا؟؟

لقد اسكرتنى روايتك...واحببتها حتى النخاع..

لك الشكر على اعادة اعتبار هذا الفن الجميل..للجميل الانسان السودانى..

انت مبدع.

تماضر أشكرك على هذا الإطراء السخي وأشعر بافخر إن مراياي الساحلية التي كتبتها كرد للجميل لمدينتي بورسودان تجد كل هذا الصدى .. وأدعوك لقراءتي في روايات أخرى مثل نار الزغاريد وصيد الحضرمية وعواء المهاجر

الف مرحب بالدكتور/ المبدع امير تاج السر
كيف نحصل علي رواية وعاء المهاجر 0
أما خالك الطيب صالح فهو شامخ كالنخلة التي ذكرها في روايته الشهيرة موسم الهجرة الي الشمال في سماوات المنابر الاقليمية والدولية 0
هذا الشبل من ذاك الاسد0

معقول

أمير معنا هنا، ونحن غافلون؟

كيف حالك أيها العذب الشجى، ويا للهفة الأشواق، ويا للؤم المسافة، زمانا ومكانا

أمير تاج سر الشعر، وأمير تاج جهر الرواية، وبين خبايا السر ووهج الجهر، تقوم عوالم من جمال

كنت قبل حين يا أميرنا، قد كتبت رسالة لك هنا، على صفحات هذا المنبر الوطن، أناديك أن تعال الى حيث طيب الكلام وطيبة الأنام، وناشدت كل من يملك صلة ووصلا بك، أن يوصل النداء

والآن يعربد الفرح، أن أنت بيننا

فلنبسط لك المطارف والحشايا، ولا تعف، وبت فى أرواحنا

ولك الترحاب والسلام، ولنا الفرح والزهو

أبوذر

الصديق العزيز أبو ذر .. أشكرك كثيرا على دعواتك السابقة لي للكتابة في المنبر .. ولكن كما تعرف كل شيء بوقته . الآن أنا في فترة نشاط قد تعقبها فترة كسل لذلك تجدني متوفرا ..أتمنى دوام الصلة .

تماضر العزيزة

نعم هو بعينه

ذات الفتى الساحلى النضر

الدكتور أمير تاج السر محمد نور

حامل أختام العذوبة الزرقاء

والجنا خال

أبوذر

الصديق الأديب الجميل أمير تاج السر
مضى زمن ليس بالقليل على لقائنا في الدوحة ، ولا زال الوعد قائما للقاء آخر ربما هنا في مقر اقامتي الجديد "دبي" أو في الدوحة ثانية. دعني أرحب بكل الدفء بوجودك في بيتك الطبيعي منبر سودانيز أون لاين. وحرام عليك يا رجل ، تدلف هكذا خلسة حتى من دون أن "نقوم بالواجب" على طريقتنا السودانية الجميلة؟؟
أما الاستاذ الطيب فيظل خالا للجميع وأخا للجميع لا بوصفه أديبا حمل ابداعنا إلى العالم بأسره فحسب وانما لأنه أيضا كان سفيرا للأخلاق والانسانية والنبل.

خالد عويس أيها الجميل الموزع بين الصحافة والأدب كما أنا بين الطب والأدب .. صدرت روايتك ولم أقرأها ، وصدرت روايات للكثير من المبدعين السودانيين ولم أقرأها أيضا .. كيف حالك وكتابتك ومن دواعي السرور إنك أصبحت جارنا و أصبح الوصول إليك سهلا .. وأظنك قد رحبت بي فعلا بهذه التحية الرقيقة .

الصديق الأديب الجميل أمير تاج السر
مضى زمن ليس بالقليل على لقائنا في الدوحة ، ولا زال الوعد قائما للقاء آخر ربما هنا في مقر اقامتي الجديد "دبي" أو في الدوحة ثانية. دعني أرحب بكل الدفء بوجودك في بيتك الطبيعي منبر سودانيز أون لاين. وحرام عليك يا رجل ، تدلف هكذا خلسة حتى من دون أن "نقوم بالواجب" على طريقتنا السودانية الجميلة؟؟
أما الاستاذ الطيب فيظل خالا للجميع وأخا للجميع لا بوصفه أديبا حمل ابداعنا إلى العالم بأسره فحسب وانما لأنه أيضا كان سفيرا للأخلاق والانسانية والنبل.

