لا رواية بعد الطيب .. أيضا؟

د. أمير تاج السر
لا رواية بعد الطيب .. أيضا؟
تاريخ النشر: الإثنين 30 أغسطس 2004, تمام الساعة 03:09 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة



لفت نظري في الآونة الأخيرة ، وأنا غارق وسط كم من الابداع الشاب والمتقدم العمر ، في نهارات وأمسيات الخرطوم ، مقال كتبه القاص عيسى الحلو ، أحد مجانين الكتابة في السودان ، وواحد من أقدم صانعي الملاحق الثقافية في الصحف .. يقول عيسى في قراءة مقتضبة عن الرواية السودانية ، أن لا رواية أتت بعد الطيب صالح ، وأن الكتاب الجدد يبدأون من الصفر وصولا لما دون كتابات الطيب بينما أحرى بهم أن يبدأوا من حيث انتهى الطيب.

هذا كلام لا يبدو لي صالحا لكتابته أو اعتناقه أو الترويج له في هذه الفترة الخصبة من تاريخ الرواية السودانية ،والتي أعتقد جازما أنها حققت ما لم تحققه سابقا ، حتى وهي بين يدي الطيب صالح حين حلق بها بعيدا ..في ذلك الزمن .أعتقد انها الآن أعمق صوتا ، وأكثر حضورا ، وأشد أناقة مما مضى ..رواية ارتبطت حقيقة بتراثها الأصيل ، لم تنحل منه ، وأضاءت في ذلك التراث ما كان معتما .ومعنى أن الكتاب يبدأون من صفر الكتابة في السودان ، كما قال عيسى ، هو إحالة غير صادقة إلى خمسينيات القرن الماضي ، وبالتحديد إلى عصر ( ملكة الدار محمد ) حين كتبت ( فراغها العريض ) ..والذي هو من كلاسيكيات الكتابة الآن ، ولا يمكن لأي مبدع معاصر في جيلنا أو الجيل الذي تلاه، أو حتى سبقه ، أن يقوم بمحاكاته .

لا أحد بالطبع ينكر ريادة الطيب لرواية سودانية وعربية خرجت عن مألوف الكتابة إلى ما وراء ذلك المألوف ، ولا أحد يستطيع أن يقلل شبرا من قامة موسم الهجرة إلى الشمال التي اكتسبت من المعرفة وأكسبت الكثير ، لكن في المقابل لابد من حقيقة تحتاج إلى إنارة ولا بد من قراءة بريئة وبلا عدسات ثبتت في بؤرها كتابات الطيب .. وإن كان العرب قد التفتوا مؤخرا إلى رواية سودانية جديدة ، وابتدأوا في تذوقها ، ومحاولة تعميقها في قراءتهم أكثر ، لماذا نجهض كل ذلك بتلك القراءات غير المنصفة ؟

إن كان عيسى الحلو وغيره من زعماء الثقافة المحلية ما يزالون يقفون في زمان موسم الهجرة وإبهارها، فهذا حقهم ..لكن في المقابل لابد من تحسين ذلك الانبهار أو توسيعه ليستوعب أعمالا أخرى لا تقل أهمية عن موسم الهجرة إلى الشمال .

في شهادة لي ألقيتها في دارة الفنون بعمان في الأردن منذ عدة أعوام ، تحدثت عن هذا الموضوع بسخاء .. تحدثت عن تلك العدسات غير المنصفة التي تقرأنا وتلك المنصفة التي تحاول أن تقرأنا.. لقد فوجئت بعدد كبير من الحاضرين يعرفونني .. ويعرفون أحمد الملك وبثينة خضر ، وفاجأني أحدهم حين سألني عن رواية اسمها ( التراب والرحيل ) لم أكن أنا شخصيا أعرفها في ذلك الوقت . ذلك اليوم شعرت بأهمية ما نكتب لدى الآخرين .. وأن الكثيرين من مبدعينا قادرون على لفت الانتباه خارج أضواء الخرطوم المعتمة .

