عندما زرنا (طويلة)

(طويلة) .... تردد الاسم في الإعلام كثيراً خلال الفترة ما بين عامي 2003 و 2004م.
شاءت الأقدار أن نزورها في الأيام السابقة خلال عملنا مع الأمم المتحدة.


طويلة تحكي مأساة دارفور.

قرية كانت آمنة مطمئة يأتيها رزقها رغداً من كل صوب. واستيقظت فجأة على دوي الحرب. والحرب لعينة لا تترك خيراً.


وصلنا إلى طويلة في نهاية شهر نوفمبر 2011 .... واستقبلنا أهلها الطيبون بكل ترحاب وكرم .... رغم كل ما شيء .....

.... كل شبر في طويلة .... يحكي قصة. . .

قصة كيف تحول الرصاصة .... الهدوء إلى وحشة.


وكيف تبدد القذيفة .... شعور الأمان ليحل محلّه مزيج من الفوضى والرهبة .... وعدم الاتزان .....


رغم كل شيء ما زالت طويلة هنا ..... تتحدى الوقائع .... وتقف شامخة بإنسانها الأصيل ..... بل وتستضيف العديد من أبناء القرى والمناطق المجاورة الذين أضطرتهم ظروف - لم يصنعوها بل كانوا ضحاياها - لترك منازلهم وقراهم واللجوء باتجاه طويلة.

تبعد طويلة 55 كيلومتراً عن الفاشر .... وتقع في الاتجاه الغربي.

غادر معظم أهل طويلة قريتهم الجميلة عند اندلاع المعارك في 2003 ووصلوا بعيداً في هجرتهم ... وبقي بعضهم قريبين منها.