مرحب بيك و حبابك عشرهالنصرى

مرحب بيك و حبابك عشره
النصرى

يا الف مرحبا بالاستاذ امير تاج السر صاحب القلم المبدع والموهبة القوية،اضافة عظيمة وسانحة لمزيد من التعرف الي فنك وابداعاتك.

الأخ والصديق أمير تاج السر

غبت أنا عن هذا المنبر وعدت لأجدك متصدر مجلس المنبر، وكعادتك تجتمع عندك الدهشة والفرح باللقاء، ما زلت أذكر ذلك الحوار الرائع الذي أعتبره أحد محطات إبداعاتي الصحفية، وما أسعد الإخوة أعضاء/عضوات المنبر بإنضمام د.أمير تاج السر.

أشكرك يا صاحب الخريفين .. خريف العصافير وذلك الذي يأتي مع صفاء وقد تعرفت على كتابتك لأول مرة من صديقنا الروائي المصري جمال الغيطاني الذي بدا منبهرا بك بشدة .

أخى - أبنى - أمير (تاج السر) ، لك ودى
ماكنت أحسب أن هنالك شخص يشاركنى محبة (السودان) الطيب صالح.
وكثيرة هى الذكريات ، احببنا على تبادل الحديث حوله وحول كتاباته وكتبه وسلوكه، مثل اغانى عثمان حسين وأشعار نزار قبانى ، وتأثرنا به بوعى أو لا وعى.
فى حوالى عام 1980 ، كنت اعمل بمطار الخرطوم ، وماكنت قد شاهدت من قبل (الطيب الصالح) ، جاء الى (كاونتر الخطوط الفرنسية) ، شخص لا يشبه الكثيرين الذين يسافرون الى أوربا فى ذلك الزمان ، فى الغالب منعلمين لديهم الكثير من (العنطزه والعنجهيه) يتضايقون لأتفه الاسباب ، وكأنهم يحلمون بمعاملة وخدمه تشبه ما عهدوه فى الدول الأوربية المتقدمه التى جاءوا منها، أما ذلك الشخص فقد كان غريبا فى سلوكه ، وقف أمام الموظفة وسلمها تذكرته بكل أدب وتهذيب تشعر بانه(مزارع) ، يرتدى (بدلة وكرفته)وبعد ان سلمته (البوردنق باص) شكرهامبتسما واخذ حقيبة فى يده ، تبعته بنظراتى حتى صالة الجمارك ، ومنها الى غرفة أنتظار المسافرين،لا ادرى هناك شئ ما شدنى لمتابعته فأهملت عملى .. جلس بكل هدوء ، ثم نودى على الركاب للذهاب نحو بوابة الخروج ، حيث كان فى انتظارهم (بص ابو رجيله) الأصفر الذى يشيه(الكاستر)المصنوع على ايدى أمهاتنا بطريقة بدائية وقبل معرفة الوسائل الحديثة و(الكريم كرملا) ، لكن صاحبنا ذاك لم يركب (البص) مع الاخرين ، بل ذهب راجلا وكانه يتشبث بالأرض ولا يستعجل السفر ... تبعته نظراتى حتى صعدسلم الطائرة، رجعت ثم عدت حيث لى عملا أوديه مع (الكابتن)، لاحظت نفس ذلك الشخص جالسا فى أحدى مقاعد الدرجة الأولى بنفس ذلك الهدوء ، ياتيك احساس بانه كالنسيم تشعر به دون أن تراه ، وتشعر يأنه يكاد أن يدخل فى هدومه تواضعا ورغبة منه فى عدم أزعاج الآخرين ، وكنت ابحلق فيه واسأل نفسى بشده من هذا الشخص ياترى ؟؟
أقلعت الطائرة ، حوالى الساعة الرابعة صباحا ، وانتهينا من عملنا، وذهبت واحضرت جريدة لا اذكر اسمها،وعندما جلست فى العربه التى تأخذنا الى منازلنا، وفتحت الجريدة لمحت صورة ذلك الشخص، والعنوان يقول : غادر البلاد اليوم الأديب الطيب صالح الى باريس ، فقلت فى نفسى لابد أن يكون هو ومن غيره يمكن أن يكون ، أخى امير ان كان الطيب صالح خالك فهو جزء من حياتنا.