أخيرا أقول لصديقنا عيسى الحلو ، ومجايليه من ذوي عدسات القراء الستينية .. إن الأجيال تتعاقب .. والكتابة لا يمكن تقييدها بزمن ، أو نحتها في ميدان عام لغرض الفرجة أو الحسرة ، أو إبقائها شجرة (نيم) يابسة بلا فروع.

amirelsir @ qatar.net.qa

د/أمير تاج السر

برأيي أن الكتابة كائن يمشي علي قدمين...... ربما كان يوما يمشي علي أربع، ثم نهض قليلا، قليلا....... وسيظل يتطور كما أخبرنا دارون.

الزعم بأن أحد الأزمنة هو النهائي في أي شيء، ضد عجلة التاريخ، وبه بلا شك إجحاف في حق كل من يكتب بعد ذاك الزمن؛ كما أري فيه دعوة للتكلس.

الكتابة كما صورها المقال (محل نقدكم) تبدو لي كتمثال في أحد الميادين العامة! (مع إنه بالنسبة لي، حتي تلك التماثيل تتطور وهي واقفة في أماكنها)
تحياتي
إيمان

الأستاذة إيمان
شاكر لك مداخلتك .. والواقع إنني لم أسمع أبدا بعبادة الأشخاص كما يحدث عندنا في السودان .. ذلك العائق الذي يقف بين المبدعين ووصول إبداعهم ..ولا أجد شعبا يستخدم جملة ( الراحل المقيم ) كما نستخدمها ..لذلك نحن للأسف آخر الشعوب التي تذكر إبداعيا .

لا روايه بعد الطيب صالح ,
ولا فن بعد الحقيبه ,
ولا زعيم بعد الأزهري ..

إنهم سلفيون يا Boss ..


طلال

شكرا يا طلال على جملتك الرائعة ..
لقد بحثت عنك في الخرطوم لخمسة وأربعين يوما ، ولم أعثر عليك .. كنت أود أن أصافح تلك الأصابع المبدعة .. يا لحظي ؟

د. أمير .. كنت خارج السودان لتصوير فيلم بالقاهره , قابلت الشيخ عووضه وسألته عنك , وبالصدفه في حديث عنك كان هناك صيدلاني قال أنه يعرفك حتى أن كاتب القصه المصري إيهاب عبد الحميد أصر على تحميله رساله خطيه صغيره إليك , فالشاب كان مبهورا بمرايا ساحليه .
الصيدلي ده إسمه على ما أعتقد " ساطع " .. من ناس بري , ويقيم بالدوحه .
....................
أنا الآن في السودان الشقيق , هل أنت موجود ؟؟!

طلال

العزيز طلال
أنا موجود حتى صباح الثلاثاء 7/9 على هذا الهاتف
091253288

Dr. Amir

Quote: ( الراحل المقيم )

!This is very thoughtful of you, and funny too
I absolutely like your critique

It is just one of those words people in my country chew without really probing into what it means

.Thanks for your response

Iman

المبدع امير تاج السر
سلام
هذا مقال لامس عصب الازمة التي يعاني منها كل من يكابد كي يخلق طريقه الخاص في الكتابة ، لانه يخضع للطيب ، وربما عيسى الحلو لا يرى غيره في القصة ، وآخرين لا يروا في الشعر الا المجذوب وهكذا تتم قراءة كل المكتوب على انه لا يتجاوز هذه الاسماء رغم ان زمن الرواية السودانية الان فرهد حروفا لم يخطها اي من هذه الاسماء
فروايتك ورواية عبد العزيز بركة ساكن ، ابكر ادم اسماعيل ، ومروان حامد الرشيد وغيرها من الروايات تؤسس لكتابة مختلفة لم يكتبها الطيب ، بل اذا قرأت هذه الكتابات في مسارها وصفرها الذي انطلقت منه لن تتوازى مع كتبه الطيب بل تجعل نفسها مسارا آخر ربما احتاجت موسم الهجرة للوصول اليه
لك كل الود

العزيز أبنوس
شكرا على كلامك السمح أيها السمح .لكن خبرني ماهو المطلوي لتغيير كل هذا ؟

