العرب لا يقرأون

العرب لا يقرأون


04-11-2007, 02:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=354&msg=1195037520&rn=2


Post: #1
Title: العرب لا يقرأون
Author: سامى عبد الوهاب مكى
Date: 04-11-2007, 02:13 PM
Parent: #0




--------------------------------------------------------------------------------



العرب لا يقرأون



د. عائض القرني



إذا ركبت مع أوربي وجدته خانساً منغمساً يقرأ في كتاب، وإذا ركبت مع عربي وجدته يبصبص كالذئب العاوي، أو كالعاشق الهاوي، يتعرف على الركاب، ويسولف مع الأصحاب والأحباب. بيننا وبين الكتاب عقدة نفسية، ونحن أمة (اقرأ)، ولكن ثقلت علينا المعرفة، وخف علينا القيل والقال، ولو سألت أكثر الشباب: ماذا قرأت اليوم ؟ وكم صفحة طالعت ؟ لوجدت الجواب: صفر مكعَّب، مع العلم أن غالب الشباب بطين سمين ثخين بدين، لأنه مجتهد في تناول الهنبرقر والبيتزا، وكل ما وقعت عليه العين ووصل إلى اليدين:

* سل الصحون التباسي عن معالينا ـ واستشهد البَيْضَ هل خاب الرجا فينا

* كم (كبسة) شـهدت أنا جحافلهـا ـ وكـم خـروفٍ نـهشناه بـأيدينا.

يحتاج شبابنا إلى دورات تدريبية على القراءة، لأنهم وزّعوا الأوقات على السمر مع الشاشات، أو التّحلق على الكبسات، أو متابعة آخر الموضوعات. الإنسان بلا قراءة قزم صغير، والأمة بلا كتاب قطيع هائم، طالعت سِيَر العظماء العباقرة فإذا الصفة اللازمة للجميع مصاحبتهم للحرف، وهيامهم بالمعرفة وعشقهم للعلم، حتى مات الجاحظ تحت كتبه، وتوفي مسلم صاحب الصحيح وهو يطالع كتاباً، وكان أبو الوفاء ابن عقيل يقرأ وهو يمشي، وقال ابن الجوزي: قرأت في شبابي عشرين ألف مجلده، وقال المتنبي: وخير جليس في الزمان كتاب، سألت شباباً عن مؤلفي كتب مشهورة فجاءت الإجابات مضحكة، قال صاحب كتاب فن الخطابة: العظمة هي قراءة الكتب بفهم، وقال الروائي الروسي الشهير تيولوستي: قراءة الكتب تداوي جراحات الزمن، وقال الطنطاوي: أنا من ستين سنة أقرأ كل يوم خمسين صفحة ألزمت نفسي بها:

* جمالَ ذي الدارِ كانوا في الحياةِ وهمْ ـ بعدَ المماتِ جمالُ الكتبِ والسيَرِ.

صح النوم يا شباب فقد انقضى العمر، وتصرّمت الساعات، وقتل الزمان بالهذيان وأماني الشيطان وأخبار فلان وعلاّن، استيقظوا يا أصحاب الهمم الهوامد، والعزائم الخوامد، والذهن الجامد، والضمير الراقد:

* وَلَو نار نفخت بِها أَضاءَت ـ وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَمادِ.

قاتل الله التسويف والإرجاف، وسحقاً لمن زرع شجرة «ليت» لتثمر له «سوف»، وتخرج له «لعلَّ» ليذوق الندامة:

* وَمُشَتَّتِ العَزَماتِ يُنفِقُ عُمرَهُ ـ حَيرانَ لا ظَفَرٌ وَلا إِخفاقُ.

حيّا الله الهمم الشماء، والعزيمة القعساء، التي جعلت أحمد بن حنبل يطوف الدنيا ليجمع أربعين ألف حديث في المسند، وابن حجر يؤلّف فتح الباري ثلاثين مجلداً، وابن عقيل الحنبلي يؤلف كتاب الفنون سبعمائة مجلد، وابن خلدون يسجّل اسمه في عواصم الدنيا، وابن رشد يجمع المعارف الإنسانية:

* لولا لطائف صنع الله ما نبتتْ ـ تلك المكارم في لحمٍ ولا عصبِ.