تاج السر حسين ( اخو البنات)

أخي أمير تاج السر
أولآ مرحب بيك ألف مرحب تسبقك سيرة عطرة..
طبعا يا عزيزي أمير (أخي دي) لأني الطيب صالح خالي أيضآ!!!
ولست الوحيد في ذلك ..عجب الفيا،حليم،البروف ود البلد،والكثيرون هنا
الطيب صالح خالهم (لزم) ونحتفي بك كاتبا ونتمنا عليك أن تتحفنا ببعض
ما أبدعت لنقرأك شوقا بحق قرابة الدم.ولا تندهش لما كتبت فالطيب ملك عام
برسم الحب والإبداع.أعجبتني خاطرتك عن الطيب بحق.
ألف مرحب أمير تاج السر نورت الدار.

الاستاذ امير تاج السر
تحياتي واحتراماتي وتقديري
كم انا في غاية السعاده وكم نحن في امس الحوجه لي كتاباتك الرائعه رجاء ورجاء ورجاء ان تستقل فترة نشاطك وان لا تعقبها فترة كسل ولاول مره اعرف ان الاستاذ الطيب صالح خالك وكل ما ذكر اسم الطيب صالح كلما ورد في ذهني رواية عرس الزين التي احفظها عن ظهر قلب
فلك التحيه والاحترام

فاجأنا رجل مندفع في مصعد مستشفى الشيخ حمد .. في الدوحة.. ووجه كلامه لوالدي دون سلام أو كلام.. وهو يشير بيده إلى والدي.. وبلهجه مصرية.. وفم مفتوح من الدهشة.. "إنت الطيب صالح بقربلك إيه".. والدي كثيرا ما يُُسأل هذا السؤال.. وكإجابة.. يجد مبررا في العلاقة بالغبش.. فرد على المصري.. "من نفس القبيلة".. اتسعت حدقات المصري.. "نفس الصوت..".. "ده إنت أخوهو.. لااا.. ده إنت هو..!"... وقال وقد وصلنا إلى الطابق الذي نريده.. "أنا اشغلت معاه.. ده إنت هو.."!

مرحبا بالدكتور أمين تاج السر... نوّرتنا في البورد...

بنت الحسين

د. امير تاج السر

مرحبا بقدومك الميمون و شكرا لهذا الفضاء
الذى يخفف حسراتنا الناتجة عن القطيعة بيننا
اهل الشتات و بين مبدعينا الذى نسمع عنهم
و عن نتاجهم و لا يسعفنا الحظ بالتعرف عليهم او حتى
على اعمالهم
الطيب صالح سنام الروعة و سدات الخلق النبيل تتقاصر الكلمات
عن هامته الشامخة
و الولد خال

الف مرحب بك

مرحبابك أخي

الدكتور أمير تاج السر

في وطننا الكبير
....
في مرايا الساحل الحزينة السهلة المتمسكة بروح شقاء طفولتنا جميعا،
في الوجع الذي لا يفتر عن معافرة الحدقة الزرقاء
وفي كل طيف يسرب الخواطر للادمغة البريئة

1000 مرحبا

عماد البليك

تحايا صباحية يا أمير

أجيئك الآن أحمل إليك سلام أصدقاءنا الأحباب

د. ياسر مبارك
د. فريد السنجك
وطارق عقيل

ومن الخرطوم، الأعزاء أمين هبانى وجعفر البشير

وجميعهم فى شوق إليك والى معرفة أخبارك

وسوف أكتب إليك كل التفاصيل عبر البريد، قريبا

أبوذر

ارحب كثيرا بالروائي المبدع امير تاج السر.وهو يدخل هنا.واتمنى له طيب المقام معنا.لننهل من حروفه الساحرة.
اهلا به