الجميل امير تاج السر
حول ما هو المخرج اعتقد ان المخرج في الكتابة ذاتها ، وطالما هنالك ابداع روايئ ،سوداني متميز ، وكتابات تفرض نفسها كل يوم وتطرح اسئلة وتفجر صراع بين القديم المتمثل في الطيب وجيله ، وبين رواية راهنة لها صوتها وحضورها القوي في الساحة الابداعية بالتأكيد ستتجاوز هذه الاقلام التي لا ترى الا القديم بل وتتمسك بأن لا نبي بعد مصطفي سعيد ، فبهذا يضيقوا بابا واسعا للكتابة الجديدة ، هنالك نقطة مهمة حسب اعتقادي ان تاسيس منبر نقدي يهتم بقراءة الرواية السودانية والشعر والتجارب الابداعية الاخرى مهمة ضرورية ، كي تجد كثير من الاقلام النقدية الشابة مساحة للتعبير عن رؤيتها وقراءة الجديد بعيدا عن تأثير وهيمنة موسم الهجرة الى الشمال او الحقيبة كما قال طلال ، وهذا ليس تقليلا من قيمة رواية الطيب فهي قدمت الكثير وما زالت ، لكن ليست خاتمة مطاف الرواية السودانية
لك ودي

الدكتورة إيمان
شكرا جزيلا فقد اتفقنا وآمل أن ألتقيك في حوارت أخرى عن الثقافة .

عزيزي الأستاذ الفاضل أمير

المحك الصعب الذي وضعت فية الرواية السودانية هي إنها بداءت من قمة يصعب النزول منها هذا تقريبا ما يكرر قولة المتابعين لحركة الرواية السودانية – عيسى الحلو واحد من أصحاب الرؤية المستفيضة حول هذا الموضوع يشعر كاي منا بالفخر لإنتماء لهذا الوطن الذي أنجب الطيب صالح هذا اراه كما تراه كما يراه الكثيرين حق لا إفتراضا للصح ولكن إعجابا بقامة اطلت بنا علي العالمية وجعلتنا نتشدق بملئ فاهنا نعم نحن أبنا ذلك الوطن الذي أنجب الطيب صالح – هذه نقطة اراها تفرض نفسها علي فرضا أما النقطة الثانية - فإذا أمعنا النظر نجد إن القمة ليست حالة إنفرادية يشغلها شخص واحد طوال الوقت وإنما هي حالة متكررة من يصل إليها يظل بها وكرأي شخصي ارى إن عملك مرايا ساحلية وعمل أبكر أدم إسماعيل المدن المستحيلة وخالد عويس ورواية قرءتها عام 1990 على ما إعتقد اسمها ازهار الخريف الصفحة الأولي تتحدث عن الرمال في مدينة الأبيض كإفتتاح للرواية وللكاتب أيضا رواية أخري بعنوان عقد الخيل وراوية الوجيه كمال وتظل ابدا نهاية هذه الرواية عالقة بذهني لا أدري لماذا ولربما لانها فرضت نفسها فرضا على الأحداث وعلي نهاية الرواية واعمال اخرى كثيرة لا تحضرني الآن - أجدها كلها يا عزيزي أمير رقما يصعب تجاوزة لانها حقا اعمال غاية في الروعة والجمال لأنها فعلا قمه

خالص حبي ومحبتي
طارق ع الأحمدي

العزيز طارق الأحمدي .. كلامك جميل ويدل على حبك لوطنك ومبدعي زطنك .. نعم يوجد مبدعون في القمة وعلى رأسهم الطيب صالح والفيتوري .. وبالمفابل يوجد إبداع جديد يستحق أن يرسخ كما رسخ إبداع أولئك .. أما النصوص التي ذكرتها ومنها روايتي ( مرايا ساحلية ) فلا أظن أنها بهذا الكمال الذي يصعب تجاوزه .. إنها نصوص حميمة نعم .. لكن قطعا سيكتب آخرون ما هو أعظم منها ..
تحياتي

دكتور امير تاج السر

انا لي زمن لابد ليك وداير اسالك لكن زي ماقال عمر الدوش
صحيح انو الزمن غلااااااااااااب
في احدى رواياتك وعلى ما اعتقد انها سيرة الوجع
ذكرت واحد دكتور اسمو دكتور عواض
هل انت قصدك دكتور عثمان عواض استشاري امراض الدم

العزيز ساري الليل .. شكرا جزيل..ا
في الواقع كنت أقصد المرحوم دكتور ( محمد عواض )من أبناء كسلا و كان يعمل طبيبا خاصا ( خارج الحكومة ) في مدينة بورسودان منذ وعينا فيها ، وتوفي منذ حوالي تسعة أعوام .

