الروائي الطيب صالح يكشف البعد الشعري للمعري !!!!!!!!!!!

الروائي الطيب صالح يكشف البعد الشعري للمعري !!!!!!!!!!!


12-12-2004, 02:48 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=359&msg=1240342242&rn=0


Post: #1
Title: الروائي الطيب صالح يكشف البعد الشعري للمعري !!!!!!!!!!!
Author: Frankly
Date: 12-12-2004, 02:48 AM

الروائي الطيب صالح يكشف البعد الشعري للمعري


الطيب صالح يطوف ليل الشعر العربي ويقدم للقارئ وجها خفيا للمعري (الجزيرة نت)


المحفوظ الكرطيط-الدوحة


قدم الروائي السوداني الطيب صالح ضمن فعاليات معرض الدوحة للكتاب أبا العلاء المعري كأحد أضلاع مثلث الشعر العربي، محطما بذلك الصورة المألوفة التي ترسخت في ذهن القارئ العربي عن صاحب "رسالة الغفران" باعتباره فيلسوفا وزاهدا.

وقد نسب الطيب صالح أمس في محاضرة بعنوان (أبو العلاء شاعرا) توصيف المعري فيلسوفا وزاهدا إلى عميد الأدب العربي طه حسين الذي روج لتلك الصورة في كتاب "مع المتنبي". لكن الطيب صالح كشف عن أطروحته منذ بداية اللقاء قائلا: "أغامر بالقول إن المعري لم يكن فيلسوفا بل كان شاعرا أولا وأخيرا".

ودحض الطيب صالح أطروحة "الفيلسوف الزاهد" منذ البداية، معتبرا أن وضع المعري في خانة الفيلسوف تضييق لأفقه الفكري وتسييج لخياله، واستدل على ذلك بكون المعري لم يكن صاحب نسق فكري رغم الطابع الحكمي الذي ميز كتاباته.

أما صفة الزهد التي ارتبطت بالمعري فقد فندها الروائي السوداني بالنبش في المنتوج الشعري للمعري والاستشهاد بأبيات مشحونة بالإيحاءات الإباحية وبالهوس بالمرأة وبالاستعارات التي تدور في فلك الشبق المكبوت.

وراح صالح في إلقاء وشرح أبيات للمعري من ديواني "اللزوميات" و"سقط الزند" بطريقة جمعت بين قوة الإلقاء ورهافة الإحساس والتمثل الدقيق والعميق لمضامين وإحالات تلك الأبيات.

وهذا ما جعل أحد المتدخلين في هذا اللقاء يجزم بأن طريقة إلقاء صالح للشعر تنم عن حس وذوق شعري عميق يجعل منه شاعرا أول وليس روائيا.


الحاضرون يكتشفون المعري والطيب صالح شاعرين (الجزيرة نت)
مثلث شعري
واعتبر صاحب "موسم الهجرة إلى الشمال" أن المعري هو أحد أضلاع مثلث الشعر العربي الذهبي إضافة إلى الضلعين الآخرين: أبو نواس وأبو الطيب المتنبي.

من هذا الربط راح الطيب صالح في التنقيب في أشعار هذا الثالوث ليقدم للحضور أبياتا تشي بتقارب رؤى أضلاع هذا المثلث وتمثل القوة التعبيرية والتصويرية التي تسند متونهم الشعرية.

ومن هذا الطواف الشعري خلص الطيب صالح إلى أن هؤلاء الشعراء معاصرون بجميع المقاييس وذهب إلى حد القول إنه لو كان أبو نواس مازال على قيد الحياة لكانت له مكانة خاصة في أجواء العاصمة الفرنسية وفضاءاتها التي تعتبر رمزا للاحتفال بالحياة.

لكن على مستوى الروح الشعرية اعتبر صاحب "عرس الزين" أن المتنبي يبقى أقرب أضلاع المثلث إلى هذا العصر باعتباره خلاصة لما سماه الإيتوس العربي وتجسيدا للطنطنة العظيمة وتعبيرا عن الموقف الوجودي.

روح الأمة
ولاستدراج الحضور الغفير لاستساغة وتمثل دلالات كون المعري شاعرا، قدم الطيب صالح كلمته بتحويرات حول مفهوم الشعر، معتبرا أنه من المقومات الأساسية في تكوين شخصية وهوية أي أمة تحترم نفسها وخلاصة أحلام الأمة وأشواقها وأشجانها وتصورها لنفسها، أي إيتوسها (روحها).

وأكد الطيب صالح أن هذا التعريف ينطبق أساسا على الأمة العربية باعتبارها أمة خلقها الله شاعرة وأغنت تراث الإنسانية بأعظم إنتاج شعري، مشيرا إلى أن الشعر ظل طوال التاريخ العربي حيا ماثلا في الحياة.