شكرا د. أمير على هذه الإطلالة، وشكرا "ستى مريم" على المداخلة، بالفعل الشبه قائم بين "الجاح" و"الخال".. هل سبق أن أرسلت لك شريطا للطيب صالح مع عبدالهادى الصديق؟ إن لم أفعل ذكرينى، فصوت "الجاح" بالفعل بنداوة صوت "الخال" على أيام "البى بى سى" ولذا أقول لـ "الجاح" "بى بى سى"
تهزنى هذه "المعزوفة" "للخال" لعلنى لأنى أعانى "أعراضا" مماثلة، فأستمتعوا بها معى:
(عدت الى أهلى، يا سادتى، بعد غيبة طويلة، سبعة أعوام على وجه التحديد، كنت خلالها أتعلم فى أوربا، تعلمت الكثير، وغاب عنى الكثير، لكن تلك قصة أخرى. المهم، أننى عدت، وبى شوق عظيم الى أهلى فى تلك القرية الصغيرة عند منحنى النيل. سبعة أعوام وأنا أحن اليهم وأحلم بهم، ولما جئتهم كانت لحظة عجيبة أن وجدتنى حقيقة قائما بينهم، فرحوا بى وضجوا حولى، ولم يمض وقت طويل حتى أحسست كأن ثلجا يذوب فى دخيلتى، فكأننى مقرور طلعت عليه الشمس. ذاك دفء الحياة فى العشيرة، فقدته زمانا فى بلاد "تموت من البرد حيتانها". تعودت أذناى أصواتهم، وألفت عيناى أشكالهم من كثرة ما فكرت فيهم فى الغيبة، قام بينى وبينهم شىء مثل الضباب، أول وهلة رأيتهم. لكن الضباب راح، واستيقظت ثانى يوم وصولى، فى فراشى الذى أعرفه فى الغرفة التى تشهد جدرانها على ترهات حياتى فى طفولتها ومطلع شبابها وأرخيت أذنىّ للريح، ذاك لعمرى صوت أعرفه، له فى بلدنا وشوشة مرحة. صوت الريح وهى تمر بالنخل غيره، وهى تمر بحقول القمح. وسمعت هديل القمرى، ونظرت خلال النافذة الى النخلة القائمة فى فناء دارنا، فعلمت أن الحياة لا تزال بخير، أنظر الى جذعها القوى المعتدل، والى عروقها الضاربة فى الأرض، والى الجريد الأخضر المنهدل فوق هامتها فأحس بالطمأنينة. أحس أننى لست ريشة فى مهب الريح، ولكننى مثل تلك النخلة، مخلوق له أصل، له جذور، له هدف.
وجاءت أمى تحمل الشاى، وفرغ أبى من صلاته وأوراده فجاء. وجاءت أختى، وجاء أخواى، وجلسنا نشرب الشاى ونتحدث، شأننا، منذ تفتحت عيناى على الحياة، نعم، الحياة طيبة، والدنيا كحالها لم تتغير.) إنتهى من بداية "موسم الهجرة الى الشمال"
الوصلة أدناه، بها أيضا حديث "طيب" و"صالح" عن "الخال" "الولى بدون طربوش" كما أسماه محمد بن عيسى، فالى الوصلة:

أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى

مرحبا بالروائي أمير تاج السر ،،
شكرا لك لأنك كشفت لنا نوعا من الصلبطة يمكن أن نمارسه ،، أليس هذا موضوعا لرواية أخي أمير ؟

عمو عبد الله عثمان.. صباح الخير... وبتوقيتنا وتوقيتكم معاً.. فما عدتم بذلك البعد الجغرافي عنّا.. وسعيدين بقربكم منّا...لم أحظ بالشريط الذي ذكرته والذي يُسجّل للرائع، الطيب صالح.. حضرت مرّة .. في منتصف الليل.. لقاءاً قام بي "زاهي وهبه" في تلفزيون المستقبل مع الأستاذ الطيب صالح.. كنت قد أنهيت تواً سهرة من النوع الذي شهد كمّا ضخما من الأفلام.. وكنت أقلّب القنوات في يأس من الاستزادة.. عندها رأيت الطيب صالح.. أول شيء فعلته، في منتصف ذاك الليل، كان أن ناديت بقوة "باباااااااا (اعذروني على الحنكشه).. تعال شوف روحك في التلفزيون!"... أبي استيقظ، وجاء على صوت تلك المجنونه التي تصرخ منتصف الليل.. وانا أسمع وقع أقدامه وهو آتي، انتبهت للغبواة التصرّف.. واعددت نفسي (لشكلة) من النوع الممتاز.. لكني فوجئت أن أبي أندهش للشبه الواضح بينه وبين الطيب صالح.. أو كما قال المصري (ده إنت هو!)...الحقيقة مربط الفرس، ليس في الصوت ولا في الصوةر.. بل طريقة الكلام.. نفس طريقة انسياب الكلام، اللهجة الساخرة.. والطريقة الهادئة في توصيل المعلومة.. التأني في التفكير قبل الإجابة... قلت لكم، صخرت في منتصف الليل حين رأيته يتحدث!