دكتور امير تاج السر
اللي انا قاصده هو فعلا قريب المرحوم دكتور محمد عواض
وهو اخو زوجة الدكتور محمد عواض

حاولت الاتصال بك ياBoss,يبدو أن النمره فيها حاجه غلط أو ممكن تكون ناقصه .

طلال

آسف جدا يا طلال فقد نسيت رقما وبالتالي يصبح الرقم
0912583288

صــديقي أمير ..حبــابك
ليس هذا بمستغرب عن الأســتاذ عيسى الحلو..
لكن الســؤال الذي لا يستطيع أستاذنا الحلو الإجابة عليه هو ماذا سيكون رأيه لو أن شيخنا الطيب صــالح قد أقر باٍبداعية بعض من الأصــوات الجديدة في حقل الرواية الســودانية؟
المسألة الثانية.. هل يستطيع أستاذنا الحلو اٍٍستيعاب أسئلة جيل الرواية الراهنة في منجز الشباب؟
المسألة الثالثة.. لسنا هنا بمساءلة الذهنية الأبوية التي ترى في اعمال اللاحقين كــلام شــفع..و أبد الدهر لن يخرج من هذا الاطار الي أن يتوقف أستاذنا الحلو عن اصــدار صكوك الغفران و الرضــا عنها.. و لكننا في زمن أخر لنا أسئلتنا المالحة..و لن نتوقف عن القائها..لأنها هي حياتنا المعذبة بجروح الخيانات الكبرى.. و أظن أستاذنا الحلو يعلم بمن ساهم في خلقها..
سألت صديقنا الماهري عن ماهو المطلوب..المطلوب الكتابة لقارئ يفهم ما يكتب اليه..ببساطة لأن اسئلتك و همومك هي نفس همومه و أسئلته..و مثلها لن تجرؤ مداهنات السلطان و التمسح بأذيال نعمه الزائلة علي قــوله..

بالمناسبة رواية "التراب و الرحيل " هي منجز من منجزات صـديقنا ابراهيم بشــير و قد نشــرت 1987 و هي من العلامات الفارقة في حقل المنجز الروائي الســوداني..

و دمت
محمد النور كبر

عزيزي محمد النور ..
شكرا على الكلام الطيب .. وأظننا متفقين على أن الجيل الحالي في الكتابة يحتاج إلى نقاده ومنظري تجربته .. التي لن تستوعبها الأجيال السابقة ..لقد التقيت بمحمد ابراهيم الشوش وطلب أعمالي قائلا لي .. بالرغم من حكمي المسبق على أعمالكم قي الكتابة لكنني سأقرا .. بالنسبة لرواية التراب والرحيل فقد قرأنتها بغد ذلك .. اشتريتها من مكتبة في دمشق وهي حقا رواية ممتعة .

د/ أمير
لك التحية وشكرا علي ردك.
أعود هنا مرة تانية، لأن الموضوع بالنسبة لي لا يلامس فقط مسألة الرواية، لكن يلمس الذهنية التي أتجرأ بالقول أنها سائدة في السودان، حتي في مجالات العلوم. ربما في الفنون كالرسم والتمثيل إضطر المجتمع لتقبل الدماء الحارة. وأهو بنسعد كل يوم بالتعرف علي أسماء جديدة أسست لوجودها بجهد عالي يستحق التقدير.
ذكرني الحديث عن الطيب صالح بلقاء له حضرته قبل سنتين بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. أقامت اللقاء شعبة الأدب الإنجليزي، وتم تقديم الرجل بحفاوة بالغة (وبأمانة أدهشني الحشد الكبير من الطلاب والطالبات المصريين في الحضور) بالتأكيد مع عدد من الأجانب -نحن منهم (وأظن السر أنه موسم الهجرة ربما مقررة علي دارسي الأدب بالجامعة).
المهم، قام أحد الطلبة المصريين الشباب بحماس بالغ -ينم عن شخص قرأ وحلل كثيرا- وناقش الطيب صالح في جزء من كتابته بادئا ب"عندما كتبت كذا عنيت كذا"......... رد الرجل في تواضع واندهاش: والله أنا لما كتبت كتابتي هذي، لم أقصد ما ذكرت، أنتم يا هؤلاء تحملون كتابتي الكثير. فشكرا لكم!