وأكد الروائي السوداني أن الشعر يفجر الطاقة الأريحية الكامنة في الذات العربية ويمثل أداة تعبيرية تجعل الإنسان أكبر مما هو وتجعله يقدم على أفعال كبيرة حتى في هذا "الزمن الأغبر".
_______________
الجزيرة نت

المصدر: الجزيرة


Post: #2
Title: Re: الروائي الطيب صالح يكشف البعد الشعري للمعري !!!!!!!!!!!
Author: محمد أبوجودة
Date: 12-12-2004, 04:06 AM
Parent: #1

الاخ فرانكي ،،

التحية والسلامات

وشكرا علي هذا التنوير البليغ بآراء رائع الرواية السودانية العالمية
الاستاذ الطيب صالح ..

مع توقيرنا لرأي الاستاذ في إبراز البعد الشعري لأبي العلاء المعرّي
علي حساب بعده الفلسفي ، إلآ أنّ أباالعلاء ، كما وصفه الأقدمون والمحدثون
هو : شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء . تروج عنده الاسئلة العصية علي
الاجابات التقليدية أو تلك الجاهزة من بطون الكتب الصفراء ! كما أنّ أشعار
أبي العلاء ، تساؤلات مسنـّنة الرؤوس ، وتعبير قوي عن بعده الفلسفي :

هذا ما جناه عليّ أبي ... ولم أجن علي أحد !
( شكاة من عبثية التوالد ، في غير رشد للعقل !)

وهل يأبق الانسان من ملك ربـّه ،،، فيخرج من أرض له وسمـــاء ؟؟؟
(إحساس بعجز الانسان عن استكناه أسرار الكون)

وإنّي وإن كنت الاخير زمانه ،،، لأت بمــا لم تستطعه الأوائل ؟؟(رضوخ للنفس الفلسفي الملحمي ، الذي تتحسـّن ثقته في نفسه بعض الاحيان
فيأنس كفاءة في ســبر أغوار الاشياء )

ألا في سبيل المجد ، ما أنا فاعل،، عفاف وإقدام وحزم ونائل
أعندي،وقد مارست كل خفيّة، يصـدّق،، واش ، أو يخيـّب ســـائل
تعدّ ذنوبي عند قوم كثيـــــرة ،،ولا ذنب لي،إلآالعلا والفضائل

(إنعكاس مشع لحسن الثقة في النفس ، والذي يشي بإحساس العجزتجاه متناقضات السلوك!)

أمـّا الابيات الأخيرة ، ففيها الكثير من بواعث التأمـّل :

غير مجد في ملّتي واعتقادي ،، نوح باكي ولا ترنّم شادي
أبكت تلكم الحمامة ام غنـّت ،، علي فرع غصنها الميـّاد ؟
وشبيه صوت البشير إذا ماقيس ،، بصوت النعي في كل وادي
صاح، هذي قبورنا تملأ الرحب ،، فأين القبور من عهد عاد؟
ربّ لحدّ قد صار لحد مرارا ،، ضاحك من تزاحم الأضـّــداد
ودفين علي بقايا دفين ّّ!! ،، في طويل الأزمان والآباد
خفّف الوطء فما أري: أديم ،، الأرض ، إلآ من هـذه الاجساد
وقبيح بنا، وإن قدم العهد ،، هوان الآباء والأجــــداد
طر ،إن شئت في الهواء رويدا ،، لا اختيالا فوق رفاة العباد
تعب كلّها الحياة فما عجبي ،،،، إلآ من راغب في ازدياد !!


ففيها، تنبيه من الوقوع في حبائل مايسمي ب " خداع النظر " أو الثقة في ظواهر الأشياء
فيها : التفكّر في طبيعة الارض وارتباطها بال" أدمة " التي تأتي من هذه الأجساد المقبورة
فيها : الاحساس بالعجز تجاه بواطن الأمور وسرمدية الحياة !!! أو حداثتها مقابل " قدم
البارئ " ..

فأبو العلاء ، أحمد بن سليمان ، رهين المحبسين ، وفي قول ، ثلاثة محابس : إرتباطه
بمنزله في " معرّة النعمان" وبصره الكفيف ، وتأمّلاته في الليل البهيم الذي كموج البحر
أرخي سدوله، عليه ليبتلي ؟.. هو فيلسوف زمانه ، وشاعر مجيد .. وهل هناك فرق شاسع بين
الشعر " الحكمي " وتجليـّات الفلسفة ؟؟؟


ولك التحية //