وددتُ أنَّ لنا يوماً في الأسبوع يخصص للقراءة، ويا ليتنا نبدأ بمشروع القراءة الحرّة النافعة عشر صفحات كل يوم تُقرأ بفهم من كتاب مفيد لنحصد في الشهر كتاباً وفي السنة اثني عشر كتاباً، ولتكن قراءة منوّعة في ما ينفع لتتضح أمامنا أبواب المعرفة وتتسع آفاقنا، وتُنار عقولنا. فيا أمة (اقرأ) هيا إلى قراءة راشدة، واطلاع نافع، وثقافة حيّة، ومعرفة ربانية، وسوف تنتهي بكم التجارب إلى أن الكتاب خير جليس، وشكراً للأمير بن صمادح حيث يقول:

* وزهدني في الناس معرفتي بهم ـ وطول اختباري صاحباً بعد صاحبِ

* فلم ترني الأيام خلاًّ تسرني ـ مباديه إلاّ ساءني في العواقبِ

* ولا قلت أرجوه لكشف ملمةٍ ـ من الدهر إلاّ كان إحدى المصائبِ!

* فليس معي إلاّ كتاب صحبته ـ يؤانسني في شرقها والمغاربِ.


منقوووووووووووووول

Post: #2
Title: Re: العرب لا يقرأون
Author: أيمن الطيب
Date: 04-12-2007, 07:28 AM
Parent: #1

سلامات أخى سامى مكى,


في إحدى الدراسات التى أجريت مؤخراو كانت بعد أحد معارض

الكتاب العالمية و أقيم بتركيا,أثبتت الدراسة بالأرقام

أن نسبة قراءة الكتاب العربى أوالمترجم للعربية و نسبة

الكتابة باللغة العربية و الكُتاب العرب قد تدنت بصورة

مريعة في السنوات الخمس الأخيرة ورغم تطور تكنولوجياجمع

الحروف و الطباعة و إزدحام المنطقة بمؤسسات ضخمة تطبع

ملايين الإصدارات والصحف و لكن لوحظ إنخفاضا كبيرا فى درجة

القراءة المؤسسة و المبنية على منهجية علمية محددة أذا

إستثنينا الإصدارات الإجتماعيه و الفنية والكتابات الصفراء

لأنها تعد واحدة من أسباب هذا التدنى و الهبوط !! الدراسة

أيضا إشتملت على بعض المقارنات و الملاحظات الغريبة و من

ضمنها عدد المؤسسات المتخصصة فى دعم الأبحاث العلمية و

الأدبية و جوائز تشجيعها و دعمها مما يرفع نسبة الكتابة و

ينعكس ذلك على إرتفاع عدد القراء والمطلعين فهى تكاد تكون

منعدمة أو ضعيفة العدد مقارنة بأوروبا وأمريكا!!!ذكرت الدراسة

أن واحدا من أسباب التدنى يرجع لزحف القنوات المرئية على زمن

القراءة ووجود التمويل اللازم دائما رغم إرتفاع التكلفة و لكن

بالنظر إلى العائد المادى لكلفة تمويل بحث علمى أو أدبى و

فى الجهة المقابلة تمويل فضائية تلفزيونية تبيع الوهم والعرى

والخواء و تبقى المشاهد على إطلاع باخبار الفنانين و زواجهم و

طلاقاتهم وآخر عمليات التجميل تعد مشروعات مربحة و ذات عائد مجز

أدبيا و ماديا أكثر من رعاية مشروع كتاب أو كاتب للأسف الشديد!!

أضف إلى ذلك الظروف السياسية المتباينة التى تعيشها المنطقةالعربية

من حروب ودكتاتوريات و فقر مدقع في بعض البلدان و ثراء شديد فى

بلاد أخرى فكلها مسببات لإنخفاض درجات القراءة و الإطّّلاع !!!!

الأجيال الجديدة أصلا فى غالبها أجيال غير قارئة و قد يستغرب بعضهم

إمكانية أن يصبر أحدهم على إكمال رواية من القطع المتوسط و ما نوع

الفائدة التى يمكن أن نجنيها من تلك القراءة !! هذه الأجيال لم تزرع

فيها هذه البذرة أصلا إلا من رحم ربى !!! إختلاف إيقاع الحياة وأسلوب

العيش ساعد فى توسيع الفجوة بين الكلمة المطبوعة و القارئ و كانت

النتيجة أجيال تعرف عن نانسى عجرم و هيفاء و هبى أكثر مما تعرف

عن جورج أمادو أو صنع الله إبراهيم أو محمد عبد الحي و محمد المهدى الجذوب!!!!


كان يقال قديما أن القاهرة تكتب و بيروت تطبع و الخرطوم تقرأ و فى

ظنى أن هذه المقولة يجب تغييرها لما يناسب الواقع الحالى و ليس من

سبيل هنا أن نذكر ما يجرى الآن فى هذه المدن فهو بغير شك لا علاقة له

البتة بما قيل قديما.


تقبل إحترامى.