وتر بلا لحن

ـ العشاء

قالتها بمجانية وتثاقلت في مشيتها وبدت وكأنها في الستين من عمرها

لا أدري ما الذي اصابها شيئ ما انكسر داخلها تلاشت ابتسامتها وانطفأ بريق

عينيها

كان بؤبؤ عينيها ملئ بالدمع ولكنها حبسته بين اهدابها حتي لا تنهار امامي

دلفت الي غرفة البنات وانكفأت عليهما تقبلهما وسرعان ما إنهالت الدموع
مدرارا وسرعان ما أحسست بطواطؤ من بنتي

لقد حاولت مرارا ان اعرف ما بها ولكنها كانت تصدني بعناد.

رن جرس الهاتف وكسر هذا الصمت القاتل وتواصل رنينه حتي دخلت آلة المجيب

الآلي ولم يترك المتصل رسالة ثم بدأ الرنين مرة اخري لكن هذه المرة رفعت

السماعة وردت بصوت مبحوح وحزين لكنها فجأة إستعدلت صوتها

ـ آي يا امي سامعاك والله

ـ قاعدين بس كنت في المطبخ

ـ كويسين هم جنبي هنا وبيسلموا عليك
ثم فجأة إنخفض صوتها ولكنني ركزت كل حواسي في حاسة السمع
ـ عبدالمنعم ما موجود لسة ماجا
لقد انكرت وجودي لقد انكرتني تماما ماذا يجري
وبدا الصوت خافتا وحزينا حتي انتهت المحادثة.

ما الذي اصابها حتي تتصرف هكذا لابد انه امر جلل بيد انني استرجعت زاكرتي

للاسبوع المنصرم ولكنني لم اجد سببا واحدا لكل هذه الثورة الطائشة

هل يكون ذلك عندما سألتني عن رأيي فيي تسريحتها الجديدة حينها اجبتها

ممازحا

ـ راحت عليك

لا لا لا لاأظن هذه تبدو هي المعضلة لما يحدث هذه الايام

فجأة قطع حبل أفكاري رنين هاتفي النقال

وكانت نسيبتي هي المتصلة.

ونواصل.