أي أن الرجل نفسه يرفض مسألة الألوهية المسبغة عليه!
أظن أننا شعب يجيد صنع الآلهة يا دكتور!

أود التأكيد علي نقطة أخري، أوردها الأستاذ كبر في شكل سؤال، وأكدت عليها في ردك، وهي أن من يريد نقد أعمال الجيل الحالي، فعليه برأيي أن يلم ب(معافراته) الحياتية التي مر ويمر بها أو علي الأقل يكون منفتحا لاستيعابها والتعامل معها بما فيها من هجرات، فقدان لأشياء كثيرة، واكتساب لأخري تحت ضغوط شكلها يختلف كثيييييرا عن تلك المتعودين عليها في مجتمع مستقر... وغيرها الكثير. خلخلة مفاهيم كانت راسخة حول الأدوار الجندرية صاحبت الهجرات......... وكله أربطه بالهجرات بأشكالها التي رمت بالسودانيين في جميع أصقاع الدنيا وورثتهم تجارب غنية ومتنوعة!
نعم لهم الإحترام (نقاد العهد الذهبي) لكن عليهم الإستعداد للاعتراف بتجاربنا- روائية أو بأشكال إبداعية أخري- وعدم تبخيسها مسبقا، علي الأقل ليتعلموا منها شيئا!!

لك احترامي وأتمني أن تشاركنا في بوست الدكتور بشري الفاضل (هم ضالعون في البحث عن الحقيقة، ونحن مضيعون)

إيمان

في كتابات " أمير تاج السر " نفس شعري عالي , وفيها نقله عاليه يحسها القاريءعلى الفور بمجرد تعاطيه مع واحده من رواياته .
ففي " سيرة الوجع " أو " صيد الحضرميه " تجد نفسك أمام جمال عجيب .
.............................
أذكر أني كنت أتجول في مكتبة " المحروسه " ذات ليل قاهري , أتصفح الكتب , وأمسكت بكتاب شدني تصميم غلافه , وقبل أن أقرأ قال لي الأستاذ زغلول : ده من عنديكم , سوداني ياأستاذ ..
أومأت برأسي , وإستعرضت الغلاف الخلفي ..
كان عليه شهادات ..
إحداها كانت تقول:أمير تاج السر أهم روائي سودانى على الإطلاق .( !! )
إستفزتني المقوله , وإشتريت الكتاب.. وسهرت على قراءته .
في اليوم التالي إشتريت سبع نسخ ( من ذلك الجيب الذي كان طلابياً فقيراً ) .
قمت بإهداءها لسبع أصحاب أعرف ذائقتهم العاليه .
كلهم إندهشوا ..
وكان كتاب مرايا ساحليه لأمير تاج السر هو هديني في كل أعياد الميلاد ذلك العام ..
أهديته إلى " يافا " .. و " أنمار " .. و "أسامه "..و" عادل " .. و " راشد" ..
وكان الكتاب تميمتي التي أحملها معي في المواصلات والحل والترحال ..
..................................
مع معاداتي للسامية والبنيوية والإسلاموية وكلمة هاشم كرار القائله بكون أمير تاج السر أعظم روائي سوداني على الإطلاق , إلا أني أعد " مرايا ساحليه " من أجمل ما قرأت .
.................................
لأمير لغه مختلفه .. قادره على جذب آذان القلب من حلماتها .
والرجل موهبه في هدهة اللغة بطلاقة ويسر .
إستطاع أمير ( وهو طبيب ) أن يجعل من الروايه حكايه , من الممكن أن تقرأها في أي وقت وتنام ,
أو أن تكملها في ليلةٍ واحده دون أن يفرك عيناك نعاس .
...................................
هو كاتب قوي , ويختلف عن الأقوياء الكتابيون في السودان بكونه كاتب دؤوب , لدأبه شحم ولحم ...
فهو بجانب إغترابه الخليجي , ودكترته أصدر أكثر من خمس روايات :
عواء المهاجر .
غثيان الصعاليك .
طحين الفوضى .
سيرة الوجع .
مرايا ساحلية .
صيد الحضرميه .
وروايه جديدة لم أقرأها , ( و إن كان تم نشر أجزاء منها على الإنترنت .. ) .
بجانب مجموعة قصصية باسم " نار الذغاريد " ..
......................................
......................................
لو كان لي أن أستعير ما قيل في شأنه , فها أنا أنقل ما قاله عنه الأديب المصري جمال الغيطاني بأن " هناك كتاب كثيرون يستحقون أن نعرفهم ..إخترعوا تقنيات حديثة في الرواية .. و يمكن إعتبارهم كتاباً عالميين .. أبرزهؤلاء السوداني : أمير تاج السر .. "
وهذه مقوله ألقاها الغيطاني في محاضرة بخصوص أن " الأديب العربي نافذتناعلى العالم .. " .
.........................................
.........................................
أمير تاج السر , بغير كونه روائي عظيم , وكاتب سوداني ماجد , فهو تجربه ثقافيةعميقه , يجدر بنا الوقوف عندها والاستمتاع بها ..