مرحب د.أمير... وأعتذر إن انحفرت يمنة ويسرة.. ولكنه تتابع الأحداث في ذات اليوم...

أختنا الصغرى ، مريم بنت الحسين ، لك ودى
الطيب صالح لأنه سودانى اصيل وود بلد ، بيشبه الكثير من السودانيين مثل أبوك الفاضل ، صاحب (البريده) ، بل لا أبالغ لو قلت أن كل سودانى فيه شئ من الطيب صالح ، الأخ الأكبر / شوقى بدرى ، الذى يتحفنا بطريقة سرده وصدقه الأسطورى فيه شئ من الطيب صالح ، رغم عدم الشبه ، وصديقه ابن عمتى د.عبدالرحمن عبدالحميد عثمان، الذى كثيرا ما تحدث عنه ، فيه شئ من شخصية الطيب صالح ، بل شئ من (مصطفى سعيد)
ببساطة شخصية الطيب صالح ، تسكننا جميعا فى الشخصية التى نتمنى أن يكن حال السودان عليها.

الكاتب الجميل امير تاج السر..

والان وقد علمت انك انت هو من ردك ومن المطر..ولكما كل الشكر..دعنى احى حضورك المبدع بيننا..

ودعنى اهمس لك باننى احس بالتقصير لاننى وعدت الصديق الذة ارسل لى الرواية اننى ساقوم بعرضها هنا فى البورد..

ولم بسعفنى الزمان..ولهاثه بان افعل..ولكن وها انت هنا ..فساتزود بك..واعاود المحاولة..التى ارجو الا تثقب فيها غشاء..او تتلف فيها نسيج.


وياليتنى اقرا الروايات الاخرى التى ذكرتها.. هنا

Quote: نار الزغاريد وصيد الحضرمية وعواء المهاجر

وما انبه الهناوين التى تختارها


لك المعزة وجليل الاحترام..ولتهنأ بيننا..كما سنهنأ بوجودك..الملهم.

فوق ..ولي عوده لاحقه ...مامعني كلمه "خال"..

عزيزى أمير

كيف الأحوال

التحايا لك وأنت تورق وتثمر وتؤسس وتؤثث عوالما بديعة فى الرواية، محتشدة بكل الجمال والتميز

ولكن أود الآن، بل أشتاق أن أعرف، أين ذهب كل ذلك الشعر العجيب، وأنت تعرف مقدار محبتى للرواية منذ أن كنا نقرأ ونتباحث فى جويس وماركيز والطيب صالح وحنا مينا، ولكن تعرف أيضا مدى "تعصبى" للشعر والشعراء

لذا ليتنى أعرف أين كل ذلك الشدو الشعرى المتفرد، وقد لا يعرف كثيرون أنك الشاعر حقا وأنك من علمنا كيف نقرأ ونتذوق الشعر، أنت من قادنا الى فضاءات درويش وحدائق الشهاوى وفلسفة أدونيس والماغوط، أين كل تلك القصائد الممتلئة بالشعر الزاهى وبالمعانى التى لا يطالها إلا أمثالك ممن يكتبون الشعر ويكتبهم الجمال

أذكر أننا، أنا وفريد السنجك، كنا دوما أول من يقرأها، وأذكر كيف أن السنجك وهو يبتسم فى نشوة غريبة وهو يمتطى دخان سجارته، وننام ونحن مبللين برحيق القصيدة

والآن وقد وجدت فرصتى ولن أضيعها ابدا، لأنه من المجحف والله يا أمير ألا يستمتع الناس بمثل ذلك الشعر

ولك الود والتحية

أبوذر