....
طلال

طلال عفيفي .. ما هذا الاحتفاء كله يار جل ؟
لقد أخجلتنب حقيقة .. ولكن أنت من جيل يعشق المغامرة ويحتفي بالجديد ..
أنا في انتظار سيرتك كاملة حتى أؤدي واجبي في التقديم لها كما تفقنا .. كما أنتظر موضوع دار ميريت ..بريدي هو ..
[email protected]

العزيزة د. إيمان ..
حقيقة أسعدني التعرف عليك ( إنترنتيا ) .. تبدين مثقفة طليعية بحق ..وأنا شديد الأسف لأنني تأخرت في الرد .. بسبب ظروف السفر ولم تتخلص مفاصلي حتى الآن من ( بشتنة ) مطار الخرطوم .. وسوء تنظيمه وبطء إجراءاته .
ما ذكرتيه عن خالنا العزيز الطيب صحيح .. الرجل الجميل .. السهل الذي يتبرأ دائما من مطاردة التأليه ويقول في كل مناسبة إنه أصلا ليس كاتبا ولكن الناس جعلوه كذلك ..لا أحد ينكر عظمة الطيب صالح بالطبع ولكن أيضا نريد الإحتذاء ببقية إخواننا العرب في إبراز إبداع مغاير لا يرتبط بالضرورة بالطيب .. لقد عدت أمس من الخرطوم وأقيمت لي ندوة لمناقشة تجربتي في الكتابة .. وفوجئت بالكثيرين يحاولون تمزيق تلك التجربةوإحالة ملف الرواية بأكمله إلى الطيب صالح ..وقد سألني أحدهم بلا براءة : هل أنت روائي أم كاتب روايات .. وظل ذلك السؤال مطروحا في الصحف في شكل ثرثرة تركتها خلفي تتناسل .. هل أنت روائي أم كاتب روايات ؟.. هل تدركين المعني ؟ أنا أدركته .. أي إما أن تكون سودانيا ( كيرلس ) لك رواية أو روايتان لتحسب روائيا أو تكون نشيطا بعشر روايات ليقال كاتب روايات مصاب بفيروس السرد .
لي شهادة في هذا الخصوص منشورة في كتاب ( أفق التحولات في الرواية العربية- المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت2003 .. أرجو إذا أمكن مراجعتها .
أحييك مرة أخرى وأتمنى ألا ينقطع الحوار .
أمير تاج السر
الدوحة .